ليلة ساخنة في "هندية" واسط.. قتال مرير بين البومحمد والحبچية ينتهي باعتقال 105 أشخاص.. تعرف على اسباب المواجهة
ليلة ساخنة في "هندية" واسط
قتال مرير بين البومحمد والحبچية ينتهي باعتقال 105 أشخاص.. تعرف على اسباب المواجهة
انفوبلس/..
ليلة ساخنة عاشتها محافظة واسط، شهدت تبادلا لإطلاق النار بين عشيرتين؛ إثر نزاع اندلع بين البو محمد والحبچية، فيما كانت هناك روايتان حول الحادث الذي سنسرد تفاصيلها الكاملة في هذا التقرير.
*تفاصيل أولية
مساء أمس الأحد، أفاد مصدر أمني بمحافظة واسط، بأن نزاعا عنيفا اندلع بين طرفين اثنين في قضاء الهندية جنوبي المحافظة.
وقال المصدر، إن "نزاعا عشائريا عنيفا اندلع بين عشيرتين في قضاء الهندية جنوبي مدينة الكوت مركز المحافظة، واستُخدمت في النزاع أسلحة مختلفة"، لافتا إلى أن "سبب اندلاع النزاع هو شجار داخل محل تجاري، بسبب رفض صاحب المحل بيع الزبون بالدين، فتطور الأمر الى استخدام السلاح بين الطرفين".
وأضاف المصدر، إن "النزاع العشائري تسبب بمقتل شخص وإصابة آخر بجروح بليغة، فيما طوقت القوات الامنية بأعداد كبيرة منطقة الحادث وقامت باعتقال 105 من الأشخاص المشاركين بالنزاع، في أكبر عملية اعتقال تشهدها المحافظة في نزاع عشائري واحد".
*رواية ثانية
لقي شخص مصرعه، الأحد، في نزاع عشائري مسلح في قضاء الهندية بمحافظة واسط، بين عشيرتي البو محمد والحبچية، قبل أن تتولى قوة من “سوات” لاحقاً السيطرة على الحادث واعتقال المتورطين.
ونقلت وسائل إعلام عن شاهد عيان قوله، إن "الخلاف نشب بسبب عراك بين صبيان عصر أمس، تطور بعد ساعات إلى هجوم مسلح من قبل عشيرة البو محمد على منازل لعشيرة الحبچية، الذين ردوا على النار بالنار".
وأضاف، إنه "أثناء الاشتباك قُتل أحد المهاجمين من عشيرة البو محمد، برصاصة استقرت في رأسه ما أدى إلى زيادة حدة الاشتباك".
*سوات تتدخل
وأشار إلى أنه "تدخلت قوات “سوات” وفتحت النار لاحتواء الموقف والسيطرة عليه، الأمر الذي أدى إلى انسحاب العشيرتين، وعودة الهدوء، وباشرت هذه القوة باعتقال المتورطين في النزاع العشائري من الطرفين، وإيداعهم التوقيف".
*بيان رسمي
من جهتها، أعلنت قيادة شرطة واسط، مساء أمس، اعتقال 105 متهمين اشتركوا في مشاجرة بالمحافظة.
وذكرت القيادة، في بيان، أن "المتهمين أُلقي القبض عليهم في منطقة الهندية، بعد تطويق مكان المشاجرة".
وأضافت: "اتُخذت الإجراءات القانونية اللازمة بحق المتهمين، وأُحيلوا إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل".
*ملف معقد
يُعد ملف النزاعات العشائرية، من أبرز القضايا التي لم تجد لها الحكومات المتعاقبة حلولاً جذرية، حيث يستمر تسجيل ضحايا ومصابين في المحافظات الجنوبية والوسطى، والتي تستدعي في بعضها تدخل قوات الجيش لفضّها.
وتُعتبر النزاعات العشائرية في مناطق جنوب العراق ووسطه، إحدى أبرز المشاكل الأمنية التي تعاني منها تلك المناطق، إذ تحصل من وقت لآخر مواجهات مسلحة تُوقع قتلى وجرحى بين عشائر مختلفة، لأسباب يتعلق أغلبها بمشاكل الأراضي الزراعية والحصص المائية وغيرها، تستخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة.
وكانت السلطات الأمنية قد عدَّت، في وقت سابق، "الدكّات العشائرية" بأنها من الجرائم الإرهابية، مشددةً على ضرورة التعامل مع مرتكبيها بحزم، فيما يُعد السلاح المنفلت في العراق واحداً من أخطر مشكلات البلاد، لما له من تأثيرات كبيرة على الأمن المجتمعي. ومنذ عام 2005 وحتى اليوم، رفعت الحكومات العراقية شعار "حصر السلاح بيد الدولة"، فيما لا يبدو أن هناك خطوات فعّالة لتنفيذه.
وتشكل النزاعات العشائرية والمسلحة هاجساً مخيفاً لدى السكان بمحافظة واسط، إذ إن كمية السلاح المستخدمة في كل نزاع كفيلة بإعلان الحرب، وذلك وفق ما يؤكده مراقبون.
وأعربت أوساط شعبية ومجتمعية في واسط عن قلقها من زحف النزاعات العشائرية إلى مراكز المدن وتحويل الدور والأحياء السكنية إلى ميادين قتال يتبادل فيها مسلحو العشائر إطلاق النار ويهددون حياة وممتلكات المواطنين، وذلك إثر تكرار هذه النزاعات.
وتشهد مناطق متفرقة من واسط تجدداً للنزاعات العشائرية بين آونة وأخرى يذهب ضحيتها العديد من المدنيين، إذ يعزو مراقبون أسباب اندلاع النزاعات العشائرية المسلحة في الغالب إلى خلافات على المياه، أو تقسيم الأراضي، أو تجاوز على المحاصيل الزراعية، أو نتيجة خلافات أُسرية وعشائرية، أو طلباً للثأر أو مشاجرات تحصل بين أبناء العشائر وحتى بين أبناء العشيرة الواحدة، كما يمكن لحيوان ضال يتجاوز على حقل أو مزرعة تعود للآخرين أن يتسبب بنزاع مسلح بين البعض من أبناء العشائر.