في ذكرى استشهاده الرابعة.. قصة إنقاذ سليماني لأربيل من اجتياح داعشي.. بارزاني استنجد 5 مرات بواشنطن فرفضت
انفوبلس/...
لم تكن كردستان برمتها، بعيدة عن خطر عصابات داعش الإجرامية التي اجتاحت مساحات واسعة من العراق خلال 2014، فقلْبُ الإقليم النابض "أربيل" التي كانت قريبة جداً من السقوط بيد أعتى التنظيمات الإرهابية، الأمر الذي دفع رئيس الإقليم آنذاك مسعود بارزاني، إلى الاتصال بالولايات المتحدة لطلب النجدة، لكن واشنطن كعادتها لم تستجب، فاضطره الأمر إلى الاتصال بالجمهورية الإسلامية في إيران التي لبَّت وأرسلت قائد فيلق القدس في ذلك الوقت الجنرال قاسم سليماني.
وتقدّم تنظيم داعش الإرهابي في أيار من العام 2014 باتجاه مناطق شمال العراق، حيث تمكن سريعاً من السيطرة على أجزاء مهمة من الشمال العراقي، بما فيها الموصل، ومناطق واسعة من محافظة الأنبار، فيما شرع بالتقدم باتجاه العاصمة العراقية بغداد للسيطرة عليها واحتلالها.
إن تنظيم داعش الإرهابي ومواصلةً لتقدمه في شمال العراق بعد احتلال الموصل، قام بمحاصرة أربيل، وكان يسعى من خلال السيطرة على هذه المدينة إلى احتلال أجزاء مهمة من منطقة كردستان العراق.
*تحليلات سليماني
وكالة تسنيم الإيرانية، روَت تفاصيل تمكُّن اللواء قاسم سليماني مع 70 من عناصره من إنقاذ مدينة أربيل عاصمة كردستان العراق من السقوط في يد داعش عام 2014.
وأوردت الوكالة، أن وسائل الإعلام الكردية أعلنت في ذلك الوقت أنه وقبل عدة أيام من هجوم داعش على أربيل، سافر اللواء سليماني الذي كان على اطلاع دقيق بمستوى تقدم الدواعش في العراق إلى هذا البلد، وخلال جولة تفقدية له لجبهة الحرب في كردستان العراق، حذر اللواء سليماني، رئيس الإقليم، مسعود بارزاني، من احتمال أن يكون الهدف القادم لداعش بعد احتلال الكواير ومخمور هو أربيل، لكن بارزاني تجاهل تحذير اللواء الإيراني.
كذلك لفت قائد فيلق القدس، أنظار المسؤولين الأكراد آنذاك، إلى أن قوات البيشمركة التابعة لهم في كردستان العراق، لا تتمتع بأية جاهزية أو إلمام بكيفية المواجهة مع داعش، لكن بارزاني ومساعديه تجاهلوا أيضا هذه التحليلات العسكرية للواء سليماني.
*أمريكا رفضت 5 طلبات مساعدة
وذكرت الوكالة، أنه وعلى الرغم من ذلك، فإن الجهة الوحيدة التي لبَّت نداء بارزاني حين طلب المساعدة بعد محاصرة داعش لمدينة أربيل، هي إيران، فحتى الأمريكيين تجاهلوا طلب رئيس الإقليم للمساعدة.
ونقلت الوكالة عن أمير حسين عبد اللهيان، الذي كان في ذلك الحين يشغل منصب مساعد الشؤون العربية والإفريقية في وزارة الخارجية الإيرانية، قوله بهذا الصدد: عندما توجه داعش إلى أربيل لمحاصرتها، اتصل القنصل الإيراني في المدينة بنا، وأبلغنا أن جميع الناس ومعهم عائلة البارزاني قد تركوا المدينة.
وفي تلك الظروف المتأزمة، طلب زعيم إقليم كردستان العراق، المساعدة أكثر من خمس مرات من القوات الأمريكية والتحالف الدولي الذي تتزعمه واشنطن لمحاربة لداعش، لكن الأمريكيين لم يردوا أبداً على نداءات واستغاثات بارزاني هذه وتجاهلوها تماما.
*طلب من إيران
مع ازدياد الأوضاع سوءاً، قام بارزاني بطلب المساعدة هذه المرة من إيران التي لبّت الطلب وأرسلت اللواء سليماني مع ثلّة من قواته عبر رحلة مباشرة إلى مطار أربيل، لقيادة عملية كسر الحصار عن المدينة بشكل مباشر.
وحسب الوكالة، فإن اللواء سليماني ومعه 70 فرداً من قواته نجحوا في هذه العملية في مواجهة الإرهابيين التكفيريين، وكسروا الحصار عن أربيل وأنقذوا المدينة من السقوط المحتّم.
*لولا إيران لسقطت إيران
وفي أيلول من العام ذاته (2014) صرّح العميد حاجي زاده، قائد القوة الجوفضائية في حرس الثورة الإسلامية، بالقول في هذا الشأن: "إنه لو لا إيران لكان داعش قد سيطر على كردستان العراق". مضيفاً، إن "اللواء سليماني وسبعين من قواته هم مَن تصدوا للدواعش ومنعوهم من دخول أربيل والسيطرة عليها".