معركة حقيقية وفشل للمحافظ والقوات الأمنية.. هذا ما حدث في إصلاح ذي قار
انفوبلس/..
نزاع عشائري طاحن اندلع الخميس الماضي 13 نيسان الجاري، حوّل قضاء الإصلاح في محافظة ذي قار إلى ساحة حرب، وسط فشل ذريع للقوات الأمنية في السيطرة على احتواء الموقف، وتفرّج المحافظ محمد هادي الغزي.
*بداية القصة
بدأت القصة حينما خرج أهالي قضاء الإصلاح إلى الشوارع مطالبين بتوفير المياه، حيث تعاني المدينة من أزمة مائية قاسية، وطالبوا بتوفير مياه الشرب والخدمات وإقالة "القائممقام"، وعلى إثر ذلك اشتدّ الخلاف بين المتظاهرين والقائممقام، ليتحول إلى أعمال شغب ومصادمات بين قوات الأمن والمتظاهرين، بحسب شهود عيان.
يقول الشهود، إنه نتيجة المصادمات كانت إصابة بعض المتظاهرين واعتقال أكثر من 15 شخصاً منهم وفق المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب، لتستمر الاحتجاجات لأكثر من 3 أيام، وبعد الإفراج عن المعتقلين عاد الهدوء إلى المدينة، واتفق شيوخ العشائر ووجهاء المدينة على أن يبقى القائممقام في منصبه مدة 6 أشهر ومن ثم يقدّم استقالته.
تفاقم الأزمة
أما عن النزاع المسلح، فقد انطلقت شرارته بعد أن كتب أحد الشباب من أقرباء القائممقام منشوراً على فيسبوك يمتدحه فيه، ليرد عليه أحد المعلقين بطريقة سلبية، ثم تطور الوضع ليذهب الشاب الى محل إقامة الشخص المعلّق ويطلق عليه النار.
ووفق شاهد العيان، فإن عشيرة الشخص المعلِّق أقدمت بعد ذلك على إطلاق النار على شخص آخر من عشيرة صاحب المنشور، ليتحول قضاء الإصلاح إلى ساحة حرب طاحنة، حيث صار القتل على الهوية ووفق الانتماء العشائري.
ويدور النزاع بين عشيرتي "آل عمر" و"الرميض".
*محاولة تهدئة فاشلة
يقول المواطن علي سامي من أهالي قضاء الإصلاح، "إن النزاع بدأ من الساعة العاشرة صباحا وحتى الساعة الثالثة ظهرا من يوم الخميس الماضي، لتتحول أجواء المدينة إلى حرب شوارع، ولم نتمكن من الخروج من المنازل مطلقا، وكان أحد وجهاء المدينة قد حاول التواصل مع الطرفين لإيقاف النزاع لكنه لم يتمكن من ذلك".
وخلال ذهابه للعشيرة الأخرى، كان نجله الأكبر -وهو ضابط بجهاز الأمن الوطني- قد لحق بأبيه للمشاركة في إيقاف المشكلة، بيد أن العشيرة الأخرى كانت قد نصبت للضابط كمينا وسط الشارع، حيث أمطروه بالرصاص ليسقط قتيلا أمام الناس، مما دفع عشيرة الضابط القتيل للاستنفار والدخول في مواجهة مباشرة مع العشيرة الأخرى.
بدوره، قال جهاز الأمن الوطني في بيان، إنّ "الشخص الذي قُتِل بقضاء الإصلاح في ذي قار، لم يُستهدَف بصفته ضابطًا في الأمن الوطني، إنما كونه ابن شيخ أحد طرفي النزاع".
وأضاف الجهاز، إنّ "الاستهداف حدث عصرًا عند عودته من الدوام الرسمي، وأثناء مروره في منطقة النزاع". مبينًا، إنّ "الحادث قيد المتابعة والإجراءات القانونية".
بالتزامن، فتح مسلحون مجهولون نيران أسلحتهم باتجاه مسؤول في دائرة ماء سوق الشيوخ يُدعى أحمد وبدان العمري، أثناء مروره على طريق سيد دخيل في الناصرية، ما أسفر عن إصابته بجروح بالغة.
*كرٌّ وفر
تشير مصادر أمني، إلى أن "المعارك حالياً في الإصلاح عبارة عن "كر وفر" في الشوارع بين أفراد عشيرة الرميض وآل عمر". مبينة، أنه "يتم استخدام الأسلحة المتوسطة من قبل طرفي النزاع".
*حصيلة
وعلى إثر المصادمات المسلحة، سقط 4 قتلى وأكثر من 10 من الجرحى، في حين اعتقلت القوات الأمنية أكثر من 12 من المتسبِّبين بإثارة النزاع دون أن تنتهي القصة، وفق ما أعلنته القوات الأمنية.
*أفواج عسكرية
في السياق، أفاد مصدر أمني من محافظة ذي قار بأن قائد شرطة المحافظة اقتحم قضاء الإصلاح شرقي المحافظة بقوة عسكرية كبيرة.
وبيّن، أن 5 أفواج من الشرطة الاتحادية والمحلية والجيش تحركت تجاه قضاء الإصلاح للسيطرة على الأوضاع، إضافة لقوة من جهاز مكافحة الإرهاب.
وأكد المصدر، أنه في ساعة متأخرة من ليل الخميس وفجر أمس الجمعة، كانت العشائر المتقاتلة قد أغلقت الطرق الرئيسية والفرعية داخل قضاء الإصلاح، حيث تحصّنت كل عشيرة واستحدثت بعض الخنادق، كما أن أوامر قبض قضائية صدرت بحق 4 من شيوخ العشيرتين لاعتقالهم من أجل إنهاء التوتر بين جميع الأطراف.