جدل "مستمر" حول مباراة العراق وفلسطين.. أين ستقام؟ وهل سترفض بغداد اللعب في رام الله؟
انفوبلس/ تقرير
منذ العام الماضي 2024، ولا يزال الجدل يدور حول مكان إقامة مباراة فلسطين ضد المنتخب العراقي، في تصفيات آسيا الحاسمة المؤهلة إلى كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، حيث ينتظر البلدان قرار الاتحاد الآسيوي، فما هي سيناريوهات المتوقعة؟ وهل سترفض بغداد اللعب في رام الله حال صدر القرار؟
ومن المقرر أن يواجه المنتخب الفلسطيني منتخب أسود الرافدين في الخامس والعشرين من مارس/ آذار المقبل، في إطار مباريات الجولة الثامنة من التصفيات الآسيوية الحاسمة.
*المواقف الرسمية
في السابع والعشرين من شهر كانون الثاني الماضي 2025، أعلن الاتحاد العراقي لكرة القدم، أن مباراة العراق وفلسطين ستكون في ملعب محايد والتي ستجري في شهر آذار المقبل. وقال الاتحاد في توضيح، إن "الاتحادَ الدوليَّ لكُرةِ القدم (FIFA) طالبَ الاتحادَ الفلسطينيَّ لكُرةِ القدم بإقامةِ مباراةِ المنتخبِ الفلسطينيّ أمام منتخبنا الوطنيّ ضمن الجولةِ الثامنة من تصفياتِ المجموعةِ الآسيويّة الثانية المؤهلة لنهائياتِ كأس العالم 2026 بغيرِ ملعبِ (فيصل الحسيني الدولي) بمدينةِ رام الله الفلسطينيّة".
وأضاف، إن " (FIFA) أكد على إقامةِ مباراةِ منتخبنا الوطنيّ ومستضيفه الفلسطينيّ في ملعبٍ مُحايدٍ، على أن لا يكون ضمن ملاعب منتخباتِ دول المجموعةِ الثانية"، مؤكدا أن "ما تناولته عددٌ من وسائل الإعلامِ مؤخراً بخُصوصِ تحديدِ ملعبِ المباراة هو غيرُ صحيحٍ تماماً، ولا يمتُ للحقيقةِ بصلة"، معربا عن أمله من "جميع المواقعِ والمنصاتِ الإلكترونيةِ والوكالاتِ تَوخيَّ الدقةِ في نقلِ المعلومة في هذه الفترةِ بالتحديد، كونها مهمة ومؤثرة، ويتطلب من الجميعِ مساندةِ المنتخبِ الوطنيّ العراقيّ، ودعمه بمختلفِ المستوياتِ سواء كان ذلك دعماً إعلامياً أم جماهيرياً، والوقوف مع أُسُودِ الرافدين في المُهمةِ الوطنيّةِ المُرتقبةِ في الجولتين المُقبلتين، ومواجهته أمام منتخبي الكويت وفلسطين".
لكن جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم أكد، تمسكه بإقامة مباراة منتخب فلسطين أمام نظيره العراقي، في المرحلة الثامنة من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى بطولة كأس العالم 2026، على أرض فلسطين، نافياً نقلها إلى ملعب محايد.
وقال الرجوب، في تصريحات بعد لقائه رئيس الاتحاد العراقي، عدنان درجال، في مقر رابطة دوري المحترفين العراقي يوم 30 كانون الثاني 2025: "مباراة العراق وفلسطين ستكون في القدس، ولن تكون إلا في القدس. منذ اليوم الأول للقرعة أكدت اتحادات المنتخبات العربية الموجودة معنا في المجموعة الثانية استعدادها للعب في فلسطين".
ونفى رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، الأخبار التي تحدثت عن طلب الاتحاد الدولي لكرة القدم من الفلسطينيين البحث عن ملعب محايد، للمواجهة أمام العراق، واصفاً ذلك بـ "الكذب والافتراء"، مؤكداً أن الجانب الفلسطيني لم يتسلم أي رد من "فيفا"، بعد اختياره ملعب الشهيد فيصل الحسيني، لاحتضان المواجهة أمام العراق، في الخامس والعشرين من مارس/ آذار المقبل.
وأضاف الرجوب، الذي التقى عدداً من المسؤولين العراقيين: "كان هناك ظرف استثنائي منعنا من استضافة اللقاءات الماضية على أرضنا وبين جمهورنا، ولكننا الآن نناضل مع فيفا، ومعنا الاتحاد العراقي لكرة القدم، من أجل استعادة أهم إنجاز رياضي فلسطيني، وهو الملعب البيتي، إذ يُعتبر أحد أهم رموز وتجليات هويتنا الوطنية. بعد وقف إطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي سنقاتل من أجل احتضان فسطين مباريات منتخبنا الوطني على أرضه".
وفيما يخص نتائج اجتماعه مع رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، عدنان درجال، شدد الرجوب: "نحن والعراق أسرة واحدة، ولن نختلف أبداً، وعلى الرغم من أنني لست ناطقاً باسم الكابتن عدنان درجال، فإن الاتحاد العراقي كان أول اتحاد عربي يؤكد استعداده المجيء إلى فسطين، حيث استقبلنا في أوقات سابقة نادي القوة الجوية العراقي، ومنتخبات الفئات السنية العراقية، وليس هناك أي (فيتو) عربي أو عراقي ضد اللعب في فلسطين".
وذكر مسؤول في الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، رفض ذكر اسمه، توصل اتحاد كرة القدم الفلسطيني لاتفاق مع الاتحادين الدولي والآسيوي لكرة القدم، لإرسال مبعوث إلى فلسطين، من أجل التأكد من جاهزية ملعب الشهيد فيصل الحسيني في القدس، لاستضافة مباراة منتخبنا أمام العراق، في الجولة الثامنة من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى بطولة كأس العالم 2026.
ووصل رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة ورئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب إلى بغداد نهاية الشهر الماضي (كانون الثاني)، وعقد لقاءات رياضية وحكومية في العاصمة العراقية، في ظل وجود حالة ترقب من الجماهير لتحديد ملعب مباراة فلسطين والعراق.
وبحسب المعلومات المتداولة، فإن الاتحاد العراقي لكرة القدم يدرس اتخاذ قرار مشابه لنظيره الكويتي، بشأن اللعب في فلسطين، بتقديم اعتراض على اللعب في الأراضي الفلسطينية بسبب طبيعة الأوضاع الأمنية، بالتالي فإنه يتجهز لرفض اللعب هناك، مع تقديم كتاب اعتذار إلى الاتحاد الفلسطيني لهذا القرار، كون الاتحاد يريد الحفاظ على العلاقة الطيبة مع شقيقه الفلسطيني.
وفي هذا السياق، قال المدرب العراقي عبد الجبار هاشم إن "اللعب في فلسطين يمثل خطورة كبيرة على لاعبي المنتخب العراقي، وأعتقد أن الحظر على اللعب في فلسطين لن يرفع بهذه السهولة، نتذكر أن العراق عانى لسنوات طويلة من الحظر المفروض عليه، رغم أن الأوضاع الأمنية كانت مستقرة، وحتى عندما تم رُفع الحظر لم يتم بالصورة الكاملة، وإنما رُفع جزئيًّا فقط".
وأضاف: "الاتحاد العراقي مطالب حاليًّا بحسم موضوع اللعب في فلسطين، وعليه أن يلجأ إلى الطرق الدبلوماسية من خلال الحكومة العراقية، كون بقية الفرق لم تلعب في فلسطين، ويجب أن يتخذ العراق الخطوة ذاتها لضمان سلامة لاعبيه، خصوصًا وأن الكيان الصهيوني يواصل عملياته العسكرية هناك".
وكان المنتخب العراقي قد فاز على نظيره الفلسطيني 1-0 في مباراة الذهاب بين المنتخبين، والتي أقيمت على ملعب البصرة الدولي في 10 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2024، ضمن منافسات الجولة الثالثة من التصفيات.
وفي وقت سابق، قال النائب الثاني لرئيس الاتحاد العراقي يونس محمود، "في حال اختار الاتحاد الفلسطيني خوض المباراة في الملاعب الأردنية سنتواصل معهم بهذا الخصوص قبل تقديم اعتراض رسمي للجهات المختصة في الاتحادين الدولي والآسيوي لنقل المباراة إلى خارج الأردن وفي دولة عربية أخرى من دول المنطقة".
وأكمل: "ليس لدينا أي امتعاض من الملاعب الأردنية لا سيما أننا سنخوض آخر مواجهاتنا في التصفيات هناك، ولكن فيما يخص خوض مباراتين على أرض منافس مباشر على نيل البطاقة المؤهلة إلى كأس العالم، سنطلب تغيير الملعب وهو واحد من أبسط حقوقنا ولكن مع ذلك منتخبنا لديه الثقة في خوض المباراة في أي مكان يختاره الأشقاء".
ويحتل منتخب العراق المركز الثاني في جدول ترتيب المجموعة الثانية من التصفيات برصيد 11 نقطة، متفوقا على الأردن صاحب المركز الثالث بفارق نقطتين ومتخلفًا عن المنتخب الكوري الجنوبي المتصدر بفارق 3 نقاط، فيما يحتل المنتخب الفلسطيني المركز الأخير برصيد 3 نقاط.
*البلدان المرشحة لاستضافة المباراة
يدرس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، الملاعب المقترحة لاستضافة مباراة فلسطين ضد منتخب العراق، في تصفيات آسيا الحاسمة المؤهلة إلى كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
ويضغط العراق من أجل إقامة المباراة في الدوحة أو كوالالمبور، إذ لا يرغب إطلاقًا في إقامة المباراة على الملاعب الأردنية أو أي دولة أخرى منافسة للمنتخبين في المجموعة بالتصفيات، بالتالي ستكون الدوحة خيار العراق الأول، فيما ستكون كوالالمبور الخيار الثاني.
وسيتخذ الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم قراره النهائي بشأن اختيار ملعب أساسي، وآخر بديل لمواجهته أمام العراق، في منتصف شهر فبراير/ شباط الجاري، علماً بأن منتخب فلسطين سيلتقي نظيره الأردني ضمن لقاءات الجولة السابعة في الحادي والعشرين من شهر مارس/ آذار المقبل، قبل استضافته العراق في الخامس والعشرين من الشهر ذاته.
وكان المنتخب الفلسطيني قد اختار العاصمة الماليزية كوالالمبور ملعباً بيتياً لمباراته أمام نظيره الأردني، في الجولة الثانية من تصفيات بطولة كأس العالم 2026، قبل أن يختار العاصمة القطرية الدوحة ملعباً بيتياً للمواجهة أمام الكويت في الجولة الرابعة، واختار العاصمة الأردنية عمان لاستضافة نظيره الكوري الجنوبي في الجولة السادسة، في ظل عدم مقدرته على استضافة المباريات على ملعبه في فلسطين، بسبب التأثيرات الناجمة عن حرب الإبادة الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، التي تسببت في إيقاف المنافسات الرياضية على أرض فلسطين، وتدمير أكثر من 287 منشأة رياضية، واستشهاد أكثر من 382 لاعباً.
وقبل مباراة فلسطين، سيواجه المنتخب العراقي نظيره الكويتي في ملعب البصرة الدولي في 20 مارس/ آذار المقبل، ضمن منافسات الجولة السابعة، فيما سيلاقي المنتخب الفلسطيني مضيفه الأردني في الجولة ذاتها في العاصمة عمّان.
يرى المدرب العراقي سعد حافظ، أن منتخب العراق مهدد بشكل كبير بمواجهة ضغوط من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، بشأن مباراته أمام فلسطين بتصفيات كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
وقال حافظ، إن "قرار الاتحاد الدولي بشأن مكان إقامة مباراة فلسطين والعراق في تصفيات كأس العالم، سيكون ملزمًا للجميع وعلى وجه التحديد الاتحاد العراقي، وفي حال تقرر إقامة المباراة في فلسطين لا يوجد أمام العراق سوى تقبل القرار واللعب هناك، لأن القرار الذي سيصدر من فيفا لا رجعة فيه".
وأضاف: "لا أنصح الاتحاد العراقي بالاعتراض على إقامة مباراة أسود الرافدين أمام فلسطين في رام الله، لأن الاعتراض سيعرض الاتحاد العراقي إلى ضغوط كبيرة، وربما سيؤثر بطريقة أو بأخرى في وضع أسود الرافدين في التصفيات، وهذا الشيء لا أحد يرغب فيه في العراق، لأن حلم التأهل إلى المونديال لا يُمَس".
والشهر الماضي، خرج رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، عدنان درجال بتصريحات أكد فيها أن الجميع دخل في حالة طوارئ، استعداداً لمواجهتي أسود الرافدين الحاسمتين، بتصفيات آسيا المؤهلة إلى كأس العالم 2026، المقررة إقامتها في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
