مقتل الطفل "حيدر مهند" في كركوك... حادث جنائي يُستثمر طائفيًا بالتزامن مع ذكرى سبايكر

توظيف لإثارة الكراهية
انفوبلس..
في محافظة كركوك، وعلى وقع فرحة عيد الأضحى، اندلعت مأساة قتل الطفل حيدر مهند الحنتو، البالغ من العمر 11 عامًا، إثر رصاصة طائشة أطلقها عنصر أمني، أثناء نزهة مع أصدقائه في قرية بريچ قرب نهر دجلة بمحافظة كركوك.
وبالرغم من أن الجهات الأمنية أكّدت أن الحادث جنائي بامتياز، وقد تم تسليم القاتل وتسريحه إلى الجهات المختصة وتحويله إلى القضاء، إلا أن التصعيد الإعلامي اتّسم بتحويل القضية إلى اتهامات طائفية، موجهة ضد الحشد الشعبي، واتهامه بالسعي إلى تصفية الهوية والمكونات.
وقد جاءت هذه الاتهامات بالتزامن مع ذكرى مجزرة سبايكر، مما أضفى بعداً إضافياً للاتهامات الصادمة وفتح بوابة الجدل حول خلفيات ومقاصد تغطية الحادثة بهذا الشكل.
حادث جنائي فردي
وفي مقطع فيديو انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قدّم أحد سكان منطقة الحادثة شهادة مباشرة حول مقتل الطفل (حيدر مهند)، مؤكدًا أن ما جرى هو حادث جنائي فردي، ولا يحمل أي دلالات طائفية أو نوايا استهداف لمكوّن بعينه، كما حاولت بعض المنصات الإعلامية تصويره.
وبيّن المتحدث أن مثل هذه الحوادث نادرة، إذ لم تسجل المنطقة سوى ثلاث حوادث مماثلة منذ عام 2020، وهي نسبة ضئيلة مقارنة حتى مع دول متقدمة في المجال الأمني.
وأضاف أن هذه الإحصائيات تكشف زيف الادعاءات التي تتحدث عن "استهداف ممنهج" للمناطق السنية، مشددًا على أن الأمن مستتب بفضل جهود القوات العراقية والحشد الشعبي، اللذين لعبا دورًا محوريًا في تطهير المنطقة من عصابات داعش، مع استمرار حرصهما على حماية جميع المواطنين دون تمييز.
كما شدد المتحدث على غياب مظاهر الطائفية السياسية في المنطقة، محذرًا من خطورة الترويج لها، لما تحمله من إمكانات كارثية مشابهة لما يحدث في بعض الدول المجاورة.
هذه الشهادة الميدانية تناقض بوضوح الخطاب الذي تبنّته بعض الحسابات على وسائل التواصل، والتي تستثمر في الدم العراقي وتحاول توظيف الجرائم الفردية لأغراض طائفية.
وتزداد خطورة هذا التوظيف مع تزامنه مع ذكرى مجزرة سبايكر، فيما يبدو أنه محاولة لصرف الأنظار عن الجناة الحقيقيين لتلك المجازر الدامية.
لا دوافع طائفية أو مذهبية
وأكد نادر ناصر، ابن عم الطفل المغدور حيدر مهند، أن الجاني تم تسليمه مساء أمس إلى الجهات الأمنية من قبل أمن الحشد الشعبي، في خطوة تعبّر عن التزام واضح بالقانون.
وأوضح أن الحادث بعيد تمامًا عن أي دوافع طائفية أو مذهبية، مشيرًا إلى أن أغلب سكان القرية هم من منتسبي الأجهزة الحكومية، بمن فيهم والد الطفل نفسه.
ولفت إلى أن التحقيقات ستكشف خلفيات الحادث، مؤكدًا أنه تصرف فردي معزول، كما أشاد بدور مدير أمن الحشد الشعبي في المنطقة الشمالية، أبو جعفر الدراجي، الذي بادر بتسليم الجاني إلى القضاء.
قبيلة الجبور تدعو لضبط النفس
الجاني سلّمه جهاز أمن الحشد الشعبي طواعية للسلطات، بمبادرة مباشرة من مدير أمن الحشد في المنطقة الشمالية، أبو جعفر الدراجي، في تأكيد واضح على احترام القانون وسلطة الدولة
في مجلس عزاء الطفل حيدر مهند، عبّر الشيخ أحمد المهيري، أحد وجهاء قبيلة الجبور، عن موقف القبيلة الداعي إلى ضبط النفس وعدم الانجرار خلف محاولات التصعيد أو استهداف المؤسسات الأمنية، مشددًا على أن الجريمة التي وقعت تصرّف فردي لا يمثل أي جهة رسمية.
وأوضح أن الجاني سلّمه جهاز أمن الحشد الشعبي طواعية للسلطات، بمبادرة مباشرة من مدير أمن الحشد في المنطقة الشمالية، أبو جعفر الدراجي، في تأكيد واضح على احترام القانون وسلطة الدولة.
وأشار المهيري إلى أن قرية بريچ المعروفة بتاريخها النظيف ومواقفها الوطنية، لا يمكن أن تكون ساحة للفتنة، وأن أبناءها يقفون دومًا إلى جانب الدولة. وأضاف: "دمنا وكرامتنا خط أحمر، ولسنا سلعة للمتاجرة، ونحن نحتكم إلى القانون والعرف العشائري".
كما شدد على أن القضاء العراقي، لا سيما في كركوك، يتمتع بالنزاهة والعدالة، مؤكداً أن القبيلة تطالب بالحق دون مزايدة أو تحريض، وأن الدولة لا تحمي القاتل بل تقف مع العدالة.