مصير غامض يُحيط بقيادات داعش.. هل قُتل عبد الله مكي الرفيعي وأبو سارة العراقي؟

انفوبلس/..
منذ مقتل زعيمه الأول، أبو بكر البغدادي، وتنظيم داعش الإرهابي يعيش مرحلة من الاضطراب والترقب، حيث لم تكد تمضي أشهر على مقتل زعيم حتى يُعلن عن تعيين آخر في ظروف غامضة، ومع تضارب الأنباء حول مقتل قادة بارزين مثل عبد الله مكي الرفيعي، المكنى "أبو خديجة العراقي"، وأبو سارة العراقي، تتزايد التساؤلات حول مصير قيادة التنظيم واتجاهاته المستقبلية.
رغم عمليات الاستهداف التي طالت كبار قادته، لا تزال البنية التنظيمية لداعش قادرة على إعادة ترتيب صفوفها، حيث عمد التنظيم إلى دمج مكاتبه وتوزيع الصلاحيات لضمان استمرار نشاطه، فهل تم القضاء فعليًا على قياداته البارزة، أم أن التنظيم يواصل تبنّي استراتيجيته في التمويه والتخفي؟
أبو خديجة العراقي
تولى عبد الله مكي مصلح الرفيعي المكنى بـ"أبو خديجة العراقي"، منصب والي العراق بتنظيم داعش عقب مقتل أبو ياسر العيساوي والي التنظيم السابق في عملية عسكرية عراقية بوادي الشاي جنوب كركوك العراقية أواخر كانون الثاني 2021.
عبد الله مكي مصلح الرفيعي، المعروف بكنيته "أبو خديجة العراقي"، هو أحد القادة البارزين في تنظيم داعش، التحق بالتنظيم في مرحلة مبكرة من حياته، واعتُقل في سجن تسفيرات تكريت عام 2012، لكنه فرّ منه خلال حملة "هدم الأسوار" التي نفذها التنظيم، وبعد هروبه، تولى مناصب قيادية، ولاحقًا عُيّن نائبًا لوالي العراق، وبعد مقتل أبو ياسر العيساوي في يناير 2021، تولى منصب والي العراق، وشغل منصب أمير مكتب بلاد الرافدين، الذي يُشرف على أنشطة التنظيم في العراق.
وفي أغسطس 2023، أعلن تنظيم داعش عن مقتل زعيمه الرابع، أبو الحسين الحسيني القرشي، في اشتباكات مع هيئة تحرير الشام في شمال غرب سوريا، وعين أبو حفص الهاشمي القرشي خلفًا له.
آخر زعامات التنظيم
وكانت عصابات داعش الإرهابية، قد انتظرت أكثر من ثلاثة أشهر قبل الإقرار بمقتل زعيمها السابق (أبو الحسين القرشي) وتسمية الخليفة الجديد، أبو حفص القرشي، وذلك عبر تسجيل صوتي للمتحدث الرسمي الجديد، أبو حذيفة الأنصاري، نشرته "مؤسسة الفرقان" في آب/2023.
ورغم إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن مقتل أبو الحسين في عملية استخباراتية تركية في نيسان 2023، فإن هوية (أبو الحسين القرشي) بقيت غامضة، ما يثير تساؤلات حول أسباب هذا التكتم.
في المقابل، كشفت مصادر منشقة عن التنظيم الإرهابي، عن بعض المعلومات حول أبو حفص، واصفةً إياه بـ"سفاح سنجار الأمني"، ما يشير إلى تورطه في جرائم إبادة وسَبي بحق الإيزيديين، كما وصفته بأنه "العسكري ومهندس التفخيخ" وصاحب سجل حافل بالاعتقالات والسجون، معتبرةً إياه الأخطر بين جميع مَن تولَّوا قيادة التنظيم رغم صغر سنّه، حيث يُقدر عمره بـ39 عامًا.
وأشارت المصادر، إلى أن أحد ألقابه هو "أبو المثنى الجنوبي"، كما ذكرت اسمًا جزئيًا له "أبو شـ" و"عمران"، دون تأكيد إن كان اسمه الحقيقي، كما زعمت أن (أبو حفص القرشي) كان يخطط لهجمات واسعة، منها تكرار سيناريو اقتحام سجن غويران، في إشارة إلى استراتيجية التنظيم التصعيدية.
هل قُتل أبو خديجة العراقي؟
وتوقع خبراء ومراقبون للحركات الإرهابية أن يكون "أبو خديجة العراقي" كان أحد أبرز المرشحين لخلافة أبو الحسين القرشي. والاسم الحقيقي لأبي خديجة هو عبد الله مكي مصلح مهدي الرفيعي.
وقد وردت أنباء عن مقتله في أواخر فبراير/شباط 2023 خلال عملية أمنية دقيقة نفذتها الاستخبارات العراقية، إلا أن وزارة الخزانة الأميركية أدرجت اسمه في قرار صدر بعد التاريخ المعلن لمقتله، ما اعتُبر إشارة إلى عدم صحة تلك الأنباء.
وجاء في القرار الأميركي الصادر في 8 يونيو/حزيران 2023 أن عبد الله مكي مصلح الرفيعي يشغل منصب أمير "مكتب ولاية بلاد الرافدين" في تنظيم داعش، وكان سابقًا والي ولاية العراق في التنظيم.
تجدر الإشارة إلى أن هناك تقارير متضاربة حول مقتله في فبراير 2023 خلال عملية أمنية في وادي حوران بصحراء الأنبار، ومع ذلك، لم يتم تأكيد هذه الأنباء، واستمر اسمه في الظهور في تقارير لاحقة، مما يشير إلى احتمال نجاته واستمراره في نشاطه داخل التنظيم.
مقتل أبو سارة العراقي
وبالتزامن مع مقتل أبو الحسين القرشي، قُتل أبو سارة العراقي في محافظة إدلب شمالي سوريا، مما دفع التنظيم إلى إعادة هيكلة مكاتبه، حيث تم دمج بعض الصلاحيات وإعادة توزيع المهام.
أفادت مصادر سورية في آذار 2023، بأن "ضربة نفذتها طائرة مسيرة تابعة لما يسمى "التحالف الدولي" في محافظة إدلب شمالي سوريا، أسفرت عن مقتل القيادي البارز في تنظيم "داعش" الإرهابي عبد الرؤوف المهاجر".
وقال المصادر، إن "المدعو عبد الرؤوف المهاجر (أبو سارة العراقي)، وهو أمير بالتنظيم من جنسية عراقية، قُتل نتيجة الضربة مع مُرافقه، في 24 شباط 2023، قرب بلدة مشهد روحين على طريق دير حسان- قاح شمالي إدلب".
وأضاف المصدر، إن "أبو سارة يشغل منصب أمير الإدارة العامة للولايات في التنظيم، وكان أحد القياديين في تنظيم حراس الدين، ويعتبر الرأس المدبّر والحاكم الفعلي للتنظيم".
مكتب ولاية الرافدين
يُعد "مكتب ولاية الرافدين" واحدًا من عدة مكاتب أنشأها تنظيم داعش لضمان القيادة الإقليمية لفروعه حول العالم، وتشمل هذه المكاتب:
- مكتب الفرقان: يُشرف على ولاية الساحل وولاية غرب إفريقيا، والتي تتفرع إلى ولايات أصغر مثل ولاية مالي، ولاية بوركينا فاسو، وولاية سامبيسا (في نيجيريا).
- مكتب الكرار: يضم الصومال، الكونغو، موزمبيق، ودول الجوار.
- مكتب الأنفال: يغطي النيجر، مالي، بوركينا فاسو، ودول الجوار.
ولاية وسط إفريقيا.
- مكتب الصديق: يشرف على أفغانستان ودول الجوار.
- مكتب الفاروق: يغطي تركيا وأوروبا.
- مكتب الأرض المباركة: يشمل سوريا، لبنان، ودول الجوار.
وبعد مقتل أبو سارة العراقي (عبد الرؤوف المهاجر) في إدلب، وهو الحدث الذي تزامن مع مقتل أبو الحسين القرشي، عمد تنظيم داعش إلى إعادة هيكلة مكاتبه، حيث تم دمج بعض الصلاحيات وإعادة توزيع المهام، ونتيجة لذلك، توسعت صلاحيات مكتب بلاد الرافدين ليشمل العراق وإيران، بعد أن كانت إيران تخضع سابقًا لمكتب "الصديق".