أزمات دوري نجوم العراق تتوالى.. "الديون" تهدد عملية بث المباريات والناقل الحصري يخرج عن صمته
![أزمات دوري نجوم العراق تتوالى.. "الديون" تهدد عملية بث المباريات والناقل الحصري يخرج عن صمته أزمات دوري نجوم العراق تتوالى.. "الديون" تهدد عملية بث المباريات والناقل الحصري يخرج عن صمته](http://media.infoplusnetwork.com/archive/image/2025/1/22/b473b044-4778-48b0-a339-edca173db92a.jpg?format=jpg&v=1)
انفوبلس/ تقرير
توالت أزمات دوري نجوم العراق في موسمه الحالي، فبعد مشكلة العقوبات الانضباطية والإجراءات الرادعة بحق المخالفين، والاعتداءات، وعلى وجه التحديد بحق الحكام، قدمت شركة عشتار الناقل الحصري للمباريات بطلب رسمي إلى الاتحاد العراقي لكرة القدم لتعليق النقل التلفزيوني لمدة 15 يومًا على الأقل بسبب تراكم الديوان، فكيف ستتجه الأمور في الأيام المقبلة؟
ويشهد النقل التلفزيوني للدوري العراقي، تطورًا مستمرًا مع تغير تسمية البطولة من الدوري الممتاز إلى دوري نجوم العراق، لكن الازمة المالية "الخانقة" التي يعاني منها الاتحاد العراقي لكرة القدم قد تعرقل ذلك التطور.
شركة عشتار تنهار مالياً
باتت عملية بث مباريات دوري نجوم العراق، مهددة بسبب الديون المتراكمة على الاتحاد العراقي لكرة القدم، حيث قال مدير شركة عشتار الناقل الحصري لدوري نجوم العراق محمد هيجل، إن "شركة عشتار بثت قرابة نصف مباريات الموسم الكروي الحالي دون أن تستلم ديناراً واحدًا، إذ تجد شركتنا نفسها في أزمة مالية خانقة تهدد بشكل مباشر استمرارية النقل التلفزيوني لدوري نجوم العراق".
وأضاف هيجل، إن "الشركة تقدمت بطلب رسمي إلى الاتحاد العراقي لكرة القدم لتعليق النقل التلفزيوني لدوري نجوم العراق لمدة 15 يومًا على الأقل"، مبيناً أن "طلب تعليق النقل، يعود إلى عدة تحديات أبرزها ديون تقنية VAR وتحديث معدات النقل ورواتب الموظفين وغيرها".
وإلى الآن لا يوجد رد رسمي من الاتحاد العراقي لكرة القدم، حول هذا الطلب المقدم من قبل الناقل الحصري لدوري نجوم العراق.
تزايدت الدعوات قبل انطلاق الموسم الحالي، من قبل شخصيات رياضية عراقية لنقل مباريات دوري نجوم العراق عبر قنوات الدولة الرسمية بدلاً من منح حقوق البث لقنوات استثمارية "مشفرة"، وذلك بهدف إتاحة الفرصة لمتابعة المباريات للجماهير كافة، وخاصة أصحاب الدخل المحدود.
والاتحاد العراقي لديه عقد مبرم مع شركة عشتار لتكون هي الشركة الحصرية التي تتولى عملية تصوير وإنتاج مباريات دوري نجوم العراق، ولكون هذه الشركة لا توجد لها منافس في العراق فهي دائماً ما تتولى تصوير وإخراج المباريات في العراق، بالتالي تولت هي هذه العملية.
وشركة عشتار سبق وأن أنفقت 3 ملايين دولار إضافية على تقنية حكم الفيديو المساعد (الفار) وكذلك كانت لديها ديون في ذمة الاتحاد العراقي من الموسم الماضي، تمت تسوية معظمها مؤخراً، كما أن رابطة لاليجا المشرفة على مسابقة دوري نجوم العراق قد ترفع سعر بيع حقوق الدوري في الموسم الجديد، حيث يتم تحديد أسعار بيع الحقوق بالتنسيق بين اتحاد الكرة والرابطة الإسبانية.
تجدر الإشارة إلى أن دوري نجوم العراق نُقل في الموسم الماضي (موسمه الأول) عبر مجموعة قنوات عراقية وعربية. والحقوق الحصرية لنقل مباريات دوري نجوم العراق، بلغت نحو 18 مليار دينار.
أزمة مالية داخل الاتحاد العراقي لكرة القدم
وكشفت تقارير صحيفة عن أن الاتحاد العراقي لكرة القدم، يعاني من أزمة مالية خانقة ألقت بظلالها على واقع المنتخبات بمختلف فئاتها العمرية، كما أن هيئة الرئيس عدنان درجال تواجه صعوبات مالية كبيرة في العام الحالي، تتعلق بمصاريف المنتخبات ومشاركاتها الخارجية.
وبحسب تقرير للموقع العربي المختص في الشأن الرياضي "winwin" ظهر في شهر تموز الماضي، فإن ميزانية الاتحاد العراقي للعبة، تعاني من ضائقة مالية كبيرة، إذ وصلت ديون اتحاد الكرة إلى أكثر من 4 مليارات ما بين تذاكر سفر منتخبات وحجوزات فنادق ومصروفات، وذلك بسبب مشاركة المنتخب العراقي في التصفيات الآسيوية المزدوجة وأيضًا استضافة البطولات في العراقي بالعامين الأخيرين وعلى وجه التحديد بطولتي غرب آسيا للشباب والمنتخبات الأولمبية.
والأزمة المالية ألقت بظلالها على المنتخبات العراقية بشكل عام، حيث إن منتخب الشباب ذهب للمشاركة في بطولة غرب آسيا الأخيرة بالمملكة العربية السعودية، ولم يتم صرف أي مبالغ مالية له والمدربون عبّروا عن استيائهم الشديد، بسبب عدم صرف مستحقات اللاعبين لتدبر أمورهم هناك، وهذا الأمر أثّر أيضًا على وضعهم النفسي في البطولة لكنهم حاولوا إخفاء الأمر بشتى الطرق.
وحال المنتخب الأولمبي العراقي لم يكن أفضل من حال منتخب الشباب، خصوصًا أنهم توجهوا إلى فرنسا دون تكريمهم من الاتحاد العراقي بعد الإنجاز الكبير الذي تحقق بالتأهل لأولمبياد باريس، خصوصاً أن الاتحاد العراقي كان قد وعدهم بمكافآت مالية.
وأكثر المنتخبات العراقية تضررًا بالأزمة المالية لاتحاد الكرة، هو منتخب العراق للناشئين والذي توقفت تدريباته بتوجيه من الرئيس عدنان درجال مؤخراً، على الرغم من أن الوقت (تموز آنذاك) هو الأفضل للتدريبات مع بدء العطلة الصيفية للمدارس في العراق.
تجدر الإشارة إلى أن الاتحاد العراقي، حظِيَ بدعم مالي كبير من الحكومة العراقية التي وفرت للمنتخبات طائرات خاصة مع تخصيصات مالية لضمان توفير أفضل سبل الراحة لهم.
*أزمات دوري نجوم العراق
يواجه الدوري العراقي، المعروف باسم دوري نجوم العراق، مشكلة أخرى في موسمه الحالي أيضا، تتعلق بغياب العقوبات الانضباطية والإجراءات الرادعة بحق المخالفين، في هذه النسخة من المسابقة.
ووصلت مباريات الموسم الحالي من البطولة إلى الجولة الخامسة عشرة حتى الآن، ومن دون صدور أي عقوبات أو قرارات انضباطية من قبل الاتحاد العراقي لكرة القدم، على الرغم من وجود الكثير من المخالفات.
ووجد اتحاد اللعبة المحلي نفسه في موقف حرج جدًّا ولا يحسد عليه، إذ ليس باستطاعته إصدار عقوبات أو قرارات رادعة، كونه سبق وأن حلّ لجان الانضباط والاستئناف داخل الاتحاد، بالتالي لا توجد أي لجنة مختصة تصدر العقوبات بحق المخالفين، سواء من الإدارات أو الجماهير أو اللاعبين.
وكان من المفترض أن تعقد الجمعية العمومية في الاتحاد العراقي اجتماعها منتصف الشهر الحالي من أجل المصادقة على التقارير الإدارية والمالية، وأيضًا تشكيل اللجان المعنية من بينها لجنتا الانضباط والاستئناف، لكن الاجتماع لم يعقد بسبب شكوى تقدم بها العضوان كوفند عبد الخالق وغالب الزاملي لدى مركز التسوية الرياضي، الذي أصدر أمرًا ولائيًّا بإيقاف عقد اجتماع الجمعية العمومية.
كما أن عمل الاتحاد العراقي ما زال معلقًا ومرتبطًا بهذا الاجتماع، لذلك بدأت الهيئة العامة في الاتحاد العراقي بجمع الأصوات لطرح الثقة ببعض أعضاء المكتب التنفيذي، الذين حاولوا تأخير عقد الجلسة وتأخر الاستحقاقات المالية والرواتب للموظفين في الاتحاد العراقي، الذي بات في وضع صعب الآن.
الحكام الحلقة الأضعف في الدوري العراقي
وشهدت مباريات الدوري العراقي عددًا من المخالفات والاعتداءات، وعلى وجه التحديد بحق الحكام، حيث شهدت مباراة كربلاء ودهوك في الجولة الثالثة عشرة أحداثًا مؤسفة، بعد تعرض الحكم المساعد الأول حسين فلاح للاعتداء من قبل أحد جماهير كربلاء، حيث أُصيب الحكم في رأسه بواسطة "حجارة"، ما دفع الحكم محمد سلمان إلى إعلان نهاية المباراة قبل انتهاء وقتها الأصلي، وحتى اليوم لم يصدر الاتحاد العراقي أي قرار انضباطي بشأن هذه الأحداث.
ولم تنته الاعتداءات في الدوري العراقي عند هذا الحد، حيث شهدت مباراة نفط البصرة وزاخو في الجولة الخامسة عشرة حادثة جديدة أول أمس الاثنين، إثر تعرض حكم المباراة محمد طارق لإصابة بيده، بسبب أعمال شغب واشتباكات بين الجماهير بعد انتهاء المباراة، حيث نُقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم.