هواجس عودة العنف.. ليلة عصيبة مرت على سكان العاصمة بعد تفجير عبوة ناسفة استهدفت سيطرة أمنية في الشعلة
انفوبلس..
هواجس ومخاوف عاشها سكنة العاصمة بغداد في الساعات الأولى بعد منتصف الليلة الماضية بعد انتشار خبر انفجار استهدف سيطرة أمنية في منطقة السلاميات بمدينة الشعلة غربي بغداد، خصوصاً بعد استثمار الحدث من قبل صفحات مأجورة وطائفية تسعى لزعزعة الوضع الأمني والتي اعتبرت الانفجار بداية لموجة عنف دموية وإرهابية ستستهدف بغداد خلال الفترة الحالية والمقبلة، الأمر الذي نفته مصادر رسمية وأكدت أن الحادث جنائي سببه مشاكل شخصية، فماذا حدث بالضبط؟ وما تفاصيل الضحايا؟
وتسببت حادثة الانفجار في الشعلة، والذي نجم عن انفجار عبوة لأول مرة في بغداد منذ سنوات، بإعادة التفكير حول حجم المخاطر الناجمة عن تطور الأساليب، بعد أن كشفت القيادات الأمنية أن الانفجار عبارة عن "عبوة ديليفري" أُرسلت كهدية لشخص ما.
وقالت قيادة عمليات بغداد في بيان بوقت مبكر من فجر اليوم الثلاثاء، إنه في الساعة الحادية عشرة والنصف ليلا، حدث انفجار عبوة ناسفة كانت موضوعة في "علبة توصيل ديليفري" بواسطة دراجة نارية نوع (تكتك) بعد أن طلبها أحد المواطنين والذي كان بانتظارها قرب إحدى السيطرات في منطقة "السلاميات" ضمن قضاء أبو غريب غربي بغداد.
وبينت، إنه "حال وصول الدراجة الى المكان المحدد وتسليمه الطلب انفجرت مما أدى إلى مقتل سائق الدراجة وإصابة المواطن الذي كان بانتظاره واستشهاد جندي في الجيش العراقي وإصابة آخر منسوب الى أبناء العراق (الصحوة)"، مشيرة الى أنه "على الفور تم تشكيل فريق عمل من قبل الأجهزة الأمنية لكشف خيوط الجريمة وملاحقة مرتكبيها".
إلا أن توضيحا صدر عن قائد عمليات بغداد الفريق الركن وليد التميمي، جاء فيه، أن "العبوة كانت موضوعة داخل علبة هدية أُرسلت مع خدمة التوصيل عبر تكتك لمواطن كان ينتظر استلامها قرب نقطة عسكرية، وانفجرت فور استلامها من قبل المواطن".
وأشار تصريح قائد العمليات بوضوح الى أن المواطن الذي استلمها والذي أُصيب مع استشهاد سائق التكتك والجندي العراق، كان هو المستهدف وأن العملية عبارة عن حادث جنائي ناجم عن مشاكل شخصية وليس إرهابيا.
وتفتح هذه الحادثة باب المخاوف وضرورة الانتباه الى خطورة "عملية التوصيل" وضرورة عدم تعامل أصحاب الدراجات أو العجلات مع جهات مجهولة لإرسال الهدايا او البضائع وغيرها، كما يحتم على المواطنين عدم استلام أي طرد مرسل من شخص مجهول او دون أن يكشف عن هويته، حيث إن مسألة إخفاء الهوية لغرض المفاجأة مستخدمة بكثرة في العراق في إرسال الهدايا، وهي نقطة ضعف قد تُستغل للتوريط وإلحاق الخطر نتيجة الخلافات الشخصية الكثيرة.
في المقابل كشفت مصادر مطلعة تفاصيل أخرى غير تلك التي تم إعلانها بشكل رسمي، حيث قال الصحفي أمين ناصر نقلاً عن "مصدر رفيع" بأن الحادث كان جراء انفجار رمانة يدوية ألقاها سائق تكتك كان يحمل المخدرات.
كما تحدثت مصادر محلية عن الحادث، وقالت إن المواطن حيدر عباس إبراهيم حسن التميمي من سكنة السلاميات كان ينتظر قرب سيطرة الشعلة ووصلته طلبية (هدية) كانت تحتوي عبوة ناسفة كان يحملها سائق "تكتك" يدعى نهاد خطاب دواي جاسم الزيداوي من سكنة سبع البور مواليد 1993 يعمل سائق تكتك ولديه عائلة وأطفال، دون أن يعلم ما تحتويه، وفور وصوله انفجرت العبوة واستُشهد نهاد بمكانه وأُصيب التميمي.
وبحسب المصادر، فبعدها بدقائق تلقى التميمي اتصالا من رقم غريب وقال: "بعدك عايش ما متت؟ اصبرلي لعد".
وبحسب المصادر فإن ضحايا التفجير هم الشهيد المنتسب علاء جواد صكبان عبد الحسين العادلي، والشهيد صاحب التكتك نهاد خطاب دواي جاسم الزيداوي، والجرحى كل من المنتسب عمر عبد الكريم اسماعيل ناصر البطاوي، وعناصر الصحوة مصطفى خميس كاظم عبد ومصطفى محمد عباس حسم.