كرة القدم تفقد مغيّر مفاهيم خط الدفاع.. انفوبلس تكشف ما لا تعرفه عن فرانز بكنباور "القيصر"
انفوبلس/ تقرير
استفاقت جماهير الساحرة المستدير، أمس الاثنين 8 كانون الثاني/ يناير 2024، على خبر وفاة بيكنباور قيصر كرة القدم الألمانية، بعد صراع طويل مع المرض، إذ يُعَدّ أحد أساطير اللعبة العالمية، ويسلط تقرير شبكة "انفوبلس"، الضوء على سيرته "الأسطورية" وعلى ما حققه لاعباً ومدرباً.
وتوفي أسطورة كرة القدم الألمانية فرانز بكنباور "القيصر" -بطل العالم كلاعب عام 1974 وكمدرب في 1990- عن عمر يناهز 78 عاما، حسبما أعلنت وكالة الأنباء الألمانية.
وأكدت عائلة النجم الراحل وفاة الأسطورة الألمانية فرانز بيكنباور، وذلك بقولها في بيان اطلعت عليه "انفوبلس": "ببالغ الحزن نعلن أن الزوج والأب، فرانز بيكنباور، توفي بسلام في أثناء نومه أمس الأحد، محاطاً بعائلته، نطلب منكم أن تكونوا قادرين على الحداد في صمت والامتناع عن طرح أي أسئلة".
وعانى بيكنباور في السنوات الماضية، من العديد من المشاكل الصحية في القلب والعين، بالإضافة إلى إصابته بمرض الشلل الرعاش، ومشاكل في العين.
وخضع بكنباور لعملية جراحية في القلب في عام 2016 ومرّة أخرى في عام 2017، عندما بدأت تظهر أخبار مثيرة للقلق حول اعتلال صحته. وأفادت مجلة "شبيغل" الألمانية في عام 2017 أن "حالته تدهورت بشكل كبير منذ نيسان/ أبريل، وأصبح حكمه وذاكرته مشوشَين للغاية”. وفي السنوات الأخيرة، قلّ ظهور بكنباور العلني وغاب عن كأس العالم في قطر عام 2022 بسبب احتشاء في العين.
وكان بيكنباور تطرق إلى الموت في وثائقي عام 2020 بمناسبة عيده الـ75 على قناة "إيه آر دي" قائلا "السؤال هو: متى تأتي اللحظة التي نختفي فيها في كوكب آخر أو في مكان لا نعرفه؟ العالم واسع بما يكفي، وهناك ما يكفي من الأماكن التي يمكننا الهبوط عليها، لكن هذا الشك يقلقني".
وإلى جانب البرازيلي الراحل قبل أيام ماريو زاغالو والفرنسي ديدييه ديشان يُعد بيكنباور إحدى 3 شخصيات رياضية فقط تمكنت من الفوز بكأس العالم كلاعب ومدرب.
*من هو فرانز بيكنباور؟
الأسطورة فرانز بيكنباور الذي وُلد في 11 سبتمبر عام 1945 بمدينة ميونخ، هو لاعب كرة قدم ألماني ويُعد من أفضل النجوم في تاريخ بطولة كأس العالم كلاعب أو مدرب.
"فرانز بيكنباور" لم يكن لاعباً جيدًا فقط بل أيضاً يصنف من أفضل المدافعين في تاريخ كرة القدم، فهو أبرز لاعب في تاريخ كرة القدم الألمانية، بعد قيادة منتخب بلاده إلى تحقيق لقب كأس العالم 1974 كلاعب، ثم تحقيقه من جديد عام 1990 ولكن هذه المرة كمدرب.
ويلقب فرانز بيكنباور الذي يُعد من أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم بـ"القيصر"، وذلك بسبب قوة شخصيته وقيادته العظيمة داخل الملعب، والتي أدت للفوز بالكثير من عظيم البطولات خصوصاً مع المنتخب الألماني.
يمتلك فرانز بيكنباور الكثير من الإنجازات والبطولات في تاريخه العظيم كلاعب خاصة مع منتخب ألمانيا، الذي قاده إلى أول إنجاز حقيقي وهو المركز الثاني في بطولة كأس العالم 1966 قبل أن يحصل المانشافت على كأس الأمم الأوروبية في عام 1972، وفي نسخة 1974 من المونديال قادهم إلى تحقيق اللقب على حساب الطواحين هولندا.
وفوز منتخب ألمانيا بلقب كأس العالم 1974 هي اللحظة الأفضل في مسيرة الأسطورة فرانز بيكنباور وفقاً لما قاله من قبل في تصريحات صحفية.
لم يمتلك فرانز بيكنباور إنجازات فقط كلاعب مع منتخب ألمانيا، بل أيضاً لديه رصيد كبير كمدرب بعد تحقيق لقب كأس العالم 1990 مع المانشافت.
وحقق منتخب ألمانيا بطولة كأس العالم 1990 تحت قيادة فرانز بيكنباور، وكان حينها على حساب منتخب الأرجنتين بهدف نظيف أحرزه اللاعب اندرياس بريمه من ركلة جزاء في الدقيقة 85، متوجاً القيصر بالبطولة الأغلى في تاريخ كرة القدم لاعباً ومدرباً.
اللاعب الألماني فرانز بيكنباور يمتلك أيضاً الكثير من الإنجازات كلاعب كرة القدم، خاصة مع العملاق البافاري بايرن ميونخ الذي لعب بقميصه لدة 13 موسماً.
وحقق بيكنباور مع بايرن ميونخ كلاعب بطولة الدوري الألماني البوندزليجا سنة 1969 ثم عاد ليحرز مع فريقه اللقب لثلاث سنوات متتالية 1972/1973/1974، وفاز أيضاً مع فريقه بايرن ميونخ بكأس ألمانيا الغربية أعوام 1966-1967-1969-1971، كما عاد ليفوز مع فريقه هامبورغ ببطولة الدوري الألماني البوندسليغا سنة1982.
حُنكة بكنباور لم تنحصر في قدراته الدفاعية فقط، بل في حسّه القيادي أيضًا، إذ سار على دربه العديد من النجوم الألمان بعد ذلك.
*نبذة عن أسطورة كرة القدم الألمانية:
*وُلد بميونخ (ألمانيا) في 11 سبتمبر/ أيلول 1945.
*توفي في 7 يناير/ كانون الثاني 2024.
*الطول: متر و81 سنتيمترا.
*شغل مركز الليبيرو عندما كان لاعبا.
*دافع عن ألوان بايرن (1964-1977) ، نيويورك كوزموس الأميركي (1977-1980 و1983) ، هامبورغ (1980-1982).
*ساهم كلاعب بفوز ألمانيا الغربية بكأس العام 1974 بعد الحلول في مركز الوصافة عام 1966.
*ساهم كلاعب بفوز بلاده بكأس أمم أوروبا عام 1972.
*قاد فريقه بايرن إلى الفوز بكأس الأندية الأوروبية البطلة أعوام 1974 و1975 و1976.
*قاد فريقه بايرن إلى الفوز بالكأس القارية (إنتركونتيننتال) عام 1976.
*أحرز بطولة ألمانيا الغربية مع بايرن أعوام 1969 و1972 و1973 1974، ثم مع هامبورغ عام 1982.
*أحرز كأس ألمانيا الغربية 4 مرات مع بايرن في أعوام 1966 و1967 و1969 و1971.
*قاد فريقه نيويورك كوزموس الأميركي إلى الفوز ببطولة الولايات المتحدة 3 مرات في 1977 و1978 و1980.
*حاز على جائزة الكرة الذهبية الأوروبية مرتين في 1972 و1976.
*حاز على جائزة أفضل لاعب في ألمانيا أعوام 1966، 1968، 1974، 1976.
*خاض 103 مباريات دولية بين 1965 و1977، بينها 50 كان قائدا، وسجل خلالها 14 هدفا.
*درّب منتخب ألمانيا الغربية من سبتمبر/ أيلول 1984 إلى يوليو/ تموز 1990، حيث قاده إلى الفوز بكأس العالم في مونديال إيطاليا عام 1990، وإلى المباراة النهائية في مونديال 1986، ثم انتقل إلى تدريب مرسيليا الفرنسي وبايرن ميونخ الذي أصبح لاحقا رئيسه.
ويدين له خبراء المستديرة الفضل في اختراع دور "الليبرو" في عالم كرة القدم، بعدما شغله بامتياز وتحول إليه عقب لعب دور محوري في الوسط.
ماذا تعرف عن مركز "الليبرو" في كرة القدم الذي اخترعه "بكنباور"؟
شهدت كرة القدم منذ نشأتها تطورات كثيرة على الصعيد التكتيكي وأدوار اللاعبين على أرض الملعب، التي تتغير بحسب الخطط التي يضعها المدربون لتحقيق الانتصارات والبطولات.
ومن بين هذه المراكز، مركز "الليبرو" أو "القشاش" كما يُعرف باللغة العربية، والذي يشغله لاعب يتمتع بمواصفات تجعله قادرًا على قراءة المباراة بشكل جيد، ويملك القدرة على بدء اللعب من الخلف.
يتميز لاعب "الليبرو" بالثقة العالية بالنفس والهدوء الذي يمكنه من اللعب بحرية أكبر من لاعبي خطي الوسط والدفاع.
ويقطع "الليبرو" الكرات من الخصم، ويشارك بالدفاع إلى جانب الخط الخلفي، كما ينطلق للمساعدة بالهجوم وصناعة وتسجيل الأهداف أيضًا وبناء الهجمات، بحسب موقع "Natter Football" المتخصص بكرة القدم.
حصل مركز "الليبرو" على مجده الأكبر وانتشاره في كرة القدم في سبعينيات القرن العشرين، على يد اللاعب الألماني فرانز بيكنباور، الذي يُعد أحد أشهر لاعبي كرة القدم الألمانية، وحقق كأس العالم في عام 1974 لاعبًا، وفي عام 1990 مدربًا للمنتخب الألماني.
ويعتبر لاعب "الليبرو"، "أكثر عمقًا" ويتحرر من الواجبات التقليدية للاعبين، ويتجول في الملعب رأسيًا وأفقيًا بشكل حر، مع معرفة متى يجب عليه التحرك باتجاه الهجوم والضغط، أو البقاء في الخلف لمساعدة الخط الخلفي، وهو ما سيؤدي إلى انتقال أسرع من الدفاع للهجوم، وبالتالي إحداث الفوضى في دفاعات الخصوم، بحسب موقع "Back Page Football".
*مزاعم فضائح
خارج الملعب، ساعد بكنباور ألمانيا على الفوز بحق استضافة كأس العالم 2006. وأصبح لاحقا رئيسًا للجنة المنظمة، ولا يزال نجاح تلك النسخة المونديالية في ذاكرة ألمانيا ويتم التطرق إليها على أنها "حكاية الصيف الخيالية".
ومع ذلك، شاب القصة بعض النكسات في تشرين الاول/أكتوبر 2015، عندما كشفت شبيغل عن فضيحة توزيع المال مقابل الأصوات.
وزعمت المجلة أن الاتحاد الألماني لكرة القدم اشترى في عام 2000 أصوات أربعة أعضاء آسيويين في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) المؤلفة من 24 عضواً، لضمان استضافة نهائيات كأس العالم 2006. وفازت ألمانيا على جنوب افريقيا بأغلبية 12 صوتا مقابل 11، بعد امتناع عضو نيوزيلندا تشارلز ديمبسي عن التصويت في الجولة النهائية.
وقال بكنباور في ذلك الوقت، "لم أرسل أي أموال لأي شخص للحصول على أصوات لصالح منح كأس العالم 2006 لألمانيا"، في حين نفى الاتحاد الألماني هذه الاتهامات بشدة.
"أنا متأكد من أنه لم يفعل ذلك أي عضو آخر في لجنة فض العروض".. بهذه الكلمات، أصرّ بكنباور على براءته، لكن في عام 2016، لم يستبعد تحقيق مستقل أجراه الاتحاد الألماني لكرة القدم أن ألمانيا اشترت الأصوات لتأمين الفوز باستضافة مونديال 2006.
في آذار/ مارس 2016، فتحت لجنة الأخلاقيات في فيفا إجراءات رسمية، والتي لا تزال مستمرة، ضد بكنباور فيما يتعلق بمنح نهائيات 2006.
وكان الاتحاد الدولي قد منعه بالفعل في حزيران/ يونيو 2014 لمدة 90 يومًا من ممارسة أي نشاط متعلق بكرة القدم، بزعم رفضه التعاون مع التحقيق في منح كأس العالم 2018 و2022 لروسيا وقطر على التوالي.
واحتج بكنباور لأنه طلب أن تكون الأسئلة التي تُطرح عليه باللغة الألمانية وكتابة، وتم رفع الإيقاف بعد موافقته على المشاركة في تحقيق فيفا.
وفي عام 2019، اتهم المدعون السويسريون ثلاثة مسؤولين سابقين في الاتحاد الألماني لكرة القدم، بما في ذلك الرئيس السابق ثيو تسفانتسيغر، بالاحتيال فيما يتعلق بكأس العالم 2006 لكنهم استبعدوا اسم بكنباور.
وتم فصل الإجراءات المرفوعة ضدّه حيث اعتبره الادعاء "غير قادر لأسباب صحية على المشاركة أو الاستجواب" في المحكمة.
وشوّهت الاتهامات السويسرية التي لم يتم الرد عليها بالاحتيال وسوء الإدارة الإجرامية وغسل الأموال والاختلاس الصورة التي كانت برّاقة ذات يوم لـ "القيصر فرانتس".