يتسترون بالدين ويحتمون بسرايا السلام.. أسرار جديدة بملف أحمد شايع وعائلته.. تعرّف على قصة الهروب وأسبابه الحقيقية والمتورطين
انفوبلس..
بلقاء متلفز، ظهر النائب المستقل مصطفى سند لكشف تفاصيل جديد حول المجرم الهارب أحمد شايع لتكتمل بعض أجزاء الأُحجية الغامضة وتُسرد العديد من القصص الخاصة بالمجرم المثير للجدل وشبكة علاقاته العملاقة.
تفاصيل جديدة
في لقاء على قناة السومرية الفضائية ضمن برنامج "بالمختزل" تحدث النائب المستقل مصطفى سند عن تفاصيل جديدة خاصة بقضية المجرم الهارب أحمد شايع، وقال سند: إن أحمد شايع كان مسجونا بسجن القناة في بغداد ويمتلك هاتفاً محمولاً وهو في السجن حيث يقوم بالنشر على صفحاته بمواقع التواصل الاجتماعي ويقوم بتهديد بعض الأشخاص تارة، ونشر "لطميات" تارة أخرى، كما أن له العديد من الخَدَم في السجن فضلاً عن طبيب خاص.
وأضاف سند، إن شايع كان محكوماً بـ3 سنوات، انقضت منها سنة وإن سنة السجن تبلغ 9 أشهر، ما يعني أن المتبقي من محكوميته عدة أشهر لا تستحق أن يهرب بسببها، لافتاً إلى أنه نُقل إلى البصرة بسبب رفع دعوى قضائية ضده بسبب مشاجرة في المحافظة الجنوبية.
وتابع: عند نقله إلى البصرة كان أحمد يخرج من السجن بين الحين والآخر لمشاهدة زوجته وبعض معارفه ثم يعود مرة أخرى إلى السجن،
وعن السبب الحقيقي الذي دفع شايع للهروب، قال سند: عند تواجده في البصرة وانتظار انتهاء مدة محكوميته، فُتحت ضده دعوة سرية في بغداد كان لا يعلم بها، وبسببها قرر الهروب من السجن.
وبيّن، إن الدعوى كانت خطرة جداً ومرتبطة بأخيه عامر وإسماعيل الوائلي (شقيق محافظ البصرة الأسبق والمتهم الهارب المحكوم غيابياً بالسجن لمدة 7 سنوات) وشبكة خارجية، حيث قامت القوات الأمنية بالتنصت على مكالماته وهو داخل السجن واكتشفت شبكة اتصالاته، فذهبت قوة من بغداد لاعتقال شقيقه محمد (المتهم بأنه المورّد الأول في العراق للمخدرات)، فضلاً عن وجود اسم أحمد في القضية نفسها، فقام "نور زهير" (المتهم الأول بسرقة القرن) بالاتصال بأحمد شايع لإبلاغه بالأمر.
وأوضح سند، إن نور زهير مديون لـ"بيت شايع" بمبلغ 30 مليون دولار، وإن الطرفين على خلاف منذ نحو سنتين، ولكن بعد إبلاغ زهير لشايع بقدوم القوة الأمنة أسقط الأخير نصف ديون الأول.
وأكد، إن أحمد شايع اتصل بفصيل مسلح (لم يسمِّه) يستند عليه شايع بجميع جرائمه وطلب منهم أن يهرّبوه من السجن وهو ما حدث فعلا.
وعلى الرغم من عدم ذكر اسم الفصيل المسلح، إلا أن مقدم البرنامج سأله ما إذا كان مشاركاً بالحكومة أم لا، فأجاب سند بـ"لا"، وهو ما يؤكد أن سرايا السلام، الجناح المسلح للتيار الصدري، هي المسؤولة عن تهريب شايع من السجن، وهي المسؤولة أيضا عن جميع أعماله السابقة قبل القبض عليه، وفقاً لاعترافات الضابط المسؤول عن التهريب.
وأضاف سند، إن أحمد شايع موجود في قضاء الفاو لحد قبل اكثر من شهر وهو بحماية سرايا السلام.
وبحسب تصريحات النائب المستقل فإن عائلة شايع بدأت عملها وكوّنت ثروتها عبر تهريب "الكاز" والآن ينقسم أبناؤها بين مهربين للكاز ومتاجرين بالمخدرات ومتخابرين.
وكشف، إن العائلة تتستر بالدين والشعائر الحسينية للتغطية على نشاطاتها، حيث لديها حسينية كبيرة، وتقوم باستقدام رواديد وخطباء منبر مشهورين (أغلبهم لا يعلمون بحقيقة عمل العائلة) في كل عام، لدرجة أن قائد عمليات البصرة السابق كان يحضر للمجالس في حسينيتهم رغم ورود أوامر إلقاء قبض بحقهم.
وفي ذات السياق تطرق النائب مصطفى سند لباخرتَين تمتلكهما عائلة شياع وتستخدمهما للتهريب، الأولى تحمل اسم "أم الحسن" في إشارة إلى السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، والثانية تحمل اسم "البقيع".
سند وشايع
تجدر الإشارة إلى أنه في الآونة الأخيرة ارتبط اسم النائب مصطفى سند بالمجرم الهارب أحمد شايع بعد دعوى قضائية نشرتها الإعلامية في قناة دجلة الفضائية التابعة لجمال الكربولي سحر عباس جميل، ضد النائب مصطفى سند، وذلك بعد العديد من محاولات مهاجمته عبر برنامجها الذي تقدمه على تلك الفضائية.
وفي تفاصيل الموضوع، فقد نشر النائب مصطفى سند منشورا على صفحته في فيسبوك وجه فيه، رسالة إلى الإعلامية ومقدمة البرامج على قناة دجلة سحر عباس، وقال: "سحر عباس، ترى لا عندي اشتريلچ رانج ولا جي كلاس ولا بيا اشتريلچ بيت بعمان، بطليهن".
وسرعان ما انكشف المغزى من منشور سند على فيسبوك، إذ أكد مقربون منه أن سحر عباس بدأت بابتزاز سند بعد حديثه المستمر عن المجرم أحمد شياع كون الأخير أهدى لها سيارة جي كلاس مقابل تسقيط النائب مصطفى سند.
كيف هرب أحمد شايع؟
في تسريب أظهرته وثائق مسرَّبة، عن إفادة الضابط محمد نوري، المتهم بتهريب المدعو أحمد شايع المقدَّم في البصرة، الذي أفاد أن المتهم شايع تم نقله الى مقر اللواء الخامس لسرايا السلام في منطقة الموفقية بالبصرة، ومن ثم تم نقله مرة أخرى الى مقر الفرقة الثالثة لسرايا السلام في منطقة الطويسة.
وجاءت تصريحات الضابط، في الوقت الذي أكد فيه مراقبون، أن المتهم بقتل مدير شركة دايو الكورية أحمد شايع، على صلة مع جهات في التيار الصدري في البصرة، خاصة بعد أن وثّقت كاميرات المراقبة دخول المدعو (علي جواد الرويمي) الذي يحمل صفة آمر في سرايا السلام، الى غرفة ضابط مركز شرطة الجمهورية بمحافظة البصرة قبل تهريب أحمد شايع من السجن.
وذكر الضابط المتهم محمد نوري، في الإفادة التي وثقها القضاء بعد القبض عليه، "أنا ضابط شرطة برتبة مقدم، وأشغل حاليا ضابط مركز شرطة الجمهورية، حيث باشرت عملي في المركز أعلاه بتاريخ ۲۰۲۳/۸/۲۰ بعد أن كنتُ ضابط تحقيق في مركز شرطة الأحداث، وبتاريخ ۲۰۲۳/۱۲/۷ تم استلام المتهم الهارب أحمد عبد الواحد شايع من شعبة مكافحة إجرام البلدة بموجب كتاب رسمي وقرار قاضي، ولم يحدد القاضي بقراره مركز شرطة الجمهورية بل مركز شرطة قريب من المستشفى ولكون تربطني علاقة شخصية وعائلية بالمتهم أعلاه قمت باستلامه بعد قيامي بالاتصال بضابط الجرائم (سيف) وأخبرته بأني مستعد لاستلام المتهم أعلاه إذا لم يستلمه أي مركز شرطة".
وتابع نوري، "بعد استلامه من قبلي شخصيا لم أقُم بإيداعه التوقيف وإنما اكتفيت بإيداعه يوما واحدا فقط بنظارة الموقف وبعدها قمت بإيداعه بغرفتي وذلك بحكم علاقتي الشخصية معه من تاريخ إيداعه ولحين هروبه، وكان يعاني يعاني من مشاكل كلوية وتم إرساله لغسل الكلى داخل مستشفى الموسوي مرتين أو ثلاثة من قبل شعبة مكافحة إجرام البلدة رسميا ومرة واحدة من قبل الرائد (مثنى عبد السلام خير الله) ضابط تحقيق بمركز الجمهورية أما بقية المرات التي تم إرساله الى مستشفى الموسوي لغسل الكلى والبالغ عددها أكثر من ۲۰ مرة أنا مَن كان يقوم بنقله وكانت أوقات إرساله غالبا ما تكون الساعة الخامسة عصرا".
لديه هواتف ذكية يستخدمها بكل وقت
وتابع الضابط في إفادته، "قمتُ بنقل المتهم بعجلة عسكرية ثلاث مرات فقط مع ثلاثة منتسبين، وكان مسموح للمتهم بالاتصال والمواجهة في كل الأوقات عكس بقية المتهمين المودَعين في المركز وكانت بحوزته هواتف نقالة عدد اثنان نوع آيفون ١٤ برو وكان يستخدمها بكل الأوقات وكان يتصل بها على ذويه، وقام المتهم بشراء سبلت عدد اثنين للموقف الخاص بالمركز.
وأشار محمد نوري، إنه "في حال حضور اللجان أو مديري الخفر الى مركزنا لغرض التفتيش أقوم، بإيداع المتهم داخل نظارة الموقف، وعند مغادرة اللجان أقوم بإعادته الى غرفتي، وفي إحدى زيارات قائد شرطة محافظة البصرة السابق (اللواء قاسم راشد) قام بتشكيل مجلس تحقيقي بحقي حول إيداع المتهم أعلاه داخل النظارة وليس داخل الموقف واتصل بي (سيف موزان) وعرض علي التدخل و المساعدة في غلق المجلس لكني رفضت ذلك وتم غلق المجلس التحقيقي بحقي ذلك لوجود تقارير طبية حولة الحالة الصحية للمتهم أعلاه".
عملية الهروب
وأما فيما يخص عملية هروب المتهم أحمد عبد الواحد شايع من مركز الشرطة، يقول الضابط محمد نوري في الإفادة، إنه "بتاريخ ۲۰۲٤/٢/١٩ حضر الى مركزنا كلٌّ من علي جواد طعمة، وأنور ستار جبار الملقب "أبو صكر" بعد اتصالهم بالمتهم أحمد عبد الواحد شايع، حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل، وبعد لقائهم به قاموا بإخباره بقدوم قوة خاصة من محافظة بغداد لغرض القبض على شقيقه المدعو محمد عبد الواحد شايع، وسيتم نقل المتهم أحمد عبد الواحد شايع الى بغداد".
وأضاف، "قمتُ بإطفاء كاميرات المراقبة الخاصة بالمركز وقام كل من على جواد وأنور ستار بالخروج من المركز، وبعدها بعشر دقائق خرجت مع المتهم أعلاه بواسطة عجلتي وبدون علم ضابط الخفر، ولم أقُم باصطحاب مفرزة معي وبعدها قام المتهم أنور بالاتصال بي والتقيت به منطقة حي الرافدين وطلب مني ترك سيارتي في حي الرافدين، فقمت بركن سيارتي قرب إحدى الدور السكنية التي أعرف شاغليها، وصعدت بالسيارة التي يقودها المتهم أنور ستار، أنا والمتهم الهارب أحمد شايع، وعلي جواد".
التوجه لمقر سرايا السلام
وذكر محمد نوري، "توجهنا الى مقر اللواء الخامس لسرايا السلام في منطقة الموفقية، ودخلنا المقر وجلسنا في إحدى الغرف، وكان المتهم أحمد عبد الواحد بصحبتي، والمتهمون أعلاه ايضا وبعدها بفترة طلبت منهم العودة الى المركز، وأخبرني المتهم علي جواد بأن المتهم أحمد شايع لا يعود معي الى المركز، وقمت بالتفاوض معهم لغرض الرجوع الى المركز، إلا أنه امتنع عن ذلك، وعند الساعة الثامنة قمت بالاتصال بالمفوض (حيدر ياسر) وطلبت منه الخروج من المركز الى الشارع العام ،وبالفعل حضر لي وكنا نستقل العجلة نوع لاندكروز ومعي المتهمين كل من أحمد عبد الواحد وعلي جواد وأنور ستار، وكانت تسير خلفنا سيارة نوع تاهو سوداء اللون مظللة بدون لوحات تسجيل، حيث طلبت من المتهم حيدر ياسر سالم ساهي الجلوس بالمقعد الأمامي وبالفعل جلس بالمقعد الأمامي".
وأضاف، "توجهنا الى حي الرافدين لأخذ سيارتي، وأخبرت المتهم حيدر ياسر سالم بالذهاب مع المتهم أحمد عبد الواحد شايع، والمتهمين أعلاه للتجوال، وفي حالة الاتصال به وسؤاله عن مكان تواجده يقوم بإخباري بأنه داخل المستشفى وقمت بإعطاء المتهم حيدر ياسر مبلغ مئة ألف دينار مصرف له وقمت بأخذ سيارتي وذهبت الى قيادة الشرطة لغرض المطابقة، وبعدها اتصلت بالمفوض حيدر وأخبرني بأنه في مقر فرقة سرايا السلام في منطقة الطويسة، وقلت له إني متوجه نحوهم وبعد أن اتصلت به عدة مرات ولم يُجِب على اتصالاتي، وبعد أن رد على اتصالي أخبرني بأنه لازال داخل الفرقة، ولاحظت خروج السيارة المصفحة واتصلت بالمفوض حيدر وأخبرني بأن المتهم أحمد غير متواجد وقمت بالبحث بالشوارع القريبة من مقر فرقة سرايا السلام بعدها اتصل بي المفوض حيدر وأخبرني بأن المتهم أحمد خرج من الباب الخلفي لمقر الفرقة، وقام المفوض حيدر بالصعود معهم وأنهم غادروا مقر الفرقة وبعدها اتصلت بالمفوض حيدر وطلبت منه التوجه الى قضاء الفاو، وبعدها أخبرني بأنه قرب سجن البصرة المركزي وغلق هاتفه".
وتابع، "وتوجهت الى قضاء الفاو قرب المكتب الخاص بالمتهم أحمد عبد الواحد شايع، وعند ترجلي من عجلتي سألت أحد العمال الذين يعملون بالمكتب كحماية، عن المتهم أحمد وأخبرني بانه لم يحضر الى هنا وبعدها قام هذا الشخص بإخباري بأنه انتقل الى ميناء الفاو كاسر الأمواج، وقام ذلك العامل بنقلي بواسطة سيارة نوع برادو وأوصلني الى عجله نوع بيكب دبل قمارة بيضاء اللون، كانت تنتظرنا قرب إحدى نقاط التفتيش التابعة للميناء وبعدها انتقلت الى تلك العجلة التي كان يقودها شخص لا أعرفه وتوجهنا الى ميناء الفاو كاسر الأمواج وتم نقلي بعدها بواسطة زورق (لنج) وصولا الى الباخرة العائدة لبيت شايع العائمة في المياه الاقليمية وتوقعت أن المتهم أحمد عبد الواحد شايع موجود بالباخرة، وعند صعودي للباخرة شاهدت وجود عدد من العمال الأجانب ونزلت الى أسفل الباخرة، ودخلت إحدى الغرف وبقيت فيها مختبئا خوفا من إلقاء القبض علي، وفي الساعة الثانية ظهرا من نفس اليوم، تم جلب المتهم حيدر ياسر مع أحد الأشخاص يدعى "علي" والذي يقوم بجلب الغذاء والأشياء التي نحتاجها، بين يوم وآخر، وبقيت هذه الفترة بدون اتصال و قمت بإعطاء مبلغ قدره خمسون ألف دينار للمتهم (عدي محمد جاسم) والذي عرفت باسمه لاحقا والذي يعمل في تلك الباخرة مقابل أن يسمح لي بالاتصال، وفعلا أعطاني هاتفه وقمت بالاتصال على والدي وأخبرته عما جرى ومكان تواجدي وفي اليوم الثاني حضرت إلينا قوة من الاستخبارات، وألقت القبض علينا داخل الباخرة، وأني لم أكن مخطوفا وإنما كنت مختبئا داخل الباخرة، خوفا من إلقاء القبض علينا حول حادث تهريب المحكوم أحمد عبد الواحد شايع من قبل المتهمين علي جواد وأنور ستار".
ونوه محمد نوري، الى أنه "لم أتقاضَ أي مبالغ مالية مقابل تهريب المتهم، وأني علمت من المتهم حيدر ياسر سالم بأن المتهمين علي جواد وأنور ستار استلموا خمس شدات (خمسين ألف دولار أمريكي) لكل واحد مقابل تهريب المتهم أحمد عبد الواحد شايع، المطلوب بعدة قضايا. أما بخصوص شقيقي المتهم حسين نوري (حسن) وهو وكيل المتهم أحمد عبد الواحد شايع) وكل ما أعرفه بأنه كان متواجدا ببغداد بتاريخ هروب المتهم أعلاه علما بأن العقيد سيف ضابط الشعبة إجرام البلدة والعميد محمد مدير قسم مكافحة إجرام البصرة لا يعلمون بوقت قرارات المتهم الهارب".
وكانت وزارة الداخلية، قد أعلنت في وقت سابق، عن إحالة 6 ضباط إلى محكمة قوى الأمن الداخلي، على خلفية هروب المجرم المدان (أحمد شايع) في محافظة البصرة، وذكر بيان للوزارة، أن "وزارة الداخلية أحالت 6 ضباط و(4) مفوضين إلى محكمة قوى الأمن الداخلي وفق أحكام المواد (31 و341 و271) لإهمالهم الجسيم الذي تسبب في هروب المدان المدعو (أحمد شايع)"، مبينا أنه "تم تحدد الرابع من آذار المقبل موعدا لمحاكمتهم".
ووجهت الوزارة "عقوبة انضباطية إلى (8) منتسبين في القضية ذاتها والتي حصلت في محافظة البصرة".