أزمة مدرب المنتخب العراقي الجديد تتصاعد.. وواتساب يفجر خلافات في اتحاد الكرة!

انفوبلس / تقرير
لا يزال المنتخب العراقي ينتظر حسم مسألة مدربه الجديد بعد إقالة الإسباني خيسوس كاساس شفهياً، على خلفية تراجع نتائج أسود الرافدين في تصفيات آسيا الحاسمة المؤهلة إلى كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وسط خلافات حادة داخل الاتحاد العراقي، فأين وصلت هذه القضية؟ وماذا عن تسريب عقد كاساس؟
وتعادل المنتخب العراقي مع الكويت (2-2) وخسر أمام فلسطين (1-2) في إطار مباريات الجولتين السابعة والثامنة من التصفيات المونديالية، حيث تراجعت حظوظ الفريق في حصد المركز الثاني والتأهل مباشرةً إلى كأس العالم 2026، إذ يحتل حالياً المركز الثالث في المجموعة الثانية برصيد 12 نقطة.
آخر المستجدات
يعقد اتحاد كرة القدم، اليوم الاثنين، اجتماعاً مهماً في مقرّ رابطة لاليغا الإسبانية لمناقشة وحسم قضية المدرب الذي سيقود المنتخب الوطني في مباراتيه الحاسمتين أمام كوريا الجنوبية والأردن يومي الخامس والعاشر من حزيران المقبل ضمن الجولتين الأخيرتين للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم (2026) في أميركا وكندا والمكسيك.
وسبق لاتحاد كرة القدم أن أجرى أمس الأول السبت اجتماعاً ناقش فيه أبرز البنود والفقرات التي سيتضمنها اجتماع عموميته المرتقب، كما تم التطرق إلى عدد من الأسماء التدريبية المرشحة لقيادة أسود الرافدين في الفترة القريبة المقبلة.
وتبدو نية الاتحاد ثابتة تجاه الاستغناء عن الإسباني خيسوس كاساس وجهازه المساعد وتم إخطاره بذلك رسمياً قبيل الإعلان عن القرار امتثالاً لشروط العقد الموقع بين الطرفين.
وبحسب مصادر موثوقة، فإنَّ رئيس الاتحاد عدنان درجال تربطه علاقة ممتازة مع المدرب المغربي الحسين عموتة كونهما عملا في قطر خلال نفس الحقبة، إنَّ درجال استغل تلك العلاقة عبر التواصل مع عموتة، في محاولة لإقناعه بقيادة المنتخب بنظام الإعارة من ناديه الحالي في المباراتين المرتقبتين، وستبقى محاولة إقناع إدارة النادي الإماراتي وتوفر السيولة المالية اللازمة هما العقبة الأبرز أمام إتمام هذا الاتفاق.
وخلافاً لذلك، يرى غالبية أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد أنَّ المرحلة المقبلة وبسبب الأزمة المالية وعدم توفر الوقت الكافي تتطلب التعاقد مع مدرب محلي كونه الأقرب للاعبين وعلى دراية تامة بمستويات المنتخبات المنافسة، ومن بين الخيارات التي برزت بقوة على طاولة الترشيح هم حكيم شاكر وعبد الغني شهد وباسم قاسم.
وبحسب حديث عضو اتحاد الكرة فراس بحر العلوم فإن الاجتماع الذي جمع عدنان درجال و كاساس خص شروط الأخير مقابل موافقته على فسخ العقد والتوصل إلى حل يرضي الطرفين"، مبينا أن "كاساس وافق على فك التعاقد بالتراضي بشرط دفع الشرط الجزائي الذي كان مطلبه، وهو الشرط الأول والأهم مقابل موافقته لفسخ العقد بالتراضي".
وأضاف، إنه "طلب شرطاً ثانياً، هو صرف راتب شهر واحد لكل شخص من كادره التدريبي المساعد.
إلى ذلك، يؤكد المحلل الفني السابق للمنتخب العراقي علي النعيمي أن "مبدأ ترشيح المدرب الجديد للمنتخب العراقي، سواء كان أجنبياً أم محلياً، يجب أن ينبع من دراسة فنية عميقة لتاريخه المهني، لا الاكتفاء فقط بسرد الأرقام وإحصائيات الفوز والخسارة، بل التحري عن أسلوبه الخططي، فلسفته التدريبية ومهاراته القيادية والإجابة عن السؤال هل تتماشى مواصفاته مع ظروف البيئة الكروية العراقية وإمكانية تطويع لاعبينا مع هذا النهج".
وأضاف النعيمي: "تحليل سيرة المدرب الأجنبي وفهم أفكاره الخططية قد يكون أسهل بكثير من الحديث عن محطات نظيره المحلي، إذ يوصف الأخير بأنه الأقرب للاعبي العراق وهذه النقطة أيضاً بحاجة لإثبات فني لا عاطفي، أجد أن فلسفة الأجنبي التدريبية دائماً ما تكون موثقة في الأكاديميات والمواقع العالمية ومرصودة من جانب اللجان الفنية الأوروبية، أو يمكن الاستدلال عليها عبر منصات التحليل ولكن فيما يتعلق بالمدرب المحلي فإن الأمر يكون صعباً".
الأرقام تظلم المدرب المحلي في سباق الترشح لقيادة المنتخب العراقي
وتابع النعيمي يقول: "الحصول على معلومات فنية موثوقة بشأن الكفاءات العراقية التدريبية أمر صعب جداً، نظراً لعدم وجود توثيق أو تحليل احترافي كافٍ لهم في اتحاد الكرة العراقي، فمنذ سنوات والرهان يقتصر فقط على الذاكرة العقلية لتجاربهم مدعومة بالمواد الفيلمية دون تحديث هذا الأمر ومواكبة ما يحدث في دول العالم التي تتعاقد مع منصات رقمية موثوقة لحساب كل صغيرة وكبيرة تتعلق باللاعبين والمدربين المحليين الذين حرموا من توثيق الكثير من الأرقام والإنجازات".
وبيّن قائلاً: "المنتخب العراقي متأرجح حاليا بين المدرب المحلي والأجنبي، لأنه لا يعلم ما توجهات الاتحاد بعد حقبة كاساس سواء على المدى القريب أو البعيد، إذ لا يزال مترنحاً بين ردود الأفعال دون أيّة رؤية أو إستراتيجية واضحة مع ذلك، أقول إنه إذا تم إسناد مهمة تدريب أسود الرافدين إلى مدرب عالمي أو وقع الاختيار على مدرب محلي مجتهد مثابر فإن كليهما من حيث المبدأ سيبحثان عن النقاط الستة أمام كوريا الجنوبية والأردن بكل الطرق والأساليب الممكنة والإمكانات المتاحة والظروف وتجنب الملحق".
الجدير بالذكر أن منتخب أسود الرافدين، يحتل المركز الثالث في جدول ترتيب المجموعة الثانية من التصفيات برصيد 12 نقطة، متخلفاً عن الوصيف المنتخب الأردني بفارق نقطة واحدة، فيما يتخلف عن المنتخب الكوري الجنوبي بفارق 4 نقاط.
سِجال ومشادات كلامية في الاتحاد العراقي
كشف عضو الاتحاد العراقي لكرة القدم غالب الزاملي، عن وجود أزمة في الاتحاد العراقي تتعلق بتطبيق "واتساب"؛ وذلك بالتزامن مع أزمة تراجع نتائج المنتخب العراقي في تصفيات آسيا المؤهلة إلى كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
وقال الزاملي في تصريحات: "رئيس اتحاد الكرة عدنان درجال عقد اجتماعا مع حاشية مدرب العراق المقال خيسوس كاساس من أجل مناقشة إنهاء عقده بشكل رسمي وباتفاق يرضي الطرفين دون الحاجة للتوجه إلى خيار دفع الشرط الجزائي، لكن هذا الاجتماع لم يتم عن طريق منصة (زوم) وعبر الحساب الرسمي للاتحاد وإنما عن طريق (واتس آب)، حيث حاول درجال إخفاء تفاصيل هذا الاجتماع عن بقية الأعضاء وهذا الأمر أثار علامات استفهام حول شفافيته".
والاجتماع جرى دون حضور أعضاء اللجنة المكلفة بمتابعة هذا الملف، وهم نائب رئيس الاتحاد يونس محمود وعضو الاتحاد محمد ناصر ورشا طالب، فيما كان المحامي جمال الأسدي هو الحاضر الوحيد لأسباب قانونية، لكن عقد الاجتماع مع كاساس وحاشيته على (واتساب) حال دون تمكّن أي عضو من الدخول والاطلاع على تفاصيله، حيث برر درجال استخدام هذا التطبيق تلبية لرغبة كاساس، وهو تبرير غير مقنع، خصوصا وأن الاجتماع المغلق بين الطرفين أثار شكوكا وشبهات داخل الاتحاد بشأن بنود الاتفاق، بحسب الزاملي.
وبين بالقول: "وقعت مشادة خلال اجتماع اتحاد الكرة العراقي، عندما طلب عضو الاتحاد كوفند عبد الخالق عرض تفاصيل الاجتماع أو تسجيله، ما أثار غضب درجال الذي تهجم عليه، وكاد الأمر يتطور إلى اشتباك بالأيدي لولا تدخل الأعضاء الحاضرين".
وأردف: "نود التأكيد بأن العمل داخل الاتحاد يفترض أن يكون مشتركا وبموجب اللوائح، وأن يكون جميع الأعضاء مطلعين على ما يحدث، باعتبارهم منتخبون من قبل الهيئة العامة، وذلك لتحقيق المصلحة العامة لكرة القدم العراقية".
كما يرى أمين السر الأسبق للاتحاد العراقي لكرة القدم باسم جمال، أن الإبقاء على المدرب الإسباني خيسوس كاساس على رأس الجهاز الفني للمنتخب العراقي يعد إهانة لكرامة العراق وجماهيره.
وقال جمال،"إن بقاء المدرب كاساس على رأس الجهاز الفني للمنتخب العراقي هو إساءة واضحة وصريحة لكل رياضي عراقي بل أستطيع القول إنها إهانة للعراق وكرامته بشكل مباشر، كون الإسباني لا يجيد التدريب بشكل جيد وهو محلل للأداء ولا يمكنه اتخاذ القرارات الحاسمة والآنية في المباريات وما يمتلكه من صفات لا يشفع له بأن يكون مدربا للمنتخب العراقي الباحث عن هويته".
الاتحاد العراقي بسبب خلافاته الكثيرة أثر بشكل كبير جدا على وضع المنتخب الأول ومشواه في التصفيات المونديالية، خصوصا أن الحلول الفردية وسياسة التفرد بالقرار من قبل رئيس الاتحاد تثير تساؤلات عديدة عن الدافع لها، لأن قرار الاتحاد العراقي يجب أن يكون بأغلبية الأصوات وليس بتكميم الأفواه واستعمال العصا وربما الجزرة في بعض الأحيان لأن هذا الأمر يفقد ثقة الشارع الرياضي بالاتحاد، ووفقا لباسم.
مقترح لحل مشكلة المنتخب العراقي بعد إخفاق خيسوس كاساس
وتابع: "الفرصة للتأهل المباشر ما زالت سانحة على الرغم من إن الأمور تتجه إلى الذهاب للملحق الآسيوي الذي سيكون التأهل فيه أشبه بالمستحيل لتقلص حظوظ التأهل وأيضا قوة المنتخبات التي ستتنافس في هذه المرحلة، لأن العراق إن لم يتمكن من تحقيق الفوز في مباراتي كوريا الجنوبية والأردن فإنه سيضيع على نفسه أسهل طريق وفرصة لبلوغ كأس العالم للمرة الثانية في تاريخه بعد مونديال 1986".
وأكمل قائلا: "حل المنتخب العراقي في الوقت الحالي هو الاستعانة بمدرب محلي لا غير، كونه يعلم جيدا طبيعة تفكير اللاعب العراقي وعقليته على عكس المدرب الأجنبي الذي يحتاج إلى وقت طويل جدا كي يطبق أفكاره وفرص نجاحه ستكون مرهونة بمباراتين حاسمتين تكون نسبة الفشل فيها أكبر من النجاح لذلك على الاتحاد أن يختصر الطريق ويسمي مدربا محليا لقيادة أسود الرافدين وإنقاذ ما يمكن إنقاذه".
وبحسب خبراء فإن على الاتحاد العراقي لكرة القدم وعند اختيار المدرب الجديد، يتوجب عليه الاعتماد على ستة معايير فنية، وهي الفلسفة الخططية في بناء الفريق والمرونة التكتيكية والقدرة على التكيف مع أنظمة اللعب وتجاربه مع المنتخبات الوطنية المتعددة، ومدى معرفته بالبيئة الإقليمية وتجاربه مع تحسين أداء المنتخبات التي أشرف على تدريبها، ومدى اهتمامه في تطوير المواهب الشابة.
وسيلاقي المنتخب العراقي نظيره الكوري الجنوبي في الخامس من يونيو/ حزيران المقبل في ملعب البصرة الدولي، فيما سيواجه نظيره الأردني في العاشر من الشهر ذاته على استاد عمان الدولي ضمن الجولتين التاسعة والعاشرة من تصفيات كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
ماذا عن تسريب عقد كاساس؟
وبحسب مصادر رياضة فإنه، تم تسريب عقد مدرب المنتخب الوطني، خيسوس كاساس، في واحدة من أبشع صور انتهاك الخصوصية، وهي ليست مجرد مخالفة إدارية، بل جريمة مكتملة الأركان بحق الرياضة العراقية وسمعة البلد.
العقد الذي يُفترض أن يبقى ضمن نطاق السرية المهنية لأغراض التقييم والتدقيق، تحوّل إلى مادة للتداول والجدل على منصات التواصل، ما يكشف عن خلل جسيم في التعامل مع الوثائق الرسمية. والأخطر من ذلك، أن مصدر التسريب – بحسب المعلومات المتداولة – هو الدائرة القانونية في مجلس النواب، التي طلبت العقد من اتحاد الكرة لغرض التدقيق فقط، فإذا بها تخرق الثقة وتحوّله إلى ورقة ضغط إعلامية.
ما حدث يستوجب تحقيقًا عاجلًا ومحاسبة صارمة، لأن تسريب عقود حساسة كهذه لا يضرب فقط سمعة الاتحاد أو المدرب، بل يسيء إلى صورة الدولة ومؤسساتها أمام العالم، ويجعل التعامل مع الجهات الرسمية محفوفًا بالخطر، بحسب مسؤولين.
والأمر لا يتوقف عند حدود الضرر المعنوي، بل يتعداه إلى الجانب القانوني، إذ أن المدرب كاساس يمتلك كامل الحق القانوني في مقاضاة اتحاد الكرة العراقي أو أي جهة تسببت في تسريب عقده، لما يمثله ذلك من خرق صريح لشروط السرية وحقوق التعاقد.
ويملك كاساس بنداً في عقده مع الاتحاد العراقي، يجبر الأخير على دفع شرط جزائي يبلغ 500 ألف دولار، حال إقالته من منصبه، مع ضرورة إخطاره بالإقالة، قبل شهر على أقل تقدير.