مسيّرة قتلت عمالا من اليمن وأخرجت أكثر من 2000 ميغاواط عن الخدمة.. مَن استهدف حقل كورمور في السليمانية مجددا؟
العسكري لمّح سابقا لتلك الجهة وفائق يزيدي سمّاها
مسيّرة قتلت عمالا من اليمن وأخرجت أكثر من 2000 ميغاواط عن الخدمة.. مَن استهدف حقل كورمور في السليمانية مجددا؟
انفوبلس/..
من جديد، يتعرض حقل كورمور الواقع في محافظة السليمانية لقصف بطائرة مسيرة، لكن هذه المرة أوقع القصف قتلى من العمال غير العراقيين، وأخرج نحو أكثر من 2000 ميغاواط عن الخدمة، وضمن هذا السياق تستعرض انفوبلس الإجابة على أهم تساؤل: مَن استهدف الحقل؟ مع الإشارة إلى الجهة التي ألمح إليها المسؤول الأمني في المقاومة الإسلامية كتائب حزب الله أبو علي العسكري، وسمّاها عضو الاتحاد الوطني الكردستاني فائق يزيدي.
*الاستهداف
أفاد مصدر محلي يوم أمس الجمعة، باستهداف حقل كورمور الغازي بمحافظة السليمانية.
وقال المصدر، إن "القصف استهدف حقل كورمور الغازي في قضاء جمجمال بالسليمانية".
وأضاف، إن "حجم الأضرار الناجمة عن القصف غير معروفة حتى الآن".
*آخر التطورات
صباح اليوم السبت، أعلن قائمقام قضاء جمجمال في السليمانية، ارتفاع حصيلة قتلى عملية استهداف حقل كورمور.
وقال رمك رمضان قائمقام جمجمال في بيان، إن حصيلة القتلى ارتفعت إلى أربعة أشخاص، فضلا عن إصابة اثنين آخرين، موضحا أن حالات المصابين مستقرة.
وأشار رمضان، إلى الضحايا الستة (المصابين والقتلى) هم من الجنسية اليمنية.
وأضاف، إن حماية الأجواء ليست من واجب سلطات الإقليم بل هي من واجب الحكومة الاتحادية، داعياً إياها لإجراء تحقيق ومنع تكرار هذه العمليات التي تستهدف منشأة خدمية.
وأكد قائمقام جمجمال، أن وفدا من وزارة الكهرباء وصل إلى مكان الحادث لمعالجة مسألة خفض إنتاج التيار الكهربائي بمقدار 2500 ميغاواط، مبينا، اليوم ستتم زيارة وزيرَي الكهرباء والداخلية في حكومة الإقليم لموقع الحادث لمعرفة تفاصيل الحادث عن قرب.
*نقيض لبيان الإقليم
يوم أمس، صدر بيان لخلية الإعلام الأمني جاء في نصه:بناءً على توجيهات القائد العام للقوات المسلحة شكلت قيادة العمليات المشتركة لجنة تحقيقية فنية لمعرفة ملابسات الهجوم التخريبي الذي تم تنفيذه بواسطة طائرة مسيرة واستهدف حقل كورمور الغازي في ناحية قادر كرم بمحافظة السليمانية بالساعة ١٩١٥ من يوم الجمعة الموافق ٢٦/ ٤/ ٢٠٢٤، وتسبب بوفاة شخصين وإصابة اثنين آخرين جميعهم يحملون الجنسية الآسيوية".
وأضاف البيان، "في الوقت الذي ندين فيه هذا الاعتداء الآثم على ثروة العراق الاقتصادية نؤكد أن المعتدين سينالون جزاءهم العادل على هذه الاعتداءات التي تحاول الإضرار بالاقتصاد الوطني والتأثير على عجلة التقدم والتنمية التي يشهدها العراق".
*انقطاع الكهرباء
أفادت وسائل إعلام في السليمانية ودهوك نقلاً عن مصادر رسمية، ليل الجمعة، بأن مناطق كثيرة في المحافظتين تعاني انقطاعاً للتيار الكهربائي، بعد توقف إمدادات الغاز الواردة من حقل كورمور في جمجمال الذي تعرض للقصف مساء الجمعة بطائرتين مسيرتين.
وذكرت المصادر، أن الكهرباء المجهزة حالياً في بعض المناطق تعتمد على ما لدى المحطات من احتياط الغاز الوارد من كورمور قبل وقف الإمدادات، وأن جميع المحطات الكهربائية في إقليم كردستان ستتوقف تماماً، كما في أربيل، مالم تتم إعادة ضخ الغاز مجددا.
*تحقيق عاجل
في السياق، ندد رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد، بالقصف الذي تعرض له حقل كورمور الغازي في كردستان، مطالباً الأجهزة الأمنية بإجراء تحقيق عاجل في الهجوم وكشف ملابساته والوصول إلى الجناة وتقديمهم للعدالة.
وقال رشيد: "نُدين ونستنكر بشدة القصف الذي استهدف حقل كورمور للغاز مساء اليوم في مدينة السليمانية، والذي أسفر عن سقوط شهداء وجرحى وانقطاع الطاقة الكهربائية".
وأضاف، "إن مثل هذه الأعمال الإجرامية تُمثل تعدياً على المصالح العامة للدولة والمواطنين وتُهدد أمن البلد واستقراره".
وأتم، "على الأجهزة الأمنية إجراء تحقيق عاجل بالحادث وكشف ملابساته ومحاسبة الجناة واتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة لمنع تكراره".
*موقف كردستان
ندد رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، بالهجوم الذي طال حقل كورمور، مشدداً على ضرورة قيام حكومة بغداد بواجبها في منع تكرار هذه الهجمات، وملاحقة الجناة ومعاقبتهم.
وقال بارزاني، "أدين بشدة الهجوم على حقل كورمور الغازي في جمجمال بمحافظة السليمانية، والذي أدى للأسف إلى سقوط شهداء وجرحى وتقليل الإنتاج في المحطة، وأتقدم بالتعازي لأسر الشهداء وأتمنى الشفاء العاجل للجرحى".
وتابع، "أن هذه الهجمات تعرض سلام واستقرار البلاد للخطر، ويجب على الجهات المعنية في الحكومة الاتحادية القيام بواجبها لمنع تكرر هذه الهجمات والعثور على الجناة من أي جهة وإنزال العقوبات القانونية بحقهم".
من جهته، أدان رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، الهجمات التي استهدفت حقل كورمور، داعياً الحكومة الاتحادية إلى فتح تحقيق جاد ومحاسبة الجناة.
وقال بارزاني: "أدينُ بشدة الهجوم الإرهابي الذي وقع الليلة على حقل كورمور، وأتقدمُ بخالص التعازي والمواساة إلى عائلات المدنيين الأربعة الذين فقدوا حياتهم إثر هذا الهجوم الإجرامي، كما أتمنى الشفاء العاجل للمصابين. وقد وجهتُ وزارة الصحة بتقديم كل الدعم والمساعدة اللازمة للجرحى".
وطالب "الحكومة الاتحادية بفتح تحقيق جاد ومحاسبة الجناة على هذا العمل الإرهابي، وطمأنة أهالي إقليم كوردستان. وبناء على المعلومات الأولية فإن هذه الهجمات تُنفذ من منطقة مجاورة للإقليم ضمن الأراضي العراقية".
وتوقع "من بغداد أن تتخذ خطوات فورية لمنع تكرار هذه الهجمات التي تشكل تهديداً مباشراً لنا. يجب السيطرة على المجاميع المسلحة الخارجة عن القانون لأنها تلحق الضرر بالجميع".
وأتم "إن استهداف منشآت الطاقة التي تزود ملايين المواطنين في إقليم كوردستان ومحافظات العراق بالكهرباء عمل إجرامي لا مبرر له، ويقوّض جهود أربيل وبغداد الرامية إلى تطوير قطاع الطاقة، خاصة وأن هذه الاعتداءات تتكرر بوتيرة مثيرة للقلق وتصل إلى حد جرائم الحرب، ونحن مستعدون للتنسيق مع بغداد لوضع حد لهذه الهجمات".
*واشنطن على الخط
ودخلت واشنطن على خط القصف، اذ استنكرت السفيرة الأمريكية لدى العراق إلينا رومانوسكي، استهداف حقل كورمور الغازي في السليمانية، مطالبةً بتحقيق عاجل في الهجوم، مؤكدة استمرار دعم واشنطن لأمن واستقرار العراق وكردستان.
وقالت رومانوسكي: "ندين بشدة الهجوم الذي وقع الليلة على البنية التحتية للطاقة في إقليم كردستان العراق، وندرك أن العمال في الموقع قُتلوا وأُصيبوا. نحث السلطات العراقية على إجراء تحقيق كامل وتقديم المسؤولين عن ذلك إلى العدالة. كما ونعرب عن تعازينا لمن فقدوا. ستواصل الولايات المتحدة العمل مع حكومة العراق وحكومة إقليم كوردستان لدعم أمن العراق واستقراره و سيادته".
*لجنة تحقيق واتهامات لهذه الجهة
وقبل قليل وصلت لجنة من بغداد للتحقيق بقصف حقل كورمور الغازي، فيما تتجه اصابع الاتهام، وفق مصادر مطلعة، صوب مجاميع مرتبطة بتركيا.
ومن الجدير بالذكر أن المسؤول الأمني للمقاومة الإسلامية كتائب حزب الله، ابو علي العسكري، نفى في منشور له، في وقت سابق، إقدام المقاومة العراقية على قصف الحقل، وقال: الهجوم على حقل (خورمور) في السليمانية يندرج ضمن تنافس شركات الطاقة الاحتكارية في المنطقة. ولا يجب أن يُلصق بالمقاومة في أي حال من الأحوال فأهدافها واضحة ومعلومة.
وكان القيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، فائق يزيدي، قد اشار إلى وقوف الحزب الديمقراطي وراء عمليات القصف ضد حقل كورمور.
يشار إلى أن الحقل يعد من أكبر حقول الغاز في إقليم كردستان، ويزود محطات إنتاج الطاقة الكهربائية بالغاز الطبيعي، فضلاً عن تأمين حاجة الأهالي من الغاز للخدمات المنزلية، وتستثمر فيه شركة "دانة" الإماراتية.
وكورمور هي قرية تابعة لناحية قادر كرم في قضاء جمجمال في محافظة السليمانية، ويعتبر الحقل من أغنى المناطق بالموارد الطبيعية وخاصة الغاز.
وتأسس مشروع غاز كردستان في عام 2007، عندما وقعت شركة دانة غاز ونفط الهلال عقداً مع حكومة إقليم كردستان للحصول على حقوق استكشاف وتطوير وإنتاج وتسويق وبيع المنتجات النفطية في محطتي خورمور وجمجمال في الإقليم.