جدل ورسائل "عتب" بعد الإعلان عن قائمة العراق لمواجهتي إندونيسيا وفيتنام.. انفوبلس تستعرض أبرز الغائبين عنها
انفوبلس/ تقرير
بمجرد إعلان مدرب المنتخب الوطني العراقي لكرة القدم، الإسباني خيسوس كاساس، قائمته النهائية، والتي ستلعب مباراتي الجولتين الخامسة والسادسة في التصفيات الآسيوية المزدوجة، تلقَّى رسائل "عتب" نتيجة عدم استدعائه بعض اللاعبين "البارزين"، كما خلّفت القائمة جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، فما قصة عادات كاساس التي لا تتغير؟
ويستعد المنتخب الوطني العراقي لخوض آخر مباراتين في التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة إلى كأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027، بمواجهة إندونيسيا وفيتنام يومي 6 و11 يونيو/ حزيران المقبل.
26 لاعبًا بينهم 10 محترفين و16 محليًا.
وتألفت قائمة أسود الرافدين من 26 لاعباً، هم كل من: جلال حسن، حسين حسن، علي كاظم، كميل سعد، لحراسة المرمى، وريبين سولاقا، اكام هاشم، فرانس بطرس، زيد تحسين، مناف يونس، أحمد يحيى، أحمد مكنزي، حسين علي، مصطفى سعدون، لخط الدفاع، وأمير العماري، أسامة رشيد، صفاء هادي، محمد الطائي، علي جاسم، ماركو فرج، بشار رسن، لؤي العاني، زيدان إقبال، إبراهيم بايش، يوسف الأمين، لخط الوسط، وأيمن حسين، مهند علي لخط الهجوم.
كما شهدت قائمة خيسوس كاساس، غياب عددٍ من اللاعبين الذين يطالب بهم الشارع الرياضي في المنتخب العراقي، مثل لاعب الزوراء حسن عبد الكريم "قوقية"، ولاعب النجف محمد قاسم، ولاعب مس رفسنجان الإيراني منتظر محمد "كنوش"، بالإضافة لاعب ساندفيورد النرويجي دانيلو السعد.
وأثارت قائمة كاساس أيضاً استغرابًا كبيرًا لدى الشارع الرياضي العراقي وفي مواقع التواصل الاجتماعي والبرامج التلفزيونية الرياضية، نتيجة الأسماء التي شهدتها في أغلب المراكز، وعلى وجه التحديد حراسة المرمى.
*كاساس يتمسك بثلاث عادات في اختيار قائمة منتخب العراق
تمسك الإسباني خيسوس كاساس، مدرب منتخب العراق، بثلاث عادات في اختيار قائمته النهائية، وهي التجريب المستمر وأنه لا يسامح ولا ينسى ولا يرضخ لشروط الشارع الرياضي.
منتخب العراق والتجريب المستمر
كعادته، قرر الاسباني خيسوس كاساس ضم لاعبين جدد إلى قائمة فريقه في أي مناسبة أو تجمع أو بطولة، إذ شهدت القائمة وجود 6 لاعبين لأول مرة مع "أسود الرافدين".
الحراس حسين حسن وعلي كاظم وكميل سعد واللاعبون ماركو فرج ومحمد الطائي وأحمد مكنزي، وجوه جديدة ستلعب لأول مرة مع منتخب العراق، ومن المؤمل أن يمنحهم المدرب كاساس عدة دقائق للعب في مواجهتي إندونيسيا وفيتنام، على أمل الاستقرار على عدد منهم في قادم الاستحقاقات.
كاساس لا يسامح ولا ينسى
تأكدت أيضًا إحدى عادات كاساس بإعلانه عن القائمة الأخيرة لأسود الرافدين، إذ يثبت للجميع بأنه لا يسامح ولا ينسى المواقف تجاه مجموعة من اللاعبين.
لاعب النجف محمد قاسم، يُعد حاليًّا أحد أفضل اللاعبين في دوري نجوم العراق ويقدم مستويات ثابتة، لكن كاساس قرّر صرف النظر عن استدعائه بسبب موقف سابق يتعلق باعتراضه على الجلوس في دكة البدلاء أثناء مباراة بين منتخب العراق الأول والرديف في البصرة قبل مونديال 2022، الأمر ذاته ينطبق على لاعب ساندفيورد النرويجي دانيلو السعد، الذي يقدم مستويات أكثر من رائعة في النرويج، لكن كاساس لم يسامحه على فعلته بترك وفد المنتخب العراقي في كأس آسيا-قطر 2023.
لا يرضخ لشروط الشارع الرياضي
على الرغم من غضب الشارع الرياضي على عدد من اللاعبين وعدم الرضا بمستوياتهم، لكن كاساس لا يسمع لهذه الطلبات والأمنيات، وإنما يفعل ما يفكر به فقط، حيث شهدت قائمة منتخب العراق حضور عدد من أسماء اللاعبين الذين يمثلون المنتخب العراقي منذ سنوات طويلة وعليهم علامات استفهام "كثيرة" من قبل الشارع الرياضي، مثل بشار رسن وصفاء هادي.
كاساس عوّد الجماهير العراقية بأنه لا يرضخ للضغوط، ومع كل هجمة تشنها الجماهير على أي لاعب، تجد المدرب يتمسك بدعمه تمامًا كما حصل مع أيمن حسين في فترة ما، قبل أن يعود بقوة ليكون هداف العراق الأول، لكن وبحسب محللين، فإن عدم استدعاء اللاعب حسن عبد الكريم "قوقية" لا يوجد تفسير له، لأن اللاعب يعيش أفضل أيامه.
*رسائل "عتب": ستكون سببًا بدفن موهبة نجم الزوراء!
وجه المدرب العراقي سعد حافظ، رسالة عتب إلى مدرب المنتخب العراقي، الإسباني خيسوس كاساس، لعدم استدعائه نجم الزوراء حسن عبد الكريم "قوقية" في القائمة الرسمية للتصفيات الآسيوية المزدوجة.
وقال حافظ، إن قائمة كاساس للمنتخب العراقي نعتبرها جيدة، كونها تميل إلى الاستقرار من خلال استدعاء لاعبين يوجدون في المنتخب العراقي منذ أكثر من سنة، فضلاً عن ذلك، فإن المدرب قام بإضافة لاعبين جدد من الأعمار الصغيرة مثل لاعبي المنتخب الأولمبي".
وأضاف: "إضافة اللاعبين محمد الطائي وماركو فرج أكثر ما أسعدني في قائمة المدرب خيسوس كاساس، هذا الاستدعاء قرار مهم من المدرب الإسباني، ونتوسم خيرًا منهم ليظهروا جودة اللاعب المحترف بقميص المنتخب العراقي، نظرًا للمؤهلات التي يمتلكونها ومقاطع الفيديو التي تظهر أهميتهم كلاعبين".
وتابع: "استدعاء الحارسين حسين حسن من الكرخ وعلي كاظم من زاخو، استحقاق لهما عطفًا على ما يقدمانه من مجهودات كبيرة ومستويات طيبة، وهما مستقبل حراسة المرمى في العراق، بالإضافة طبعًا إلى حارس نفط البصرة كميل سعدي"، مبينا، "استدعاء مدافع أربيل والمنتخب الأولمبي العراقي أحمد مكنزي، بمثابة مكافأة للاعب عطفًا على يقدمه من أداء مميز مع فريقه ومنتخبه، أعتقد أن الخامات الشابة ستظهر جودتها وإمكاناتها في المستقبل القريب".
وعن أبرز الغيابات التي شهدتها قائمة كاساس، أكد حافظ: "غياب نجم الزوراء حسن عبد الكريم (قوقية) كان مفاجئًا بالنسبة إلي، هذا اللاعب يقدم أفضل المستويات في الوقت الحالي، وتأثيره يوازي تأثير لاعب القوة الجوية علي جاسم"، لافتا الى ان "عدم استدعاء حسن عبد الكريم إلى المنتخب العراقي قد يتسبب بقتل موهبته، وسيعيدنا إلى ما قبل كأس آسيا، أتوقع أن غيابه عن القائمة سينعكس سلبًا على مستواه، ويجب أن يتم إنصافه باستدعائه لصفوف الفريق العراقي".
*استدعاء كميل سعد لصفوف المنتخب العراقي يثير الجدل
في المقابل، حدد المدرب ونجم حراسة مرمى العراق الأسبق عماد هاشم، سببًا مقنعًا لوجود حارس مرمى المنتخب الأولمبي العراقي كميل سعد في قائمة المنتخب العراقي الأول، للتصفيات الآسيوية المزدوجة.
وقال هاشم إن الدوري هو المحك الحقيقي لوجود اللاعب ضمن قائمة المنتخب الأول، والمستوى الذي ظهر به الحراس كان جيدًا، ووجودهم في المنتخب العراقي بات أمرًا مستحقًّا نظير تلك المستويات الكبيرة"، مشيرا الى ان "أعتقد أن حارس مرمى الكرخ والمنتخب الأولمبي العراقي حسين حسن، قدم مستويات ممتازة في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى أولمبياد باريس، وحارس زاخو علي كاظم يستحق الوجود، وهو استحقاق لما يبذله من مجهودات كبيرة مع فريقه زاخو، الذي يوجد بالمربع الذهبي في دوري نجوم العراق، وهو الحارس الذي تلقى أقل عدد من الأهداف في البطولة".
وأضاف: "حارس مرمى الزوراء والمنتخب العراقي الأول جلال حسن هو حارس الخبرة بين حراس العراق، ويقدم مستويات جيدة مع ناديه الزوراء، أما حارس نفط البصرة والمنتخب الأولمبي العراقي كميل سعد، فإن عملية استدعائه عليها علامة استفهام كبيرة لقلة مشاركاته في الدوري العراقي"، مبينا، "كميل سعد غير فعال مع ناديه نفط البصرة، الذي يقبع مع الفرق المتذيلة في ترتيب دوري نجوم العراق، أعتقد أن وجوده ضمن تصفيات كأس العالم مع أسود الرافدين هو لاكتساب الخبرة، والتي ستسعفه في أولمبياد باريس حال احتاجه المنتخب الأولمبي العراقي".
وأتم عماد هاشم حديثه بالقول: "من وجهه نظري الشخصية، فإن زج الأسماء الجديدة في المنتخب العراقي هو أولاً لتبديل وتنشيط دماء المنتخب، وثانيًا لاكتساب الخبرة من جلال حسن خلال هذه الفترة من التصفيات، وهي حالة صحية وصحيحة في المنتخب العراقي".
*قائمة كاساس تفتقد لـ5 لاعبين
بينما يرى اللاعب العراقي الدولي السابق أحمد خضير الملقب بـ"باجيو"، أن قائمة الإسباني خيسوس كاساس مدرب المنتخب العراقي، تفتقد خدمات 5 لاعبين. وقال خضير، إن كل مدرب له حساباته الخاصة ورؤيته الفنية الخاصة به، التي لربما يتفق عليها البعض ويختلف حولها البعض الآخر، لكن بالتأكيد فإن كاساس هو أعلم باللاعبين الذين يخدمونه في المنتخب العراقي، وعلى وجه التحديد بمواجهتي إندونيسيا وفيتنام المقبلتين في التصفيات".
وأضاف: "قائمة كاساس لربما متوازنة ومستقرة بعض الشيء، لكنها تفتقد خدمات 5 لاعبين كانوا يستحقون أن يكونوا فيها نظرًا لمستوياتهم الكبيرة في دوري نجوم العراق، وهم كل من حارس مرمى القوة الجوية محمد حميد، ولاعب الزوراء حسن عبد الكريم (قوقية)، ولاعب النجف محمد قاسم، ومدافع الزوراء ميثم جبار، ومتوسط ميدان القوة الجوية سعد عبد الأمير، هؤلاء بإمكانهم تقديم الإضافة النوعية للمنتخب العراقي".
وأكمل: "بعض الأسماء الأخرى التي وجدت في قائمة المنتخب العراقي بصراحة لا تستحق تمثيل أسود الرافدين، بسبب أخطائهم المتكررة في دوري نجوم العراق، وسأتحفظ على ذكر الأسماء، لكن هذه الفرص التي تمنح لهم كان الأجدر أن تمنح لغيرهم، لكي يقدموا أوراق اعتمادهم للمدرب".
وبين قائلاً: "لا نعرف الآلية التي يتم فيها استدعاء اللاعبين للمنتخب العراقي، هل تتم وفق ما يخدم المدرب وأسلوبه في اللعب، أم وفق مستويات اللاعبين في الدوري المحلي وعدد مشاركاته، هذه الآلية تعود للجهاز الفني ونحن داعمون للمنتخب العراقي وللمدرب كاساس، وبالتالي هو المسؤول أمام الإعلام عن اختياراته وعن نتائج المنتخب العراقي".
في المقابل، شكلت شائعة موافقة كاساس على تدريب منتخب كوريا الجنوبية مؤخراً، صدمة كبيرة للشارع المحلي الرياضي، وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي المعلومة وكأنها حقيقة، لاسيما أن العديد منها اعتمد على صحف سيئول التي تكلمت عن العرض بإسهاب، والتي أشارت إلى أن الإسباني كان في الترتيب السابع من ضمن المدربين المرشحين للشمشون الكوري، وقد تلقى عرضا عبر وكيل أعماله ياغو راما لوبيز الذي تم رفضه على الفور.
وكانت مصادر من داخل الاتحاد العراقي لكرة القدم قد ذكرت أنّ الاتحاد العراقي لكرة القدم، نجح بالفعل في إقناع كاساس بالبقاء مدربًا للمنتخب العراقي، وعدم النظر إلى العرض المقدم من كوريا الجنوبية، بعدما اتخذ قرارًا بالإبقاء على المترجم المصري محمد عبد الحافظ، الذي قرر الاتحاد إقالته في وقت سابق.
يذكر أن خيسوس كاساس يمتلك عقدًا مع الاتحاد العراقي يستمر حتى 2026، حيث يتم تقييمه وتجديده في كل عام، وتعاقد الاتحاد العراقي مع المدرب الإسباني (51 عامًا) بهدف تحقيق حلم التأهل إلى كأس العالم 2026، والفوز بالبطولات الدولية.
تجدر الإشارة إلى أنّ المدرب كاساس قاد العراق إلى التتويج ببطولة الخليج في نسختها الخامسة والعشرين التي أقيمت بالبصرة العام الماضي، كما رفع لقب بطولة تايلاند الودية، في حين بلغ الدور ثمن النهائي من بطولة كأس آسيا الأخيرة التي أقيمت بقطر، علمًا بأنه يحتل حاليًا صدارة مجموعته السادسة ضمن التصفيات المونديالية برصيد 12 نقطة بعد تحقيق 4 انتصارات على إندونيسيا وفيتنام والفلبين مرتين.