آخرهم "حيدر عبد الرزاق".. أنفوبلس يفتح دفتر الرياضيين الراحلين نتيجة الارهاب والسلاح
أنفوبلس/..
ولّد رحيل لاعب المنتخبات الوطنية حيدر عبد الرزاق، صدمة كبيرة لدى الأوساط الرياضية، جريًا مع مسلسل حالات قتل واغتيال رياضيين منذ العام 2003 وإلى الآن.
ومع مقتل عبد الرزاق، يفتح انفوبلس دفتر "الراحلين" من الرياضيين الذين فارقوا الحياة بسبب القتل المتعمد المباشر أو الطائش، أو الخطف أو الاغتيال.
طريق "الموت" يخطف رئيس الكاراتيه
في العام 2005، أعلنت الشرطة العراقية، أنها عثرت على جثة رئيس الاتحاد العراقي الكاراتيه علي شاكر بعد ثلاثة أيام من اختطافه في اللطيفية من قبل مسلحين مجهولين في طريق عودته إلى مقر سكنه في مدينة بابل.
وقال العقيد شاكر التميمي: "عثرنا على جثة علي شاكر مصابة بعدة طعنات سكين ومقيدة اليدين ومعصوبة العينين".
مهند لبويس.. رحيل بخطأ السلاح
اللاعب الأنيق ونجم الفريق مهند لويس، توفي في مستشفى بالعاصمة بغداد عام 2005، متأثرًا بجراحه البليغة التي أصيب بها نتيجة خطأ عند تنظيف سلاح شخصي.
وكان مهند لويس من أبرز اللاعبين في نادي الطلبة، قبل أن ينتقل إلى نادي التعاون القطري، ثم نادي السلام زغرتا اللبناني، ليعود بعدها إلى عرينه الطلابي.
مقتل منتخب التايكواندو بالكامل
لم تكن قضية خطف وقتل منتخب التايكوندوا في عام 2006، مثل القضايا الأخرى، خصوصًا لناحية الصدى الكبير الذي أخذته في الصحافة العالمية أيضًا، خاصة وأن الإعلان الأولي كان عن خطفهم فقط، وبقيت الأخبار تتوالى عن مقتلهم.
آنذاك، أقدم تنظيم القاعدة الارهابي على خطف أعضاء فريق التايكواندو البالغ عددهم 13 رياضيًا، بعد إيقاف حافلتهم على الطريق الذي يربط بين بغداد والعاصمة الأردنية عمان، في المنطقة الواقعة بين مدينتي الفلوجة والرمادي أثناء خضوع المدينة لسيطرة القاعدة، ثم عثر رفاتهم وهي مدفونة بالقرب من الفلوجة.
وفي العام 2009، جرى الإعلان عن اعتقال العقل المدبر لهذه العملية.
"مجزرة الأولمبية".. خطف وقتل في العاصمة
من العمليات المسلحة الكبيرة التي استهدفت رياضيين، هو اقتحام قاعة المركز الثقافي النفطي في العاصمة، وخطف 35 شخصًا من خلال قائمة نادى بها المقتحمون، وكان بينهم رئيس اللجنة الأولمبية الأسبق (أحمد الحجية) وأيضًا (حسن عبد القادر بحرية) رئيس اتحاد الرماية العراقي، وكذلك (عامر جبار) رئيس اتحاد فرعي وهو من أبطال العراق بالملاكمة المعروفين، و(جمال عبد الكريم) رئيس اتحاد التايكواندو، والدكتور (فالح فرنسيس) الذي أُفرج عنه لاحقًا مع 10 آخرين، لم يكن بينهم أعضاء في المكتب التنفيذي للأولمبية.
ولم يُكشف عن مصير (الحجية) الذي اختطفي في 2006، إلا في العام 2012، حين أعلن النقيب عبد الأمير عباس المسؤول الأمني عن منطقة حي طارق، أطراف مدينة الصدر شرقي بغداد، "العثور على قبر في منزل متروك في منطقة حي طارق الوسطى".
وقال النقيب: "بعد وصول بلاغ من أحد المواطنين تم التوجه إلى المكان على الفور وتبين أن القبر يحتوي رفات المخطوف أحمد الحجية"، فيما لم يُكشف عن مصير أعضاء المكتب التنفيذي الآخرين إلى الآن، ومجموعة من حمايتهم الذين تم خطفهم في الحادث.
اختطاف وقتل "رئيس الطلبة"
تسنم هديب مجهول رئاسة نادي الطلبة، خلفًا لعبد السلام الكعود. وفي العام 2006 اُختطف مجهول من أمام منزل في شارع فلسطين قبل أن يُعثر على جثته في كانون الأول/ديسمبر من العام ذاته.
وقال عضو الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم طارق أحمد: "عثر على جثة (مجهول) رئيس نادي الطلبة وعضو الاتحاد في دائرة الطب العدلي ببغداد"، كما أعلن عن قرار "إغلاق الاتحاد ووقف العمل به لمدة ثلاثة أيام احتجاجًا على مقتل مجهول".
الاحتلال الامريكي يقتل لاعب الزوراء
وفي عام 2006 أيضًا، قُتل لاعب نادي الزوراء ومنتخب شباب العراق السابق بكرة القدم نوار حسين برصاص قوات الاحتلال الأمريكي.
بدأت الحادثة عندما أطلق جنود أمريكيون النار على السيارة التي كان يقودها أحد مشجعي الزوراء وكان معهما في السيارة نفسها لاعب الزوراء ومنتخب العراق السابق محمود عبد الصاحب الذي تعرض لجروح خطيرة، والراحل كذلك.
وقع الاستهداف في حي تونس بالعاصمة بغداد، بعد أن أنهى نوار حسين وزميله محمد عبد الصاحب إحدى الوحدات التدريبية مع فرق الفئات العمرية في نادي الزوراء.
وفي حينها دانَ رئيس النادي أحمد راضي الحادث الذي ارتكبته قوات الاحتلال بحق أحد لاعبيها، وكان في نية إدارة النادي تقديم شكوى ضد مرتكبي هذه الجريمة.
اغتيال "نورس" على الطريق
في نادي الزوراء أيضًا، وفي العام 2006 كذلك، أعلن عن مقتل اللاعب السابق في فريق كرة القدم سعد عبد الواحد على يد مسلحين مجهولين أثناء عودته من سوريا.
وقال عضو مجلس إدارة النادي عبد الرحمن الرشيد، إن "مسلحين مجهولين فتحوا نيران أسلحتهم على اللاعب السابق سعد عبد الواحد قرب منطقة بلد بين بغداد ومدينة تكريت، وتوفي في الحال".
منذر خلف يفارق توأمه
من الأشقاء التوائم المعروفين في كرة القدم العراقية، هما منذر ومظهر خلف، وتشاركا في اللعب لأكثر من نادٍ.
وفي العام 2008، قتل لاعب المنتخب العراقي السابق بكرة القدم والمدرب لنادي الكرخ الرياضي منذر خلف بعد تعرضه لهجوم مسلح أمام منزله.
وقع الهجوم عند مغادرة خلف النادي بعد انتهاء مباراة فريقه ضمن الدرجة الأولى لبطولة العراق لكرة القدم، ولم يفارق الراحل الحياة على الفور؛ بل بقي في العناية المركزة لكن جراحه البليغة لم تسعفه في البقاء على قيد الحياة عن عمر 37 عامًا.
ومثّل خلف المنتخب العراقي لكرة القدم ثلاثة أعوام منذ مطلع 1991، وخاض أكثر من 30 مباراة دولية، وارتدى قميص منتخبي العراق للشباب والأولمبي، كما مثّل أندية الزوراء والرشيد سابقًا والقوة الجوية.
واعتزل خلف اللعب عام 2004 وانتظم في دورات تدريبية عدة، محلية وخارجية وأصبح مدربًا للكرخ منذ عامين.
"سوات" تقتل محمد عباس
من المآسي التي حلت في الوسط الرياضي، حادثة قتل مدرب كربلاء محمد عباس في 24 حزيران/يونيو 2013، في ملعب مباراة فريقه من قبل قوات سوات آنذاك.
وبعد انتهاء مباراة نادي كربلاء مع نادي القوة الجوية، حدث شجار بين أحد اللاعبين وقوات "سوات"، وتدخل المدرب وأعضاء الإدارة لفض الشجار، ليتم الاعتداء عليهم ويغادر محمد عباس الحياة.
وفي العام 2013، أكد الناطق الإعلامي لنادي كربلاء الرياضي حامد عبد العباس أن محكمة جنايات كربلاء ستنظر في قضية المتهمين بمقتل مدرب الفريق الأول لكرة القدم في النادي محمد عباس.
وقال عبد العباس: "سيمثل أمام محكمة جنايات كربلاء 9 متهمين من بينهم ضابط وفق المادة 405 من قانون العقوبات، وهم من قوات (سوات) التي كانت مكلفة بحماية ملعب نادي كربلاء الذي احتضن مباراة فريقه مع فريق القوة الجوية".
وهددت جماهير كربلاء في حينها، بتظاهرة مليونية إذا لم تحسم قضية المتهمين بمقتل مدرب المحافظة والذي كان مقيمًا في هولندا.
لاحقًا، صدر حكم على إثنين فقط من المتورطين بالحادث بالسجن المؤبد، فيما تم إطلاق سراح آخرين ، بحسب آخر تصريح لرئيس نادي كربلاء محمد ناصر في شباط/فبراير 2014.
حيد عبد الرزاق ..قضية غير محسومة
الختام مع آخر الراحلين "حيدر عبد الرزاق" والذي كان أحد العناصر الأساسية في أولمبياد أثينا 2004 وحقق المركز الرابع، كذلك تمثيله المنتخب الوطني في بطولة آسيا 2007.
وبحسب ما تناقله مدونون على مواقع التواصل الاجتماعي، فأن اللاعب الراحل كان يملك ملعبًا خماسيًا، وكلف أحد الأشخاص بإدارته الذي تسبب بافتعال مشاكل كثيرة مع أهالي المنطقة، ليتم إبلاغ العامل بترك وظيفته الذي بدوره جلب أخوته واعتدوا على الراحل بالضرب متسببين بجروح كبيرة.
وكشفت الفحوص الطبية التي خضع لها عبد الرزاق في مستشفى الجملة العصبية، تعرضه لكسر في الجمجمة ونزيف داخلي، مكث على إثرهما في العناية المركزة، قبل أن يتم الإعلان عن وفاته.
وذكر محامي اللاعب أسامة عدنان في صفحته على الفيسبوك، أن "الجناة معروفون، وليسوا مجهولين وهم أربعة أشخاص".
وإلى الآن، لم تعلن أية جهة عن منفذي "الحادث"، رغم المطالبات المستمرة من الوسط الرياضي وعائلة اللاعب بالوصول إلى الجناة وكشفهم.