قصة العقيد الركن خلدون مجيد الفهداوي والمخدرات.. متاجرة أم تضارب واجبات؟
انفوبلس/..
جدل واسع وتضارب في الأنباء، وتغيّب الحقيقة حول قصة ضابط رفيع برتبة عقيد ركن وهو خلدون مجيد الفهداوي مدير مديرية استخبارات الدفاع في محافظة صلاح الدين، بعد اعتقاله لسببين الأول يناقض الثاني.. فماذا جرى؟
*بداية القصة
تداولت بعض وسائل إعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، أنباءً تفيد بإلقاء القبض على العقيد الركن "خلدون الفهداوي" مدير استخبارات صلاح الدين وبحوزته كمية كبيرة من المخدرات في تكريت.
واستندت هذه المداولة، على مصادر أمنية، أشارت إلى أن "جهاز المخابرات الوطني كلّف أحد الضباط بالتنكر ومراسلة الفهداوي وأجرى معه اتصالات هاتفية حول شراء مخدرات إلى أن جرى اعتقاله بمكان الاستلام والتسليم".
ووفق المصادر ذاتها، "فقد عُثِر بحوزة المتهم على مواد مخدرة (لم تكشف عن نوعها) إضافة إلى زئبق وجرى تسليمه إلى بغداد".
لكن مواقع أخرى، روت قصة مغايرة، عندما قالت إن "جهاز المخابرات أطاح بالفهداوي وبحوزته مواد مخدرة يروم بيعها إلى أحد تجار المخدرات في مدينة تكريت فضُبط متلبساً".
*رد
وما إن بدأ رواج القصة بشكل أوسع، حتى نُشِر على موقع "X" (تويتر سابقاً)، تسجيلاً صوتياً نُسب إلى شخص يدعى "مصطفى الفهداوي من مجلس النواب - لجنة الأمن والدفاع النيابية".
وقال الفهداوي في التسجيل المنشور، إن "الموضوع ليس كما تداولته وسائل إعلام ومواقع التواصل الاجتماعية، وما حدث هو تضارب في الواجبات بين جهاز المخابرات وبين استخبارات وأمن صلاح الدين (جماعة العقيد خلدون)"، مردفاً: "حدث لِبس بالموضوع؛ بسبب وجود مصدر مشترك".
كما قال أيضاً: "صدر كتاب من جهاز المخابرات العراقي وآخر من عمليات صلاح الدين يبرّأ العقيد الركن خلدون الفهداوي من تهمته"، وفق قوله.
*تفاعل
وفي خضم هذه الأحداث المتضاربة، نشرت صفحة "قبيلة البو فهد الضياغم" على فيسبوك، منشوراً جاء في نصه: "نسخة الى القائد العام للقوات المسلحة السيد محمد شياع السوداني المحترم، نسخة الى رئيس مجلس النواب العراقي السيد محمد ريكان الحلبوسي المحترم، نسخة الى وزير الدفاع السيد ثابت العباسي المحترم، نسخة الى رئيس أركان الجيش الفريق أول ركن عبد الأمير يار الله، الى كل الشرفاء من أبناء العراق، انصفوا ابنكم المظلوم العقيد خلدون مجيد الفهداوي".
كما جاء في المنشور: "الى أهلنا وأبناء عمومتنا في محافظة الانبار كافة وإلى كل عراقي شريف، أغلبكم يتذكر جيدا حادثة المقدّم علي شياع المالكي قبل أكثر من 4 سنوات وكيف تم الارتكاب على الضابط النزيه لأنه اعتقل تاجر مخدرت لديه نفوذ لكن عشيرة الضابط والشرفاء من الشعب العراقي لم يتخلوا عنه وأصبحت قضيته رأي عام إلى أن تم إنصافه من قبل الدولة العراقية".
وتابع: "الآن هذا ابنكم ابن محافظة الانبار الذي يشهد له القاصي والداني بالنزاهة والخلق الرفيع العقيد الركن خلدون مجيد الفهداوي محتجز بسبب سوء فهم كبير حيث إن العقيد الركن خلدون كان خارجًا بواجب لكشف المتاجرين والمشترين للمواد الممنوعة، وأثناء التحرّي تم ضبط العقيد خلدون مجيد الفهداوي مع المصدر ومن دون أي تفاهم تم رفع موقف بهم ومباشرة تم نشر الموضوع من جهات مجهولة هدفها التسقيط وتشويه السمعة".
وأكمل: "العقيد معروف بأخلاقه وسمعته الطيبة في العمل وخارج العمل وهذا ما يشهد به الكثير".
فيما نشر شخص يدعى، أسامة حامد الرشيد فرحان من قبيلة الضياغم، منشوراً على فيسبوك أيضاً، جاء فيه: "ندين ونستنكر ما تقوم به الجهات السياسية الفاسدة و تزييف الحقائق بالتعاون مع تجار المخدرات اشتروا ذمم المسؤولين وبعض الصفحات الإعلامية الموالية للأحزاب الفاسدة، على تزييف الحقائق والاصطياد بالماء العكر على حساب قيمنا العريقة وثوابتنا الأصيلة وعلى حساب المؤسسة العسكرية العراقية فإننا ندين هذه الأعمال بنشر أخبار كاذبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، السيد العقيد الركن خلدون مجيد الفهداوي معروف بأخلاقه وسمعته الطيبة في العمل المؤسسة العسكرية العراقية وخارج العمل وهذا ما يشهد به الكثير".
وأضاف: "العقيد الركن خلدون كان في مهمة سرّية وحدث تضارب في الواجب مع قوة من جهاز المخابرات وغداً سيظهر الحق لذلك اتقوا الله بحق أنفسكم ولا تظلموا نفسا بريئة نذرت نفسها فداء للعراق".
*إصرار حلبوسي
تبين أن العقيد الركن المعتقل هو من محافظة الانبار، إذ جرى رفع هاشتاغ في مواقع التواصل، داعم له بعنوان "الحرية لخلدون الانبار".
بدوره، علّق الكاتب والصحافي العراقي مازن الزيدي على الموضوع، وكتب على موقع "X" ما يأتي: "هل هو نفس مدير الاستخبارات الذي أصرّ الحلبوسي على تعيينه في صلاح الدين؟".