غموض ومعلومات غير مقنعة.. تقرير إماراتي يزعم إفشال مخطط لتفجير مرقد الإمامين العسكريين في سامراء
انفوبلس/ تقارير
بمعلومات غير مقنعة، ومزاعم هدفها إثارة الفتنة، تحدث تقرير اماراتي يوم أمس عن إفشال العراق مخطط لتفجير مرقد الإمامين العسكريين في سامراء تزامناً مع سقوط النظام السوري، وزعم أن قوى الظلام كانت تهدف دخول العراق بعد إفراغ المدن من القوات الأمنية. انفوبلس سلّطت الضوء على هذا التقرير الغامض واستعرضت ردود الفعل عليه وهدفه وما الذي قصدته الصحيفة الإماراتية من نشره.
معلومات غير مقنعة
يوم أمس، زعم تقرير إماراتي، عن أن "داعش" الإرهابي كان يهدف إلى ضرب مرقد الإمامين العسكريين في سامراء، بطيران مسيّر لـ"إشعال حرب أهلية جديدة في العراق"، بالتزامن مع سقوط نظام بشار الأسد في سوريا.
ونقلت صحيفة "العين الإخبارية" الإمارتية، معلومات عن مصادر عسكرية ادّعت إنهم داخل مكتب رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، أن "القوات الأمنية والاستخباراتية تمكنت من إحباط مخطط لتنظيم "داعش" يهدف إلى إشعال حرب أهلية في البلاد، بالتزامن مع سقوط نظام الأسد في سوريا".
وبحسب المصادر العسكرية رفيعة المستوى ـ وفق الصحيفة ـ فإن "السوداني تلقى معلومات استخباراتية مهمة تفيد بوجود مخطط لتفجير مرقد الإمامين العسكريين في سامراء بمحافظة صلاح الدين باستخدام طائرتين مسيرتين كانتا تنطلقان من منطقة العامرية غرب العاصمة بغداد".
وأضافت المصادر، أن "قوة أمنية من جهاز مكافحة الإرهاب والأمن الوطني والاستخبارات داهمت الموقع المحدد في منطقة العامرية غرب بغداد، حيث عثرت على الطائرتين المسيّرتين وقامت باعتقال شاب كان يعتزم إطلاقهما"، زاعمة أن "الشاب المعتقل، وهو طالب جامعي في المرحلة الرابعة بإحدى الجامعات الأهلية في العراق، اعترف بعزمه تنفيذ هذا المخطط بعد تلقيه تعليمات مباشرة من تنظيم داعش الإرهابي".
وأشارت إلى أن "والد الشاب قُتل خلال الحرب العراقية ضد التنظيم في عام 2014، حيث كان يشغل منصبًا مهمًا في قيادة التنظيم داخل بغداد"، كاشفة أن "المعتقل أكد وجود مخطط متكامل لتنظيم داعش يهدف إلى تفجير المرقدين العسكريين لإشعال فتنة طائفية في العراق، وإجبار القوات العراقية التي توجهت إلى الحدود السورية على الانسحاب إلى داخل المدن. هذه الخطة جرى إعدادها بالتزامن مع انهيار الجيش السوري".
ووفقًا للمصادر العسكرية – بحسب الصحيفة - فإن "المخطط كان يسعى لجعل الحدود العراقية السورية مفتوحة لتسهيل دخول الجماعات المتطرفة التابعة لتنظيم داعش، والسيطرة على مناطق واسعة مع انشغال القوات الأمنية العراقية بالوضع الداخلي في حال تم تنفيذ الهجوم على المرقدين العسكريين".
وختمت المصادر مزاعمها بأن "هذه العملية كانت كبيرة، والشاب المعتقل الآن في قبضة السلطات القضائية بانتظار محاكمته"، مشيرة إلى أن "الأوضاع السائدة في البلاد منعت الكشف عن هذه العملية الأمنية الاستخباراتية في وقت سابق"، وفق ما نقلت الصحيفة.
الأمن النيابية تنفي وتكشف هدف الأنباء المتداولة
في أول تعليق على المعلومات المتداولة في التقرير الإماراتي غير المقنع، نفت لجنة الأمن والدفاع النيابية، الأنباء التي تحدثت عن إحباط مخطط إرهابي لاستهداف مرقد الإمامين العسكريين في مدينة سامراء، فيما أشارت الى أن هذه الأنباء هدفها زعزعة الأمن الداخلي في العراق.
وقال عضو اللجنة علي البنداوي في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، إنه “لا صحة للأنباء التي تتحدث عن وجود طائرات مسيرة هدفها تفجير مرقد الإمامين العسكريين في مدينة سامراء".
وأضاف، إن “من يثير هكذا أنباء هدفه واضح وهو زعزعة الأمن الداخلي في العراق في وقت تتعرض فيه البلاد إلى هجمة إعلامية شرسة في ظل ما تشهده المنطقة من تحديات إقليمية كبيرة خاصة بعد سقوط النظام السوري ".
وأعرب البنداوي عن أمله بأن “لا يتأثر المواطنون بمثل هكذا شائعات هدفها إرباك الوضع الداخلي الذي يشهد حالة من الاستقرار غير المسبوق في ظل جاهزية القوات الامنية بمختلف صنوفها للدفاع عن العراق وحدوده وأرضه وسمائه”.
معلومات لإثارة الفتنة
من جانبه، كشف مصدر أمني عراقي مسؤول، حقيقة وجود "مخطط داعشي" كان يهدف إلى ضرب مرقد الإمامين العسكريين في سامراء، بطيران مسيّر لـ"إشعال حرب أهلية جديدة في العراق"، بالتزامن مع سقوط نظام بشار الأسد في سوريا.
وأكد، إن "الأنباء والمعلومات التي تتحدث عن وجود مخطط إرهابي لضرب مرقد الإمامين العسكريين في سامراء، بطيران مسيّر من بغداد أو غيرها من المدن، غير صحيح إطلاقاً ولا يوجد هكذا مخطط، والأجهزة الاستخباراتية المختصة لم تتلقَّ هكذا معلومات".
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن "بثّ هكذا معلومات يهدف إلى إثارة الفتنة والفوضى الأمنية داخل العراق". مستدركاً بالقول، إن "مرقد الإمامين العسكريين في سامراء مؤمَّن بشكل جيد وهناك منظومات دفاع جوي تمنع سير أي طيران مسيّر مجهول فوق المنطقة التي تضم المراقد أو حتى المناطق القريبة منها، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال خرق تلك الدفاعات سواء الجوية أو الماسكة للأرض".