ذهبية وفضية و3 برونزيات.. أبطال العراق يرفعون اسم البلاد عالياً في بارالمبياد باريس.. تعرف عليهم وعلى إنجازاتهم بالتفصيل
انفوبلس..
خُتمت يوم أمس الأحد، فعاليات دورة الألعاب البارالمبية المقامة في العاصمة الفرنسية باريس بحصول العراق على 5 ميداليات (ذهبية وفضية و3 برونزيات) ليحقق بذلك أبطال البلاد ثاني أفضل إنجاز بتاريخ مشاركات العراق التي بدأت عام 1992، ويعادلوا الرقم الذي حققوه في بارالمبيات ريو دي جانيرو 2016 والتي حققوا فيها 5 ميداليات أيضا ولكن بقيمة أعلى (ذهبيتين و3 فضيات)، فماذا نعرف عن أبطالنا وإنجازاتهم؟
وحصل العراق على الميدالية الذهبية عبر لاعبة كرة الطاولة ذات الـ19 عاما، نجلاء عماد، والتي أصبحت أول فتاة عراقية تحقق ميدالية بارالمبية للبلاد، وهي رابع ميدالية ذهبية بتاريخ العراق البارالمبي.
كما فاز منتخب العراق للمبارزة على الكراسي بالميدالية الفضية وذلك بواسطة اللاعبين (زين العابدين غيلان وعمار هادي وحيدر علي) وهي الميدالية الفضية الثامنة بتاريخ العراق، فيما حصل كل من جراح نصار برياضة رمي الثقل، وولدان نزار برياضة رمي الرمح، ورسول كاظم برياضة رفع الأثقال على الميداليات البرونزية، وبهذا أصبحت حصيلة العراق الكلية من الميداليات البرونزية هو 9 ميداليات.
جراح نصار
في إنجاز يُعد مكملاً لسلسلة الإنجازات الدولية التي حققها نصار، مع أبطال عراقيين ضمن المنتخبات البارالمبية، حصد، الأحد الماضي 1 أيلول، الميدالية البرونزية في دورة الألعاب البارالمبية بباريس، وكانت أولى أوسمة العراق في دورة باريس.
وعقب إنجاز جراح، أكد رئيس اللجنة البارالمبية الوطنية العراقية عقيل حميد، أن أبطال العراق قدموا مستويات كبيرة وحققوا أرقاماً مميزة خلال مشاركتهم في دورة الألعاب البارالمبية المقامة في باريس.
وقال حميد، إن "لاعبينا وبكل الألعاب أثبتوا جدارتهم وكانت لهم بصمة واضحة في بارالمبياد باريس وتمكنوا من كسر عشرة أرقام أولمبية في المنافسات التي شهدت تسجيل أرقام غير مسبوقة".
وأضاف حميد، إن" بعض اللاعبين يشاركون للمرة الأولى في البارالمبياد مثل العداء محمد الشلهوب الذي كنا نتوقع له المركز السادس أو السابع، ولكنه حقق المركز الرابع حتى الآن ووصل الى المرحلة النهائية بأربعة لاعبين أي إنه ضمن المركز الرابع، وكذلك العداءة الواعدة فاطمة فاضل التي اختتمت مشاركتها بالمركز الرابع في سباق 200 م".
وتابع حميد، إن "اللجنة البارالمبية تعوّل على باقي اللاعبين في تحقيق أرقام متقدمة وخطف الميداليات الملونة في المبارزة وتنس الطاولة ورفع الأثقال والاستمرار بهذا النسق من الإصرار والعزيمة على مواصلة الإنجاز".
بدوره، بارك وزير الشباب والرياضة أحمد المبرقع، نيل البطل العراقي العالمي جراح نصار، الميدالية البرونزية في فعالية دفع الثقل، ضمن دورة الألعاب البارالمبية باريس 2024.
وذكر بيان مقتضب لوزارة الشباب والرياضة أن "المبرقع بارك إحراز البطل جراح نصار الميدالية البرونزية في فعالية دفع الثقل، ضمن دورة الألعاب البارالمبية باريس 2024".
وأضاف البيان، أن " المبرقع ثمّن هذا الإنجاز العالمي للبعثة البارالمبية العراقية وللاعب نصار، متمنياً للاعبينا البارالمبيين الأبطال تحقيق المزيد من الأوسمة في الدورة الحالية، وهذا عهدنا بهم دائماً".
من جانبه، أهدى البطل العراقي العالمي جراح نصار الميدالية البرونزية خلال فعالية دفع الثقل ضمن دورة الألعاب البارالمبية المقامة في باريس 2024 إلى العراق وشعبه، فيما أكد أن هذا سيكون حافزا لتحقيق إنجازات عالمية أخرى.
وقال نصار في أول تعليق له على حصده الميدالية، إن "هذا الإنجاز حافز آخر أطمح من خلاله إلى تحقيق إنجازات أخرى في محافل عالمية قادمة في المغرب وبطولة العالم في الولايات المتحدة في العام المقبل ".
وأشار إلى، أنه "يهدي الميدالية البرونزية التي حصل عليها خلال فعالية دفع الثقل ضمن دورة الألعاب البارالمبية في باريس إلى العراق وشعبه".
وُلد جراح نصار طنيش البدري عام 1991 في مدينة البطحاء في محافظة ذي قار جنوب العراق وهو يعاني من قصر القامة، حيث كان يعمل بائعاً للخضار وراعياً للأغنام قبل أن يقتنع بممارسه الرياضة عام 2008.
وتكريماً له عُين موظفا في وزارة الشباب والرياضة كمدير على القاعة الرياضية الوحيدة في الناصرية. وهو متزوج ولديه ثلاث بنات وولد.
حصل جراح على عدة ميداليات ملونة خلال مشاركاته في البطولات الاقليمية والعالمية ودورات الألعاب البارالمبية.
وشارك نصار في 3 دورات بارالمبية حصل خلالها على 3 ميداليات، وهي: ريو دي جانيرو 2016 وحصل فيها على الميدالية الذهبية، وطوكيو 2021 وحصل فيها على الميدالية الفضية، وباريس 2024 وحصل فيها على الميدالية البرونزية.
ولدان نزار
وفي إنجاز رياضي آخر مميز حقق اللاعب ولدان نزار الوسام البرونزي في منافسات رمي الرمح ضمن فعاليات دورة الألعاب البارالمبية باريس 2024.
وجاء هذا الفوز بعد أداء قوي ومتميز حيث استطاع نزار تجاوز العديد من المنافسين أهله للحصول على المركز الرابع لكن بعد طرد اللاعب الايراني بسبب سوء السلوك حل بطلنا بالمركز الثالث وتم تويجه بالوسام البرونزي.
وولد نزار في 10 آب من عام 1986 هو رياضي عراقي منافس في الألعاب البارالمبية وسباقات المضمار والميدان حاصل على التصنيف F41. حصل على الميدالية البرونزية في رمي الرمح في الألعاب البارالمبية الصيفية 2012 في لندن، وبعد أربع سنوات حصل على الميدالية الفضة في نفس الحدث في الألعاب البارالمبية الصيفية 2016 في ريو دي جانيرو، وحصل على وسامه الثالث في الدورة الأخيرة بباريس.
رسول كاظم
وهو رباع بارالمبي عراقي، نافس في دورات ألعاب بارالمبية صيفية وبطولة العالم البارا لرفع الاثقال وفاز بـ3 ميداليات بارالمبية، كانت الأولى في بكين 2008 حيث حصل على الميدالية الفضية برفعه 185 كغم، والثانية في ريو دي جانيرو 2016 برفعه 220 كغم، والثالثة في باريس 2024.
وأهدى كاظم الميدالية البرونزية التي حققها في منافسات وزن 80 كغم ضمن منافسات دورة الألعاب البارالمبية باريس 2024 الى الشعب العراقي، وقال إن "طموحي كان أعلى من الحصول على الوسام البرونزي، لكني تعرضت للإصابة في الأسبوع الأول من دخولنا الى فرنسا".
من جهته قال رئيس اللجنة البارالمبية العراقية عقيل حميد إن"إصابة اللاعب رسول كاظم منذ الأسبوع الأول لوصولنا أثر بشكل كبير على عدم حصوله على الميدالية الذهبية بالرغم من منافسة (3) لاعبين حائزين على لقب بطولة العالم برفع الأثقال في وزن (80) كغم وهم كل من الصيني والإيراني ولاعبنا رسول كاظم، ولكن، حقق الرباع رسول كاظم الميدالية البرونزية بالرغم من أن الأرقام المتحققة ليست بالمتوقعة".
وأضاف أن "الإصابات تحدث عادة خلال فترة المنافسة وخصوصاً في تثبيت الرفعات، لكننا وبالرغم من ذلك حققنا نتائج جيدة فهناك (4) من لاعبينا حققوا المركز الرابع".
فضية المبارزة
وحقق منتخبنا البارالمبي إنجازاً جديداً يضاف إلى سجل إنجازات اللجنة البارالمبية حيث نال فريق المبارزة على الكراسي المكون من الأبطال عمار هادي وزين العابدين غيلان وحيدر علي الميدالية الفضية في دورة الألعاب البارالمبية باريس 2024.
وجاء هذا الإنجاز الكبير بعد منافسة قوية وحماسية مع المنتخب الصيني الذي يعتبر من أقوى المنتخبات في هذه الرياضة على المستوى العالمي، بحسب بيان لإعلام اللجنة البارالمبية العراقية.
أغلى الميداليات
حققت الرياضية العراقية نجلاء عماد، مواليد 2004، مفاجأة أفرحت جميع العراقيين، وذلك بفوزها بالميدالية الذهبية البارالمبية بلعبة تنس الطاولة، بعد تغلبها على المُصنفة الأولى عالميّاً الأوكرانية مارينا بثلاثة أشواط لشوط واحد، وذلك في إطار مُنافسات دورة الألعاب البارالمبيّة 2024 في باريس، وهي المرشحة لأن تصنف الاولى عالمياً بعد أن أصبحت أول امرأة عراقية تحقق هذا الانجاز الرياضي الرفيع. وقد رُفع العلم العراقي مع عزف النشيد الوطني خلال تتويج نجلاء بالميدالية الذهبية.
كانت نجلاء في الثالثة من عمرها عندما فقدت ساقيها وذراعها الأيمن، تقول: "كنت أستعد لاستقبال والدي عند عودته من العمل نهار أحد أيام نيسان عام 2008 عندما هز انفجار بعبوة ناسفة سيارته في مدينة بعقوبة التابعة لمحافظة ديالى شمال شرق بغداد، فتعرضت لإصابات بالغة أدت الى بتر ساقَي الاثنتين وذراعي الأيمن".
وتضيف: "منذ ذلك التاريخ لم افارق والدي، الذي اصيب هو الآخر، ارافقه ويرافقني في كل مشاويري وسفراتي فهو من منحني التشجيع والطاقة لأُحقق طموحاتي الرياضية". هي لم تفقد حياتها والاهم من كل هذا لم تفقد طموحها وتحديها على مقاومة الظروف وشق طريقها نحو النجاح.
في مدرستها الابتدائية بكت وتمنت لو أن هذه العبوة الناسفة قتلتها قبل أن تشعر بالعجز وهي ترى زميلاتها يلعبن ويجرين هنا وهناك بينما هي سجينة كرسيها المدولب، لكن سرعان ما طردت هذه الافكار من رأسها وقررت ان تحول العوق الى تفوق.
نجحت بدراستها حيث تجاوزت الامتحان الوزاري الادبي، بمعدل 75، هذا على مستوى الدراسة، اما على مستوى الحياة فقد قررت مبكراً أن تمارس رياضة تنس الطاولة لتجعل منها جواز اثبات تحديها لأي عائق وتتفوق من خلالها لهذا راحت تتدرب بذراع واحدة، اليسرى، وقررت المشاركة في أول تحد حقيقي لها ببطولة العراق لتنس الطاولة (فئة المعاقين) على كرسي مدولب وتحرز المركز الأول رغم كونها أصغر المشاركات سناً، لتصبح لاعبة المنتخب الوطني العراقي لكرة الطاولة في اللجنة البارالمبية.
في بداية مشوارها برياضة كرة الطاولة، حذّرها المقرّبون من أن الإعاقة سترهقها وتحبط آمالها، لكن هذه الشابة العراقية الناجية من تفجير حرمها من ساقيها وذراعها أصرّت على ملاحقة طموحها وباتت تأمل بإحراز ميدالية ذهبية، خاصة بعد تأهلها إلى الألعاب البارالمبية في باريس.
لم تكتف بهذه المشاركات أو خوض البطولات المحلية فشاركت في الألعاب البارالمبية بطوكيو وعمرها لا يتجاوز 16 سنة حيث نافست في أولى مشاركاتها الروسية مالياك ألييفا، وخسرت في المباراة الأولى (1-3) ثم واجهت الكورية لي كونوو، وايضاً خسرت امامها وبذات النتيجة (1-3)، لكن هذا زادها قوة واصراراً على التحدي لخوض بطولات اخرى.
ففي عام 2016 حصلت على المركز الثالث في بطولة الأردن وشاركت في بطولة آسيا في الإمارات عام 2017 ومنافسات تايلند الدولية عام 2018، وبطولات 2019 في مصر. إذ شاركت مرتين وحصلت على المركز الأول والثاني، كما كانت لها مشاركات في الأردن وبولندا، وفي الصين توجت بالمركز الأول، اما في اسبانيا عام 2020 فقد حصلت على المركز الأول.
الجدير بالذكر انها بعد مشاركتها في بطولة تايلند الدولية عام 2018 (فئة المعاقين) وحصولها على المركز الثالث، قرر رئيس اتحاد تنس الطاولة للمعاقين سمير الكردي تحويلها إلى اللعب وقوفاً وبأطراف صناعية.
وكان سمير الكردي قد كشف للصحافة: "نواجه الكثير من العقبات أثناء إعداد رياضيينا كوننا نفتقد لمراكز الإعداد المتخصّصة"، مؤكّداً في الوقت عينه أن "هذا لا يمنع طموحنا بالحصول على ميداليات" في بعض الألعاب. بينما قالت هي وبثقة عالية إن "وقتي كلّه مكرّس لكرة الطاولة، لأن هذه الرياضة غيّرت حياتي".
أصداء الإنجازات
وعقب ختام دورة الألعاب، هنأ رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني أبطال العراق أصحاب الانجازات، وذكر في بيان له: "نهنئ أبطالنا الذين حققوا ميداليات متنوعة ضمن منافسات دورة الألعاب البارالمبية في باريس 2024".
وأضاف: "نتقدم بالتهنئة إلى اللاعبة نجلاء عماد لحصولها على الميدالية الذهبية في فعالية تنس الطاولة، كذلك نهنئ لاعبي منتخب المبارزة عمار هادي وزين العابدين غيلان وحيدر علي لحصولهم على الميدالية الفضية، وايضا كل من اللاعب جراح نصار الذي أحرز الميدالية البرونزية في فعالية رمي الثقل، واللاعب ولدان نزار لنيل الميدالية البرونزية بفعالية رمي الرمح والرباع رسول كاظم الذي حقق البرونزية برفع الأثقال".
وتابع: "نبارك هذه الإنجازات، ونثمن جهود الملاك التدريبي واللجنة البارالمبية في إحراز النتائج الكبيرة التي رفعت اسم العراق في هذا المحفل الرياضي الدولي، وما حققته البطلة نجلة عماد، واللاعبون الأبطال الآخرون يعد إنجازاً رياضياً مهماً، يستدعي أن يُدعمه ويُعززه من أجل تحقيق المزيد من النتائج المشرفة في الألعاب الرياضية الأخرى".
وكتب أحد مدوني مواقع التواصل الاجتماعي، الناشط والمترجم "المجتبى الوائلي" تعليقاً على حصيلة العراق في باريس، وقال: "بعثة الأبطال هذه ذهبت إلى باريس بعد مشاركة اللجنة الأولمبية الفقيرة مباشرة، وهي محملة بالضغوط والأماني. ثم عادت وفي جعبتها خمس ميداليات، ناهيك عن بعض الأبطال الذين خانهم التوفيق فظلوا قاب قوسين من إحراز ميدالية سادسة أو سابعة للعراق، وهؤلاء يستحقون الإشادة والذكر بالتساوي".
وأضاف: "عليكم النظر جيدا لهؤلاء الأبطال الذين ابتلوا بهَمٍّ جسدي وآخر من نوع مختلف جغرافي-سياسي اسمه "ظروف العراق القاهرة"، ورغم ذلك لم تحنِهم همومهم أو تردهم عن أحلامهم، ثم بعد النظر اسألوا أنفسكم سؤالا مهما وصعبا: "ماذا ينقصني لأصنع من نفسي شيئا؟".
وتابع: "كل هؤلاء كانوا قادرين على الاكتفاء براتب من الرعاية أو تسول التعاطف والعيش على هامش الحياة مثلما يفعل أغلب العراقيين، وهُم أصحاء، بالتزاحم على شبابيك التعيين أو التظاهر تحت المجسرات طلبا لوظيفة كسولة تضمن لمن يمتلك كل سبل الارتقاء الرضا برغيف العيش حتى الممات".
واستمر: "اسأل نفسك فقط عمّا يمنعك أن تكون شيئا، ولماذا هؤلاء الأبطال رغم ابتلائهم بما هو أصعب من كل خيالاتك لم يصبحوا شيئا فقط، بل وخلدوا أسماءهم بالذهب في سجلات التاريخ".
وختم بأن "علينا جميعا أن نتحلى بعقلية هؤلاء الانتصارية، ونتعلم منهم الصبر والمثابرة والإيمان والحلم، حينها فقط، قد نصبح أشياء".