عقيل مفتن يتربع على عرش اللجنة الأولمبية العراقية.. ثروة طائلة تُنهي حقبة رعد حمودي المثيرة للجدل

هكذا تسلق لرئاسة الأولمبية
انفوبلس/..
شهدت العاصمة بغداد، اليوم السبت، انعقاد الاجتماع الانتخابي للجمعية العامة للجنة الأولمبية الوطنية العراقية، بهدف انتخاب رئيس ونواب وأعضاء المكتب التنفيذي للدورة الممتدة من 2025 إلى 2029.
وأسفرت نتائج الانتخابات عن فوز عقيل مفتن بمنصب رئيس اللجنة الأولمبية العراقية بعد حصوله على 37 صوتًا، كما تم انتخاب عبد السلام خلف نائبًا أول للرئيس بحصوله على 37 صوتًا، وبختيار فريق نائبًا ثانيًا بـ34 صوتًا، وبيداء كيلان نائبًا ثالثًا بـ33 صوتًا.
وتأتي هذه الانتخابات بعد فترة من التغييرات في قيادة اللجنة الأولمبية العراقية، ففي ديسمبر 2023، تمت إقالة الرئيس السابق رعد حمودي من منصبه بعد تصويت الجمعية العمومية، وتولى عقيل مفتن مهام الرئاسة بالوكالة بصفته النائب الأول، واليوم، تم تثبيت مفتن في منصب الرئاسة عبر الانتخابات الرسمية.
أعضاء المكتب التنفيذي ورئاسة اللجنة
أُقيم الاجتماع الانتخابي للجمعية العامة للجنة الأولمبية الوطنية العراقية، لانتخاب رئيس ونواب وأعضاء المكتب التنفيذي للدورة 2025 – 2029 في العاصمة بغداد، بإشراف لجنة قانونية مشكلة لإدارة الاجتماع الانتخابي، وشهد حضور المرشحين وأعضاء الجمعية العمومية.
وجرت أولاً انتخابات أعضاء المكتب التنفيذي وبعد فرز الأصوات فاز 7 أعضاء وهم كل من، أحمد حنون 36 صوتاً، حامد حنون 35 صوتاً، خليل ياسين 34 صوتاً، زيدون جواد 36 صوتاً، ومحمود عباس 35 صوتاً، مصطفى جبار 35 صوتاً، وهرده رؤوف 33 صوتاً.
وفاز عقيل مفتن بالرئاسة وجمع 37 صوتاً، وعبد السلام خلف، نائباً أول للرئيس حيث جمع أيضاً 37 صوتاً وبختيار فريق، بمنصب النائب الثاني حيث جمع 34 صوتاً، وبيداء گيلان، بمنصب النائب الثالث للرئيس حيث جمعت 33 صوتاً.
أنهى إرث رعد حمودي
وفي السادس من شهر كانون الأول/ديسمبر من العام 2023، أعلن عضو الجمعية العمومية، رئيس الاتحاد العراقي للسباحة، خالد عبد الواحد كبيان، تسلم عقيل مفتن مهمة رئيس اللجنة الأولمبية رسمياً خلفاً للرئيس المقال رعد حمودي.
وقال وقتها، إن "مفتن أصبح بشكل رسمي رئيساً للجنة الأولمبية العراقية، فالرئاسة تذهب اوتمكاتيكياً للنائب الأول في حال حدوث الفراغ بمنصب للرئيس كما هو الحال الآن بعد إقالة الرئيس السابق رعد حمودي من قبل الجمعية العمومية".
وجاءت إقالة الجمعية العمومية للجنة الأولمبية العراقية لرئيسها رعد حمودي بعد فترة رئاسة استمرت حوالي 14 عامًا، وذلك إثر اتهامات بخروقات مالية وإدارية.
غادر حمودي الاجتماع احتجاجًا على مقترح حجب الثقة عنه، معتبرًا عملية التصويت غير شرعية، ومعلنًا نيته الطعن في القرار أمام القضاء العراقي والتواصل مع اللجنة الأولمبية الدولية.
تضمنت الاتهامات الموجهة لحمودي خروقات مالية وإدارية، بالإضافة إلى شبهات فساد في تعاقدات اللجنة الأولمبية العراقية. أفادت مصادر إعلامية بأن هيئة النزاهة الاتحادية استدعت حمودي للتحقيق في هذه القضايا، مع وجود عدة ملفات قيد الدراسة تتعلق بتحويلات مالية مشبوهة.
بالإضافة إلى ذلك، واجه حمودي انتقادات بسبب دعمه لمرشح كويتي في انتخابات المجلس الأولمبي الآسيوي، مما اعتُبر تدخلاً في الشؤون الداخلية لدولة الكويت وإقحامًا للحركة الأولمبية العراقية في صراعات خارجية، وهذا السلوك أثار استياء بعض أعضاء الجمعية العمومية، الذين اعتبروه تفردًا بالقرارات الاستراتيجية دون استشارة المكتب التنفيذي أو الجمعية العامة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه التطورات جاءت في ظل تراجع نتائج الاتحادات الرياضية العراقية خلال فترة رئاسة حمودي، مما زاد من حدة الانتقادات الموجهة إليه.
الطريق إلى الأولمبية
عقيل مفتن، الذي تولى رئاسة اللجنة الأولمبية العراقية في فبراير 2025، يُعد من أبرز رجال الأعمال في العراق. يشغل منصب رئيس مجلس إدارة مصرف الاتحاد العراقي، وعضو مجلس إدارة فندق السدير، وعضو مجلس إدارة شركة كنوز الشرق لتجارة السيارات. قبل ذلك، كان رئيسًا للاتحاد العراقي للفروسية. حصل على شهادة الدكتوراه من كلية العلوم السياسية بجامعة بغداد عن أطروحته الموسومة "السياسة التنموية العامة وأثرها في معالجة الفقر والبطالة في العراق بعد 2003".
وتُشير تقارير إلى أن مفتن بدأ مسيرته المهنية كسائق أجرة قبل عام 2003. بعد هذا التاريخ، انضم إلى أحد التحالفات السياسية السنية، حيث عمل في قسم الحسابات، ثم تولى إدارة عدة مصارف. أسس مصرف الاتحاد العراقي بهدف الاستفادة من مزاد العملة في البنك المركزي العراقي، مما أدى إلى تحقيق أرباح كبيرة له ولشركائه.
أملاك مفتن
بالإضافة إلى ذلك، يمتلك مفتن وشقيقه علي مفتن خفيف، العديد من الشركات والفنادق والمطاعم البارزة، وغالبية تلك الأملاك غير مسجلة بأسمائهم. تشير مصادر إلى أن الأخوين يمتلكان نسبة أسهم تتجاوز 20% في فندق السدير، بالإضافة إلى شركات لتجارة السيارات وشركات مقاولات.
في عام 2017، خلال مفاوضات بين البنك الدولي ووفد عراقي في العاصمة الأردنية عمان، طُلب الكشف عن ملفات الفساد في مزاد العملة. بدأ التحقيق مع عدة مصارف، من بينها مصرف الاتحاد العراقي الذي يملكه عقيل مفتن، بسبب دوره في استنزاف احتياطي البنك المركزي من العملة الصعبة.
تؤكد مصادر أن مفتن شريك لنوزاد الجاف وسعد كولا ومنذر طالب قفطان ونسرين "أم زينة"، حيث يشكلون مجموعة منظمة لتهريب العملة إلى خارج العراق. يقومون بشراء الدولار من مصرف الاتحاد بسعر البنك المركزي وبيعه بسعر السوق، وتوزيع الأرباح بينهم.
بالرغم من هذه الاتهامات، لم يخضع مفتن لأي شكل من أشكال المساءلة أو كشف الذمم المالية أو التحقيق في اتهامات الفساد المرتبطة بمصالحه المالية.