عراقي قُتل ظلماً! .. حين يُهاجر التطرف من دمشق إلى ألمانيا.. الفكر الجولاني يطارد الشيعة في أوروبا

انفوبلس/..
الفكر الجولاني الذي تأسس على العنف الإقصائي والتكفير الطائفي لم يعد حبيس إدلب أو خاصًا بسوريا وحدها، بل تمدد خارج الحدود، وانتقل مع حامليه إلى قلب المجتمعات الأوروبية. في ألمانيا، كان هذا الفكر حاضرًا بدمويته حين أقدم أربعة شبّان سوريون على رمي فتى عراقي من الطابق الثامن، لمجرد أنه شيعي. الجريمة لم تكن بدافع السرقة أو الانتقام الشخصي، بل كانت فعلًا طائفيًا صرفًا، نابعًا من منطق الكراهية الذي غذّاه الجولاني لسنوات، واليوم بات يُشرعن من موقعه الجديد كرئيس للحكومة السورية.
الطفل العراقي سقط ضحية لفكر قاتل عبر البحار، متنكرًا في هيئة لاجئين. هذه الحادثة المفجعة، التي هزّت الجالية العراقية في أوروبا، ليست استثناءً، بل واحدة من تجليات مشروع أيديولوجي يرى في الآخر المختلف تهديدًا تجب تصفيته، حتى داخل أوروبا.
وفي ظل صمت رسمي مثير للقلق، وتجاهل إعلامي متعمّد، تتزايد المؤشرات على أن الفكر الجولاني لم يُحاصر، بل أُعيد تدويره وتلميعه، وأصبح يُمارس تأثيره داخل مجتمعات الشتات، تمامًا كما يُمارسه في مؤسسات الحكومة التي بات الجولاني على رأسها. والمقلق أكثر أن هذا التحول السياسي لم يرافقه أي تغيير فكري حقيقي، بل العكس، ازدادت شراسة المشروع، وبدأ يُصدّر أدواته خارج سوريا بشكل واضح وصادم.
*تفاصيل الحادثة
ولقي فتى عراقي مصرعه، بعد سقوطه من الطابق الثامن من مبنى في مدينة هامبورغ الألمانية، خلال مشاجرة اندلعت بين عدة أشخاص سوريين وعراقيين بينهم فتاة.
وقالت وسائل إعلام ألمانية، إن الفتى سيف علي توفي متأثراً بشدة الاصطدام رغم محاولات إنقاذه من قبل الأطباء.
وقادت تحقيقات الشرطة لمعرفة سبب سقوط الفتى اللاجئ إلى ملاحقة خمسة أشخاص على علاقة بالحادثة.
ونجحت الشرطة أمس الثلاثاء، في ضبط أربعة شبان سوريين وفتاة عراقية عمرها 22 عاما كانوا في الشقة قبيل سقوط الفتى فجر الاثنين.
وأطلقت الشرطة سراح الفتاة لعدم وجود دليل يُدينها، واحتجزت الشبان الأربعة للتحقيق في معلومات عن مشاجرة وقعت في الشقة قبيل سقوط الفتى.
وتعتقد الشرطة بالاستناد لروايات الجيران، أن الشقة شهدت اقتحاماً من بعض الموقوفين قبل اندلاع مشاجرة داخل الشقة.
وتتراوح أعمار الموقوفين السوريين الأربعة بين 16 و20 عاما، وتم توقيفهم بعد أن نشرت الشرطة أكثر من عشرين دورية في جميع أنحاء المدينة للبحث عنهم، قبل ضبطهم في سيارتي أجرة.
*نحيب
وأثار نحيب أب عراقي في مراسم تشييع ودفن ابنه، تفاعلاً واسعاً بين الجالية العربية الكبيرة في ألمانيا التي شهدت فصول وفاة الشاب الغامضة التي تحقق الشرطة في ملابساتها.
وتوفي الفتى سيف علي بعد سقوطه من الطابق الثامن لشقة في مدينة هامبورغ، وسط اتهامات بكون الحادثة جريمة قتل يقف خلفها أربعة شبان سوريين أوقفتهم الشرطة وتحقق حالياً لمعرفة ملابسات ما جرى.
وظهر الأب في مقبرة في مدينة هامبورغ، محاطاً بعشرات المشيعين الصامتين، بينما يردد والد سيف بصوتٍ عالٍ رثاءً في مقتل ابنه بعيداً عن وطنه وأهله.
وترك نحيب الأب أثره في وجوه الحاضرين، قبل أن يثير موجة من التعاطف والحزن عندما انتشرت مقاطع فيديو لما شهدته المقبرة من موقف حزين.
أوساط الجالية العراقية في أوروبا، وخاصة الشيعية منها، باتت تتحدث علنًا عن تصاعد وتيرة العداء الطائفي داخل بعض تجمعات اللاجئين السوريين، وعن “تحرشات طائفية متكررة”، تتجاهلها السلطات المحلية تحت غطاء الحريات الدينية والثقافية. الجريمة الأخيرة كشفت حجم الخطورة التي تمثلها بعض الأيديولوجيات حين تدخل بيئة مفتوحة كالمجتمعات الأوروبية، دون رقابة، ودون متابعة للخطاب الديني والتعبئة الفكرية التي تمارس في بعض التجمعات.
التقارير الأولية للشرطة الألمانية لم تصنّف الجريمة حتى الآن كجريمة كراهية طائفية، وهو ما أثار استياء الجالية العراقية، ودفع نحو مطالبات بمساءلة قضائية واضحة، وبتحقيقات شفافة تُظهر الدافع الحقيقي للجريمة، وتضع حدًا لتنامي الفكر الجولاني المتطرف في مجتمعات اللاجئين.
في العمق، تمثل هذه الحادثة مؤشرًا خطيرًا على أن التطرف حين يُعطى منصبًا، يتحوّل إلى دولة فكرية موازية، تهدد السلام المجتمعي في أي مكان تصل إليه. وإن لم تتم مواجهته مبكرًا، فإن جرائم الطابق الثامن قد تتكرر، بأشكال مختلفة، وضحايا آخرين، في بلدان أخرى.