نجوم أوروبا وآسيا في بغداد: هل يصبح دوري نجوم العراق وجهة جديدة لعمالقة الكرة العالمية؟
انفوبلس/ تقرير
يشهد دوري نجوم العراق طفرة نوعية غير مسبوقة في سوق الانتقالات الصيفية، كان أبرزها الإعلان الرسمي عن انتقال النجم الدولي الجزائري سفيان فيغولي إلى نادي أمانة بغداد. هذه الصفقة، التي وُصفت بأنها "الأبرز في تاريخ الدوري العراقي"، تأتي في سياق حراك كبير تعيشه الأندية المحلية لاستقطاب نجوم عالميين، مما يفتح الباب أمام حقبة جديدة من المنافسة والاحترافية.
فيغولي.. من الملاعب الأوروبية إلى بغداد
استقر سفيان فيغولي النجم الجزائري على وجهة مفاجئة في دوري نجوم العراق، بعدما أعلن نادي أمانة بغداد تعاقده مع اللاعب بشكل رسمي، ليمثل الفريق في الموسم المقبل.
فيغولي (35 عامًا) أصبح لاعبًا حرًّا منذ 1 يوليو/ تموز 2024، بعدما انتهى عقده مع نادي كاراغومروك التركي، لينجح أمانة بغداد في استقطابه للدفاع عن ألوانه.
وذكر نادي أمانة بغداد عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي: "الصفقة التي خطفت الأنظار. من الملاعب الأوروبية إلى قلب العاصمة، سفيان فيغولي، نجم فالنسيا الإسباني، صانع ألعاب ويست هام الإنجليزي، وأحد أبرز نجوم منتخب الجزائر، ينضم رسميًّا إلى صفوف أمانة بغداد. نحن نكتب فصلًا جديدًا في تاريخ الكرة العراقية، بوصول نجم بحجم فيغولي إلى دورينا، فترقبوا المتعة والمهارة والخبرة في ملاعبنا".
وبحسب تقارير عربية، فإن النجم الجزائري لم يتردد في قبول عرض أمانة بغداد العراقي، خصوصًا أن النادي أكد له أن مشروعه سيُبنى عليه وعلى خبرته في الملاعب، لا سيما وأن أمانة بغداد تأهل هذا الموسم من الدوري الممتاز إلى دوري نجوم العراق، ونجح في إبرام صفقات نوعية ومهمة ستُحدث نقلة فنية مرتقبة في صفوف الفريق، وبالتالي فإن اللاعب أبلغهم بأنه متحمس لخوض تجربة في العراق بالموسم الجديد.
ومن المؤمّل أن يصل سفيان فيغولي إلى العاصمة بغداد في الأيام القليلة المقبلة، ليبدأ مع فريقه الجديد التحضيرات للموسم الكروي الجديد، حيث سيخوض الفريق معسكرًا خارجيًا على الأغلب، ليبدأ الموسم بأفضل صورة ممكنة، لا سيما أن الأهداف التي رسمتها الإدارة لا تتعلق بالبقاء في دوري نجوم العراق فقط، وإنما المنافسة على مراكز متقدمة، لضمان مشاركة خارجية في الموسم التالي، رغم التحديات.
وقبل التعاقد مع فيغولي، نجح نادي أمانة بغداد في التعاقد مع اللاعب الأوزبكي بختيار قاسميوف في صفقة نوعية، ليكون أول لاعب أوزبكي في تاريخ الدوري العراقي، إذ عكست هذه الصفقات توجهات الإدارة الطامحة إلى خلق فريق تنافسي يعتمد على لاعبين دوليين مهمين من آسيا وأفريقيا. كما تعاقدت الإدارة أيضًا مع المهاجم التونسي حمدي بن محمد الفاضل عبيدي، قادمًا من النادي الإفريقي التونسي، في صفقة مفاجئة أيضًا.
وبعد التعاقد مع سفيان فيغولي وعبيدي وقاسميوف والغامبي لامين ساماته، يتطلع أمانة بغداد إلى التعاقد مع محترفين آخرين، حيث سمح الاتحاد العراقي للأندية بالتعاقد مع 6 محترفين.
مفاوضات طويلة
وبحسب رئيس الهيئة الإدارية لنادي أمانة بغداد، فلاح المسعودي، فإن "التعاقد مع فيغولي جاء بعد مفاوضات طويلة وإصرار كبير من الإدارة لإتمام الصفقة التي تُعد واحدة من أبرز صفقات الموسم، نظرًا لقيمة اللاعب الفنية ومسيرته الدولية الغنية"، مشيرًا إلى أن "الصفقة تمّت بعقد يمتد لموسم واحد قابل للتجديد، دون الإفصاح عن التفاصيل المالية".
المحترف فيغولي يُعد من أبرز نجوم الكرة الجزائرية على مدار العقدين الماضيين، حيث مثّل منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم (2010) و(2014)، وكان له حضور فاعل في كأس الأمم الإفريقية (2010)، قبل أن يُسهم في تتويج محاربي الصحراء بلقب نسخة (2019). وعلى الصعيد الاحترافي، خاض فيغولي مسيرة لافتة في القارة الأوروبية، مثّل خلالها أندية فالنسيا الإسباني، وغلطة سراي التركي، ووست هام يونايتد الإنكليزي.
وكشف المسعودي عن أن "الفريق نجح كذلك في التعاقد مع المهاجم التونسي حمدي العبيدي قادمًا من النادي الأفريقي، إلى جانب اللاعب الأوزبكي باختيار قاسيموف"، مؤكدًا أن "باب الانتقالات لا يزال مفتوحًا، وهناك مفاوضات متقدمة مع لاعبين آخرين، أحدهما تونسي والآخر مقدوني، لتعزيز صفوف الفريق تحضيرًا لانطلاق الموسم الجديد".
ولفت إلى أن "هذه التعاقدات تمثّل انتقالًا نوعيًا في مستوى دوري النجوم بعد أن خطفت الأضواء من ملاعب أوروبا وجذبت نجوم القارة السمراء إلى العاصمة بغداد"، مشددًا على أن "أمانة بغداد يسعى إلى رسم صفحة جديدة في تاريخ الكرة العراقية من خلال استقطاب أسماء رنّانة تُضيف المتعة والخبرة للمنافسات المحلية".
أبرز الصفقات في تاريخ سوق الانتقالات العراقي
وصفت صحيفة "لاكازيت" الفرنسية انتقال النجم الجزائري سفيان فيغولي إلى نادي أمانة بغداد بأنه من أبرز الصفقات في تاريخ سوق الانتقالات العراقي، مشيرةً إلى مكانة اللاعب وخبرته الدولية الكبيرة.
ووفقًا للصحيفة، فإن تعاقد أمانة بغداد مع فيغولي "يُعدّ أكثر من مجرد دفعة قوية على الصعيدين الذهني والفني للنادي، حيث يُمثّل انضمام فيغولي إنجازًا رمزيًا للدوري العراقي".
وأضافت "لاكازيت" أنه "بعد صفقة انتقال فيغولي، أثبتت أندية الدوري العراقي قدرتها على استقطاب لاعبين عالميين"، في إشارة إلى أن هذه الخطوة قد تفتح الباب أمام المزيد من النجوم للانتقال إلى الدوري العراقي في المستقبل.
تأثير الصفقات على الدوري العراقي.. وتحدي حماية اللاعب المحلي
وشهد الدوري العراقي في الفترة الأخيرة نشاطًا ملحوظًا في سوق الانتقالات، حيث نجحت أندية مثل الزوراء والكرخ والقوة الجوية والطلبة والكرمة في استقطاب لاعبين مميزين، من بينهم خمسة لاعبين أردنيين من "النشامى" الذين قدموا أداءً لافتًا في كأس آسيا الأخيرة.
وفي هذا السياق، عبّر المدرب العراقي عباس عطية عن تفاؤله، مؤكدًا أن "نشاط سوق الانتقالات في العراق من الأمور الجيدة والمفرحة، خصوصا أننا نرى بأن الأندية غيرت من إستراتيجية إبرام الصفقات وباتت تضم لاعبين دوليين على مستوى عال، مما يمهد لموسم استثنائي سيشهد منافسة كبيرة بين أكثر من نادٍ، وبكل تأكيد نحن كمراقبين وفنيين، نتمنى رؤية أبرز اللاعبين وهم يلعبون ويتألقون لأن الفائدة ستكون كبيرة".
وعلى الرغم من أهمية الصفقات المهمة والنوعية في الدوري العراقي وخصوصا التي أبرمتها أندية الزوراء والكرمة والطلبة، إلا أن هناك جوانب سلبية عدة – بحسب عطية - في هذه الصفقات وتكمن في تأثيرها على وضع اللاعبين المحليين الذي يلعبون في المنتخبات العراقية، بصراحة أخشى أن تؤثر الصفقات على مستوياتهم لأن الاتحاد العراقي يسمح بالتعاقد مع 6 لاعبين محترفين وهو عدد كبير بصراحة.
وتابع: "اللاعب المحلي تجب حمايته في الأندية العراقية من خلال قرارات إدارية تسهم في تعزيز الثقة به، اليوم في حال قررت إحدى أندية دوري نجوم العراق الاعتماد على المحترفين، فإن 5 لاعبين فقط سيمثلون الفريق الأول وبالتالي الفرص ستكون ضئيلة، أعتقد أن تقليص عدد المحترفين سيكون عاملاً إيجابياً ويدفع الأندية أيضاً إلى استقطاب اللاعب الجيد فقط وستكون الصفقات مدروسة بدقة كبيرة".
وأكمل: "أرى أن مسألة تعاقد الأندية العراقية مع لاعبي المنتخب الأردني من الأمور المحفزة والجيدة، لأن النشامى يمتلكون جيلا ذهبيا صنع التاريخ، واستقطاب لاعبيهم إلى العراق خطوة إيجابية ستسهم في رفع القيمة الفنية للدوري العراقي، وبحكم تقارب الطبيعة والأجواء، أرى أن لاعبي المنتخب الأردني سيحققون النجاح في حال توفرت لهم الظروف الملائمة وتم توظيفهم بالشكل الصحيح كما يحدث مع منتخب بلدهم".
والخلاصة، فإن هذه التطورات تُظهر أن الدوري العراقي يتجه نحو حقبة جديدة من الاحترافية، لكن التحدي الأكبر يكمن في تحقيق التوازن بين استقطاب النجوم العالميين وتطوير المواهب المحلية في العراق.
