أزمة في البيت الكروي والسوداني يتدخل.. حلم المودنيال بين يونس ودرجال

انفوبلس/ تقارير
تصدُّع قد يُبدد حلم المونديال، خلافات وانشقاقات قبيل مدة قليلة من مباريات منتخبنا الحاسمة في تصفيات كأس العالم، مبادرة مباشرة من رئيس الوزراء ونفي رسمي للتوصل إلى بديل كاساس، فماذا ينتظر منتخبنا الوطني في حزيران؟
مبادرة السوداني
الخميس الماضي، قدم رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، ومستشاريه لشؤون الشباب والرياضة خالد كبيان وإياد بنيان، مبادرة للمساهمة في حل الأزمة الأخيرة التي شهدها البيت الكروي متمثلاً باتحاد كرة القدم العراقي.
وقال مستشار رئيس الوزراء للشؤون الرياضية خالد كبيان، إنه "حرصاً على سمعة الكرة العراقية ومكانتها، وبدافع من المسؤولية الوطنية، وبهدف التحرك إلى لمّ الشمل وتوحيد الصفوف، وجه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، للجلوس على طاولة حوار واحدة وحل الأزمة الواقعة في البيت الكروي".
وأضاف أن "هدف الجلسة هو تقديم حلول واقعية تُراعي المصلحة الوطنية العليا وتنسجم مع القوانين والنظام الأساسي للرياضة العراقية".
نزاع داخل الاتحاد.. إليك سبب تدخل السوداني
تؤكد مصادر داخل الاتحاد، إن “مطالبات ومناشدات في العلن دفعت رئيس الوزراء للتدخل في أزمة البيت الكروي، خاصة أن وضع اتحاد الكرة تأزم بسبب التقاطعات الشخصية وفي ظرف خانق للمنتخب الوطني خلال مشاركته بتصفيات كأس العالم ونتائجه الأخيرة، لذا فالجمهور والإعلام طالب بالتدخل لأن حلم التأهل بات على المحك، ومع ذلك فإن اتحاد الكرة غير مكترث بما يحصل وذهب باتجاه الصراع على توصيف الهيئة العامة وقضايا أخرى”.
وتضيف المصادر، أن “الدعوة الأخيرة لرئيس الوزراء من خلال مستشاريه للشؤون الرياضية إياد بنيان وخالد كبيان لحل المشاكل واضحة جدا، وربما ستكون الإجراءات حازمة كقطع التمويل المالي وكثير من التفاصيل التي تضر بالاتحاد”.
وعن مخاطر التدخل الحكومي في عمل اتحاد الكرة، تشير إلى أن “مؤشرات التدخل الحكومي مؤشرات مالية، فالدولة تمنح المال ومن حقها أن تراقبه، وقبل فترة وجيزة منحت قطع أراض وجوازات دبلوماسية لأعضاء الاتحاد لذا فإن من الصعوبة أن يذهب أحد منهم للشكوى لأنهم مازالوا طامحين بمزيد من الدعم”.
أزمة عقد كاساس والمدرب البديل
وعن غياب الأحاديث عن إقالة مدرب المنتخب الوطني الإسباني خيسوس كاساس، يشير إلى أن “هناك بنداً في عقد كاساس يلزم الاتحاد بعد إمكانية إقالة المدرب حتى إشعاره قبل مدة شهر، وهذا يستغل قانونيا إذا تحدث الأعضاء عن إقالته، لكن بعد هذه الضغوطات فالمدرب لا يمكن أن يستمر”.
أما المدرب البديل، تكشف المصادر أن “رئيس الاتحاد عدنان درجال ومن يؤيده في مجلس الإدارة مع خيار المدرب المغربي الحسين عموته حتى الآن لاعتبارات معرفته بالمنطقة ومنتخبَي الأردن وكوريا الجنوبية، لكن الجهة الأخرى في الاتحاد رغبتها مع المدرب المحلي”.
رغم ذلك، تؤكد مصادر أخرى لشبكة انفوبلس، أن جميع الأسماء المطروحة حاليا غير صحيحة وأن الأزمة الحقيقية هي عقد كاساس وشرطه الجزائي.
خلافات بين جبهتين داخل الاتحاد
تشير المصادر إلى أن “الخلافات داخل الاتحاد قسمت الأعضاء إلى جبهتين، الأولى تتكون من الرئيس عدنان درجال وعلي جبار وغانم عريبي وأحمد الموسوي وفراس بحر العلوم ورشا طالب”، لافتا إلى أن “الجبهة الأخرى تتكون من يونس محمود وغالب الزاملي ومحمد ناصر ورحيم لفتة وخلف جلال وكوفند عبد الخالق”.
أما بشأن المستقيل يحيى زغير، فتوضح المصادر أن “هذه الاستقالة يراها البعض شكلية، وذهب للاستقالة لأن الموقف يتطلب أن يقف مع طرف دون آخر”.
وتعتقد المصادر، أن “أزمة المنتخب الوطني ماضية نحو الحل بسبب تدخل رئيس الوزراء على الرغم من أن أحد مستشاريه أكد أن الدعم سيتوقف، لكن سرعان ما شاهدنا اهتمام رئيس الوزراء لذا أعتقد القضية ماضية نحو الحل”.
شرارة ما حدث
يذكر أن خلافات حادة وعدم اتفاق يشهدها اتحاد الكرة العراقي، وعدم التوصل إلى اتفاق مشترك لحل مشاكل عدة، منها تدهور نتائج المنتخب ونتائجه السلبية، وتسمية مدرب جديد للمنتخب وإنقاذ الكرة العراقية الذي يدخل في صراع صعب لبلوغ كأس العالم 2026.
من جهته، يؤكد مستشار رئيس الوزراء خالد كبيان في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، أن “تدخل رئيس الوزراء يتعلق بتوجيه الاتحاد والوقوف على التحديات والمشاكل وحلها حتى يستعد الاتحاد واللاعبون والمدرب الجديد لخوض المباريات المتبقية مع الأردن وكوريا الجنوبية التي نأمل منها تحقيق نتائج إيجابية”.
ويضيف كبيان، أنه “في ظل ظروف الخلافات الحالية فإن ثمة مشكلة وتداعيات نفسية ومعنوية على اللاعبين”، مشيرا إلى أن “رئيس الوزراء وجهنا بلقاء رئيس وأعضاء الاتحاد حتى تتم حلحلة مشكلاتهم بشكل نهائي، لكن حتى الآن لم نجتمع بأعضاء الاتحاد بسبب سفر رئيس الاتحاد إلى ماليزيا، لذا سيكون الاجتماع نهاية الأسبوع الحالي”.
وعما إذا ما اعتُبرت هذه الخطوات تدخلاً حكومياً يمكن أن يؤدي إلى عقوبات دولية على الرياضة، يُجيب مستشار رئيس الحكومة: “نحن لا نوجه الاتحاد إدارياً أو فنياً كي يعتبر تدخلاً حكومياً، نحن نحاول حل مشكلات الاتحاد وتقريب وجهات النظر، فأعضاء الاتحاد عجزوا عن حلّها، والحكومة تريد أن تساعد في ذلك”.
وعن مصير الدعم الحكومي ومتطلبات المدرب الجديد، يوضح أن “الحكومة داعمة من البداية إلى النهاية، وإذا ما احتاج الاتحاد إلى دعم فهو موجود، لكن مشكلاتهم حتى الآن ليست مالية، بل مشكلات إدارية تتعلق بالتقاطعات الشخصية وعدم التوافق وحدوث خلافات في كل اجتماع”.
أداء مخيّب
وواصل المنتخب العراقي نزيف النقاط الشهر الماضي بعد تعادله على ملعبه أمام الكويت بنتيجة 2/2، وخسارته أمام المنتخب الفلسطيني ليتوقف رصيده عند 12 نقطة ويتراجع للمركز الثالث، ويهدد حظوظه في التأهل المباشر، حيث يتمركز أمامه منتخب الأردن (13 نقطة) ثم كوريا الجنوبية في الصدارة (16 نقطة).
وسيختتم المنتخب العراقي مشواره في هذه المرحلة من التصفيات باختبارين في غاية الصعوبة خلال شهر يونيو حزيران المقبل، حيث يستقبل كوريا الجنوبية يوم 5، ويحل ضيفا على الأردن بعدها بـ5 أيام.
بالمقابل، أكد نائب رئيس اتحاد الكرة يونس محمود، بأنه غير مسؤول عن النتائج السلبية للمنتخب الوطني، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن عدنان درجال، رئيس الاتحاد، يتحمل المسؤولية المطلقة في إدارة شؤون المنتخب، بما في ذلك القرارات الفنية المرتبطة بمستقبل المدرب كاساس.
وجاءت تصريحات محمود بالتزامن مع حديث بإقالة كاساس إثر تراجع نتائج المنتخب في الفترة الأخيرة، لاسيما الخسارة أمام المنتخب الفلسطيني في تصفيات كأس العالم 2026.
لمن الكعب القانوني في القرارات؟
وتعقيبا على تنصل أعضاء الاتحاد عن المسؤولية، يشرح الخبير القانوني في الشؤون الرياضية أسامة عدنان، خلال حديث له تابعته شبكة انفوبلس، أن “المكتب التنفيذي يتكون من 13 عضوا والقرارات تكون بالنصف زائدا واحد، أي 7 أصوات، لذلك فإن الأمر الإداري للتعاقد مع خيسوس كاساس يحتوي على موافقة المكتب التنفيذي لكن جميع الأعضاء تنصلوا عن المسؤولية”.
وفيما يتعلق بصياغة العقد، يوضح أن “أي اتحاد يتعاقد مع مدرب، فإن الأخير يضع شروطا، والاتحاد يوافق، وهذا ما حصل مع جميع شروط كاساس”، مستدركا أن “الاتحاد كان عليه أن يتعاقد معه حتى نهاية تصفيات كأس العالم، وليس لغاية 2027 وبعدها إذا أراد أن يُقيله أو يبقي عليه فلا ضرر ماديا”.
ويضيف، أن “المادة الثامنة من عقد كاساس تنص على إخطار المدرب قبل شهر من موعد إقالته ودفع الشرط الجزائي، أي يجب أن يدفع الاتحاد 550 ألف دولار، 50 كراتب و500 كشرط جزائي عدا مساعديه، وإذا لم تُنفذ هذه المادة فإن المدرب سيحمّل الاتحاد مبالغ إلى نهاية 2027 بقيمة تصل إلى أكثر من مليون دولار”.
أما عن مخاطر التدخل الحكومي، يشير إلى أن “النظام الأساسي للاتحاد الدولي يؤكد على تحييد الدين والسياسة عن كرة القدم، كما أن لائحة الأخلاقيات للفيفا لا تسمح بالتدخل الحكومي، لذا فإن هذه التدخلات تبقى خطراً لأن الرياضة في العراق مرتبطة بالسياسة، وأي شخص يخالف ذلك سيواجه عقوبة، وإذا ما قام أحد بإرسال شكوى للاتحاد الدولي سيحقق الأخير فيها عبر لجانه”.