هل تعمّد الأولمبي الخسارة أمام اليابان لتجنب مواجهة "إسرائيل" المحتملة؟.. انفوبلس تتقصى عن الخفايا
انفوبلس/ تقرير
المشاعر الإيجابية هي سيدة الموقف داخل معسكر الأولمبي العراقي رغم الخسارة أمام اليابان بنصف نهائي كأس آسيا تحت 23 عامًا في قطر، إذ إنّ القائمين على الكرة العراقية يقولون إن ما حدث يصبّ في مصلحة كتيبة المدرب راضي شنيشل، فهل مواجهة "إسرائيل" التي كانت محتملة في أولمبياد باريس 2024 المقبلة وراء ذلك؟
ويسلط تقرير شبكة "انفوبلس"، الضوء على خفايا هذه الخسارة والاعترافات التي ظهرت بعدها من راضي شنيشل واللاعبين والاتحاد العراقي
خسر المنتخب الأولمبي العراقي أمام نظيره الياباني بنتيجة 2-0، أمس الإثنين، في مواجهة نصف نهائي بطولة كأس آسيا تحت 23 عامًا التي تستضيفها قطر، في المباراة التي احتضنها ملعب جاسم بن حمد في العاصمة القطرية الدوحة، حيث سجل ثنائية اليابان كل من ماو هوسويا في الدقيقة (28) مستغلًا غياب تركيز مدافعي الأولمبي العراقي، فيما حمل الهدف الثاني إمضاء اللاعب ريوتارو آراكي في الدقيقة (42) من عمر المواجهة.
*تفاصيل المباراة
أنهى منتخب العراق الأولمبي الشوط الأول لمباراته ضد اليابان متأخرًا في النتيجة (2-0)، مع فقدانه كذلك لخدمات مهاجمه سالم أحمد الذي عوضه زميله رضا فاضل في الدقيقة (34) بسبب الإصابة.
ودخل منتخب "أسود الرافدين" اللقاء مبادرًا بالهجوم نحو مرمى اليابان، وكان قريبًا من التسجيل بتسديدة قوية من لاعبه علي جاسم في الدقيقة (11)؛ ولكن حارس المنافس تمكن من التصدي لها، لكن ردة فعل الأولمبي الياباني كانت عنيفة، وكللت المحاولات التي قام بها بتسجيله هدف التقدم عن طريق لاعبه ماو هاسويا في الدقيقة (28)، ولم يتوقف الكومبيوتر الياباني عند هذا الحد، بل إن لاعبيه أنهوا جملةً فنيةً قاموا بها في الدقيقة (42) بتسجيل الهدف الثاني بجهود اللاعب ريوتارو أراكي.
ودخل منتخب العراق الأولمبي الشوط الثاني، وعينه على التعويض والعودة في نتيجة المباراة؛ ولكن جميع محاولاته باءت بالفشل أمام منافس منظم تكتيكيًا، ويحسن الدفاع عن مرماه.
وتأهل منتخب اليابان إلى النهائي لمواجهة أوزباكستان الذي تفوق بدوره، على منافسه الإندونيسي بنتيجة (2-0) لحساب الدور ذاته، ليضمن بذلك عبوره إلى المشاركة في أولمبياد باريس 2024 شأنه شأن "الساموراي" الياباني.
*هدفنا ليس التتويج باللقب!
وعقب انتهاء المباراة أبدى مدرب المنتخب الأولمبي العراقي راضي شنيشل، رضاه التام عن اللاعبين والمستويات التي قدموها في البطولة بشكل عام وفي المباراة بشكل خاص، إذ أكد في المؤتمر الصحفي الذي عُقد عقب المباراة أن مشاركة العراق في كأس آسيا تحت 23 عامًا جاءت من أجل خطف بطاقة التأهل إلى أولمبياد باريس 2024 وليس من أجل التتويج باللقب.
كما عكس شنيشل مشاعر وفد الاتحاد العراقي الذي أبدى رضاه أيضًا عن النتيجة كونها ستضمن عدم ملاقاة الكيان المحتل في أولمبياد باريس، باعتبار أن القرعة وضعت بطل آسيا في المجموعة الرابعة التي تضم منتخبات الباراغواي ومالي وفريق "الكيان الإسرائيلي".
وقال شنيشل في تصريحات إعلامية عقب المباراة تابعتها شبكة "انفوبلس": "لاعبو المنتخب العراقي قدموا مستويات كبيرة في بطولة كأس آسيا تحت 23 عامًا، أطبع قبلة على جبين كل لاعب، نعم، النتيجة كانت ثقيلة؛ ولكن يجب أن ننساها ونركز على هدف الوصول إلى أولمبياد باريس".
نتيجة الخسارة أمام اليابان واللعب على المركز الثالث أو الملحق، يرى الاتحاد العراقي لكرة القدم يرى أنها قد تندرج ضمن مقولة "رب ضارة نافعة"، في حال التأهل إلى الأولمبياد؛ إذ ستجنّب العراق ملاقاة الكيان الاسرائيلي، خاصة أن البرلمان العراقي قد صوت سابقاً لصالح مقترح قانون لتجريم التطبيع.
وحسب البيانات الرسمية للبرلمان العراقي، فإن هذا القانون يستهدف قطع الطريق أمام كل من يريد إقامة أي نوع من أنواع العلاقات مع "الكيان" (من بينها المنافسات الرياضية)، ووضع عقاب رادع بحقه، للحفاظ على وحدة الصف بين أبناء الشعب وهويته الوطنية والإسلامية.
بدوره، قال اللاعب زيد إسماعيل عقب المباراة: "الخسارة كانت طبيعية والآن ما زال لدينا الأمل ببلوغ الأولمبياد في حال الفوز في المباراة المقبلة أمام إندونيسيا، وستكون حياة أو موت وهي فرصة أخيرة لنا".
بينما حارس مرمى المنتخب الأولمبي العراقي حسين حسن أكد قائلًا: "يجب أن نتخطى مباراة اليابان بكل سلبياتها وإيجابياتها، يجب الفوز في المباراة القادمة أمام إندونيسيا، هذه المباراة هي الأهم لنا".
كم في هذا التقرير، نستعرض أيضا أهم 4 أسباب تكتيكية وراء خسارة الأولمبي أمام اليابان وتأجيل حسم تأهله إلى أولمبياد باريس 2024.
*أزمة في عمق دفاع الأولمبي العراقي
العمق الدفاعي كان من أبرز مشكلات المنتخب الأولمبي العراقي في مباراته أمام اليابان، إذ سجل المنتخب الياباني هدفيه مستغلًا ضعف هذا الجانب لدى المنتخب العراقي.
مدرب المنتخب الأولمبي العراقي راضي شنيشل، أراد إغلاق العمق بإشراك اللاعبين حسين عامر وزيد إسماعيل في خط الوسط ليكونا أمام ثنائي قلب الدفاع زيد تحسين ويوسف الإمام؛ لكن اللاعبين لم يطبقا واجباتهما، ليظهر الأولمبي العراقي ضعيفًا في الجانب الدفاعي.
*بطء التحضير
المنتخب الأولمبي العراقي كان بطيئًا في بدء هجماته والانتقال من الدفاع إلى الهجوم وهذا الأمر سهّل المهمة أمام المنتخب الياباني الذي استغله بأفضل طريقة ممكنة بالضغط في مناطق العراق.
لاعبو المنتخب العراقي وجدوا أنفسهم عاجزين عن بناء هجمة من كرات قصيرة، ليعتمدوا على أسلوب الكرات الطويلة، باستثناء بعض الهجمات من علي جاسم على الرواق الأيسر ومصطفى سعدون على الرواق الأيمن، ليبقى أسلوب اللعب عقيمًا دون خطورة حقيقية.
*عزل علي جاسم
اللاعب الأكثر نشاطًا وخطورةً في صفوف المنتخب العراقي علي جاسم، كان بمعزل عن زملائه في أغلب دقائق المباراة على عكس المباريات السابقة للمنتخب العراقي.
جاسم ورغم الرقابة الدفاعية اللصيقة من مدافعي المنتخب الياباني، كان اللاعب الأخطر على المرمى الياباني وبدأت خطورته مبكرًا عند الدقيقة العاشرة بتسديدة قوية، ليتابع بعدها بمهاراته وكراته العرضية لكن محاولاته لم تكن منتجة على غير عادته.
*المنتخب الأولمبي العراقي بلا مهاجم
المدرب راضي شنيشل استعان بالطريقة التي لعب بها مدرب المنتخب العراقي الأول خيسوس كاساس أمام المنتخب الياباني في كأس آسيا سواء بالطريقة الدفاعية من خلال الاعتماد على لاعبي الارتكاز وأيضًا على مستوى الهجوم بالاعتماد على لاعب طويل القامة.
شنيشل أشرك المهاجم سالم أحمد الذي تقترب مواصفاته من مواصفات مهاجم المنتخب الأول أيمن حسين، لكن خطط شنيشل لم تكتمل بعد تعرض اللاعب للإصابة ومغادرته الملعب في الدقيقة 33، ليبقى خط الهجوم من دون خطورة رغم مشاركة اللاعب رضا فاضل.
*فرصتان لتأهل أسود الرافدين إلى الأولمبياد
لا يزال حلم التأهل إلى أولمبياد باريس 2024 قائمًا لمنتخب العراق الأولمبي، عندما يلتقي مع منتخب إندونيسيا على ملعب عبد الله بن خليفة بنادي الدحيل لتحديد المركزين الثالث والرابع.
وسيلعب المنتخب الأولمبي العراقي مع نظيره الإندونيسي على استاد عبد الله بن خليفة بنادي الدحيل يوم الخميس المقبل في مباراة تحديد المركز الثالث المؤهل إلى أولمبياد باريس 2024، وفي حال تغلب المنتخب العراقي على نظيره الإندونيسي، فإنه سيلعب في المجموعة الثانية بأولمبياد باريس والتي تضم منتخبات الأرجنتين والمغرب وأوكرانيا.
وفي حال خسر المنتخب العراقي أمام إندونيسيا، سيلعب أمام غينيا ممثل قارة أفريقيا في مباراة الملحق والفائز من هذه المباراة سيلعب في المجموعة الأولى التي تضم منتخبات فرنسا ونيوزيلندا والولايات المتحدة.
وعلى الجانب الآخر، يمكن إطلاق لقب "الحصان الأسود" على منتخب إندونيسيا بعد المسيرة المميزة التي شهدت إقصاء منتخب كوريا الجنوبية من ربع النهائي في كبرى مفاجآت المسابقة، ولكنها توقفت عند محطة أوزباكستان في نصف النهائي.
وسبق لمنتخب العراق المشاركة في الألعاب الأولمبية مرتين من قبل، حيث تأهل للمرة الأولى في أثينا 2004 وحصل على المركز الرابع، بينما كانت مشاركته الثانية في 2016 وخرج من الدور الأول، ويتمنى الجمهور العراقي بتحقيق إنجاز كبير والتأهل للمرة الثالثة إلى الأولمبياد.
التشكيل المتوقع للعراق ضد إندونيسيا
من المتوقع أن يعتمد المدرب رضا شنيشل على التشكيل الآتي في مباراة العراق وإندونيسيا لتحديد المركز الثالث في كأس آسيا تحت 23 سنة 2024.
تشكيلة العراق ضد إندونيسيا: 4-4-2
حسين حسن
أحمد مكنزي - زيد تحسين - حسين عامر - مصطفى سعدون
نهاد محمد - منتظر محمد - كرار محمد - علي الموسوي
أمين الحمومي - علي جاسم