القصة الكاملة لهروب لاعبة عراقية في باريس.. أمر مُدبّر قرب برج إيفل وتتواجد حالياً في ألمانيا
انفوبلس/ تقرير
أثارت معلومات عن هروب لاعبة كرة قدم عراقية تدعى "هيفاء جوديدة" في فرنسا ضجة داخل مواقع التواصل الاجتماعي والأوساط الرياضية والإعلامية العراقية والعربية.
هربت اللاعبة هيفاء جوديدة خلال زيارة وفد عراقي في فرنسا
ونفى الاتحاد العراقي لكرة القدم صلته بالبعثة المرسلة، كما فعل ذلك اتحاد إقليم كردستان للعبة، مع أنباء هروب اللاعبة طلبًا للجوء أثناء تواجد الوفد في فرنسا.وهيفاء جوديدة هي من الإقلية الإيزيدية في العراق، وكانت قد مثّلت فريقًا من إقليم كردستان ضمن بروتوكول تعاوني بين اتحاد الكرة المركزي والإقليم والسفارة الفرنسية في بغداد.
وأطلق اتحاد الكرة العراقي، العام الماضي، مشروعًا لتطوير الكوادر النسوية، بالتعاون مع نظيره الفرنسي. لكن هروب اللاعبة جوديدة في العاصمة الفرنسية باريس، قد يجعل هذا الاتفاق في مهب الريح.
*مخاوف مسبقة وتحذير في الفندق
القصة الكاملة لهروب اللاعبة هيفاء جوديدة يرويها منسق اللاعبات العراقيات في المهجر، حسين السراي، الذي يقطن في فرنسا، الذي تحدث عن "مخاوف مسبقة" لدى مسؤولي الوفد قبل الوصول إلى باريس.
وبحسب السراي فإن منسق السفارة الفرنسية واتحاد الكرة العراقي، ثائر كاظم أبلغه في اتصال هاتفي سبق رحلة وفد إقليم كردستان بأسبوع، بـ"تخوفه الكبير من حصول عملية تهريب للاعبات الإقليم".
جرى حديث مع اللاعبة الهاربة في الفندق قبل هربها لكنها نفت نيتها بتنفيذ الفعل
"كان ثائر كاظم قلقًا جدًا، كون جميع اللاعبات يملكنّ عوائل وأقارب لهن في فرنسا أو باقي الدول التابعة للاتحاد الأوروبي ما يجعل عملية الهروب سهلة"، يقول السراي في حديث صحفي، مشيرًا إلى حديث مسبق مع اللاعب من قبل المسؤولين في المعسكر.
المنسق ثائر كاظم - والكلام للسراي - كان قد تحدث مع اللاعبة هيفاء جوديدة في الفندق بشكل انفرادي وسألها إذا كانت تنوي الهرب، وحاول إقناعها بعدم ارتكاب هكذا خطوة لأنها ستتسبب بمشاكل كبيرة للوفد وتضع الجميع في حرج أمام السفارة الفرنسية والاتحاد الفرنسي لكرة القدم"، لكن جوديدة "نفت ذلك" وأنكرت نيّتها الهرب.
*وعود من مدربة
وبحسب منسق اللاعبات العراقيات في المهجر، فإن "اللاعبة الهاربة" حصلت على وعود بالبقاء من إحدى مدرباتها، ويكشف السراي أن "اللاعبة اعترفت أثناء الحديث معها أن إحدى المدربات المتواجدات في الوفد وعدتها بمخاطبة السلطات الفرنسية من أجل بقائها في فرنسا وتقديم طلب اللجوء".
لكن هيفاء لم تعترف بنيّتها الهروب والبقاء في فرنسا، وينقل عنه السراي قولها: "أنا لا أريد الهرب وسأعود إلى أربيل مع باقي زميلاتي اللاعبات".
*اتهامات للمدربة بإعطاء وعود لللاعبة بتقديم طلب لجوء لها
وبحسب الاتحاد المركزي فأن فرنسا عبر السفير إيريك شوفالييه "قدّموا الدعم الكبير لتطوير اللاعبات والملاكات التدريبية النسوية، لتأهيل كرة القدم النسوية عبر زجهم في ورش وندوات وبرامج عالية المستوى في مركز كلير فونتين في فرنسا".
*أمر مدبر قرب برج إيفل
يكشف منسق اللاعبات العراقيات في المهجر، حسين السراي، عن كيفية هروب اللاعبة هيفاء جوديدة في فرنسا ومكان تواجدها الحالي حسب معلومات.
ويقول السراي، "بحسب المعلومات الأولية" إن "اللاعبة هيفاء جوديدة تتواجد حاليًا في ألمانيا حيث جاءت إليها شقيقتها التي تسكن برلين" كاشفًا عن أن "عملية الهروب تمت بالقرب من برج إيفل وسط باريس".
ويروي السراي أن اللاعبة الهاربة كانت تتواجد مع عائلتها في قضاء سنجار، غربي نينوى، "وعاشت معاناة صعبة أثناء دخول تنظيم داعش وانتظرت هذه الفرصة".
وتعرضت مدينة سنجار إلى هجوم من قبل مسلحي داعش في صيف العام 2014، كما تعرضت العديد من النساء الإيزيديات للاختطاف والاغتصاب على يد عناصر التنظيم، أشهرهن نادية مراد.
ويلمّح السراي إلى شكوك حو وجود "أمر مدبر" بقضية هروب اللاعبة، ويقول إن جوديدة "اُضيفت مؤخرًا إلى الوفد المرسل لفرنسا، ولاعبات سنجار يُحسبن على بغداد"، مضيفًا: "لكنرد إدارة الوفد اكد أن اتقانها للغة الكردية جعلها تكون مع الوفد".
*بيانات مضادّة من بغداد وأربيل
وبعد هروب هيفاء جوديدة، من قبل الاتحاد المركزي لكرة القدم، والكردستاني، حيث نفى الجانبان علاقتهما بالوفد المتواجد في باريس حاليًا، ورمى اتحاد الإقليم الكرة في ملعب مديرية ورياضة كردستان.
وكان الوفد النسوي التابع لاتحاد الكرة العراقي رحل إلى باريس في 12 شباط/فبراير من العام الجاري، لغرض "تدريب ومعايشة" وعاد بعد أقل من أسبوع "بكامل العدد" وفق بيان الاتحاد.
وفي ظل حديث اتحاد الكرة المركزي عن أن "الوفدَ النسويّ المُتواجد حالياً في فرنسا غيرُ تابعٍ للاتحاد"، ردّ اتحاد كردسنان بالقول إن زيارة فريق الكرة النسوي إلى فرنسا "لم تكن بالتنسيق مع الاتحاد الكردستاني لكرة القدم ولا يتواجد أي شخص يمثلنا سواء من الإداريين أو المدربين أو اللاعبات"، مشيرًا في بيانه إلى أن الزيارة جرت "بالتنسيق بين السفارة العراقية في باريس والمديرية العامة للشباب والرياضة في إقليم كردستان العراق".
وخاطب بيان اتحاد كردستان، عضوة المكتب التنفيذي لاتحاد الكرة ومسؤولة اللجنة النسويةرشا طالب، بالقول إنه يفرض إجراءات إدارية وقيود صارمة تفرض على الوفود الرياضية التي تسافر تحت رعاية الاتحاد بما لا يسيء لسمعة الإقليم ولبلدنا العراق"، وذلك بعد أن قالت رشا طالب إن "الوفد المتواجد حاليًا في فرنسا تابع للاتحاد الكردستاني على وفق البروتوكول الفرنسي الخاص بتطوير الكرة النسائية".
*المنسّق "غير مهني"
يرى متخصصون بالرياضة النسوية في العراق، أن مسألة الوفود التي تُرسل إلى فرنسا يتخللها "عمل غير مهني"، في إطار المشروع المشترك بين الاتحادين الفرنسي والعراقي.
مدرب سيدات الزوراء سامر سعد، اتهم، منسق المشروع الفرنسي ثائر كاظم بأنه "يعمل بطريقة غير مهنية وفق مبدأ العلاقات والمحسوبيات والمنافع الشخصية في اختيار أسماء الوفد السابق والحالي ويوهم اللجنة النسوية والاتحاد العراقي بأشياء غير حقيقية من الجانب الفرنسي والعكس صحيح كونه حلقة الوصل بين الطرفين".
ويضيف سعد في سياق حديثه عن ثائر كاظم بأن الأخير يعمل على "إبعاد مدربين بارزين في الفرق النسوية من السفر وأنا من ضمنهم بسبب العداء الشخصي وهو المسؤول الأول عن اختيار الأسماء لمجموعة بغداد ومجموعة كردستان ويتحمل الجزء الأكبر في هروب اللاعبة".