لواءان في المتنازع عليها من البيشمركة والجيش.. القيادة ليست للعمليات المشتركة ولا وجود للحشد
انفوبلس/..
من المقرر تشكيل لواءين مشتركين بين قوات البيشمركة والجيش العراقي للعمل في المناطق المتنازع عليها، وذلك بحسب مسؤولين عراقيين أكدوا أن اللواءين سيباشران مهامهما بعد المصادقة على الموازنة وسيتمركزان في محافظتي ديالى ونينوى، كما ستتولّى قوات التحالف الدولي تسليح هذه القوات.
وتبلغ مساحة المناطق المتنازع عليها نحو 40 ألف كيلومتر مربع، ويقطنها ما يزيد عن 3 ملايين نسمة من مكونات عراقية مختلفة، عربية وكردية وتركمانية وآشورية، إضافة إلى أقليات عراقية أخرى مثل الإيزيدية والشبكية والكاكائية والزرادشتية وغيرها.
* الاتفاق على تشكيل لواءين من القوات الاتحادية والبيشمركة
عقدت قيادة العمليات المشتركة، التابعة للجيش العراقي، أمس الثلاثاء، اجتماعا أمنيا مع قوات البيشمركة، لتفعيل اللجان والتعاون لتعزيز الأمن. وفيما أشارت القيادة إلى أن عناصر تنظيم "داعش" لديها بقايا قليلة جدا في مناطق ديالى وطوزخورماتو وكركوك، أكدت مصادر أمنية كردية، الاتفاق على تشكيل لواءين من القوات الاتحادية والبيشمركة، لضبط أمن المناطق المتنازع عليها في ديالى ونينوى.
وقال نائب قائد العمليات المشتركة، الفريق الركن قيس المحمداوي، في مؤتمر صحافي عقده مع قائد قوات السبعين في البيشمركة، مصطفى جاورش في مدينة السليمانية، "أجرينا اليوم (أمس) زيارة، برفقة قائد القوات البرية وقيادات عمليات ديالى وطوز خورماتو وكركوك وهيئات الركن في قيادات العمليات المشتركة وقيادة القوات البرية وممثلين من طيران الجيش والقوة الجوية في مقر قيادة قوات السبعين في البيشمركة في السليمانية".
*سيركزان على ضبط أمن المناطق المتنازع عليها في ديالى ونينوى
وأضاف: عقدنا اجتماعا مع جاورش لـ"غرض ديمومة التنسيق الفعّال المثمر على الأرض وتبادل المعلومات وتنفيذ الخطط المتعلقة بتفعيل اللجان ذات العلاقة والتعاون المستمر على المستويات كافة في مناطق الاهتمام المشترك".
وذكر بأن "طموحنا أكبر، ويتمثل بتطوير المواقع التدريبية وتبادل الخبرات وتكوين قطاعات واحدة، وهدفها واحد". مردفاً، "حسب توجيهات القائد العام للقوات المسلحة، يجب توحيد جميع القطعات العسكرية كون المصير والهدف هو واحد ومشترك".
وعن تحركات تنظيم "داعش"، أوضح أن للأخير "بقايا مفارز قليلة جدا في مناطق الاهتمام المشترك سواء في قاطع ديالى، يقابلها المحور الثاني والثالث، أو في قاطع طوزخورماتو، يقابلها المحور الثالث من قطعات قوات (70) للبيشمركة، أو في كركوك المحور الرابع"، مؤكدا أن "الأمور تسير بشكلها الصحيح والمرسوم".
أما جاورش، فقد أكد أن "الاجتماع هو لتعزيز التعاون المشترك وتطوير هذا التعاون، وكنا بحاجة إلى أن تكون قدراتنا موحّدة ضد الأعداء وهذا يتطلب عملا مشتركا".
وأضاف: "عقدنا في الفترة الماضية اجتماعات مشتركة، وأتمنى أن ينصب هذا الاجتماع، في خدمة البلد، وتطبيق ما هو علينا من واجبات".
وجرى الاتفاق في الاجتماع "على تشكيل لواءين مشتركين في المناطق المتنازع عليها للقضاء على بقايا تنظيم داعش الإرهابي"، حسب المتحدث باسم القوات 70 في قوات البيشمركة، أحمد لطيف، حيث أضاف أن "اللواءين المشتركين سيتمركزان في محافظتي ديالى ونينوى لسدّ الثغرات الأمنية ومنع الإرهابيين من تنفيذ أي عملية إرهابية في تلك المناطق".
وأول أمس، عقد الفريق الركن عيسى عوزير، رئيس أركان وزارة البيشمركة، لقاءً بالعقيد "فين والت"، والوفد المرافق له من مستشارية التحالف الدولي في إقليم كردستان العراق.
بيان لرئاسة الإقليم ذكر بأن المجتمعين أكدوا "استمرار العلاقات والتعاون والتنسيق بين وزارة البيشمركة ودول التحالف الدولي"، كما ناقشوا موضوع "التدريب وعملية الإصلاح وسبل تعزيز توحيد قوات البيشمركة وتنظيمها في إطار وزارة البيشمركة".
واتفق الجانبان على "تحسين وتسريع الخطوات والإجراءات لدمج وإعادة تنظيم قوات البیشمركة واستمرار التعاون والتنسيق بين القوات".
*سيباشران بعد المصادقة على الموازنة
وأكد رئيس إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني مؤخراً، تشكيل لواءين مشتركين مع الجيش العراقي للعمل في المناطق المتنازع عليها وتخصيص الميزانية اللازمة لهما في مشروع قانون الموازنة الاتحادية العراقية"، مشيراً إلى أن "اللواءين سيباشران مهامهما بعد المصادقة على الموازنة".
* قوات التحالف الدولي ستتولّى التسليح
إلى ذلك، أكد ممثل كردستان في غرفة العمليات المشتركة، عبد الخالق طلعت سابقاً، أن أربيل وبغداد قررتا إنشاء لواءين بقوات مشتركة من البيشمركة والجيش العراقي لزيادة التنسيق بين الطرفين، خصوصاً في المناطق المتنازع عليها.
وأضاف المسؤول الأمني، أنه "من المقرر تشكيل لواءين بقوات مشتركة من البيشمركة والجيش العراقي لرصد تحركات مسلحي تنظيم داعش في مناطق الفراغ الأمني الواقعة ضمن المناطق المتنازع عليها".
ولفت إلى، أن قوات التحالف الدولي ستتولّى تسليح اللواءين المشتركين بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة، وستقوم بتأمين الزيّ العسكري لهما.
وترفض أطراف سياسية عراقية، عودة البيشمركة إلى المناطق المتنازع عليها، وتطالب ببسط نفوذ القوات العراقية و"الحشد الشعبي" حصراً في تلك المناطق.
يُشار إلى أنّ قوات البيشمركة أُبعِدَت من المناطق المتنازع عليها، "وهي المناطق التي تتنازع إدارتها حكومتا بغداد وأربيل"، عقب استفتاء انفصال الإقليم، الذي جرى نهاية سبتمبر/ أيلول 2017، وانتهى بدخول القوات العراقية والحشد الشعبي تلك المناطق وإدارة ملفها الأمني.
وفي تاريخ 22 مايو 2021 أصدر رئيس الوزراء السابق، مصطفى الكاظمي، قراراً بعودة قوات البيشمركة بشكل محدود، بهدف التنسيق الأمني لمواجهة توسع عمليات تنظيم "داعش" في هذه المناطق.
وجاء قرار عودة قوات البيشمركة بعد نحو عام من المفاوضات بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان حول شكل عودة هذه القوات، إذ أدت الاعتراضات الواسعة لأكثر من مرة من قبل جهات سياسية عربية وتركمانية إلى تأجيل الإعلان عنها أكثر من مرة.
وقوبلت الخطوة ـ إعادة القوات الكردية الى المناطق المتنازع عليها حينها ـ رفضاً عربيا وتركمانياً، وبالانتقال إلى مدينة كركوك، فإن ممثلي عرب المدينة رفضوا أيضا بشكل قاطع عودة قوات البيشمركة إلى المدينة، محذرين من تهديد السِّلم الأهلي فيها إذا ما عادت لمسك الملف الأمني.
واتهمت أطراف سياسية عديدة، قوات البيشمركة بـ"اختطاف أعداد كبيرة من المواطنين العرب وتغييب غالبيتهم وتهديم 138 قرية عربية بدوافع غير عسكرية، والتي أدت إلى رفض هذه القوات والتمسّك بخيار القوات الاتحادية المُكلَّفة بحفظ الأمن في المحافظة".