قبيل المشاركة المرتقبة في باريس.. انفوبلس تفصل تاريخ العراق الكبير بمسابقة كرة القدم في الأولمبياد
انفوبلس/ تقرير
تتجه أنظار العالم صوب العاصمة الفرنسية باريس خلال الأيام المقبلة مع انطلاق دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2024 الثالثة والثلاثين، وهو الحدث الدولي متعدد الرياضات الذي تنظمه اللجنة الأولمبية الدولية ويستمر حتى 11 آب/ أغسطس المقبل بمشاركة 10500 رياضي ورياضية، ويسلط تقرير شبكة "انفوبلس"، الضوء على تاريخ العراق الكبير في مسابقة كرة القدم للرجال بالأولمبياد.
تبدأ مباريات مسابقة كرة القدم للرجال في دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024 الأربعاء القادم الموافق 24 يوليو/ تموز، وتستمر إلى يوم الجمعة الموافق التاسع من شهر أغسطس/آب المقبل موعد المباراة النهائية.
*طريق تأهل العراق الى أولمبياد باريس 2024
نجح منتخب العراق الأولمبي في حجز بطاقة التأهل إلى أولمبياد باريس 2024، بحصده المركز الثالث في كأس آسيا تحت 23 عامًا، بعد تغلبه على نظيره الإندونيسي بنتيجة 2-1 في المباراة التي أُقيمت على ملعب عبد الله بن خليفة بالعاصمةِ القطرية الدوحة ضمن مباراةِ تحديد المركز الثالث.
وسجل ثنائية العراق كل من زيد تحسين هدف التعادل من كرة رأسية في الدقيقة 27 وعلي جاسم في الدقيقة 96 من عمر اللقاء، وكان اللاعب الإندونيسي إيفار جينر قد سجل الهدف الوحيد لإندونيسيا في المباراة بالدقيقة 19 من تسديدة بعيدة.
جاء ذلك، عقب الخسارة أمام نظيره الياباني بنتيجة 2-0، في مواجهة نصف نهائي البطولة وهي نتيجة قال عنها الاتحاد العراقي لكرة القدم أنها قد تندرج ضمن مقولة "رُبَّ ضارةٍ نافعة"؛ إذ جنّبت العراق، ملاقاة الكيان الإسرائيلي في أولمبياد باريس 2024، خاصة أن البرلمان العراقي قد صوت سابقاً لصالح مقترح قانون لتجريم التطبيع.
وبحسب البرلمان العراقي، فإن هذا القانون يستهدف قطع الطريق أمام كل مَن يريد إقامة أي نوع من أنواع العلاقات مع "الكيان" (من بينها المنافسات الرياضية)، ووضع عقاب رادع بحقه، للحفاظ على وحدة الصف بين أبناء الشعب وهويته الوطنية والإسلامية.
وكان منتخب العراق قد تصدر في دور المجموعات ترتيب المجموعة الثالثة برصيد 6 نقاط من ثلاث مباريات، بعدما خسر أمام تايلاند (0-2) ثم فاز على طاجيكستان (4-2) وعلى السعودية (2-1)، قبل أن يفوز في ربع النهائي على فيتنام 1-0.
يعتبر تأهل المنتخب الأولمبي العراقي لكرة القدم لأولمبياد باريس 2024، الإنجاز السادس من نوعه، الذي يحققه الأولمبي الكروي منذ مشاركة العراق الأولى في الألعاب الأولمبية.
كما بات الأولمبي العراقي، المنتخب العربي الوحيد من قارة آسيا المتواجد في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية باريس 2024، بعد خروج السعودية من الدور ربع النهائي، بخسارتها أمام أوزبكستان بنتيجة 2-0، وقطر بعد خسارتها القاسية من اليابان بنتيجة (4-2)، في نفس الدور، والكويت والإمارات والأردن من دور المجموعات.
وسيشارك المنتخب الأولمبي العراقي في الأولمبياد التي تقام مباريات كرة القدم فيها الأسبوع الحالي، في المجموعة الثانية إلى جانب منتخبات الأرجنتين والمغرب وأوكرانيا. أذ سيستهل المنتخب الأولمبي العراقي مبارياته في الأولمبياد بمواجهة أوكرانيا بتاريخ 24 يوليو/ تموز عند الساعة 8:00 مساءً بالتوقيت المحلي للدوحة وبغداد، فيما سيواجه الأرجنتين في 27 يوليو/ تموز عند الساعة 4 مساءً وسيلاقي المغرب في 30 يوليو/ تموز عند الساعة 6 مساءً.
رغم صعوبة المجموعة الثانية التي يوجد فيها المنتخب الأولمبي العراقي في الأولمبياد والتي تضم منتخبات الأرجنتين والمغرب وأوكرانيا، إلا أنّ المنتخب يتطلع إلى تحقيق مفاجأة في البطولة والمنافسة على إحدى بطاقتي التأهل في المجموعة.
يشارك في منافسة الرجال 16 منتخبا قسمت إلى 4 مجموعات. ويتأهل أول فريقين من كل مجموعة إلى الدور ربع النهائي. وتشارك 3 منتخبات عربية في أولمبياد باريس هي: العراق والمغرب ومصر.
العراق يعول على رياضتين لحصد الميداليات في أولمبياد باريس
أعلنت اللجنة الأولمبية العراقية، أنها تعول على رياضيتين من أجل حصد الميداليات في أولمبياد باريس 2024، حيث يشارك العراق في الدورة القادمة بستة وعشرين رياضيًا في ألعاب كرة القدم ورفع الأثقال وألعاب القوى والجودو والسباحة.
وقال الأمين المالي للجنة الأولمبية الوطنية العراقية: "إن اللجنة الأولمبية العراقية تعول على رياضتي كرة القدم ورفع الأثقال في حصد الميداليات الملونة للوفد العراقي في أولمبياد باريس 2024، فالمنتخب الأولمبي لكرة القدم يمتلك عناصر مميزة بإمكانها صنع الإنجاز للمنتخب العراقي وكذلك فإن العراق يضع ثقته وأمله بالرباع علي عمار لحصد إحدى الميداليات".
وأضاف: "المسؤولون والجماهير الرياضية، يثقون بشكل كبير بقدرة الجهاز الفني بقيادة المدرب راضي شنيشل، واللاعبين جميعًا على الظهور بأفضل أداء ممكن، لرسم البسمة على وجوه جماهيرنا الرياضية التي تنتظر من أسود الرافدين المستويات المتميزة والمنافسة بشرف في المجموعة رغم صعوبة المنتخبات في مجموعة المنتخب الأولمبي، لكن في الوقت ذاته، فإن لاعبينا قادرون تمامًا على قهر الصعاب وتحقيق أفضل النتائج الممكنة في أولمبياد باريس".
صفوف العراق تكتمل قبل أولمبياد باريس
وتابع: "المعسكر الذي أقيم للمنتخب الأولمبي في تولوز استمر لمدة 10 أيام وشهد إقامة مباراة ودية واحدة مع المنتخب المصري، أعتقد أنه عاد بالفائدة على المنتخب الأولمبي الذي يستمر بالتحضيرات والتدريبات استعدادًا لمواجهة أوكرانيا يوم الأربعاء المقبل وأصبحت صفوف المنتخب مكتملة بالتحاق اللاعب حسين علي".
وأكمل: "اللجنة الأولمبية العراقية تعمل بما هو موجود ووفق الإمكانيات المالية المتاحة، حسب توجيهات الحكومة تم شراء مجموعة من التذاكر لتوزيعها على الجماهير العراقية في ليون لمؤازرة المنتخب العراقي وبقية الرياضيين المشاركين في المنافسات الأخرى".
ونوه إلى أن: "مقر المنتخب الأولمبي العراقي في ليون تم اختياره من اللجنة الأولمبية الدولية، إذ تستقر جميع منتخبات المجموعة الثانية في الأولمبياد بالفندق ذاته ولا يمكن للوفد العراقي أن يستبدل مكان إقامته رغم أنه قد لا يكون بطموحات المنتخب العراقي وقد لا يليق باسمه".
وأكمل عبد الإله: "الفندق الذي يقيم فيه المنتخب الأولمبي، يخضع لحراسة مشددة من الجهات الأمنية التي تمنع الجماهير ووسائل الإعلام من الحضور، حقيقة نحن نقدر حرص الجماهير العراقية التي تأتي من كل بلدان العالم من أجل مؤازرة المنتخب الأولمبي ونعتذر منهم عن هذه الإجراءات ونتمنى أن يكون دعمهم في الملعب".
ويشارك العراق الذي خاض الألعاب الأولمبية للمرة الأولى عام 1948، في أولمبياد باريس بـ5 فعاليات، اثنتان منها تأهل إليهما، عبر منتخب كرة القدم، والربّاع علي عمار يسر، الذي يعول عليه للوصول إلى أدوار نهائية متقدّمة في منافسات رفع الأثقال. أما بالنسبة للمشاركين الآخرين، فيسافرون إلى باريس ببطاقات دعوة من الأولمبية الدولية، في فعاليات السباحة، وسباق 100 متر، والجودو.
*تاريخ مشاركة العراق في مسابقة كرة القدم للرجال في دورة الألعاب الأولمبية
سبق لمنتخب أولمبي العراق أن شارك 5 مرات في دورة الألعاب الأولمبية، وذلك أعوام 1980 و1984 و1988 و2004 و2016، حيث كانت أفضل نتائجه الحصول على المركز الرابع في دورة أثينا 2004، بينما كان أولمبياد ريو في البرازيل آخر مشاركة له.
وجاءت المشاركات السابقة كالتالي:
البداية كانت بالنسخة التي استضافتها العاصمة الروسية موسكو، في عام 1980، عندما أوقعت القرعة المنتخب العراقي بالمجموعة الرابعة رفقة يوغوسلافيا وفنلندا وكوستاريكا.
واستهل العراق مشواره بالفوز (3-0) أمام كوستاريكا، قبل التعادل (1-1) مع فنلندا، ثم بالنتيجة ذاتها أمام يوغوسلافيا، لكن الرحلة لم تستمر طويلا، حيث خسر العراق في ربع النهائي (4-0) على يد ألمانيا الشرقية.
أما لوس أنجلوس 1984، تواجد المنتخب العراقي بالمجموعة الثانية التي ضمت أيضا: يوغوسلافيا، كندا، الكاميرون. وتذيّل العراق المجموعة بنقطة واحدة، حصدها من تعادله في الجولة الأولى (1-1) أمام كندا، قبل الخسارة (1-0) ضد الكاميرون، ثم بنتيجة (4-2) على يد يوغوسلافيا.
وفي سول 1988، أوقعت القرعة المنتخب العراقي في المجموعة الثانية، التي شملت كذلك: زامبيا، إيطاليا، جواتيمالا. وحلّ أسود الرافدين بالمركز الثالث في المجموعة، بعد التعادل في الجولة الأولى (2-2) أمام زامبيا، والفوز في الثانية (3-0) على جواتيمالا، قبل الخسارة (2-0) أمام إيطاليا.
بينما أثينا 2004، حلّ أسود الرافدين في المجموعة الرابعة رفقة منتخبات: كوستاريكا، المغرب، البرتغال، وتصدّر المنتخب العراقي المجموعة برصيد 6 نقاط، بعدما فاز على البرتغال (4-2) كانت كريستيانو رونالدو موجوداً، وعلى كوستاريكا (2-0)، قبل الخسارة ضد المغرب (2-1).
وفاز أسود الرافدين في ربع النهائي على المنتخب الأسترالي (1-0)، لكنهم خسروا (3-1) أمام باراجواي في نصف النهائي، قبل الهزيمة مجددا على يد إيطاليا (1-0)، في مباراة تحديد صاحب المركز الثالث.
ولعل أولمبياد أثينا 2004، هي الأهم بالنسبة للأولمبي العراقي الذي حقق فيها إنجازا تاريخيا بحصوله على المركز الرابع، ولعب ضمن مجموعة ضمت منتخبات البرتغال، وكوستاريكا والمغرب، ونجح في التغلب على المنتخبين البرتغالي والكوستاريكي وخسر امام المنتخب المغربي، وضمن مقعداً في الدور الثاني من المنافسات.
كما في ريو دي جانيرو 2016، لعب المنتخب العراقي حينها في المجموعة الأولى، التي ضمت أيضا: البرازيل، الدنمارك، جنوب إفريقيا. وحلّ العراق في المركز الثالث برصيد 3 نقاط من 3 تعادلات، بعدما تعادل في المباراة الأولى أمام الدنمارك (0-0)، والثانية ضد البرازيل (كانت نيمار حاضراً) بالنتيجة ذاتها، والثالثة أمام جنوب إفريقيا (1-1).
ويقول نجم منتخب العراق سابقاً رزاق فرحان انه "سيكون من الصعب تكرار إنجاز 2004، خاصة بعد تزايد الاهتمام بالبطولات، في كرة القدم كل شيء جائز، في 2004، كنا قادرين على الحصول على ميدالية تاريخية، وهو أمر يُحزننا بلا شك".
ويقول التاريخ إن المنتخبين المصري والعراقي هما صاحبا أفضل ظهور عربي في التاريخ الأولمبي على صعيد كرة القدم، رغم عدم تحقيقهما ميداليات، حيث حقق المنتخب المصري المركز الرابع مرتين في منافسات كرة القدم الأولمبية، الأولى قبل نحو 100 عام في عام 1928 والثانية باسم المملكة العربية المتحدة عام 1964، وبعد سنوات من الغياب العربي عن المربع الذهبي عاد منتخب العراق ليحقق إنجازاً مميزاً في نسخة أثينا 2004 بالتأهل لنصف النهائي وتحقيق المركز الرابع.
*أبرز النجوم
برز العديد من نجوم الكرة العراقية من لاعبين ومدربين ممن مثلوا العراق في الأولمبياد، في مقدمتهم المدرب العراقي الراحل عمو بابا، الذي قاد العراق الى 3 أولمبياد وهي أولمبياد أعوام 80 و84 و88، والمدرب السابق، عدنان حمد، الذي قاد المنتخب الأولمبي في أولمبياد أثينا 2004.
وعلى مستوى اللاعبين لمع في البطولات المشاركات التي سبقت العام 2004، فلاح حسن، وحسين سعيد، وعدنان درجال، والراحلين علي حسين وأحمد راضي. وفي بطولة 2004، حضرت أسماء منها هوار ملا، ومحمد ويونس، ومحمود وصالح سدير والحارس نور صبري.
وبلغ عدد المباريات التي خاضتها المنتخبات الأولمبية العراقية خلال مشاركاتها الخمسة الماضية في الاولمبياد 19 مباراة، فاز في 5 منها وخسر في 7، وتعادل في 7 مباريات، وسجل 22 هدفا، فيما بلغت الأهداف التي دخلت مرمى العراق 24 هدفا.