هجوم "الفأس" على المسيحيين في دهوك.. هل تحوّل الإقليم إلى بؤرة للتكفيريين؟

انفوبلس/ تقارير
سوري الجنسي، ردد شعارات التكفيريين ثم أقدم بـ"فأسه" على شن هجوم تحوّل إلى قضية رأي عام، الجميع يدين ما حدث في دهوك ومهاجمة الحفل المسيحي "أكيتو" لكن ثمة تساؤلات.. ماذا يفعل التكفيري هناك؟ وهل فتح باب التسلل من سوريا إلى الإقليم؟ ما قصة كراهية حزب بارزاني التي اتُهم ببثها؟ وكيف جاءت ردود الفعل؟ انفوبلس وتقرير مفصّل عن ما حدث بالتفصيل.
ماذا حدث؟
قبل يومين، احتضنت محافظة دهوك، احتفالية كبرى بمناسبة عيد "أكيتو"، وسط حضور جماهيري واسع من مختلف المحافظات العراقية، إضافة إلى مشاركين من دول أخرى.
لحظة احتجاز الارهابي في دهوك وهو يردد "دولة الاسلام باقية" ، الارهابي (يقال بانه سوري الجنسية) الارهابي قام بمهاجمة امراة و شاب بالفأس (طبر) و اصابهم اصابات بليغة وخطيرة اثناء احتفالات رأس السنة البابلية الاشورية اكيتو في دهوك الهجوم قد يكون مرتبط بخلية ارهابية (انتظر التفاصيل) pic.twitter.com/To7t1TPQ7D
— Steven Nabil (@thestevennabil) April 1, 2025
كما أثار الهجوم مخاوف حقيقية من عمليات تسلل الإرهابيين من سوريا لاسيما بعد التأكد بأن المهاجم سوري الجنسية، ولهذا فأن الجدل في الإقليم بعد الحادثة تركز على كيفية دخول هذا الإرهابي في مكان يعتبر آمن نسبيا وهو دهوك.
وبدأت المسيرة الاحتفالية من أمام كنيسة "مريم العذراء" وسط مدينة دهوك، حيث تقدم المشاركون عبر الشارع الرئيسي وصولا الى ساحة الاحتفال في مجمع مازي.
وخلال المسيرة، رفع المحتفلون الأعلام والشعارات التي تحتفي بالمناسبة، وأقاموا دبكات ورقصات فلكلورية في شوارع المدينة، بمشهد يجسّد التراث والتقاليد الآشورية العريقة.
وأثناء ذلك، نفذ شخص مجهول اعتداءً على المحتفلين بعيد "أكيتو"، حيث هاجمهم مستخدماً فأساً، ما أسفر عن إصابة امرأة وشاب بجروح خطيرة، نُقِلا على إثرها إلى المستشفى، حيث وُصفت حالتهما الصحية بغير المستقرة.
سوري وينتمي لداعش.. مَن هو منفذ الهجوم؟
بعد الهجوم، أكد مجلس إقليم كردستان، أن مهاجم احتفالية عيد أكيتو سوري الجنسية وينتمي لجماعات إرهابية منتمية لفكر داعش وتم اعتقاله فوراً.
وكما ذكرنا، أثناء احتفالات أهالي دهوك بعيد الفطر المبارك وعيد أكيتو أقدم شخص يحمل أفكار داعش الإرهابي قام بالهجوم على المواطنين بآلة حادة، مما أدى إلى جرح شخصين، مبيناً (مجلس إقليم كردستان) أنه، تم إلقاء القبض على صاحب الهجوم من قبل القوات الأمنية في دهوك وهو مواطن سوري، والآن يتم التحقيق بالحادث.
لحظة احتجاز الارهابي في دهوك وهو يردد "دولة الاسلام باقية" ، الارهابي (يقال بانه سوري الجنسية) الارهابي قام بمهاجمة امراة و شاب بالفأس (طبر) و اصابهم اصابات بليغة وخطيرة اثناء احتفالات رأس السنة البابلية الاشورية اكيتو في دهوك الهجوم قد يكون مرتبط بخلية ارهابية (انتظر التفاصيل) pic.twitter.com/To7t1TPQ7D
— Steven Nabil (@thestevennabil) April 1, 2025
وأضاف، أنه “بعد انتهاء التحقيقات سيتم إعلانها للرأي العام".
ردد شعارات داعش.. ما الذي يفعله المهاجم هناك؟
بدوره، أعلن عضو المكتب السياسي للحركة الديمقراطية الآشورية، آشور صليوا نيقو، أن منفذ هجوم عيد أكيتو في دهوك، ينتمي لتنظيم داعش، وقد ردد شعارات التنظيم عند الهجوم، مطالباً إقليم كوردستان بمحاكتمه بصورة علنية.
تسجيل عدة اصابات بعد هجوم من قبل إرهابي سلفي بأستخدام الفأس استهدف مسيرة للمسيحيين في محافظة دهوك بمناسبة راس السنة الاشورية (اكيتو) فيما تمكنت القوات الامنية من اعتقاله. pic.twitter.com/Vkg1Rf15N7
— الاحداث العراقية 🇮🇶 (@iraq_1news) April 1, 2025
وقال نيقو، إنه “كما تعلمون، في الأول من نيسان من كل عام، يحتفل الشعب الكلداني السرياني الآشوري بعيد أكيتو، وهو عيد قومي يرمز إلى رأس السنة البابلية الآشورية، حيث يُحتفل به منذ 6775 عامًا ولا يزال مستمرًا حتى يومنا هذا، ويشارك في هذا العيد أبناء شعبنا من إقليم كوردستان والعراق ومختلف دول العالم، بما في ذلك أوروبا، أمريكا، روسيا، ومناطق أخرى”.
وأضاف أن “ما حدث في مدينة دهوك، حيث كان يشارك حوالي 30 ألف شخص في المسيرة التي انطلقت من باحة كنيسة مريم العذراء متجهة نحو ساحة الاحتفالات المخصصة لهذه المناسبة، وأثناء المسيرة، قام شخص بمهاجمة المشاركين، حيث اعتدى بسلاح أبيض "فأس"، يُعرف محليًا بـ(الصاطور) على سيدة تبلغ من العمر 75 عامًا وشاب يبلغ من العمر 18 عامًا، مما تسبب في إصابات بليغة في الرأس”.
وأكد أنه “عند إلقاء القبض على المعتدي، كان يردد شعارات تنظيم داعش الإرهابي بصوت عالٍ، مستخدمًا حركات جسدية توحي بانتمائه للتنظيم، ومنذ اللحظة الأولى، أدركنا في الحركة الديمقراطية الآشورية أن الهجوم يحمل بصمات إرهابية، وهو ما أكده لاحقًا مجلس أمن إقليم كوردستان، حيث أعلن أن المعتدي شاب سوري الجنسية وعضو في تنظيم داعش الإرهابي”.
وأشار إلى أن “هذا الهجوم هو الأول من نوعه منذ بدء الاحتفالات الجماهيرية بعيد رأس السنة البابلية الآشورية في عام 1992 في دهوك، ونحن، في الحركة الديمقراطية الآشورية، نؤكد على ضرورة عدم اعتباره حادثًا فرديًا، كما نطالب بالكشف عن نتائج التحقيق بشفافية للرأي العام لفهم دوافع هذا الهجوم الجبان، الذي ندينه بأشد العبارات، وندعو إلى تقديم الجاني للعدالة لينال عقابه العادل”.
وشدد “على ضرورة تفعيل القوانين التي تجرّم التحريض على الكراهية والتطرف ضد المكونات القومية والدينية، لما لهذه الجرائم من أثر خطير على السلم الأهلي والتعايش المشترك بين المواطنين”.
وختم حديثه “نثمن المشاركة الفعالة لأبناء شعبنا في هذا الاحتفال القومي، ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين، كما نشيد بجهود اللجنة المنظمة، وخصوصًا الفرق الأمنية، التي تمكنت من القبض على المعتدي وتسليمه للسلطات المختصة ويجب كشف التحقيقات ومحاكمة الإرهابي بمحاكمة علنية”.\
تجريم التحريض على الكراهية.. حزب الديمقراطي انموذجا
إلى ذلك، طالبت الحركة الديمقراطية الآشورية، بتجريم التحريض على الكراهية والتطرف، وذلك تعقيباً على الهجوم الذي طال المحتفلين في دهوك بعيد رأس السنة البابلية الآشورية الجديدة من أبناء المكون المسيحي.
وذكرت الحركة في بيان لمكتبها السياسي ورد لشبكة انفوبلس، إن "شخصاً ضالا قام بالاعتداء على شخصين من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري المحتفلين في مسيرة رأس السنة البابلية الآشورية الجديدة 6775 التي أقيمت اليوم الثلاثاء".
وأضافت "وقد استخدم المعتدي سلاحاً أبيضاً (فأس) وأصاب شخصين، شاب وسيدة كبيرة في السن، بجروح في الرأس، وتم إلقاء على المعتدي بسرعة وتسليمه للجهات المختصة التي تقوم بالتحقيق معه".
وأشارت إلى أن "هذا الحادث الذي يبدو أنه يحمل بصمة إرهابية، يحصل للمرة الأولى منذ انطلاق الاحتفالات الجماهيرية بعيد رأس السنة البابلية الآشورية منذ العام 1992 في مدينة دهوك التي تنعم بالأمن والأمان، لذلك فإن من الضروري أن لا تقوم الجهات الأمنية المختصة في المحافظة، والتي تتحمل المسؤولية عن هذا الخرق الأمني، بالتعامل معه وكأنه حادث عرضي".
وشددت الحركة على "ضرورة إعلان نتائج التحقيقات بشفافية للرأي العام للوقوف على دوافع هذا الهجوم الجبان الذي ندينه بأشد العبارات، وأن يتم تقديم المجرم إلى العدالة لينال جزاءه العادل".
وأكدت على "أهمية قيام الحكومة بتفعيل القوانين التي تُجرم التحريض على الكراهية والتطرف ضد المكونات القومية والدينية، وهذه الأفعال الإجرامية التي تهدد السلم الأهلي والتعايش الأخوي بين المواطنين".
وعن علاقة الحزب الديمقراطي الكردستاني (حزب بارزاني) بخطابات الكراهية، قال السياسي الكردي فائق يزيدي، إن ما حصل في دهوك جريمة إرهابية وعلى مجلس النواب التحقيق بهذه المسألة وهناك نوع من خطاب الكراهية يبثه الحزب الديمقراطي ضد المكونات الأخرى التي تخالفه.
خلاصة
يثير هذا الهجوم تساؤلات حول فعالية الإجراءات الأمنية المتخذة لحماية الأقليات الدينية في إقليم كردستان، حيث دق ناقوس الخطر من خطورة تحول الإقليم إلى بؤر للسلفيين والإرهابيين.
كما أثار الهجوم مخاوف حقيقية من عمليات تسلل الإرهابيين من سوريا لاسيما بعد التأكد بأن المهاجم سوري الجنسية، ولهذا فأن الجدل في الإقليم بعد الحادثة تركز على كيفية دخول هذا الإرهابي في مكان يعتبر آمن نسبيا وهو دهوك.