مقتل المحامي عمار العبيدي وسط بابل يثير أسئلة حول توتر الوضع الأمني في محافظات الوسط والجنوب
الجريمة وقعت حصيلة شجار وهو ثاني محامٍ يُستهدف خلال أسبوع
مقتل المحامي عمار العبيدي وسط بابل يثير أسئلة حول توتر الوضع الأمني في محافظات الوسط والجنوب
انفوبلس/..
خلاف على قطعة أرض، ينتهي بمقتل المحامي عمار العبيدي أمام منزله في منطقة الوردية بحي الجزائر في محافظة بابل، ليثير هذا الحادث أسئلة حول توتر الوضع الأمني في محافظات الوسط والجنوب تحديداً.
*تفاصيل الحادث
ولقي المحامي عمار حاتم العبيدي حتفه، أمس الأحد، إثر إطلاق نار تعرض له عند وصوله الى داره في محافظة بابل، فيما تعرض زميله سرمد الحميري الى الإصابة بإطلاق النار ويرقد حالياً في المستشفى.
وقال حسين العبيدي، وهو ابن عم المحامي المقتول عمار حاتم العبيدي، إن حادث القتل حصل في منطقة حي الجزائر في مدينة الحلة.
من جانبه، قال المتحدث باسم شرطة بابل عادل الحسيني، إن "الموضوع جنائي، وحالة قتل لشخص"، موضحاً إن "القوات الأمنية تلاحق القاتل كونه معروفاً".
*جنائي
بدورها، أصدرت شرطة محافظة بابل بياناً قالت فيه: "تناقلت بعض صفحات التواصل الاجتماعي خبراً مفاده اغتيال المحامي عمار حاتم العبيدي، وتود قيادة شرطة بابل أن تنوه الى أن الحادث جنائي إثر مشاجرة على قطعة أرض وليس اغتيال".
وأوضحت شرطة بابل، أنه "تمت معرفة الجاني وجاري اتخاذ الاجراءات القانونية بحقه"، داعية الى "توخي الدقة والحذر من نشر ومشاركة أي خبر إلا من مصادره الموثوقة".
*بيان هيئة الانتداب
في السياق، أصدر إحسان فلاح الهيكلي، وهو رئيس هيئة انتداب محامي بابل وعضو مجلس نقابة المحامين العراقيين، بياناً عقب الحادث هذا نصه:
"بسم الله الرحمن الرحيم
(الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) صدق الله العلي العظيم
بقلوب مؤمنة راضية بقضاء الله وقدره، ينعى محامو بابل كافة وهيئة الانتداب، زميلهم المغدور المحامي الخلوق (عمار حاتم كريم العبيدي) الذي تعرض الى قتل، حادث جنائي جبان واعتداء على الزميل المحامي سرمد الحميري الذي تعرض الى إطلاقات نارية وحالياً راقد في المستشفى على إثر الحادث، نتمنى له الشفاء العاجل، ونطالب قيادة الشرطة والقوات الأمنية السرعة في القبض على الجاني وتكثيفها، وجهودهم مشكورة لحد الآن في المتابعة حسب التواصل معهم، ونطالب القضاء العادل بالقصاص من الجاني ومن يهدد أمن المجتمع والطمأنينة، خالص العزاء لأهله وذويه ولروح فقيدنا الرحمة والمغفرة والرضوان".
*الحادث الثاني
ويوم الخميس قبل الماضي، أعلنت نقابة المحامين، اغتيال المحامي عدنان النعيمي طعنا بالسكاكين في مكتبه وسط بغداد.
وذكرت النقابة في بيان، أنه "اُغتيل الزميل المحامي عدنان النعيمي، حيث أقدمت مجموعة لم يتم التعرّف عليها لحد الآن، على اقتحام مكتب المحامي، الواقع في منطقة الدورة بمحافظة بغداد".
وأضافت: "أظهرت صور الكاميرات وجوه الجُناة، فيما تم الحصول على هاتف نقال يعود للجُناة سقط أثناء العملية، وتتابع النقيب أحلام اللامي تفاصيل الحادث مع القوات الأمنية، وتوجّه رئيس غرفة محامي الدورة إلى مركز الشرطة لإكمال الإجراءات القانونية، ومتابعة القضيّة، سعيًا للتوصل السريع لمعرفة الجناة وإلقاء القبض عليهم، بأسرع ما يمكن، لينالوا جزاءهم العادل".
لكن القوات الأمنية تمكنت بعد ذلك من الإطاحة بالجُناة.
في السياق، طالب محامون، بـ"ضرورة التنسيق الأكبر بين المحامين والأجهزة الأمنية لضمان حمايتهم وتجنب الاعتداء عليهم، بالإضافة إلى ضرورة أن تكون هناك إجراءات أمنية أكثر دقة لحماية هذه الشريحة أسوة بالموظفين في القطاع الحكومي".
*حصيلة قياسية
ومؤخرا ارتفعت وتيرة الجرائم في وسط وجنوب العراق، وباتت عمليات القتل بكل أشكالها تشكل مشهدا يوميا معتادا في هذه المحافظات، لتكون الأساس بتصدر العراق لدول الوطن العربي بجرائم القتل.
يشار الى أن العراق سجل أعلى معدل لجرائم القتل خلال العام الماضي 2022، وصلت الى 5300 جريمة، بنسبة سنوية تصل إلى أكثر من 11.5 لكل 100 ألف نسمة، وهي الأكبر على مستوى الدول العربية.
ويقول المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء خالد المحنا، إن "غالبية الجرائم التي تُسجَّل في المدن المختلفة، هي ذات دوافع اقتصادية وعشائرية، وهذا الأمر بحسب تقييم وتحليل وزارة الداخلية".
ويضيف المحنا، إن "أجهزة وزارة الداخلية التحقيقية والاستخباراتية شهدت تطورا كبيرا في المهام، ولهذا هي أصبحت تكشف الكثير من الجرائم الغامضة بفترات قياسية، خصوصاً الجرائم العائلية التي يكون فيها غموض، لكن يتم كشفها من خلال التحقيقات والمعلومات والجهد والاستخباراتي، الذي يشهد تطورا وتقدما على مختلف الصعد".
ويتابع، إن "الاجتماعات الأمنية مستمرة ومتواصلة من أجل متابعة وتقييم الأوضاع الأمنية في كل المدن العراقية، وهناك إجراءات أمنية تُتخذ، في حال ارتفع مؤشر الجرائم في أي من المحافظات العراقية، كما هناك محاسبة بحق أي مقصر في أداء واجبه الأمني".