ما هدف تضخيم أحداث العنف في العراق؟ إعلام موجّه يستهدف نجاح الحكومة يتناول حادثة مريدي بـ"مبالغة" كبيرة رغم اعتقال الجناة بعد ساعات.. من يقف وراء التأجيج؟
انفوبلس..
دائما ما تشير الإحصاءات الرسمية وغير الرسمية إلى أن الوضع الأمني في العراق بتحسُّن مستمر عام بعد آخر، وخلال فترة الحكومة الحالية ساعد الاستقرار السياسي وتحسُّن مستوى المعيشة نسبياً إلى استقراره بشكل أكبر، وعلى الرغم من ذلك فإن هذا لا يمنع وجود أحداث عنف هنا وهناك حيث إنها إن لم تتخطَ المعدل المعقول فإنها طبيعية وتحدث في جميع دول العالم، ولكن في العراق هنالك جهات تسعى إلى تضخيم تلك الأحداث بشكل مُمنهج ومتمّعد.
يوم أمس الأحد، أفاد مصدر أمني، بمقتل شخص أمام أنظار المارة في سوق مريدي بمدينة الصدر شرقي بغداد.
وقال المصدر، إن "تبادلاً لإطلاق النار، حصل بين عدد من الأشخاص ما أسفر عن مقتل أحدهم في شارع الدراجات بمنطقة سوق مريدي شرقي العاصمة".
وأضاف، إن "المجموعة الأخرى لاذت بالفرار، بعد أن سرقوا عجلته وسلاحه"، مبينا أن "الجاني يعمل منتسباً في حماية المنشآت".
وأوضح المصدر، إن "الخلاف الذي بينهم على محل لبيع الملابس"، مؤكدا أنه "تم تشكيل فريق عمل وتطويق المنطقة والقبض على القاتل وإيداعه التوقيف".
وفي مساء يوم الجريمة، اعتقلت شرطة بغداد، متهمين بالقتل بعد اشتباك بالرصاص، في مدينة الصدر قرب سوق مريدي، وأشارت إلى أن الحادث يعود إلى "مشاجرة بين الأقارب".
وقالت قيادة الشرطة في بيان، إن الاعتقال جاء "حسب توجيهات قائد شرطة بغداد الرصافة اللواء شعلان علي صالح الحسناوي بضرورة القبض على الأشخاص المطلوبين والمخالفين وحاملي الأسلحة الغير مرخصة بعد ورود أخبار بوجود حادث مشاجرة وإطلاق نار وقتل ضمن منطقة مدينة الصدر".
وأضاف البيان: "تم توجه مفارز قسم شرطة الصدر الثاني (مركز شرطة الثورة) إلى مكان الحادث وتبين حصول مشاجرة (أقارب) وإطلاق نار مما أدى إلى إصابة أحد الأشخاص حيث تم نقله إلى المستشفى وفارق الحياة متأثراً بإصابته".
وتابع: "على الفور تم تشكيل فريق عمل بإشراف قائد شرطة بغداد الرصافة وبرئاسة مدير قسم شرطة الصدر الثاني وضابط مركز شرطة الثورة وثله من ضباط ومنتسبي المركز حيث تم تفتيش المنطقة وجمع المعلومات ومتابعة ملابسات الحادث، وتم القبض على أحد المتهمين الذي اعترف بارتكابه جريمة القتل".
ومضى بالقول: "تم الوصول إلى المتهم الثاني من خلال الجهد الاستخباري والعمل الجاد وتحديد مكان تواجده والقبض عليه ليتم توقيفهم أصولياً لإكمال الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم".
ووثق مقطع فيديو متداول عدداً من الأشخاص يحملون الأسلحة النارية والرشاشات ويطلقون الأعيرة على بعضهم داخل سوق "مريدي" في بغداد، حيث سقط أحد المسلحين على الأرض بعدما تلقى عدة طلقات ممن يتشاجر معهم، وبعدها شوهد شخص يسحب سلاحه وآخر يقود السيارة ولاذ الثنائي بالفرار من موقع الحادث.
الحادث تم استغلاله من قبل جهات وأطراف داخلية وخارجية لنقل تصوّر بعيد كل البعد عن الواقع يصنع من العراق بلدا للعصابات والمواجهات المسلحة لدرجة تجعل القارئ يعتقد بإن حادثة مريدي تحدث بشكل يومي وفي جميع مناطق العراق.
وسائل إعلام وصفحات تواصل اجتماعي عربي وخليجية وأخرى محلية (تابعة لجهات تسعى لإفشال حكومة السوداني كمنصات بارزاني والحلبوسي والتيار الصدري) كثفت نشرها وموادها الخبرية حول الحادثة بمبالغة واضحة واعتبرتها تعكس الشكل الحقيقي لوضع العراق، لدرجة افتتحت أشهرها (موقع قناة العربية) تقريرها عن الحادثة بجملة: لا حاجة للاشتراك في شبكة نتفليكس، فيلم أكشن لايف وسط بغداد، مشهد رعب، وكتبت أخرى في تقريرها عن الحادث إنه نتيجة طبيعية لظاهرة انتشار العنف المسلح في العراق.
ولا تختلف تغطية الخبر كثيرا على المستوى المحلي، حيث غطّت وسائل إعلام وصفحات تواصل (أبرزها الشرقية والخوة النظيفة وغيرها) الخبر بكثير من التهويل والتضخيم في محاولة لإيصال فكرة مفادها بأن الأمن في العراق منهار تماما.