هل اغتاله حزب العمال الكردستاني؟ عشيرة البيات التركمانية تفقد أحد رموزها في كفري.. اغتيال الشيخ حسين علوش يجدد الحديث حول خطورة التصعيد ضد الـ"بي كا كا".. لماذا تم استهدافه تحديدا؟
انفوبلس..
بالتزامن مع المساومة التركية للعراق لدفعه باتجاه مقاتلة حزب العمال الكردستاني المعارض لتركيا مقابل الماء، والحديث عن خطورة خطوة كهذه يمكن أن تتسبب بتوارات كبيرة في العراق، أكدت الجبهة التركمانية، أمس الأحد، اغتيال رئيس عشيرة البيات الشيخ حسين بهجوم مسيّر في مدينة كفري.
وذكرت رئاسة الجبهة في بيان، أن "الجبهة التركمانية العراقية تستنكر العملية الإرهابية الجبانة التي استهدفت مضيف عشيرة البيات في قضاء كفري عبر هجوم بطائرة مسيّرة، والتي على إثرها استُشهد رئيس عشيرة البيات الشيخ "حسين علوش"، والذي يُعد أحد الوجهاء والشخصيات الاجتماعية المعروفة في مدينة كفري".
وأضافت، "إن دلَّ هذا الخرق الأمني الإرهابي على شيء، فإنه يدل على استهداف مباشر للمكون التركماني ومؤشراً خطيراً يُراد به إرباك الوضع الامني والاستقرار والتعايش الأخوي بين مكونات كفري، لا سيما مع قرب موعد إجراء انتخابات برلمان الإقليم".
وطالبت الجبهة التركمانية العراقية "القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء وحكومة الإقليم باتخاذ إجراءات فورية عاجلة لفرض الأمن في قضاء كفري، والقضاء على المنظمات الإرهابية، وحماية أرواح المواطنين العُزل، وفتح تحقيق عاجل لكشف ملابسات الحادث الإرهابي والجهة التي تقف خلفه، وتقديم الجناة للعدالة لينالوا جزاءهم العادل".
وأكدت، أنها "ستواصل نضالها القومي للدفاع عن الشعب التركماني في العراق، وأن الشعب التركماني سيزداد إصراراً وأكثر تماسكاً بهويته وقضيته العادلة".
مراقبون ومحللون ومتفاعلون مع الخبر، رجحوا عدة أسباب وملابسات لحادثة الاغتيال، فرأى بعضهم أن وجود تعاون (يزيد عن حده في أحيان كثيرة) بين بعض تركمان العراق والحكومة التركية، قد يكون سبباً واضحا لاغتيال علوش، منوهين إلى أن حزب العمال في حال كان هو الفاعل، فإنه أرسل رسالة مفادها بأنه جاهز لقتال كل من يحاول محاربته أو مساعدة تركيا بذلك.
بعض آخر قال، إن "البي كا كا" لا يمتلك طائرات مسيرة، وإن جهة ما منحته هذه الطائرة لتنفيذ هذه العملية لخلق بلبلة كبيرة على المستوى الداخلي والإقليمي.
كما حذر آخرون من تطور الوضع إلى مراحل لا يمكن السكوت عنها، حيث إن استخدام جماعة تترنح بين الشرعية وعدمها لأسلوب كهذا لاغتيال شخصية كتلك، يعني أن البلد متجه إلى ما لا يُحمد عقباه، وإن "أعداء العراق" في المستقبل لن يحتاجوا إلى قوات خاصة لتنفيذ عمليات اغتيال بالداخل ما دامت هنالك مجاميع يمكن أن تقوم بتلك المهمة.
وفي مساء أمس، كشف سزكين مصلح، ابن شقيق شيخ عشيرة البيات، القتيل حسين علوش، عن تفاصيل جديدة بشأن اغتيال عمه في قضاء كفري بإدارة كرميان المستقلة، مشيراً إلى أنه لغاية الآن لم يتبين هل تمت العملية بواسطة طائرة مسيرة أم عبوة ناسفة.
وقال مصلح، إن "عمي كان في طريقه لشراء دواء من الصيدلية وما إن ترجَّل من سيارته نوع (بيك آب) حتى سمعنا دوي انفجار أدى إلى استشهاده وسط بلدة كفري".
وأضاف، "استهداف عمي بهذه الطريقة يدل على بشاعة الجريمة، ولغاية الآن لا نعرف هل تمت العملية بواسطة طائرة مسيرة أم عبوة ناسفة"، مشيراً إلى أنه "لم يتبقَ من عمي سوى رأسه وأشلاء من جسده".
وأشار مصلح إلى، أن "عمي تعرض لمحاولة اغتيال قبل عامين من قبل مسلحين مجهولين أطلقوا عليه النار لكنه لم يتعرض للإصابة في حينها"، مضيفاً "عمي يمتلك معملاً ولا نعرف هل استهدافه لهذا الغرض أم لأسباب أخرى".
وكفري منطقة متنازع عليها ويسكنها مزيج من الأكراد والعرب والتركمان.
والتركمان هم ثالث أكبر مجموعة عِرقية في العراق بعد العرب والأكراد، وتضم سنة وشيعة.
ولم تعلن أي جماعة بعد مسؤوليتها عن الهجوم.
الكتلة التركمانية في مجلس النواب العراقي، اتهمت حزب العمال الكردستاني “بي كا كا” باغتيال حسين علوش شيخ عشيرة البيات إثر استهداف مضيف العشيرة في قضاء كفري بطائرة مسيرة.
وأوضحت الكتلة في بيان، أن الهجوم “أسفر عن استشهاد رئيس العشيرة، الشيخ حسين علوش، الذي كان من بين الوجوه البارزة والشخصيات الاجتماعية المؤثرة في المدينة، لن يمر مرور الكرام” محملة القائد العام للقوات المسلحة والاطراف السياسية كافة في محافظات الاقليم مسؤولية الحفاظ على حياة وأمن المواطنين التركمان في قضاء كفري.
وجاء في البيان: “عصابات بي كاكا، اصبحت تسفك دماء العراقيين التركمان المدنيين العُزل بالعلن عبر ارتكاب جرائم تعد بأنها ضد الانسانية وبشكل منهجي ومخطط، ومن دون أي رد حكومي ودولي وإقليمي، وان وجود هذه العصابات أصبحت تشكل خطراً وتحدياً كبيراً على الخارطة السياسية والبنية الاجتماعية في العراق والمنطقة برمتها”.
ودعت الكتلة التركمانية في مجلس النواب العراقي “قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني الى ضرورة التعاون الجدي في طرد المسلحين الخارجين عن القانون والذين لا يخدمون القضية القومية الكردية، وتنصح قيادة الاتحاد (ان لا تجعل محافظة السليمانية أهدافا لهذه الجماعات المسلحة)”.
كما طالبت الكتلة التركمانية النيابية، “الحكومة الاتحادية المتمثلة برئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وحكومة الاقليم في اربيل، وجهاز مكافحة الارهاب في السليمانية، والشركاء السياسيين والسفراء والبعثات الدبلوماسية، بالتدخل العاجل والسريع لتأمين ارواح المدنيين التركمان العُزل في قضاء كفري والذي اصبح موقعاً حيوياً تعشعش فيه عصابات بي كاكا لخلق العنف والفوضى، واستهداف الامن العام في العراق وفي منطقة گارميان تحديداً”.
وفي الأول من حزيران الماضي، طالب حزب سياسي تركماني جديد في العراق بالسماح له بتشكيل قوته المسلحة بدافع تعرضه لتهديدات أمنية. لكن هذا الطلب يكتسب أيضًا بعدًا سياسيًا. ونظرًا لأن الفصائل العسكرية تتمتع بنفوذ واسع في سياسات البلاد، فإن الحديث عن التحاق التركمان بهذا الركب سيكون أمرًا مرحبًا به من قبل مجتمع الأقلية. لكن الانقسامات بين السياسيين التركمان ونفوذ الكيانات القائمة لن تسمح على الأرجح بتشكيل جماعة تركمانية مسلحة جديدة ومستقلة.
وعقد حزب الإرادة التركمانية مؤتمره الافتتاحي في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق في 4 مارس/ آذار. وأعربت المجموعة السياسية الجديدة التي تسعى للتنافس على مناصب في حكومة إقليم كردستان عن رغبتها في إقامة جناح مسلح. وجاء في بيان الحزب التالي: "نحن ثاني أكبر مجموعة إثنية في كردستان، لذا نحن نستحق أن يكون لدينا قوتنا الخاصة لأنه لا يمكننا الاعتماد على الأكراد لحمايتنا".
وتصاعد هذا الخطاب وسط التهديدات الأمنية التي يواجهها المجتمع. ودفعت هجمات عصابات داعش المتكررة ضد التركمان لا سيما في محافظة كركوك المتنوعة الأطياف وفي كفري، وهي منطقة في محافظة السليمانية فيها عدد كبير من السكان التركمان، قادة هذا المجتمع للمطالبة بمزيد من الحماية.
وتصاعدت المخاوف بعد انفجار سيارة مفخخة يشتبه أنها لحزب العمال الكردستاني في كركوك في 3 مارس/آذار من العام الماضي، أدى إلى مقتل أحمد طاهر، المسؤول الأمني السابق في الجبهة التركمانية العراقية المدعومة من تركيا. وبحسب ما أُفيد تم تحذير الجبهة من أن حزب العمال الكردستاني وهو يخطط لمزيد من الهجمات في المناطق التركمانية في شمال العراق.
التركمان هم ثالث أكبر مجموعة إثنية في العراق بعد العرب والأكراد، وثاني أكبر مجتمع في إقليم كردستان. وتشير التقديرات إلى أن 2 إلى 3 ملايين تركماني يعيشون في البلاد، مقسمين بالتساوي بين شيعة وسنة. وبقيت المجتمعات التركمانية عرضة للهجمات بعد سنوات طويلة من التهميش.