معروف باسم "عبد الله تفخيخ" وله دور في احتلال الموصل.. انفوبلس تستعرض تفاصيل القبض على "سقراط خليل" واعترافاته
انفوبلس/ تقرير
أثار إعلان مجلس أمن إقليم كردستان، القبض على الداعشي "سقراط خليل" والمعروف باسم "عبد الله تفخيخ"، أثار التساؤلات حول هوية وتاريخ الإرهابي الذي كان له دور كبير في احتلال مدينة الموصل في حزيران 2014، والقريب من قيادات تنظيم "داعش" الإرهابي، فمن هو؟
ويسلط تقرير شبكة "انفوبلس"، الضوء على تفاصيل عملية القبض على الإرهابي "سقراط خليل" واعترافاته
* اعتقال "سقراط"
أعلن مجلس أمن إقليم كردستان، يوم أمس الجمعة 17 مايو/ أيار 2024، إلقاء القبض على الإرهابي "سقراط خليل" الذي عمل في مجال التفخيخ وكان له دور "بارز" في احتلال الموصل في حزيران 2014، بعد عودته من دولة تركيا بجواز سفر مزور.
وذكر بيان لمجلس أمن الإقليم اطلعت عليه "انفوبلس"، أن "الإرهابي الكبير الذي يدعى (سقراط خليل) والمعروف باسم (عبد الله تفخيخ)، كان شخصاً قريباً وموثوقا جداً من قبل زعيم داعش الارهابي".
ووفق بيان المجلس فقد انضم "سقراط خليل إسماعيل حمود الحمدوني" لتنظيم "داعش" الإرهابي عام 2013 وعمل في قسم التفخيخ وكان له دور كبير في احتلال مدينة الموصل في حزيران 2014 من قبل التنظيم الإرهابي.
وحمل سقراط صفة أمير إلى جانب لقبه بـ"عبد الله التفخيخ" لعمله في قسم التفخيخ في الموصل، حيث بقي فيها حتى عام 2017، وشارك في كل معارك "داعش" خلال تحرير المدينة من التنظيم، وفي العام نفسه انتقل إلى سوريا وهناك كُلف بالعديد من المهام الأمنية من قبل حاج عبد الله (أبو إبراهيم الهاشمي القريشي، خليفة داعش السابق)، بحسب بيان المجلس.
أبو إبراهيم الهاشمي القرشي أو محمد سعيد عبد الرحمن المولى أو أمير محمد عبد الرحمن المولى الصلبي أو الحاج عبد الله، (أكتوبر 1976 - 3 فبراير 2022) هو الخليفة الثاني لتنظيم "داعش" الارهابي، بويع بعد مقتل أبي بكر البغدادي في 27 أكتوبر 2019، وأُعلن عن اختياره في 31 أكتوبر 2019.
وخلال التحقيق معه عقب إلقاء القبض عليه، قال الداعشي "سقراط" أنه وُلد في الموصل عام 1987، انضم لتنظيم "داعش" الإرهابي عام 2013، ثم الانضمام إلى معسكر الجزيرة الذي كان قائده أبو هاجر وهناك تدرب على القتال، ثم تم "غزو الموصل"، ولم يكن عددهم يتجاوز الـ 300 شخص آنذاك، وقد كان القتال عنيفاً جداً، وفق حديثه.
وذكر أنهم دخلوا إلى منطقة الرفاعي لمدة يومين أو ثلاثة وفي ظل الاشتباكات مع القوات الأمنية، "أمر أبو ليث (قائد المجموعة الداعشية آنذاك) أحدهم بتفخيخ سيارة كبيرة وفجرها بالقوة الأمنية مما أدى إلى إبادتها ثم حدثت الانهيارات في مدينة الموصل".
وأكمل أقواله في الفيديو الذي نشره مجلس أمن إقليم كردستان واطلعت عليه شبكة "انفوبلس"، مبيناً أنه دخل إلى سوريا من البوكمال انطلاقاً من مدينة القائم، وأرسل في طلبه "حجي عبد الله" والذي كان آنذاك نائباً للبغدادي، وطلب منه العودة إلى الموصل لإرجاع مبلغ من المال هناك، ومن هناك "دخلت إلى تركيا عبر التهريب ومن ثم إلى إيران وبعدها العراق"، حسب قوله.
وتابع: "بقيت عند تاجر كان يتعامل مع داعش في كركوك مدة 25 يوماً، ثم دخلت إلى المدينة القديمة في الموصل بحكم معرفتي بالمنطقة وأخرجت المال من الموقع المحدد وكان قدره 5 ملايين دولار، ثم رجعت إلى كركوك في الصباح".
وأخذ منه المال شخص منتمٍ لداعش اسمه "أبو غفران"، في منطقة الحضر، وبحسب اعترافه، فقد قرر السفر إلى تركيا، وبعدها بأشهر عاد إلى العراق ليستقر إما في كركوك أو بغداد، لكنه لم يتمكن من ذلك، ثم عاد إلى تركيا وبعدها بـ 5 سنوات قرر العودة للاستقرار في إقليم كردستان، لكن تم إلقاء القبض عليه بهوية مزورة وجواز سفر مزور.
وجاء سقوط الموصل (ثاني المدن العراقية الكبيرة) بعد أن تركتها القوات الأمنية في التاسع والعاشر من يونيو/حزيران 2014 وحيدة في مواجهة أرتال تنظيم "داعش" الارهابي الذي سيطر على المدينة بلا مقاومة حقيقية من القوات الأمنية.
وعند انتزاع القوات الامنية العراقية السيطرة على الموصل من تنظيم "داعش" التي استمرت أكثر من 9 أشهر، واجه سكانها كارثة إنسانية؛ فأعداد الشهداء والجرحى بعشرات الآلاف، ويربو عدد مَن فروا من منازلهم أكثر من مليون، واندثرت أحياء بأكملها وسُوِّيت منازلها بالأرض، في حين لا تزال بعض البنى التحتية الأساسية مدمرة بالكامل.
وتشير التقديرات إلى، أن كلفة اجتياح تنظيم "داعش" لأجزاء من العراق كبيرة تمثّلت في استشهاد وإصابة أكثر من 300 ألف مواطن، بينهم ما لا يقل عن 200 ألف مدني، وفقدان نحو 30 ألفا آخرين، بالإضافة إلى تهجير الملايين، وتدمير أكثر من 48 مدينة.
وتقدر تقارير سابقة لمجلس النواب العراقي تدمير نحو 90% من البنى التحتية في محافظة نينوى، ورغم اعتبار مجلس النواب، المحافظة، مدينة منكوبة فإن التخصيصات المالية كانت قليلة، ولا ترقى لمستوى الكارثة التي حلَّت بالمحافظة.
"الوضع الأمني مستقر بصورة مثالية، عمليات إعادة الإعمار جيدة لكنها بطيئة في مختلف القطاعات باستثناء القطاع الصحي الذي لا يزال متدهورا"، بهذه الكلمات يصف أحمد الزيدي أحد مواطني مدينة الموصل القديمة الوضع في مدينته التي كانت الحكومة العراقية قد أعلنت استعادتها من سيطرة تنظيم "داعش" الارهابي في العاشر من يوليو/تموز 2017.
ويؤكد الزيدي أن الزائر للموصل قد لا يصدق أنها المدينة ذاتها التي خرجت من حرب مدمرة عام 2017، لكن الواقع يؤكد أن عمليات الإعمار ورغم أنها قد توصف بالجيدة فإنها دون الطموح، ولا سيما في ظل تدهور البنى التحتية مثل المستشفيات وقطاع النقل العام والكهرباء وفرص العمل، وفق قوله.
وفي ما يتعلق بالمدينة القديمة التي تُعد الأكثر تضرراً من الحرب، يبين الزيدي أن ملايين الأطنان من الأنقاض قد تم رفعها، لكن عمليات الإعمار الفعلية من قبل الحكومة اقتصرت على شبكات المياه والكهرباء والطرق، لافتا إلى أن ما تم إعماره من البيوت والعمارات التجارية كان على حساب القطاع الخاص، وفق قوله.