نجل الراحل طارق أحمد يتسبب بأزمة.. "وشم" يدفع اتحاد الكرة لإيقاف حكم والأخير يلجأ للقضاء

انفوبلس/ تقرير

حالة انقسام في الآراء فجّرها إعلان رئيس لجنة الحكام في الاتحاد العراقي لكرة القدم نجاح رحم، بمنع الحكم الدولي العراقي محمد طارق أحمد من التحكيم "إلا في حال رفعه الوشم الموجود على جسده"، ويسلط تقرير شبكة "انفوبلس"، الضوء على حيثيات وتداعيات هذه القضية غير المسبوقة في العراق.

"وشم" على جسده يحرم الحكم الدولي العراقي محمد طارق من ممارسة مهنة التحكيم في العراق 

تقرر مؤخراً، إيقاف الحكم الدولي محمد طارق أحمد، مؤقتاً بسبب وشم طالبته لجنة الحكام في الاتحاد العراقي لكرة القدم، بعدم الكشف عنه أكثر من مرة أثناء المباريات، ما تسبب بحالة من الجدل داخل الأوساط الرياضية.

وأعلن رئيس لجنة الحكام في الاتحاد العراقي لكرة القدم نجاح رحم، يوم الثلاثاء الماضي 19 كانون الأول/ ديسمبر 2023، إيقاف الحكم الدولي محمد طارق أحمد، مؤقتاً بسبب وشم طالبته اللجنة بعدم الكشف عنه أكثر من مرة أثناء المباريات.

ويقول نجاح في لقاء متلفز تابعته "انفوبلس"، إنه "أكثر من مرة طالبنا الحكم الدولي محمد طارق بتغطية الوشم أثناء المباريات، لكنه يرفض ذلك، صحيح هذه الأشياء ربما لم تُمنع قانوناً، لكنها ليست من تقاليدنا وأعرافنا وأحيانا تشكل ضغطاً على أجواء المباريات، فقررنا إيقافه مؤقتاً وهذا ليس إجراءً تأديبياً بقدر ما هو فرصة للتصحيح والمراجعة".

ويضيف رحم، "الحكم الدولي محمد طارق أحمد من الحكام الموهوبين والمهمين، وينتظره مستقبل كبير في مجال التحكيم، ونأمل ألا يفرّط به مستقبلا بسبب هذه المظاهر".

وتُعد هذه العقوبات الأولى التي تُفرض على حكم عراقي في الفترة الأخيرة، وتأتي في إطار سعي الاتحاد العراقي لكرة القدم لتطبيق القوانين والقواعد المهنية وأخلاقيات المهنة في عالم التحكيم، وفقاً للاتحاد.

*موقف الحكم 

في السياق ذاته، يؤكد الحكم محمد طارق، لجوءه الى مجلس القضاء الأعلى بعد تعرضه إلى حملة تشهير وسخرية وتعرُّض والده الراحل طارق أحمد للسب والقذف، وذلك على خلفية إيقافه من ممارسة التحكيم بسبب "الوشم". 

نجاح رحم تعمّد إيذائي نفسياً ومعنوياً وتماشى مع ما يُطرح في وسائل السوشيل ميديا

ويقول طارق في بيان موجه الى الاتحاد العراقي لكرة القدم، "بصورة غريبة ومفاجئة لم تحدث في كل دوريات العالم واتحاداتها ظهر رئيس لجنة الحكام في اتحادنا الدكتور نجاح رحم في إحدى البرامج التلفازية وبدلاً من أن يعطي كل ذي حقه أخذ بالنيل مني بسبب تصرفات شخصية لا علاقة لها مطلقاً بعالم التحكيم بل تعمّد إيذائي نفسياً ومعنوياً وتماشى مع ما يُطرح في وسائل السوشيل ميديا، معلناً إيقافي عن التحكيم بسبب الوشم الذي زرعته في رجلي الذي لا تمنع القوانين الدولية والمحلية منه مطلقاً إذ جعل من اسمي سخرية كبيرة نلت بسببها السب والقذف لوالدي المرحوم الحكم الدولي طارق أحمد صاحب الفضل عليه".

ويضيف، "لذا أطالب بإحقاق الحق وإعادة كرامتي المهدورة إذ كان الأجدى برئيس لجنة الحكام الدفاع عن الحكام وليس جعلهم موضع سخرية عن المتابعين. أضع أمامكم تظلّمي هذا، وآمل من حضراتكم رد اعتباري الذي هو بالتأكيد رد اعتبار الصافرة العراقية من تصريحات فيسبوكية ومن الله التوفيق".

يشار إلى أن الحكم الدولي، هو نجل أمين سر الاتحاد العراقي ورئيس لجنة الحكام السابق الراحل طارق أحمد، ويضع وشم أسد على فخذه الأيسر، وخارطة العراق على صدره وكلاهما يرمزان إلى بلاد الرافدين.

*اتحاد الكرة يدخل على خط "أزمة الوشم"

يبين عضو الاتحاد العراقي لكرة القدم غالب الزاملي، أن الاتحاد سيجمع الطرفين هذا الأسبوع ويستفهم ما حدث ويعالج الخلل، فيما انتقد التصريحات غير الموفقة لرئيس لجنة الحكام باتخاذ قرار في الإعلام ولجوء الحكم محمد إلى القضاء.

رحيم لفتة يُعتبر ممثلاً عن الاتحاد وسيلتقي بالطرفين لحل الإشكال وعدم توسيع رقعة الخلاف

ويكشف، أن "الاتحاد يرى أن أموراً كهذه كان يجب أن تُحل داخل منظومة لجنة الحكام وداخل أسوار اتحاد الكرة وبإشراف المكلف على اللجنة وعضو الاتحاد رحيم لفتة". مؤكداً أن "مشرف لجنة الحكام رحيم لفتة يُعتبر ممثلا عن الاتحاد وسيلتقي بالطرفين لحل الإشكال وعدم توسيع رقعة الخلاف وتجنُّب بلوغ القضية إلى المحاكم".

ويمضي الزاملي بالقول، إن "الاتحاد مشغول بأمور كبيرة ومهمة تخص الكرة العراقية مثل: التصفيات المزدوجة، وبطولة آسيا، وإعداد المنتخبات ودوريات العراق وغيرها، ولا يجب ظهور مشاكل في مثل هذا التوقيت تعرقل مشواره الهادف لتطوير الكرة العراقية". 

*الانقسام في الآراء داخل الوسط التحكيمي العراقي

شهد القرار خاصةً بعد الإعلان عنه عبر وسائل الإعلام وعبر إحدى الفضائيات المشاهدة، جدلاً واسعاً، لاسيما بعد رفع الحكم محمد طارق دعوى قضائية ضد رئيس لجنة الحكام، معتبراً إعلان قرار الإيقاف بوسائل الإعلام، تشهيراً وإساءةً وتدخل بأمور شخصية خاصة، وما زال التصعيد مستمراً وقائماً لغاية الآن، ولم تتم تسويته.

وبهذا الصدد، جرى استطلاع آراء الوسط التحكيمي العراقي، للتعرف على انطباعاتهم وآرائهم بهذا الشأن، حيث يقول الحكم حسين تركي: "كان من المفترض ألّا يتداول أي موضوع يدخل بخصوصيات الحكام سواء محمد طارق، أو غيره في وسائل الإعلام، ويكون الموضوع خاصاً ومحصوراً بين الحكم ولجنة حكام اتحاد الكرة داخل نطاق اللجنة، وإصدار القرار داخلياً وحسب النظام". مردفاً: "نعلم أن الوشم مسألة شخصية، لكن للجنة رأي خاص وتعليمات خاصة وعلى الجميع الالتزام بها وكان الأجدر عدم توسيع رقعة الخلاف". 

إصدار وتطبيق القوانين شأن داخلي لا يُعلن عنه في برنامج تلفزيوني أمام المشاهدين

ويوضح تركي، أنه "من الصعب بعد الإعلان عن قرار الإيقاف أن يظهر الحكم مرة أخرى في تحكيم المباريات، لاسيما وأن بعض الجمهور نراهم يتمسكون بسلبيات الحكم فقط، حتى وإن كان أفضل حكم بالعالم". مشيراً إلى أن "اللجنة هي المسؤولة الوحيدة عن الحكام وعن توجيهه لتطبيق التعليمات والقرارات الخاصة، وأن إصدار وتطبيق القوانين شأن داخلي لا يُعلن عنه في برنامج تلفزيوني أمام المشاهدين".

من جانبه، يذكر الحكم سلام عواد، أن "العراق بلد متحفظ وفيه تقاليد وعادات، والمنطق يقول لا يوجد أي حكم عامل أو دولي واشم بهذا الحجم والمكان في جميع دول العالم"، مُبدياً استغرابه لإصرار زميله طارق، الإبقاء على الوشم بالرغم من أنه حر بتصرفاته الشخصية، لكن كان ينبغي الامتثال لنصيحة رئيس لجنة الحكام"، لافتا الى أن "محمد طارق وباقي الحكام يأخذون التعليمات من لجنة الحكام والاتحاد، كونها الراعية للوسط الكروي الذي يُعد متنفساً مهماً لأغلب العراقيين".

لجنة الحكام محقة بمطالبة محمد طارق إزالة الوشم، لكن ليس بالطريقة التي سلكها نجاح رحم

في المقابل، يشير الحكم أمير حسين، إلى النظام الأساسي للائحة الحكام فيما يخص مخالفات وعقوبات الحكام، وأكد عدم جواز الإعلان عنها في وسائل الإعلام، موضحا أن "لجنة الحكام محقة بمطالبة محمد طارق إزالة الوشم، لكن ليس بالطريقة التي سلكها رئيس لجنة الحكام نجاح رحم، بعد إعلانه إيقاف الحكم محمد طارق على شاشات التلفاز".

وعاشت الصافرة العراقية خلال الأيام القليلة الماضية، تصعيداً غير مسبوق في العراق على واقع هذه القضية التي لا تزال تداعياتها مستمرة لغاية كتابة هذا التقرير، ومن المؤمل التوصل الى حل بين الطرفين لعدم توسيع رقعة الخلاف وتجنب بلوغ القضية الى المحاكم.