مجزرة جديدة في ديالى ضحيتها عائلة كاملة ومنفّذها "إبن العائلة"ً!.. هذا ما حدث في الخالص
انفوبلس/ تقارير
مجدداً وبعد جرائم وحوادث لم ينشف دماء ضحاياها، استيقظت محافظة ديالى يوم أمس على جريمة مروّعة، قُتلت فيها عائلة بمنطقة التحويلة ضمن قضاء الخالص، لكن الملفت هذه المرة أن بطل الجريمة كان ابن العائلة المغدورة، حيث قتل شقيقه وأسرته وحاول التحايل على القوات الأمنية بإطلاق النار على يده للتمويه وادعائه أن الجريمة إرهابية، لكن تعثّره بالتحقيق أوقعه بشباك الاتهام، فماذا قال؟.. وما هي التفاصيل الكاملة للجريمة؟.
*ماذا حدث؟
يوم أمس، استفاقت محافظة ديالى على مجزرة جديدة، حيث أفاد مصدر أمني بأن مسلحين مجهولين قتلوا عائلة في أطراف قضاء الخالص شمال شرق مدينة بعقوبة.
وقال المصدر لشبكة انفوبلس، إن مسلحين مجهولين هاجموا منزلاً في قرية (التحويلة) في أطراف قضاء الخالص 18 كم شمال شرق بعقوبة وقتلوا أُسرة مكونة من الأب والأم وابنهما فيما تمكّن الابن الآخر من الفرار (الذي ثبت بعد ذلك تورطه بالجريمة).
وبيّن المصدر، أن المهاجمين استبقوا الهجوم بإحراق كوخ لإلهاء الأهالي والتمويه على الحادث لتنفيذ الجريمة، مشيراً إلى أن قوة أمنية حضرت إلى مكان الحادث وشنت عمليات تفتيش في محيط الحادث.
*لجنة تحقيقية
وكشف ضابط برتبة عميد، عن تشكيل لجنة تحقيقية ستكمل تقريرها خلال 48 ساعة، مستدركًا لكن "التحقيقات الابتدائية كشفت أن الجريمة جنائية وليست إرهابية"، مبينًا أنّ "ديالى تعيش لحظات أمنية صعبة ولا تتحمل مجزرة جديدة بعد حادثة الجيايلة السابقة في الخالص".
تحقيقات مقتل العائلة النهائية ستُعلَن في وقت أقصاه 48 ساعة
*تورّط ابن العائلة المغدورة بالجريمة
الضابط الذي رفض الكشف عن اسمه لأسباب تتعلّق بوظيفته، قال إنّ "جريمة التحويلة أسفرت عن مقتل الأب وزوجته وابنهما، فيما أُصيب الابن الثاني في يده"، موضحًا أنّ "التحقيقات تشير إلى أن الابن المصاب هو منفّذ الجريمة بمقارنة إصابته الطفيفة مع طريقة قتل ذويه بالإطلاق الناري في الرأس".
ولفت الضابط إلى أنّ "الابن المصاب مشتبه به، لأن إفاداته متضاربة، حيث قال في بداية التحقيقات إنه تمت مهاجمة منزلهم من مسافة 30 مترًا من قبل مسلحين، وروايات أخرى كلها مغالطة للإصابة التي تلقاها"، مشيرًا إلى أنّ "التحقيقات النهائية ستعلن في وقت أقصاه 48 ساعة".
*رواية شقيق الشرطي المغدور
وكان شقيق الشرطي المغدور قد قال لعدد من وسائل الإعلام في موقع الحادثة إن "مسلحين اقتحموا منزل شقيقه وبدأوا بقتل ابنه الأكبر واقتحام غرفة نومه وقتله وبعد لحاق زوجته بالقتلة وتعرّفها على هويتهم قاموا بقتلها أيضاً، مرجحاً أن يكون "الحادث إرهابياً وليس جنائياً لعدم وجود عداوات لشقيقه مع أي جهة أو طرف".
وأكد شقيق الجندي المغدور أن "الهجوم تم بأسلحة كاتمة لعدم كشف الجريمة من قبل أقاربه وجيرانه"، بحسب قوله.
*ليس عملاً إرهابياً
فجّرت الحادثة غضباً شعبياً وحكومياً واسعاً، لاسيما وأنها ليست الأولى التي تحدث في قضاء الخالص بعد حادثة الجيايلة الشهيرة والبوبالي، حيث كشف قائممقام القضاء عدي الخدران عن تفاصيل مفاجِئة في حادثة اغتيال العائلة في أطراف قضاء الخالص، مبيناً أن المتهم الرئيس في الحادثة هو أحد أفراد العائلة، وليس عملاً إرهابياً.
وقال قائممقام الخالص عدي الخدران، إن "جريمة اغتيال شرطي وعائلته في قرية البو عبد الله ضمن قاطع التحويلة في أطراف قضاء الخالص نفّذها نجل الشرطي في حيلة خدع بها الرأي العام".
وكشف الخدران أن "نجل الشرطي المغدور وهو طالب جامعي ضلّل الحقائق بقتل والديه وشقيقه ومن ثم إطلاق النار على يده لإيهام الرأي العام، إلا أن التحقيقات الاستخبارية والأمنية كشفت حقيقة الجريمة"، مؤكدا أن الجاني "معتقل ويخضع للتحقيقات الأمنية لكشف ملابسات الحادث وأسبابه المرجحة لمشاكل عائلية بحسب التحقيقات الأولية".
شابت الحادثة روايات متعددة أبرزها التمويه قبل الجريمة بحرق كوخ زراعي لتشتيت انتباه الأهالي عن منفذي الجريمة ومنع كشفهم.
*نائب عن ديالى: هذه أسباب الجرائم المتكررة
توالت ردود الأفعال الغاضبة عن الحادثة، إذ عزا النائب عن محافظة ديالى سالم العنبكي، أسباب الهجمات الإرهابية والحوادث الجنائية في المحافظة ولاسيما اطراف الخالص شمال شرق بعقوبة، إلى عدم حسم المشاكل والمتعلقات الأمنية العالقة منذ سنوات.
وقال العنبكي في تصريح صحفي تابعته شبكة انفوبلس، إن حادث الهجوم على منزل شرطي وقتله مع عائلته وقبلها من حوادث في مناطق البوبالي والجيايلة التابعة لقضاء الخالص يعود لجملة من الاسباب أبرزها عدم حسم ملفات ومشاكل أمنية عالقة في تلك المناطق وتجميد أحكام الإعدام والقصاص بحق المدانين بالجرائم الارهابية منذ سنوات ما ولّد ردود أفعال سلبية في الملف الأمني.
*تأثر الوضع بعدم تنفيذ أحكام الإعدام
وتابع، أن “السلطة التنفيذية تتحمل مسؤولية عدم تنفيذ احكام الاعدام والقصاص بحق الارهابيين الى جانب بعض الاخطاء الامنية في عمليات المداهمة والتفتيش وبعض الاعتقالات غير الصحيحة”، داعيا الى “تفعيل استنفار الجهود الاستخبارية وتجنيد مصادر امنية تسهل معالجة الخلل الامني وكشف الحقائق ومنع الجريمة قبل وقوعها”.
وأشار العنبكي إلى أن “الملف الأمني بحاجة لصناع قرار حقيقيين لاحتواء أي أخطار مستقبلية او حوادث جديدة بالرغم من الحوادث الامنية في ديالى تحدث في كل مكان”، مشددا على “اعتماد أولويات ومعالجات تضمن الحقوق وتجهض مظاهر القتل والحوادث الدموية”.
*مراحل متقدمة في التحقيق
وعن حادثة اغتيال الشرطي وأسرته في قرية التحويلة بأطراف قضاء الخالص قال العنبكي، إن “الحادثة قيد التحقيق والهجوم طال الشرطي وسط اهله واقاربه”، مؤكدا أن “التحقيقات وصلت الى مرحلة متقدمة لكشف طبيعة الحادثة إن كانت إرهابية أو جنائية”.
وشهدت ديالى خلال الأشهر الست الأخيرة 4 حوادث طالت مناطق آمنة منذ أكثر من 15 عاماً والتي عزاها المختصون الى دوافع جنائية وثارات اجتماعية.