هجوم "عربت" في السليمانية ما زال لُغزا.. 6 من "دژه تيرور" سقطوا في مطار زراعي بطريقة مجهولة
انفوبلس..
مطار عسكري صغير تستخدمه طائرات الهليكوبتر يقع في منطقة زراعية بمحافظة السليمانية ويبعد 50 كيلومتراً عن مركزها، تم استهدافه بواسطة طائرة مسيرة مجهولة ما أدى إلى مقتل وإصابة 6 أشخاص من جهاز مكافحة إرهاب إقليم كردستان "دژه تيرور"، ورغم موقف الحكومة العراقية الصريح تجاه القصف إلا أن حقيقة الأمر لا زالت ضبابية حيث لم تفصح الجهات الكردية عن أية معلومات تجاه المطار وأسباب قصفه.
الناطق باسم القائد العام اللواء يحيى رسول، كشف تفاصيل قصف مطار عربت في محافظة السليمانية، وقال في بيان أنه "في يوم الإثنين المصادف ١٨ أيلول، وفي تمام الساعة ١٧:٠٠، قامت طائرة مسيرة بدخول الاجواء العراقية عبر الحدود مع تركيا وقصفت مطار (عربت) في محافظة السليمانية في إقليم كردستان العراق، مما أدى الى استشهاد ثلاثة من أبطال جهاز مكافحة الإرهاب وإصابة ثلاثة آخرين".
وأضاف، أن "هذا العدوان يشكل انتهاكا لسيادة العراق، وأمنه وسلامة أراضيه، ويمثل إخلالا وتهديدا للسلم والأمن في المنطقة والعالم، وخرقا لأحكام القانون الدولي، وانتهاكا لمبادئ ومقاصد ميثاق الامم المتحدة"، مؤكدا أن "هذه الاعتداءات المتكررة لا تتماشى مع مبدأ علاقات حسن الجوار بين الدول، وتهدد بتقويض جهود العراق في بناء علاقات سياسية واقتصادية وأمنية طيبة ومتوازنة مع جيرانه".
جهاز مكافحة الإرهاب في السليمانية وجه في بيان له تهديداً للجهة المسؤولة عن الهجوم دون أن يسميها، قائلاً إن "الانتقام لشهدائنا على عاتقنا ولن نسمح بأن تذهب دماؤهم سدى".
وأضاف، أنه ومن أجل الحفاظ على سلامة التحقيق، سيحافظ على سرية المعلومات، وتعهد بتقديم أي "جهة أو جاسوس تعاون في ارتكاب لجريمة الإرهابية للعدالة وكشف الحقيقة لشعب كردستان في المستقبل".
رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، أصدر، بياناً بشأن الحادث الذي وقع في مطار عربت بمحافظة السليمانية، داعياً جميع الجهات المعنية إلى إجراء تحقيق دقيق والكشف عن الحقائق بأسرع وقت.
وقال بارزاني: نشعر بالأسى إزاء الحادث الذي وقع في مطار عربت. وعلى الجهات المعنية إجراء تحقيق دقيق للوقوف على أسباب الحادث وملابساته، والكشف عن الحقائق في أسرع وقت.
وأضاف: وإذ نُدين أي انتهاك يمس سيادة أراضي الإقليم والعراق، فإننا نرفض كل الأعمال غير القانونية التي تهدد أمن إقليم كوردستان وتقوض استقراره.
قادة سياسيون ومسؤولون أدانوا بشدة الهجوم الإرهابي على مطار عربت الزراعي في السليمانية.
رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني عدَّ هذه العملية الإجرامية خرقاً فاضحاً لحدود الإقليم والعراق وتأتي ضمن المؤامرات التي تستهدف تخريب أمن واستقرار إقليم كردستان ومنطقة السليمانية بشكل خاص.
وأشار الى أنه من واجب الأطراف السياسية في الإقليم أن تواجه معا المخاطر والتحديات الأمنية وتحمي كردستان من الأعداء والمغرضين.
كما دعا الحكومة العراقية إلى تحمّل مسؤولياتها الدستورية والوطنية في حماية أرض وسماء العراق بما فيها كردستان، وألا يسمح بحدوث هذه الخروقات بعد الآن، مطالباً جميع دول العالم وكل الأحرار إلى موقف جدّي والتضامن معنا لوقف هذه الهجمات الإرهابية.
فيما أشار الأمين العام لعصائب أهل الحق، الشيخ قيس الخزعلي، الى أن "السيادة العراقية والدفاع عنها من الثوابت التي لا يُمكن التنازل عنها، أو حتى المجاملة فيها".
وقال الشيخ الخزعلي، عبر منصة "إكس": "نعتبر أن ما حدث في مطار عربـت فـي محافظة السليمانية انتهاكاً واضحاً للسيادة العراقية، وعلى الحكومة العراقية وكل القوى السياسية، الوقوف صفًاً واحداً، لإيقاف هذه الانتهاكات المتكرّرة".
من جانبه طالب رئيس تيار الحكمة، السيد عمار الحكيم، بتحقيق عاجل في حادثة قصف مطار (عربت) الزراعي في محافظة السليمانية بإقليم كردستان في وقت سابق من اليوم وأسفر عن وقوع شهداء وجرحى.
وعبّر السيد الحكيم، عن "استنكاره للهجوم الذي تعرض له مطار عربت الزراعي في محافظة السليمانية".
ودعا الى "تحقيق عاجل دقيق وواضح لتحديد المسؤولين عن هذا الهجوم وحماية سيادة العراق وضمان أمن واستقرار البلاد ومواطنيها". مضيفاً، "نتقدم بأحرّ التعازي والمواساة لأُسر الشهداء الذين فقدوا حياتهم في هذا الحادث ودعواتنا للجرحى بالشفاء".
بدورها، دانت بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) الهجوم على مطار عربت بمحافظة السليمانية.
وأكدت يونامي في بيان "ضرورة أن تتوقف الهجمات التي تنتهك السيادة العراقية بشكل متكرر"، داعية إلى "الحوار والدبلوماسية وعدم اللجوء إلى الضربات".
وأمس الإثنين 18 أيلول 2023، أفاد مصدر كردي لوسائل إعلام محلية بأن قصفاً استهدف مطار عربت الزراعي في محافظة السليمانية، مبيناً أن القصف تم عبر طائرتين مسيرتين.
وأشار إلى تجمع أعداد كبيرة من الناس بالقرب من المطار، فضلاً عن وصول قوة أمنية كبيرة وفرق طبية إلى مكان الاستهداف.
وأوضح أن المطار كان زراعياً، إلا أن قوات التحالف الدولي قامت بترميمه قبل بضعة أشهر من الآن، وأصبح مكاناً لتدريب قوة تتبع للاتحاد الوطني الكردستاني.
وبحسب معلومات المصدر، فإن القصف أسفر عن مقتل سبعة أشخاص في صفوفِ قوةٍ تتبع للاتحاد الوطني الكردستاني بداخل المطار، فيما لا تزالُ أعدادُ المُصابين غير معروفة.
وأكد أن القوات الأمنية لم تسمح للصحفيين بالاقتراب من مكان الحادث وتغطيته عن كثب، لافتاً إلى تجهيز مستشفى (شار وشورش) في السليمانية لاستقبال المصابين.