بعد انتهاء خليجي 25.. انفو بلس تقدم إحصائية حول البطولة "الاستثنائية"
انفو بلس/..
نجاح باهر حققه العراق في استضافة بطولة كأس الخليج العربي بنسخته الخامسة والعشرين، فهذه البطولة كانت استثنائية في كل شيء تقريباً، وبشهادة اتحاد الخليج نفسه، والدول المشاركة في البطولة.
واحتضن العراق، وتحديداً في محافظة البصرة، بطولة كأس الخليج العربي بنسختها الخامسة والعشرين للفترة من (6 - 19) كانون الثاني الجاري. وهذه المرة الأولى التي تستضيف فيها البلاد البطولة منذ استضافته النسخة الخامسة عام 1979.
*افتتاح باهر
بدأ حفل افتتاح خليجي البصرة بحفل وُصِف بـ"المُبهر"، إذ تضمن عروضاً تاريخية عكست الحضارات التي تعاقبت على أرض الرافدين، وأخرى فنية شملت تقنيات متقدمة مثل مجسمات "هولوغرام".
*اختتام لائق
بنفس المستوى ظهر حفل اختتام بطولة كأس الخليج (25) بسيطاً في فقراته لائقا بقيمة الحدث الكروي الخليجي ليرسم صفحة مضيئة في تاريخ استضافة البطولات الرياضية في العراق بعد عقود من الزمن غابت خلالها الملاعب العراقية عن الأضواء.
*الجماهير
ما لا يختلف عليه اثنان، أن الجمهور العراقي كان ملح بطولة خليجي 25، فمدرجات ملعبي "جذع النخلة" والميناء الأولمبي دائماً ما تكون ممتلئة على الآخر، حتى وإن لم يكن العراق طرفاً في المباريات.
وزحفت الجماهير العراقية من مختلف بقاع البلد للتواجد في العرس العربي الخليجي، حتى تخطى الحضور الجماهيري بنهاية الدور الأول أعداد الحضور في كل النسخ السابقة لبطولات كأس الخليج.
وتجاوز الحضور الجماهيري في "خليجي 25" حاجز الـ 450 ألف مشجع مع نهاية مباريات الدور الأول للبطولة، بحسب تقرير لقنوات "الكاس" القطرية. ومع ختام البطولة يكون العراق ربما تجاوز الـ 645 ألف متفرج، وهو العدد الذي حضر بطولتي كأس أمم آسيا في عامي 2015 و2019.
أبدعت الجماهير في إظهار صورة حضارية عن العراق من خلال الترحيب بالمنتخبات كافة، بالإضافة إلى قيامهم بتنظيف الأماكن عقب كل مباراة وهو ما نال إعجاب المتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي والذين أكدوا أن الجماهير العراقية نجحت في إيصال العديد من الرسائل المهمة لدول المنطقة والعالم بأسره مفادها أن المشجع العراقي يمتلك سلوكاً متحضراً وهو عنصر فاعل في إنجاح البطولات على المستويات كافة.
*منافسات قوية
بعد أسبوعين كاملين من المنافسة القوية، أُسدل الستار على فعاليات البطولة بتتويج المنتخب العراقي باللقب الرابع، أي بعد 35 عاماً من التتويج بآخر ألقابه السابقة في كأس الخليج عام 1988.
وشهدت المباراة النهائية قمة الإثارة والتحدي حتى حسمها العراق لصالحه بفوز ثمين 3-2 على المنتخب العماني، إذ تُعد هذه المباراة هي الوحيدة في مرحلة الأدوار الإقصائية التي بلغت الوقت الإضافي، حيث حُسمت نتائج مباراتي نصف النهائي في الوقت الأصلي.
وبوصوله للقب الرابع، انفرد منتخب العراق بالمركز الثاني في قائمة أكثر المنتخبات فوزاً بلقب الخليجي، بعد المنتخب الكويتي (10 ألقاب).
كما يعتبر هذا أول لقب للعراق بقيادة مدرب أجنبي هو الإسباني خيسوس كاساس، فقد فاز من قبل في 1979، و1984، و1988 مع المدرب العراقي التاريخي "عمو بابا".
*إجمالي الأهداف
وشهدت البطولة 15 مباراة، على استادي البصرة الدولي (8 مباريات) والميناء الأولمبي (7 مباريات)، وتم خلالها تسجيل 39 هدفاً (من بينها هدفان ذاتيان) بمتوسط 2.6 هدف في كل مباراة.
إذ إن جميع مباريات البطولة أُحرزت فيها أهداف، باستثناء مباراة الافتتاح بين منتخبي العراق وعمان التي انتهت بالتعادل السلبي، فيما كانت هناك 3 مباريات شهدت تسجيل أكبر عدد من الأهداف (5 أهداف)، ممثلةً في فوز العراق على اليمن 5-0، وفوز عمان على اليمن 3-2، وبنفس النتيجة فوز العراق على عمان في المباراة النهائية.
أقل المباريات تسجيلاً للأهداف، تمثلت في مواجهة الافتتاح بين العراق وعُمان التي انتهت بالتعادل السلبي، ومباراة الإمارات والكويت التي انتهت بفوز الأخير بهدف يتيم ضمن الجولة الثانية من دور المجموعات، كذلك مواجهة قطر والإمارات انتهت بالتعادل الإيجابي (1 - 1) في الجولة الثالثة، ومباراة عُمان والبحرين انتهت لصالح عُمان بهدف نظيف.
ويُعد المنتخب العراقي صاحب أقوى خطَّي هجوم ودفاع في البطولة، حيث أحرز لاعبوه 12 هدفا، واستقبلت شباكه 3 أهداف، خلال 5 مباريات، من بينها هدفان في المباراة النهائية.
*الهداف
وتصدر قائمة الهدافين لاعبا المنتخب العراقي أيمن حسين وإبراهيم بايش برصيد 3 أهداف لكل منهما.
*البطاقات
احتسب حكام المباريات 11 ركلة جزاء خلال مشوار البطولة، جاء منها 7 أهداف، فيما أُهدرت 4 ركلات أخرى.
ووصل عدد البطاقات في البطولة إلى 54 بطاقة صفراء، علاوة على بطاقة حمراء وحيدة حصل عليها حمد القلاف لاعب منتخب الكويت أمام البحرين في الجولة الثالثة من مباريات المجموعة الثانية.
ويُعد المنتخب الإماراتي الأقل حصولاً على إنذارات في الجولة الأولى (0 بطاقات) والمنتخب السعودي في الجولة الثانية (0 بطاقات)، وكلاهما صاحبا اللعب النظيف إجمالا في البطولة (منتخب السعودية 4 بطاقات) ومنتخب الإمارات 5 بطاقات.
*السياحة
لم يتوقف الأمر هنا، إذ كشفت السلطات العراقية أن عدد الزوار الخليجيين الذين توافدوا على البصرة خلال أول يومين من البطولة وصل إلى 34 ألفاً، علما أن عددا منهم وصلوا إلى المدينة حتى قبل انطلاق البطولة.
*الفنادق مكتظة
وبالطبع، كان للبطولة انعكاس على حركة السياحة ونسبة الإشغال في فنادق المدينة.
وفي تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية" كشف مدير السياحة بالبصرة، حسين الرباعي، أن الحركة السياحية في المدينة ونسبة إشغال الفنادق الكاملة، لم تشهدهما البصرة منذ 2003، إذ سجلت الفنادق إقبالاً قياسياً من الزوار وامتلأت الغرف بالكامل قبل انطلاقة بطولة كأس الخليج.
واعتبر الرباعي الأمر "مؤشراً إيجابياً يعكس عودة الحركة السياحية بقوة في العراق بفضل إقبال الإخوة في دول الخليج على حضور الحدث الكروي الخليجي، وأيضاً القيام بزيارات لبعض المحافظات الأخرى".
وأضاف، أن عودة الحركة السياحية بقوة بعد 20 عاماً، وانطلاقاً من البطولة الخليجية، سيكون له انعكاس إيجابي في استعادة المكانة السياحية التي كانت تعيشها مدينة البصرة، خاصة أنها تتمتع بالعديد من الخصائص الجغرافية المميزة بوقوعها على شط العرب وقربها من الدول الخليجية عبر منافذ برية، وأيضاً للمنتوج السياحي المتنوع، الذي تقدمه لزوارها.
*الاتصالات
هيئة الإعلام والاتصالات سجلت في ختام خليجي 25 استهلاك 28 تيرا بايت من البيانات، وأكثر من ستة ملايين ونصف المليون مكالمة، فضلا عن تسجيل 238 ألف مشترك من الثامنة صباحاً وحتى العاشرة مساءً في المدينة الرياضية ومحيطها.
*مكاسب
شكلت استضافة العراق لبطولة خليجي 25 فرصة لاستعادة مكانته داخل المنظومة العربية وتجربة تسمح للدول العربية والخليجية بالاطلاع على الواقع العراقي، ولمس المشهد بشكل مباشر من دون الاعتماد على ما هو منقول وقد يجافي الحقيقة أحياناً، أو يسلط الضوء على الجانب السلبي للعراق من دون النظر للإيجابيات.