هل استحق ريال مدريد التتويج؟.. اللقب الخامس عشر لا يخلو من الحديث عن دور التحكيم.. أرقام قياسية وجدل كبير
انفوبلس..
مرة أخرى، تُوّج ريال مدريد بلقبه الخامس عشر في تاريخه والسادس خلال العقد الأخير من بطولة دوري أبطال أوروبا بنسختها الأخيرة وفق النظام الحالي الذي سيتغير ابتداءً من العام المقبل، ليحقق بذلك أرقاما قياسية جبارة جعلته يغرد وحيداً في صدارة الكرة الأوروبية، لكن مع ذلك رافق رحلة ريال مدريد في دوري الأبطال الكثير من الجدل واللغط حول دور التحكيم في نجاحات النادي الملكي، فهل استحق البطولة أم ساعدته الأخطاء؟
التحكيم في المباراة النهائية
على الرغم من عدم وجود حالات مثيرة للجدل في المباراة النهائية التي جمعت بين ريال مدريد الإسباني وبوروسيا دورتموند الألماني ضمن بطولة دوري أبطال أوروبا، إلا أن اتهام التحكيم بظلم الفرق المنافسة لريال مدريد لم يتوقف، حيث جرى الحديث عن طريق الوصول إلى النهائي المليء بالأخطاء التحكيمية وفقاً للعديد من أندية أوروبا وصحفها ومشجعيها.
الخبير التحكيمي العربي عادل عقل أكد أن الحكم الدولي السلوفيني سلافكو فينتشيتش ظهر بشخصية حاسمة، متمتعا بلياقة بدنية جيدة خلال إدارته لنهائي دوري أبطال أوروبا بين ريال مدريد وبوروسيا دورتموند الذي أُقيم مساء السبت بملعب ويمبلي بلندن وانتهى بفوز النادي الملكي 2/ صفر ليتوج باللقب الأوروبي للمرة الـ15 في تاريخه.
وأشار عقل إلى أن الحكم سلافكو ورفاقه تعرضوا لأكثر من اختبار خلال فعاليات اللقاء الذي استمر حتى الدقيقة 97 بعد إضافة الوقت بدل الضائع في نهاية شوطي المباراة، وجاءت أبرز هذه الاختبارات كالتالي:
- في الشوط الأول طالب لا عبو بوروسيا بركلة جزاء لصالح كريك اديمي لكن الحكم سمح باستمرار اللعب والـVAR أكد القرار، في الدقيقة 88 من عمر اللقاء ألغى المساعد الثاني هدفاً لصالح فريق بوروسيا الألماني بداعي التسلل أحرزه نيكلاس فولكروك والـ VAR أكد قرار المساعد طبقاً للبروتوكول.
- ظهر الحكم في قمة التركيز وأحسن تقدير الأخطاء الفنية والإدارية بشكل جيد، وطبّق القانون بكل حيادية ساعدته شخصيته الحاسمة في السيطرة على المباراة من البداية.
- أشهر الحكم البطاقة الصفراء لثلاثي فريقَي بوروسيا دورتموند نيكوشلوتير ومارسيل وماتس هوميلس للتهور والاعتراض على القرار مقابل إنذار وحيد للريال من نصيب البرازيلي جونيور.
- ظهر المساعدان بيقظة وتمركز جيد وتعاونا مع الحكم في إدارة اللقاء طبقا للقانون وأشارا على حالتي تسلل في توقيت مناسب خاصة المساعد الثاني في الدقيقة 88 من عمر اللقاء.
- كما أدى الحكم المساعد مهامه بشكل جيد وتعاون مع الحكم في إدارة اللقاء بشكل جيد كما تعاون الـVAR مع الحكم في إدارة اللقاء من حيث التشيك الصامت طبقاً للبروتوكول.
التحكيم ما قبل النهائي
وبالحديث عن قرارات التحكيم قبل المباراة النهائية، يمكن اعتبار مواجهة ريال مدريد مع بايرن ميونخ الألماني من أكثر المباريات المثيرة للجدل في بطول الموسم الحالي.
في التاسع من أيار الماضي، تحدث الخبير التحكيمي جمال الشريف عن مباراة ريال مدريد وبايرن ميونخ في إياب نصف نهائي، طالب ريال مدريد الإسباني، في بداية مباراته، أمام بايرن ميونخ الألماني التي أُقيمت في ملعب سانتياغو بيرنابيو، بركلة جزاء، غير أن جمال الشريف، دعم قرار الحكم البولندي، شيمون مارشينياك، الذي أمر باستمرار اللعب.
وقال الحكم الدولي السابق عن العملية: "في الدقيقة السادسة، تسرّب بيلنغهام داخل منطقة الجزاء وبحوزته الكرة، وكان مُلاحقاً من مدافع بايرن ميونخ، وحصل تلامس بين الساقين في إطار السعي للمنافسة للعب على الكرة، ولم تكن هناك أي محاولة من أي منهما تجاه الآخر للقيام بالعرقلة أو ارتكاب أي خطأ، وهو تَلامُس طبيعيٌ في إطار الجري، وقرار الحكم، الذي كان قريباً من العملية، بعدم احتساب مخالفة، واستمرار اللعب، كان قراراً صحيحاً".
واحتج حارس بايرن، مانويل نوير، على الحكم، الذي لم يوقف اللعب، رغم وجود كرتين في الملعب، وقال الشريف عن الحالة: "خرجت الكرة إلى التماس في نصف ملعب البايرن، والحكم المُساعد أشار إلى وجود رمية تماس، لكن الكرة نفسها التي خرجت بكاملها، عادت في نصف ملعب فريق ريال مدريد حيث تواجد روديغير، وهنا قام كارفاخال بتنفيذ رمية التماس من مكان خروجها، وبالتالي الكرة إلى الملعب كانت بعيدة ولم تؤثر في تركيز اللاعبين، أو تتداخل في اللعب، ومن حق أي فريق، عندما تكون له رمية تماس أو ركلات حرة، أن يستأنف اللعب سريعاً، وعلى الحكم أن يُساهم في ذلك، وقد أخرج ، مدافع ريال مدريد روديغير الكرة، للتخلص منها بعيداً عن الميدان، ومِن ثمَّ كان قرار الحكم باستمرار اللعب صحيحاً، لأن الحكم يكون مجبراً على إيقاف اللعب، عندما تتدخل الكرة الثانية في اللعب، وتُؤثر على قدرة اللاعبين، وتركيزهم على المنافسة، وهو ما لم يحدث في هذه الحالة".
وسجّل ريال مدريد هدفاً في الشوط الثاني، ولكن الحكم البولندي، تراجع عن احتسابه، بعد مراجعة غرفة "الفار"، ودعمه خبير التحكيم، الذي قال عن اللقطة: "صوّب فالفيردي الكرة، في الدقيقة 71، وكانت هناك رقابة بين مدافع بايرن، كيميتش، ومدافع ريال مدريد، ناتشو، الذي استخدم يَديه لدفع اللاعب على وجهه، ومِن ثمَّ أفقده القدرة على التحرك والمنافسة، واحتسب الحكم الهدف في البداية، لكن تقنية (الفار) استدعت الحكم، لوجود مخالفة قبل تسجيل الهدف، الذي ألغاه الحكم البولندي، واحتسب مخالفة لفريق بايرن، وهو قرار صحيح".
وعن هدف الريال الثاني الذي كان السبب في بلوغ النهائي قال الحكم الدولي السابق، جمال الشريف: "هجمةٌ لريال مدريد، حين كانت الكرة بحوزة ناتشو، الذي أرسل تمريرة بينية تجاه زميله روديغر، الموجود في موقف صحيح لا تسلل فيه، خاصة أن هناك مدافعين على الأقل يقومان بعملية تغطية، واستطاع اللاعب الألماني السيطرة على الكرة والتقدّم قليلاً، ليمررها بشكلٍ عرضي صوب خوسيلو، الموجود على حدود منطقة المرمى، والذي كان أيضاً في موقفٍ صحيح لا تسلل فيه، رغم أنّه كان متقدّماً على لاعبي بايرن، إلا أنّ الكرة في لحظة تمريرها من قدم روديغر كانت أقرب إلى خط المرمى من خوسيلو، بالتالي كان خوسيلو خلف الكرة وفي موقف صحيح لا تسلل فيه، الحكم رفع رايته لوجود حالة تسلل، لكن تقنية الفار تدخلت لتؤكد صحّة الهدف، وعدم وجود حالة تسلل مكاني، فهي حين تتدخل تحدد التسلل المكاني، أي أنّه لا وجود لتسلل من حيث المكان، الذي كان يقف فيه اللاعب لحظة التمرير، وهنا لا داعي للحكم أن يذهب لمشاهدة اللقطة بنفسه، بالتالي يعتمد ويبني قراره على حكام الفيديو وهذا ما حصل بالفعل".
وسجل بايرن ميونخ، في الوقت البديل، هدفاً ثانياً، عبر دي ليخت، ولكن الحكم أعلن عن تسلل، في قرار أغضب فريق بايرن كثيراً، وتحدث الشريف عن اللعبة، قائلاً: "رُفعت الكرة من وسط الميدان في اتجاه توماس مولر، الذي كان في موقف تسلل، حيث تقدم عن روديغر، آخر ثاني مدافع في الريال برأس الركبة، وكان في موقف تسلل عند تمرير الكرة إليه، واحتفظ الحكم المساعد بقراره، واستمر اللعب، وارتقى ميندي مدافع الريال، وتداخل اللاعب المتسلل مع المنافس عندما ارتقى من أجل لعب الكرة بدوره، وهنا قطع ميندي الكرة، وينصّ بروتوكول (الفار) على تأخير راية الحكم المساعد، عند وجود مخالفة، ويجب عليه أن يرفع رايته، بعد أن يُسجل الفريق صاحب الحالة، أهدافاً، أو يُمنح ركلة جزاء أو ركنية، أو غيرها من القرارات، أو كذلك عند السيطرة على الكرة من قِبل الفريق الآخر بعد هجوم أول انتهى".
وتابع الشريف: "اعتبر الحكم المساعد هنا أن الهجوم الأول قد انتهى، وذهبت الكرة إلى مجال تنافس بين لاعبين، ولم تكن محسومة للاعب من بايرن ميونخ، وهنا أطلق الحكم صافرته، وغاب الاهتمام والتركيز من اللاعبين، وسجل بايرن الهدف عبر دي ليخت الذي كان متسللاً في بداية الهجوم، بما أن كتفه كانت متقدمة عن ثاني آخر مدافع، وحتى في حال رُفعت الراية، وكانت الكرة ذاهبة إلى لاعب من الفريق المهاجم، يؤخر الحكم الاستجابة للراية المرفوعة ويُعطي الفرصة، ولكنه شعر بأن هناك كرة مشتركة بين اللاعبين، وهنا استجاب لراية الحكم المساعد، ولكن أعتقد أنه كان من الأفضل استمرار تأخير راية المساعد قليلاً، حتى تُحسم الأمور نهائياً، وبشكل واضح، كما كان على الحكم التريث قليلاً، قبل الاستجابة لراية المساعد".
ليلة التتويج
وفي مساء أمس السبت، أحرز ريال مدريد الإسباني لقبه الخامس عشر في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بفوزه على بوروسيا دورتموند الألماني 2-0 السبت على ملعب ويمبلي في لندن.
وسجل داني كارفاخال من كرة رأسية في الدقيقة (74) والبرازيلي فينيسيوس جونيور في الدقيقة (83) الهدفين.
واللقب هو السادس في آخر 10 مواسم لريال مدريد ليعزز بالتالي رقمه القياسي بأكثر عدد من الألقاب في المسابقة القارية الأعرق.
وعزز الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدرب الفَذ لريال رقمه القياسي بلقب خامس في المسابقة التي تُوّج بها مرتين مع ميلان عامي 2003 و2007 قبل أن يضيف الآخرَين مع ريال عامي 2014 في مروه الأول و2022 في مروره الثاني.
ولم يذُق الريال طعم الهزيمة سوى مرتين في 55 مباراة خاضها هذا الموسم في كافة المسابقات، محققا ثنائية الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا للمرة الخامسة في تاريخه.
وخاض ريال اللقاء مع تشكيلة خلَت من المفاجآت، واعتمد أنشيلوتي على الوافد الجديد جود بيلينغهام الذي تواجه مع الفريق الذي تركه الصيف المنصرم للالتحاق بالنادي الملكي، والمخضرم الألماني توني كروس الذي أعلن اعتزاله بعد نهاية كأس أوروبا التي تستضيفها بلاده في خط الوسط وعلى البرازيليين فينيسيوس جونيور ورودريغو في الهجوم.
كما أشرك الحارس البلجيكي تيبو كورتوا، وأمامه المدافع والقائد ناتشو والجناح الأيسر الفرنسي فيرلان مندي.
وجلس المخضرم الكرواتي لوكا مودريتش (38 عاماً) على مقاعد البدلاء.
وبدوره، دفع إدين ترزيتش مدرب دورتموند بتشكيلته الاعتيادية في النهائي الثالث للفريق في دوري الأبطال بعد التتويج عام 1997 والخسارة عام 2013.
وقاد ماتس هوملز في سن الـ 35 عاما والذي كان حاضرا في خسارة ويمبلي قبل 11 عاما (1-2 أمام بايرن ميونيخ) الدفاع مع نيكو شلوتيربيك والقائد إيمري دجان.
وفي الهجوم، وضع نيكلاس فولكروغ يسانده كريم أديمي على اليسار والإنجليزي جايدون سانشو على اليمين.
وجلس ماركو رويس الذي خاض بدوره نهائي ويمبلي السابق على مقاعد البدلاء في آخر مباراة محتملة في مسيرته مع "الأصفر والأسود".
سَير المباراة
كانت بداية مواجهة ويمبلي، الذي يحتضن ثامن مباراة نهائية لدوري أبطال أوروبا، متوازنة ومتكافئة بين بوروسيا دورتموند وريال مدريد إذ اتسمت الـ20 دقيقة الأولى من زمن الشوط الأول بانعدام الفرص الحقيقية إلا أن أداء الفريق الألماني (الذي تميّز بالانتشار الجيّد وبسرعة التحولات) كان ينذر بحدث ما، حتى انفرد كريم أديمي بالحارس البلجيكي تيبو كورتوا إلا أنه اختار المراوغة فأضاع فرصة افتتاح التسجيل (21) وبعد ذلك انطلق "الجراد الأصفر" في حملاته المتتالية التي أثمرت قائماً مسبوقاً بتسلل (23) وإنقاذاً مميزاً من الحارس كورتوا لتصويبة أديمي ورأسية نيكلاس فولكروغ (30).
واصل دورتموند نهج إرباك خصمه الذي يمتلك سداً منيعاً (تيبو كورتوا) مكنه من إحباط تصويبة النمساوي مارسيل زابيتسر القوية (41) ومثبتاً بأنه رجل الشوط الأول وصاحب قرار نهاية هذه الفترة بالتعادل السلبي.
الحارس السويسري غريغور كوبل، الذي كان نسبياً غائباً في الشوط الأول، ظهر في مستهل مجريات الشوط الثاني من خلال تصديات حاسمة كان أولها كرة ثابتة كانت على شكل لوحة فنية نفذها الألماني توني كروس (49)، الذي يخوض مباراته رقم 465 والأخيرة مع ريال مدريد في جميع المسابقات كما أنه بلغ الرقم القياسي لعدد المباريات للاعب ألماني في دوري أبطال أوروبا المسجل باسم توماس مولر برصيد 151 مباراة، ومحاولة أخرى من كارفخال في ذات الدقيقة.
وبعد ذلك، عاد بوروسيا دورتموند لأجواء المواجهة مهدداً شباك الفريق الملكي برأسية قوية من فولكروغ أبطل كورتوا مفعولها (63).
بُرهة على دخول ماركو رويس، الذي يخوض مباراته الأخيرة مع الفريق الأصفر بعد أن بات رفقة ماتس هوميلس أول وثاني لاعبين يخوضان مباراتين نهائيتين مع بوروسيا دورتموند في دوري أبطال أوروبا، نفذ كروس ركنية رائعة حوّلها كارفخال برأسية جميلة داخل شباك الفريق الألماني (1-صفر في الدقيقة 74).
واصل ريال مدريد مدّه الجامح على حصون دورتموند فكانت كل دقيقة تحمل معها خطراً محدقاً على شباك الحارس كوبل الذي تألق في إيقاف محاولات الميرنغي حتى جاءت الضربة القاضية من فينيسيوس الذي أضاف الهدف الثاني في الدقيقة 83.
وفي أواخر المباراة، سجل فولكروغ هدفاً في الدقيقة 87 لكن الحكم رفضه نظراً لوجود مهاجم منتخب ألمانيا في وضعية غير قانونية (متسللاً).
أضاف الحكم السلوفيني سلافكو فينتشيتش 5 دقائق لم تحمل في طياتها الجديد لتنطلق بعد ذلك أفراح ريال مدريد الذي ظفر بلقب المسابقة للمرّة الـ15 في تاريخه.