قصة نور الدليمي والشاب السوري في أربيل تتكشف.. مَن هي؟ وهل "العلاقة العاطفية" سبب مقتلها؟

انفوبلس/ تقرير
تكشفت خلال الساعات الماضية، تفاصيل ومعلومات جديدة حول مقتل المدونة والموديل العراقية نور الدليمي على يد شاب سوري في مدينة أربيل بإقليم كردستان، وذلك بعد الإعلان عن فقدانها عند الساعة العاشرة مساءً من يوم الاثنين الماضي، قبل العثور على جثتها محروقة على أحد الطرق الفرعية، فهل العلاقة العاطفية معه كانت سبب مقتلها؟
نور الدليمي كانت شخصية "بارزة" في عالم الموضة والأزياء العراقية، كما تحظى بإعجاب الكثيرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي في العراق والمنطقة، لكن كل ذلك انتهى بشكل "مأساوي" في ليلة مظلمة بمدينة أربيل.
*تفاصيل الجريمة
تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، يوم الثلاثاء الماضي، خبر مقتل المدونة والموديل العراقية نور الدليمي البالغة من العمر 18 عاماً، على يد شاب سوري في أربيل، لتؤكد ذلك مصادر أمنية من إقليم كردستان تحدثت لشبكة "انفوبلس".
وتقول المصادر، إن نور الدليمي البالغة من العمر 18 عاما، من سكان العاصمة بغداد، قُتلت على يد شاب من الجنسية السورية في أحد فنادق أربيل بطريقة "وحشية" باستخدام "كابل"، قبل أن يقوم الجاني بنقل جثتها وإلقائها على أحد الطرق في منطقة مهجورة بين قرية كلكان وقضاء بحركة، ثم أشعل النار بها في محاولة لإخفاء آثار جريمته.
ومن غير المعروف إلى حد اللحظة سرَّ ارتكاب الجريمة التي وقعت في وقت متأخر من الليل، قرب القرية اللبنانية، إلا أن ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي قالوا إن الشاب السوري كان على "علاقة عاطفية" بالمودل الدليمي.
والشاب المشتبه به، الذي يحمل الجنسية السورية، لم يكتف فقط بإنهاء حياتها، بل ارتكب خطوات أكثر بشاعة حيث قام بحرق جثتها وإلقائها على جانب الطريق في محاولة لإخفاء آثار جريمته مستقلاً سيارة من نوع تويوتا كامري، بحسب حديث شهود عيان.
كان ذوو نور الدليمي قد فقدوا الاتصال بها بعد إغلاق هاتفها، وبعد اتصالات عديدة، تم إبلاغهم بأنه تم العثور على جثتها محروقة في قضاء بحركة. بينما روى شاهد عيان أن الحريق كان شديداً لدرجة لم يبقَ من الجثة سوى شعرها وعظامها، مشيراً إلى أنه عندما وصل إلى مكان الحادث، كانت ما زالت تحترق.
ونور الدليمي لم تكن مجرد فتاة عادية، بل كانت شخصية بارزة في عالم الموضة والأزياء العراقية. بدأت رحلتها المهنية وهي في سن صغيرة، واستطاعت أن تصنع لنفسها اسمًا في هذا المجال التنافسي. كما كانت نور تتمتع بشخصية جذابة وروح مرحة، مما جعلها تحظى بإعجاب الكثيرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي. لكن كل ذلك التألق انتهى بشكل مأساوي في ليلة مظلمة بأربيل.
ويوم أمس، أعلنت مديرية شرطة أربيل، أنها ألقت القبض على (م. ب. ذ.) وهو سوري الجنسية من القومية العربية، المتهم بقتل الشابة (أ. س. م.). وصرح المتحدث باسم شرطة أربيل، كارزان صالح، بأن "المتهم دخل في شجار مع تلك السيدة بسبب المال في فندق بأربيل، ونتيجة الشجار أقدم المتهم على خنق السيدة بسلك كهربائي في غرفة الفندق، ثم سرق مالها ومصوغاتها الذهبية".
وأضاف كارزان صالح: "بعد قتل السيدة، قام المتهم بنقل جثة ضحيته إلى مكان ناءٍ وابتاعَ البنزين في الطريق ثم أحرق الجثة في مكان تابع لناحية بحركة (التابعة لأربيل)". ومضى المتحدث باسم شرطة أربيل إلى القول، إنه "بعد مرور ساعتين على الحادث، تمكنا من إلقاء القبض على المتهم الذي أقرَّ بجريمته، وفتحنا ملف تحقيق وأُحيل إلى المحكمة المختصة لمحاكمته بموجب المادة 406 من قانون العقوبات".
من جانبها، قالت شمس الدليمي، شقيقة الضحية، "لم نكن نعلم بمصيرها حتى الساعة الرابعة فجراً، عندما أبلغونا بالحادث. وعند ذهابنا إلى المركز، تبيّن أن سوريّاً أقدم على قتلها للحصول على سيارتها والمال".
وأضافت شمس، إن شقيقتها "لم يكن لها أي عداء معه"، متسائلة: "أين الكاميرات؟ قالوا إنهم كانوا نائمين. كيف تمكن من استدراجها وقتلها وأخذها إلى طريق بحركة ثم حرقها؟"، منوهة إلى أنه "من المستحيل أن يُقدِم شاب يبلغ 18 عاماً على ذلك بمفرده، ما لم يكن هناك اتفاق مع شخص آخر".
في السياق ذاته، قالت مروة الدليمي، الشقيقة الثانية للضحية: "في البداية، قالوا إن الجناة شخصان، أحدهما كردي والآخر سوري، لكن عندما ذهبنا إلى المكافحة في الساعة الحادية عشرة، قالوا لنا إنه لا يوجد شخص ثانٍ، بل سوري فقط".
وأضافت: "لقد تساءلنا، ألم تحققوا مع أهل الفندق؟ قالوا: لا. كانوا نائمين في الساعة 2 ليلاً"، لافتة إلى أنه "كيف يكونون نائمين في فندق بهذا الحجم؟".
يؤكد أقارب نور الدليمي أن "الشاب السوري البالغ من العمر 18 عاماً الذي قتل ابنتهم، سرق سيارتها ومصوغاتها الذهبية بعد ارتكاب الجريمة"، مشيرين إلى أنهم "لا يعرفون اسم القاتل ولا كيف تم التعارف بينه وبين الضحية".
بعد إجراء معاينة الطب العدلي، تمت إعادة جثة نور إلى العاصمة بغداد، حيث كانت تقيم مع شقيقتيها في أربيل منذ ثمانية أعوام، ورفع أهلها دعوى قضائية. لكن لا تزال اللحظات الأخيرة للمدونة والموديل العراقية نور الدليمي مجهولة، بعد أن أُغلق هاتفها عند الساعة العاشرة مساءً من يوم الاثنين الماضي، قبل العثور على جثتها محروقة على أحد الطرق الفرعية في محافظة أربيل.
وثقت كاميرات مراقبة، مقطع فيديو – نشرته مديرية شرطة أربيل على صفحتها الرسمية - أظهر قيام الشاب السوري المتهم بقتل المودل العراقية نور الدليمي، بشراء بنزين من داخل محطة وقود في أربيل.
بينما لا تزال التحقيقات جارية حول دوافع الجريمة، تشير بعض المصادر إلى وجود علاقة عاطفية بين الضحية والمتهم. ومع ذلك، يبقى السؤال المطروح هو: لماذا انتهت هذه العلاقة بهذا الشكل المأساوي؟ هل كانت هناك خلافات شخصية؟ أم أن هناك عوامل أخرى غير معروفة حتى الآن؟
كما لعبت وسائل التواصل الاجتماعي في العراق دورًا كبيرًا في تسليط الضوء على هذه القضية، حيث تفاعل الآلاف من المستخدمين مع الأخبار المتعلقة بالجريمة. كما أن هذه الجريمة أثارت موجة من الصدمة والغضب بين سكان أربيل والمجتمع العراقي بشكل عام.
والعديد من الأشخاص عبّروا عن حزنهم الشديد لفقدان نور الدليمي، التي كانت معروفة بنشاطها على منصات التواصل الاجتماعي. كما أعرب الكثيرون عن غضبهم إزاء وحشية الجريمة وطالبوا بتطبيق أقصى العقوبات على الجاني.
وتُجري السلطات الأمنية في أربيل تحقيقًا شاملًا في الحادثة، حيث تم استجواب الشهود وجمع الأدلة من مكان الجريمة. كما تم استخدام تقنيات التحقيق الحديثة لتحليل البصمات الوراثية وأدلة أخرى قد تساعد في كشف تفاصيل الجريمة، ومن المتوقع أن تستمر التحقيقات حتى يتم تقديم المتهم للمحاكمة العادلة.
لكن خبراء في الشأن الأمني أكدوا لشبكة "انفوبلس"، أن جريمة قتل نور الدليمي ليست مجرد جريمة قتل عادية، بل هي جريمة هزّت المجتمع وأظهرت أهمية وجود نظام أمني فعّال وقادر على حماية المواطنين في إقليم كردستان. مبينين، أن إقليم كردستان يعاني منذ مدة طويلة من انفلات أمني واضح دون حلول جذرية.