معركة الجيايلة والبوبالي العشائرية في ديالى.. إصرار على تلبيسها ثوب الطائفية.. هذه الحقيقة الكاملة
انفوبلس/ تقارير
مذكرات قبض واحتجاجات صاخبة هدّأت من روعها التأكيدات الحكومية بأن ما حدث هو نزاع عشائري بحت ولا دخل للطائفية به كما روّج الإعلام الأصفر، الذي أخفى الكثير من الحقائق عن معركة الجيايلة والبوبالي العشائرية في ديالى، وربط أحداثها بالطائفية، الأمر الذي سرعان ما نفته السلطات الأمنية والحكومية.
*ماذا حدث؟
يوم أمس، شهدت محافظة ديالى نزاعاً عشائرياً دامياً راح ضحيته العديد من المواطنين بينهم نساء، حيث اندلع النزاع بين عشائر قريتي الجيالية والبوبالي واستُخدمت فيه مختلف أنواع الأسلحة، وبحسب شهود عيان فإن العشيرتين لديهما خلافات سابقة ولا يُعد هذا النزاع الأول بينهما، لكن بعض وسائل الإعلام روّجت بأن المعركة ناجمة عن دوافع طائفية، في ادّعاءٍ سرعان ما دحضه مستشار محافظ ديالى خضر العبيدي الذي أكد أن الحادث نزاع عشائري ولا يحمل أيَّ بُعدٍ طائفي.
*فتنة
العبيدي أكد، أن الحادث ليس له أي بعد طائفي ومن يحاول الترويج بهذا الاتجاه فهو يحاول خلط الأوراق وخلق فتنة في محافظة عانت من تداعياتها لسنوات ودفع الجميع ثمنها.
ويجدد العبيدي التأكيد، بأن جميع الحاضرين في الاجتماع يدركون بأن ليس هناك أي بعد طائفي، وأن قرية الجيايلة آمنة حالياً والأجهزة الأمنية تنتشر ولا صحة لأي أخبار تتحدث عن نزوح قسري للأسر.
*إعلام مظلل
بعد أحداث الجيالية والبوبالي، عمدت بعض وسائل الإعلام التي تتغذى على الفتن، إلى نشر أخبار مفبركة لا أساس لها من الصحة، وادّعت بأن المعركة حدثت لسبب طائفي بين العشيرتين، الأمر الذي نفاه شيوخ العشائر بأنفسهم في المحافظة وأكدوا أن ما حصل هو حادث جنائي بين العشائر ولا دخل للطائفية فيه.
ناشطون عبّروا عن سخطهم من التظليل في بعض وسائل الإعلام والتعمد في إرجاع البلد إلى مربع الطائفية المرير، مؤكدين أن من يروّج لهذه المواضيع هو منتفع منها أساساً ويتنعم على أساس راحة المواطنين وحياتهم.
*تعزيزات عسكرية واستنفار
تعزيزات عسكرية من الشرطة والجيش انتشرت بين قريتي (البو بالي والجيايلة) لمنع وقوع أي رود أفعال انتقامية أو مجازر أخرى بين العشائر على خلفية حادثة أمس، وفق مصدر أمني في شرطة المحافظة.
ويؤكد المصدر، أن الاوضاع في قرية (الجيايلة والبو بالي) تحت السيطرة الأمنية المطلقة، مشيراً الى وصول وفد أمني من بغداد لتقصي الحقائق حيال الحادث واتخاذ التدابير اللازمة.
*مذكرات قبض
وأفاد مصدر محلي في محافظة ديالى أيضاً، بصدور مذكرات قبض بحق المتهمين بالحادثة، وأن قوات الأمن تواصل مطاردة المتهمين بالتنسيق بين التشكيلات الأمنية.
وأضاف المصدر في حديث لشبكة انفوبلس، إن حادثة الجيايلة جنائية وبعيدة عن أي أبعاد طائفية، فيما يؤكد سكان محليون وشهود عيان أنها رد فعل انتقامي لحادث (البو بالي) قبل أشهر عدة والتي راح ضحيتها أكثر من 10 مدنيين بين ضحية ومصاب.
*رفض دفن الضحايا
إلى ذلك أكد مصدرنا الأمني، أن ذوي ضحايا مجزرة الجيايلة اعتصموا حاملين جثث الضحايا أمام مجلس محافظة ديالى، رافضين دفنهم لحين القبض على المتورطين في المجزرة.
فيما أثمرت وعود من الحكومة المحلية والقيادات الأمنية بانسحاب المعتصمين ونقل جثامين الضحايا الى المقابر لدفنهم، مشددين على كشف خيوط الجريمة أمام الرأي العام.
*استغلال الحادثة
القيادات الحكومية في محافظة ديالى، أكدت أن الحادثة نزاع عشائري بعيد عن اي دوافع طائفية، متهمين بعض الأطراف السنية باستغلال الحادثة للإستقطاب الطائفي المجتمعي والترويج الانتخابي.
*زيارة عاجلة
في هذا الصدد زار وكيل وزارة الداخلية لشؤون الشرطة الفريق عادل عباس الخالدي، اليوم الثلاثاء، محافظة ديالى على رأس وفد أمني.
وفور وصوله، عقد الخالدي اجتماعاً للقادة الأمنيين في مقر قيادة الشرطة واستمع إيجازاً عن الوضع الأمني الراهن في المحافظة والوقوف على ملابسات الحادث الذي وقع يوم أمس، والإشراف المباشر على اللجنة التحقيقية التي شُكّلت بهذا الصدد.
وعلى هامش زيارته زار الوكيل، قسم شرطة الخالص ومركز شرطة التحويلة ملتقياً بضباطه ومنتسبيه، مشدداً على العمل على توفير الامن والاستقرار وسلامة المواطنين ضمن قاطع المسؤولية.
*دور العشائر
مدونون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، طالبوا شيوخ عشائر المحافظة بالقيام بدورهم في درء الفتنة التي يحاول الإعلام الأصفر إحياءها في مناطقهم، عبر بث الأخبار الكاذبة والمحرضة، داعين وجهاء المحافظة إلى محاسبة وضبط كل من يحاول زعزعة أمن السكان وتسليمه إلى القوات الأمنية لينال جزاءه العادل.