عصابات الإرهاب تقاتل بيأس.. داعش يهاجم "الخوضة" في الأنبار
إنفو بلس/..
تنظيم داعش الإرهابي الذي ذاق هزائم مريرة في العراق، تحاول بعض خلاياه بين الفَينة والأخرى، إثبات وجودها عبر تنفيذ عمليات إجرامية تستهدف خلالها مدنيين تارة وأمنيين تارة أخرى، لكنها إن دلّت على شيء فإنها تدل على يأس تلك المجاميع المندحرة.
*مجاميع صغيرة
يلجأ تنظيم داعش لإستراتيجية "المجموعات الصغيرة المتنقلة"، لتعويض النقص الحاد في عدده وتسليحه، بعد العمليات الناجحة لقوات الجيش والأمن والحشد ضده في مناطق متفرقة من البلاد، وذلك وفق تحليل خبراء.
يقول الباحث في شأن الجماعات المسلحة ورئيس قسم الدراسات الأمنية في مركز العراق للدراسات الاستشرافية، رائد الحامد، إن "داعش يتواجد على شكل مجموعات ضمن استراتيجية الهجمات بأعداد صغيرة متنقلة دون 15 مقاتلاً، لتفادي الخسائر البشرية بعد ضعف الإقبال على الانضمام إليه. كما يوجد أقل من 500 داعشي يتوزعون بأعداد قليلة في المناطق الجبلية والصحراوية النائية، وفي مناطق وادي حوران والحسينيات بالأنبار، وفي شمال غرب الأنبار في الصحراء الممتدة شمالا إلى صحراء نينوى المتاخمة للحدود مع سوريا".
ويشير إلى "تواجد عناصر بأعداد غير معروفة في الطارمية شمال بغداد، وفي ديالى وكركوك ومحيط سامراء بمحافظة صلاح الدين، لكن الوجود الأهم في سلسلة جبال مخمور بنينوى، وفي سلسلتي مكحول وحمرين في محافظتي صلاح الدين وديالى".
الخلايا النائمة لا تشكل خطرا على الأمن
ويؤكد، إن "الخلايا النائمة لا تشكل خطرا على الأمن، فهي غير موجودة بمفهوم الخلية الذي هو عبارة عن مجموعة تعيش بشكل طبيعي وسط السكان، ولكن تتلقى أوامر التنظيم لتنفيذ مهام جمع المعلومات والاغتيالات والهجمات".
ويلفت الحامد إلى، أن داعش لم يعد يملك قوة حقيقية بفضل الجهد الأمني والاستخباري للحكومة، وقدرتها على الوصول لقيادات مهمة في التنظيم مما أدى لتقلّصه عدداً وتسليحاً.
*هجوم في هيت
آخر ما نفذته مجاميع هذا التنظيم المنحسر، كان في قرية "الخوضة" بقضاء هيت الواقع في محافظة الانبار أقصى غربي العراق، هذا اليوم الأحد، ما أسفر عن استشهاد 4 منتسبين في الحشد العشائري.
وبحسب مصدر أمني، فإن نقطة تفتيش تابعة لحشد هيت العشائري ضمن قرية الخوضة بمحافظة الانبار تعرضت لهجوم داعشي ما أسفر عن وقوع 4 شهداء، وهم: آمر سرية الخوضة خلف الجبوري (شيخ عشيرة الشويخات في الانبار)، وابن أخيه عزيز يونس الجبوري، وعمر فتيخان العسافي، وعدي عواد العسافي.
وأضاف، أن "القوات الأمنية سارعت إلى إغلاق الطرق كافة المؤدية إلى مكان الحادث ونفذت حملة دهم وتفتيش واسعة النطاق بحثا عن المهاجمين الذين لاذوا بالفرار إلى جهة مجهولة".
*لم يكن صدفة
أميركا تحاول إعادة تنشيط داعش الإرهابي في العراق والمنطقة
الخروقات الأمنية في عدة مناطق في العراق تتكرر، وربما ذلك لم يكن صدفة، فزعزعة الأمن والاستقرار هدفاً أمريكياً من أجل خلخلة الأوضاع في البلاد وضمان عدم توجه الأنظار نحو تواجد قواتها القتالية على الأرض العراقية.
يحذر الخبير الأمني عقيل الطائي، من قيام أميركا بمحاولة إعادة تنشيط داعش الإرهابي في العراق والمنطقة واستغلال مخيم الهول لزعزعة الأمن في بعض الدول، حيث تخطط أمريكا لإضعاف دول معينة من أجل فرض سطوتها على حكوماتها.
ويلفت إلى، أن "واشنطن تعمل على تطوير الجيل الجديد للإرهاب الموجود في مخيم الهول، لاتخاذهم كمصدر تهديد للعراق وكل دولة تخالف سياساتها".
وقال النائب السابق فاضل الفتلاوي، إن "الوجود الأميركي في البلاد يعتبر مصدر قلق وإثارة للفوضى لجميع دول المنطقة، سيما التي ترفض تواجد القوات الأجنبية على أراضيها". مشيراً إلى، أن "أي قوة أميركية أو أجنبية فإن وجودها يضر بالعراق وسيادته خاصة بعد قرار البرلمان الذي استند إلى وقائع سياسية وأمنية وعسكرية بانتفاء الحاجة لأي عنصر أجنبي على الأراضي العراقية".