اتحاد الكرة غاضب من الإساءة لـ"كاساس" في المؤتمر الصحفي: سيناريو مرسوم مسبقاً.. من يريد استقالة مدرب الأسود؟
اتحاد الكرة غاضب من الإساءة لـ كاساس في المؤتمر الصحفي: سيناريو مرسوم مسبقاً.. من يريد استقالة مدرب الأسود؟
انفوبلس/..
فوضى كبيرة شهدتها غرفة المؤتمرات الصحفية في استاد خليفة الدولي خلال تواجد مدرب العراق الإسباني خيسوس كاساس وذلك بعد أن وجه إليه الصحفيون العراقيون سهام الانتقادات وحمّلوه مسؤولية الخسارة والخروج أمام الأردن 2-3، الاثنين في ثمن نهائي كأس آسيا لكرة القدم.
*تفاصيل ما حدث
ساد هرج ومرج غرفة المؤتمرات الصحافية في استاد خليفة الدولي خلال تواجد كاساس، إذ حاول صحافيون مهاجمة المنصة حيث كان المدرب الاسباني يجلس قبل أن يتدخل رجال الأمن لمنعهم من ذلك، ثم دعا أحدهم جميع زملائه إلى الخروج من القاعة.
وبدا واضحا غضب الصحفيين العراقيين من خلال الاتهامات التي ساقوها باتجاه كاساس وعزو الخسارة الى المقابلات الاعلامية التي أجراها المدرب الى وسائل إعلام إسبانية وعربية في الايام الاخيرة.
لم يقتنع المدرب الاسباني البالغ 50 عاماً وحاول شرح أن الخسارة لا علاقة لها بهذه المقابلات، بدليل أن فريقه فاز بثلاث مباريات في دور المجموعات بعد إجرائها، لكنهم لم يقتنعوا بوجهة نظره.
وخلال المؤتمر الذي أعقب المباراة، قال كاساس "تسألون عن مشاكل إدارية وفوضى بالانضباط؟ أين كان هذا الكلام بعد الفوز على اليابان؟".
وخلال المؤتمر الذي سبق مواجهة الأردن بيوم، قال كاساس رداً على سؤال حول حضوره برنامج المجلس قبل المواجهة الحاسمة، "أنا كنت بانتظار هذا السؤال (المجلس). قبل ثلاثة أيام أجريت مقابلة مع أحد المواقع الاسبانية وأجريت مقابلة مع صحيفة في الامارات في الفندق وقبل ثلاثة ايام من مباراتنا مع اليابان أجرينا مقابلة مع ماركا الاسبانية وأجريت مقابلة مع صحيفة إسبانية وماذا حصل؟ لقد فزنا في المباريات جميعاً. وإن لم نفُز غداً فسيقولون بأن كاساس أجرى مقابلة. هذه تصريحات غبية جداً ومن يقولها فإنه سيقصد الأذى للعراق".
*الاتحاد على خط الأزمة
من جهته، استنكر الاتحاد العراقي لكرة القدم، الأحداث التي رافقت المؤتمر الصحفي لمدرب المنتخب خيسوس كاساس، عقب مباراة الأردن، لحساب الدور الستة عشر من كأس آسيا 2023.
وتابع الاتحاد، في بيان، "باستهجانٍ شديدٍ ما حصلَ في المُؤتمرِ الصحفيّ لمُدربِ المنتخب "خيسوس كاساس" بعدَ المُباراةِ أمامَ المُنتخبِ الأردنيّ، مؤكداً أنه كان أشدَّ إيلاماً من وقعِ الخـُروجِ غير المُستحقِ من البُطولةِ الآسيويّة".
وأضاف، أن ما حدث "لا يمتُّ للإعلامِ العراقيّ الأصيلِ المعروف بمواقفه المُشرفةِ بأي صلةٍ، إذ سجلت تلك التصرفات نقطةً سوداء في تاريخه من خلال بعضِ الأسماءِ التي استغلت وجودها الطارئ في محفلٍ مهمٍ لعكسِ صُورةٍ هجينةٍ عن الإعلام".
واستنكرُ اتحاد الكرة، ما حصلَ من "تجاوزٍ سافرٍ وتصرفاتٍ مقيتةٍ هوجاء بحقِّ المُدربِ كاساس"، وقرر عدمَ التعامل مع هؤلاء الإعلاميين مريدي الفوضى مُستقبلاً، وسلك الطرقَ القانونيّة بردِّ اعتبار المدرب.
وأشار إلى مفاتحة الجهاتِ المُختصة لبيانِ ما حصلَ، واستيضاح السيناريو المرسوم منذ وقتٍ مُبكرٍ، مردفاً بالقول: "قد نصلُ إلى خطواتٍ أبعد من ذلك في سَبيلِ الحِفاظِ على صُورةِ المنتخبِ التي ما زالت شامخةً، وتمضي إلى الهدفِ الذي رسمناه مبكراً من أجل تحقيقه بدعمٍ لا محدود من قبل رئيس الوزراء والحكومة والجماهير الوفية والإعلام المهنيّ الذي لا يرتضي مطلقاً تلك التصرفاتَ التي أساءت للعراق قبلَ أن تسيءَ للمُدرب".
ونفى الاتحاد العراقي لكرة القدم، بوقت سابق من امس، الأنباء المتداولة في منصات التواصل ووسائل الإعلام، بشأن قرار الاتحاد الآسيوي حظر الصحفيين الذين تسببوا بفوضى المؤتمر الصحفي للمدرب خيسوس كاساس.
وأشارت الأنباء إلى حرمان الصحفيين العراقيين من تغطية أي أحداث رياضية مستقبلاً، وكذلك إلى فتح رئاسة الوزراء أيضا تحقيقاً بالموضوع والمطالبة من المؤسسات الإعلامية العراقية، بأسماء الصحفيين.
كما أعلن اتحاد الكرة، التقدم بشكوى للجنة المنظمة لبطولة كأس آسيا 2023، بشأن مباراته مع الأردن، التي شهدت جدلاً تحكيمياً ظالماً من قبل الحكم الإيراني الأصل واسترالي الجنسية علي رضا فغاني.
*نقابة الصحفيين تتدخل
في السياق، أعلنت نقابة الصحفيين العراقيين، مساء أمس، عن تشكيل لجنة تحقيقية بحق الصحفيين الذين تسببوا في إثارة الفوضى بعد مباراة العراق والاردن.
وقالت النقابة في بيان، "وجه نقيب الصحفيين العراقيين مؤيد اللامي لجنة الانضباط في النقابة بالتحقيق مع الصحفيين الذين قاموا بالتجاوز والاساءة اثناء المؤتمر الصحفي لمدرب المنتخب الوطني بعد مباراة العراق والاردن اليوم".
ونقل البيان عن اللامي قوله، إن "الصحفي الحقيقي عليه ان يتحلى بالثقة والالتزام واحترام المعايير المهنية في مثل هكذا مناسبات"، معتبراً أن "ما حدث اليوم من تصرفات غير مسؤولة من صحفيين امر غير مقبول ولا يمكن السكوت عنه".
ودعا نقيب الصحفيين العراقيين لجنة الانضباط الى "الاسراع في التحقيق وكشف الملابسات التي حصلت ومعاقبة المتسببين".
*مَن يريد استقالة كاساس؟
ويسعى بعض الرياضيين من مدربين ولاعبين سابقين، فضلاً عن إعلاميين ممن تقف خلفهم أجندات سياسية، إقالة أو استقالة مدرب أسود الرافدين خيسوس كاساس، وتبذل مساعي حثيثة لتحقيق ذلك.
لعل التركيز قليلا على المشاكل والمشادات والأزمات التي حدثت خلال الأعوام الماضية يبين أن غالبيتها العظمى خرجت من برنامج واحد واستوديو واحد ألا وهو "استوديو الجماهير" لمقدمه حيدر زكي الذي تبثه فضائية دجلة (العائدة للسياسي جمال الكربولي)، والذي كثيرا ما تم اتهامه (حيدر زكي) بتلقي مبالغ مالية تارة لضرب الاتحاد وتارة أخرى لضرب شخصيات رياضية محددة.
ووفقاً لمراقبين، فإن زكي يتعمد استضافة بعض الشخصيات المثيرة للجدل ويحرص على توجيه أسئلة من شأنها تفجير أزمة وخلق حالة من التوتر في الشارع الرياضي.
ويرى هؤلاء، أن ما يفعله زكي بعيد كل البعد عن أخلاقيات العمل الصحفي لاسيما وأنه متهم بوقوفه وراء العديد من الأزمات وعدم قدرته على احتواء أي مشادة تحدث في برنامجه وذلك لخلق حالة من "الشو" الإعلامي لاسيما بعد اشتداد المنافسة بينه وبين "علي نوري" الذي بدأ هو الآخر بسلك طريق زكي خاصة بعد مشادته المهينة أيضا مع الصحفي الرياضي عدنان لفتة.
ولا يختلف الحال كثيراً بالنسبة لبرنامج عمر رياض اذ يسعى هو الاخر لاستهداف المنتخب الوطني عبر برنامجه الحكم الرابع.
*توجيه رسمي
وكانت قد أصدرت هيئة الإعلام والاتصالات، توجيهاً للقنوات الرياضية.
وجاء في الوثيقة الصادرة من الهيئة الى المؤسسات الإعلامية، "استناداً الى الصلاحيات المخولة لهيئة الإعلام والاتصالات بموجب الأمر 65 لسنة 2004 النافذ، ونظراً لما تم رصده في بعض البرامج الرياضية التي تُبث في القنوات العراقية من حوارات متشنجة تخلق فجوة بين الجمهور العراقي في دعم المنتخب الوطني وبعيدة كل البعد عن الأداء المهني والتخصصي لهذه البرامج والهدف الذي يقف خلف وجودها، الأمر الذي يؤدي الى التشويش على الجمهور الرياضي العراقي والتأثير سلباً في معنويات لاعبي منتخبنا الوطني وهم يخوضون غمار بطولة كأس آسيا".
ودعت هيئة الإعلام والاتصالات "القنوات الفضائية ومقدمي البرامج الرياضية الى الالتزام بالأداء المهني والتركيز على توحيد الصف والابتعاد عن المناكفات والموضوعات المثيرة للجدل".
وأكدت ضرورة "عكس أبهى صورة عن عراقنا الحبيب ودعم منتخبنا الوطني في هذه البطولة".
*تشهير وتسقيط
ويعتقد الصحفي البصري فؤاد لطيف السوداني، أن "العديد من البرامج الرياضية التي تُبث عبر القنوات الفضائية لم ترتقِ بأسلوبها المهني الى تقديم برنامج يعيد الذاكرة الى برنامج (الرياضة في أسبوع) حين كان النقد البنّاء عنواناً لهذا البرنامج، أما اليوم فقد أصبح مقدمو البرامج مثل بورصة للأوراق المالية من خلال التشهير والتسقيط بعيداً عن الإطار الرياضي المثقف، على النقيض من البلدان المجاورة التي استغلت البرامج الرياضية للتسويق الإعلامي لبلدانها، مرة لنجومها وأخرى للمنشأة، مع التشويق والمتعة من حيث أسلوب الطرح لدى مقدمي البرامج".
*برامج "مُسيّسة وغير مهنية"
وعدّ نجم كرة الشرطة المدافع كريم نافع، أن "غالبية البرامج الرياضية مُسيّسة وغير مهنية وهي سبب مهم في إحداث مشاكل ومعاناة للكوادر التدريبية التي تقود منتخباتنا الوطنية، فالعديد من مقدمي البرامج يتدخلون في أمور ليست من اختصاصهم وهذا أمر سلبي".
وبين، أن "الأمر الإيجابي، الذي ينبغي على هذه البرامج التركيز عليه، هو تشخيص حالات سلبية فنية وإدارية، وهذا بالتأكيد سوف يُحسب لها، وهو شيء مهني بلا أدنى شك، لكن –للأسف- فإن العديد من البرامج تعمل بعيداً عن الحقيقة لمصالح لا يعلمها إلا الله والراسخون في العلم! والعاقل يفتهم!".
*تحذير نيابي!
بدوره، حذر النائب عادل الركابي عضو لجنة الشباب والرياضة، اليوم الخميس، من قنوات تبث الخلافات في صفوف المنتخب الوطني.
وقال الركابي، في تدوينة على منصة إكس جاء نصها: "المنتخبات في دول العالم عندما تدخل البطولات تحظى بدعم الإعلام الوطني، هيئة الإعلام هناك قنوات وإعلام رياضي يشنّون حملة تسقيط وبث الخلافات في صفوف أبطال المنتخب الوطني فلمصلحة مَن الذي يحصل؟ وما هي إجراءات الهيئة؟ منتخبنا الوطني.. قلوبنا معكم".