أزمة مباراة العراق وفلسطين تنتهي بقرار "غريب".. ما الهدف من إقامتها في الأراضي الأردنية؟

انفوبلس/ تقرير
يُثار الجدل في الشارع الرياضي خلال الساعات الماضية بعد أن ثبّت الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ملعب وتوقيت مباراة فلسطين والعراق في تصفيات آسيا الحاسمة المؤهلة إلى كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وإقامتها في استاد عمان الدولي، الأمر الذي أكده الاتحاد العراقي بعدما كان رافضاً لهذه الفكرة، فما السر وراء اختيار الأراضي الأردنية للقاء، وما هي ردود الفعل؟
يحتل منتخب العراق المركز الثاني في جدول ترتيب المجموعة الثانية من التصفيات برصيد 11 نقطة، متفوقا على الأردن صاحب المركز الثالث بفارق نقطتين ومتخلفًا عن المنتخب الكوري الجنوبي المتصدر بفارق 3 نقاط، فيما يحتل المنتخب الفلسطيني المركز الأخير برصيد 3 نقاط.
*تفاصيل قرار الاتحاد الآسيوي لكرة القدم
بحسب معلومات وردت لشبكة "انفوبلس"، فإن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ثبت مكان إقامة مباراة فلسطين والعراق في العاصمة الأردنية عمّان يوم 25 مارس/ آذار المقبل، إذ سيحتضن استاد عمان الدولي المواجهة عند الساعة التاسعة و15 دقيقة بالتوقيت المحلي، حيث تم تبليغ الاتحادين العراقي والفلسطيني بهذا القرار.
والاتحاد الفلسطيني، سبق أن طالب بإقامة مباراة الفدائي أمام العراق في استاد الشهيد فيصل الحسيني الدولي، إذ يرى بأن الأمور أصبحت هادئة ولا يوجد ما يدعو للقلق أو يهدد أمن المنتخب العراقي في حال جاء إلى فلسطين لخوض المباراة، لكن الاتحاد الدولي رفض إقامة المباراة هناك خصوصا بعدما التمس رفضا من الاتحاد العراقي الذي يرى بأن الوضع صعب جدا بسبب التصريحات الأمنية والتنقل وغيرها من الأمور.
إضافة إلى أزمة الموافقات الأمنية لدخول القدس، التي تصدر من جانب "الاحتلال الإسرائيلي"، وهو الأمر الذي قد يحرم المدير الفني الإسباني، خيسوس كاساس (51 عاماً)، من بعض نجومه، وهو أمر تكرر مع الأندية العراقية في زياراتها السابقة، خلال خوض البطولات الآسيوية.
كما أن الاتحاد الفلسطيني اختار عمان أرضا له، لأنه سيواجه المنتخب الأردني هناك قبل مواجهة منتخب العراق وبالتالي لا يريد مغادرة العاصمة الأردنية لتفادي الإرهاق على الرغم من أن الاتحاد العراقي كان يرغب بشدة إقامة المباراة في العاصمة القطرية الدوحة، كونها لا تعتبر أرضا لأحد الفرق المنافسة في مجموعته بتصفيات كأس العالم.
وبحسب المعلومات، فإن الاتحاد العراقي لكرة القدم، اقتنع بإقامة المباراة في العاصمة الأردنية، إذ يرى أنه لا يوجد عارض قانوني لإقامتها هناك ويعتقد أن الاتحاد الدولي سيرفض الاعتراض في حال قدمه كما حدث مع المنتخب الإيراني أثناء مرحلة التوتر في المنطقة، عندما واجه قطر في الإمارات، على الرغم من وجود الإمارات في نفس المجموعة.
وهذا الأمر أكده عضو الاتحاد العراقي لكرة القدم غالب الزاملي، بعدما أعلن، مساء اليوم الخميس 27 شباط/ فبراير 2025، عن أن مباراة العراق وفلسطين ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026 ستقام في العاصمة الأردنية عمّان خلال آذار المقبل.
وقال الزاملي عقب تسريب المعلومات التي وردت لشبكة "انفوبلس"، إن الاتحاد الفلسطيني اختار الأراضي الأردنية كملعب بديل لمواجهة "أسود الرافدين، والاتحاد العراقي لا يمانع إقامة المباراة هناك، احترامًا لرغبة الجانب الفلسطيني، لافتا الى أن المنتخب العراقي مستعد للعب في أي مكان، مشيراً إلى أن الاتحاد سيضع منهاجًا خاصًا لإعداد الفريق بالتنسيق مع المدرب خيسوس كاساس، تحضيراً لمواجهتي فلسطين والكويت في التصفيات.
في المقابل كشف رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عدنان درجال في تصريح تناقلته مواقع محلية ومواقع التواصل الاجتماعي، ان الاتحاد الآسيوي اختار الأردن مكاناً لإقامة مباراة فلسطين والعراق، ونتمنى من الجماهير العراقية عدم تهويل الأمور ويجب أن يثقوا بالمنتخب العراقي، لأن منتخب أسود الرافدين قوي وسبق له أن تأهل إلى كأس العالم وهو يلعب التصفيات خارج أرضه.
وقبل اللقاء المنتظر، سيواجه المنتخب العراقي نظيره الكويتي في محافظة البصرة على أستاذ "جذع النخلة" الدولي يوم 20 مارس/ آذار المقبل، فيما سيواجه المنتخب الفلسطيني نظيره الأردني في عمان في بالتوقيت ذاته.
لماذا تتغير الموقف؟
في نهاية العام الماضي 2024، قال النائب الثاني لرئيس الاتحاد العراقي يونس محمود، إنه "في حال اختار الاتحاد الفلسطيني خوض المباراة في الملاعب الأردنية سنتواصل معهم بهذا الخصوص قبل تقديم اعتراض رسمي للجهات المختصة في الاتحادين الدولي والآسيوي لنقل المباراة إلى خارج الأردن وفي دولة عربية أخرى من دول المنطقة".
وأكمل: "ليس لدينا أي امتعاض من الملاعب الأردنية لا سيما أننا سنخوض آخر مواجهاتنا في التصفيات هناك، ولكن فيما يخص خوض مباراتين على أرض منافس مباشر على نيل البطاقة المؤهلة إلى كأس العالم، سنطلب تغيير الملعب وهو واحد من أبسط حقوقنا ولكن مع ذلك منتخبنا لديه الثقة في خوض المباراة في أي مكان يختاره الأشقاء، لكن يبدو ان ما قاله "السفاح العراقي" لم ينفذ بعد ان حسم الامر واختار اللعب في الأراضي الأردنية.
والغريب أكثر ان الاتحاد العراقي لكرة القدم أصدر بيانا قبل شهر، أكد فيه بأن "فيفا أكد على إقامة مباراة في ملعب محايد على أن لا يكون ضمن ملاعب منتخبات مجموعتنا"، لكن رئيس الاتحاد الفلسطيني خرج وقال في اليوم الثاني بأن بيان الاتحاد العراقي غير صحيح، وثبت اليوم صحة كلامه بعد تأكيد الفيفا على إقامة المباراة في الأردن!
وكان المنتخب العراقي قد فاز على نظيره الفلسطيني 1-0 في مباراة الذهاب بين المنتخبين، والتي أقيمت على ملعب البصرة الدولي في 10 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2024، ضمن منافسات الجولة الثالثة من التصفيات.
وبحسب حديث الشارع الرياضي العراقي – استطلاع أجرته شبكة "انفوبلس" – فإن اختار اللعب في الأراضي الأردنية هي مؤامرة على المنتخب العراقي من أجل استفادة المنافس المباشر للعراق (الأردن) على نيل البطاقة المؤهلة إلى كأس العالم، محملين، الاتحاد العراقي لكرة القدم النتائج المحتملة لهذا القرار.
وبحسب الاستطلاع، فإن نحو 90% من العراقيين "غير راضين" على قرار الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، بتثبيت مكان إقامة مباراة فلسطين والعراق في العاصمة الأردنية عمّان يوم 25 مارس/ آذار المقبل، إذ سيحتضن استاد عمان الدولي اللقاء.
وكان المنتخب الفلسطيني قد اختار العاصمة الماليزية كوالالمبور ملعباً بيتياً لمباراته أمام نظيره الأردني، في الجولة الثانية من تصفيات بطولة كأس العالم 2026، قبل أن يختار العاصمة القطرية الدوحة ملعباً بيتياً للمواجهة أمام الكويت في الجولة الرابعة، واختار العاصمة الأردنية عمان لاستضافة نظيره الكوري الجنوبي في الجولة السادسة، في ظل عدم مقدرته على استضافة المباريات على ملعبه في فلسطين، بسبب التأثيرات الناجمة عن حرب الإبادة الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، التي تسببت في إيقاف المنافسات الرياضية على أرض فلسطين، وتدمير أكثر من 287 منشأة رياضية، واستشهاد أكثر من 382 لاعباً.
وبحسب نظام التصفيات، فقد جرى تقسيم المنتخبات إلى ثلاث مجموعات، تضم كل مجموعة ستة منتخبات، ويتأهل أول فريقين في كل مجموعة مباشرة إلى كأس العالم 2026، فيما تخوض المنتخبات أصحاب المركزين الثالث والرابع الدور الرابع من التصفيات.
*استعدادات المنتخب العراقي
يأمل المدير الفني للمنتخب العراقي لكرة القدم، الإسباني خيسوس كاساس (51 عاماً)، في امتلاك أفضل الخيارات على مستوى جميع الخطوط قبل مواجهتي الكويت وفلسطين الحاسمتين، في مارس/ آذار المقبل، ضمن التصفيات الآسيوية الحاسمة المؤهلة لكأس العالم 2026.
ويعد ترميم خط الدفاع التحدي الأبرز، وهو الأمر الذي عانى منه "أسود الرافدين" خلال مشوارهم في التصفيات الآسيوية وبطولة كأس الخليج الأخيرة، التي ودّعوها من الدور الأول، سواء في عمق الدفاع أو الظهير الأيمن، وهما مركزان أثارا قلق كاساس، لذا سيكون مطالباً بإيجاد حلول عاجلة لهما في الفترة المقبلة.
ويتمثل التحدي الثاني في تحفيز بعض اللاعبين من أجل استعادة مستواهم المعهود، إذ يعاني كوكبة من نجوم منتخب العراق، خصوصاً لاعبي الدوري المحلي، تراجعاً كبيراً في مستواهم، لذا سيحاول المدير الفني الإسباني مساعدتهم في العودة إلى السكة الصحيحة.
كما أن مدرب المنتخب العراقي قرر تغيير موعد المعسكر في مدينة البصرة، إذ كان من المفترض أن يقام في العاشر من الشهر المقبل، لكن المدرب قرر إقامته في السادس عشر من الشهر ذاته لعدة أسباب، تتعلق بحضور اللاعبين العراقيين المحترفين في خارج العراق.
وسيختار المدرب قائمته النهائية مطلع مارس/ آذار المقبل، إذ من المتوقع أن تضم مجموعة كبيرة من اللاعبين المحترفين في خارج العراق، بالتالي فإن أغلبهم لن يتمكنوا من الحضور إلى العراق قبل هذا الموعد، لذلك فضل المدرب الإسباني أن يكون انطلاق المعسكر قبل 4 أيام فقط من مباراة الكويت، ليكون التركيز بأعلى المستويات.
وبحسب مصادر رياضية تحدثت لشبكة "انفوبلس"، فان كاساس سيغيّر من أسلوبه في التدريبات، وفق الموعد الجديد للمعسكر، إذ سيعتمد على التدريبات اليومية المكثفة لرفع مستوى اللياقة البدنية للاعبين، على الرغم من أنه يتواصل بشكل مستمر معهم، ليكون على اطّلاع بوضعهم البدني والفني، لذلك سيكمل عمله ومتابعته معهم في المعسكر التدريبي الأخير قبل مواجهة الكويت.
والمدرب الإسباني لم يطلب من الاتحاد العراقي إقامة مباراة ودية في البصرة قبل مواجهة الكويت، إذ ستكون التدريبات كافية لتوجيه اللاعبين وتحديد المهام الموكلة إليهم، وكذلك سيعول بشكل كبير على الحضور الجماهيري الغفير المتوقع في ملعب البصرة الدولي بيوم المباراة أمام الكويت، لكسب نقاط المباراة.
ووفقا للمصادر (رفضت الكشف عن هويتها) فإن المدرب بصدد الاعلان عن القائمة النهائية للمنتخب العراقي، بعد إكمال نقل ملف لاعب ساربسبورغ النرويجي إيمار شير من الاتحاد السويدي إلى نظيره العراقي.
مؤخراً، خرج رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، عدنان درجال بتصريحات أكد فيها أن الجميع دخل في حالة طوارئ، استعداداً لمواجهتي أسود الرافدين الحاسمتين، بتصفيات آسيا المؤهلة إلى كأس العالم 2026، المقررة إقامتها في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.