أسماء جديدة واستبعاد "مستغرب".. قراءة تحليلية حول قائمة العراق لمواجهتي الكويت وفلسطين

انفوبلس/ تقرير
شهدت قائمة العراق النهائية المستدعاة لخوض مواجهتي الكويت وفلسطين، ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، الكثير من المفارقات التي سبّبت جدلاً كبيراً في الشارع الرياضي العراقي، فهل مشاركة "اسود الرافدين" المخيبة في كأس الخليج الأخيرة وراء ذلك؟ وما هي أبرز الأسماء المستبعدة؟
وسيواجه المنتخب الوطني العراقي منتخبي الكويت وفلسطين في الجولتين السابعة والثامنة من التصفيات المونديالية الحاسمة يومي 20 و25 مارس/ آذار الحالي2025، في محافظة البصرة والعاصمة الأردنية عمان.
*قائمة كاساس
وأعلن مدرب المنتخب العراقي، خيسوس كاساس، أمسالأربعاء، استدعاء 29 لاعبًا لمواجهتي الكويت وفلسطين. وتألفت القائمة التي استقر عليها خيسوس كاساس من (29) لاعبًا هم كل من:
حراسة المرمى: جلال حسن، أحمد باسل، علي كاظم، كميل سعد.
خط الدفاع: آكام هاشم، مناف يونس، ريبين سولاقا، آدم طالب، فرانس ضياء، حسين علي، آلاي فاضل، شربل شمعون.
خط الوسط: أمير العماري، محمد الطائي، لوكاسشليمون، أمجد عطوان، إبراهيم بايش، يوسف أمين، علي جاسم، أسامة رشيد، هارون أحمد، زيدان إقبال، ميرخاسدوسكي.
خط الهجوم: أحمد يحيى، ماركو فرج، علي يوسف، علي الحمادي، مهند علي، أيمن حسين.
وعلى صعيد متصل، أوضح مدرب المنتخب العراقي في بيان لاتحاد الكرة العراقي، أن العدد ارتفع إلى (29) لاعبًا، وذلك تحسبًا في حالة تعرض بعض اللاعبين إلى الحرمان كون هناك (4) لاعبين يحملون بطاقة صفراء واحدة هم كل من: حسين علي وأيمن حسين وأمير العماري وميرخاسدوسكي، إضافة إلى حرمان أمجد عطوان من المواجهة الأولى ضد الكويت بسبب تراكم البطاقات الصفراء.
ومن المؤمل أن يغادر وفد المنتخب الوطني العراقي إلى البصرة في 15 من الشهر الحالي، وستكون أولى حصصه التدريبية يوم 16 في المدينة الرياضية بالبصرة.
أبرز الغيابات والاستدعاءات في قائمة كاساس
شهدت قائمة المنتخب العراقي غياب 9 لاعبين، سبق وأن معظمهم كان حاضرًا في المباريات السابقة في تصفيات كأس العالم، وكذلك شاركوا في بطولة كأس الخليج (خليجي 26) الأخيرة في الكويت، حيث تباينت أسباب الاستبعاد بين عدم قناعة فنية وعدم جاهزية وأسباب أخرى.
إذ إن قائمة أسود الرافدين شهدت غياب لاعبَي القوة الجوية مصطفى سعدون وزيد تحسين، وكذلك شهدت غياب مدافع النجمة السعودي علي عدنان ولاعب دهوك بيتر كوركيس، إذ قرر كاساس استبعاد اللاعبَين بسبب قناعاته الفنية، حيث يرى أن هناك لاعبين آخرين أحق منهم بتقمص زيّ المنتخب، إذ استدعى لمركز الظهير الأيمن مدافع أوربيور السويدي آلاي فاضل ومدافع ويسترن يونايتد الأسترالي شربل شمعون (لأول مرة)، بدلًا من مصطفى سعدون، وقرر استدعاء مدافع ماريبورالسلوفيني آدم طالب ومدافع بورت التايلاندي فرانس بطرس بدلًا منه زيد تحسين وعلي عدنان، وكذلك قرر استدعاء ظهير الشرطة أحمد يحيى بدلًا من مهند جعاز.
لكن اللاعب الذي شكّل غيابه صدمة للجماهير العراقية، هو المحترف في صفوف ساربسبورغ النرويجي إيمار شير، حيث كان المدرب كاساس مقتنعًا جدًّا به، وأراد بقوة ضمه إلى المنتخب العراقي، فعلى الرغم من اكتمال وثائقه ونقل ملفه إلى الاتحاد العراقي، لم يرغب كاساس بضمه للقائمة الحالية، إذ يسعى المدرب إلى الزجّ به في الوقت المناسب، وفي مباريات أقل أهمية، ولعله سيكون موجودًا في المباريات التجريبية المقبلة، قبل وضعه في التشكيلة.
كما قرر كاساس أيضًا عدم استدعاء ثلاثة لاعبين كان من المتوقع لهم أن يمثلوا المنتخب الوطني في المرحلة الحالية، وهم لاعب النجف محمد قاسم، ولاعب الزوراء حسن عبد الكريم، وظهير الشرطة أمير صباح، إذ لم يتم استدعاء اللاعبين لأسباب فنية، كون المدرب يرى بأنه ليس بحاجة إليهم على الأقل في الفترة الحالية، كما غاب محترف باختاكور الأوزبكي بشار رسن عن القائمة، إذ يرى المدرب بأن خط الوسط مكتمل بوجود أمجد عطوان وزيدان إقبال وأسامة رشيد وأمير العماري.
وشهدت قائمة المنتخب العراقي حضور لاعبين لأول مرة مع أسود الرافدين وهما كل من لاعب دهوك هارون أحمد وظهير أيمن ويسترن يونايتد الأسترالي شربل شمعون.
ويحتل المنتخب الوطني العراقي المركز الثاني في جدول ترتيب المجموعة الثانية من تصفيات كأس العالم، بعدما حصد 11 نقطة من 3 انتصارات وتعادلين وخسارة واحدة، متخلفًا بفارق 3 نقاط فقط عن المتصدر كوريا الجنوبية، مقابل تسع نقاط للأردن، وست لعُمان، وأربع للكويت، وثلاث لفلسطين.
*أسباب تدعو للتفاؤل
ورغم الجدل الكبير على قائمة منتخب العراق لمواجهتي الكويت وفلسطين، حظيت بإشادة كبيرة نوعا ما من الشارع الرياضي العراقي لسببين، إذ يقول اللاعب الدولي السابق سعد قيس، إن "المدرب خيسوس كاساس، وبعد مشاركة العراق في كأس الخليج بالكويت، أعاد حساباته بشكل كبير، ووضع مجموعة أولويات في عمله. أعتقد أنه لم يفوّت متابعة أغلب المباريات للاعبيه المهمين، وهو الأدرى بوضعهم ولياقتهم البدنية. وبكل تأكيد، فإن الفرصة ستكون للأجهز والأفضل من أجل حصد نقاط مباراتي الكويت وفلسطين في تصفيات المونديال".
ويضيف، يبقى المدرب خيسوس كاساس هو المسؤول الأول والأخير عن خياراته، بالرغم من الحديث والجدل الذي يثار بعد كل قائمة للمنتخب العراقي. في النهاية، إذا فاز المنتخب العراقي فالجميع سيشيد بالمدرب وبخطته وخياراته، سواء في القائمة أو التشكيلة. أما إذا خسر، فسيتعرض لانتقادات لعدم قدرته على تحقيق نتيجة إيجابية، وسيكون في وجه المدفع ولا أحد سواه.
ويتابع ان التشكيلة شهدت غياب ثنائي القوة الجوية، زيد تحسين ومصطفى سعدون، إضافة إلى غياب محمد قاسم وحسن عبد الكريم. أعتقد أن هذه الأسماء كانت تحت متابعة كبيرة من قبل المدرب الإسباني خيسوس كاساس، لكنه قرر التوجه إلى لاعبين آخرين ومنحهم الفرصة، خصوصًا مع تراجع مستويات بعض اللاعبين المبعدين. وربما يرى المدرب أن هؤلاء الأسماء ليست الأنسب لمباراتي الكويت وفلسطين، لكنه قد يستدعيهم في المستقبل.
وقائمة منتخب العراق تدعو إلى التفاؤل، وأعتقد أنها الأنسب في الوقت الحالي – بحسب حديث قيس - لأن المدرب الإسباني خيسوس كاساس يعتمد بشكل كبير على اللاعبين المحترفين في أوروبا والخليج. أما السبب الثاني للإشادة بالقائمة، فهو أنها تمثل مزيجًا بين الخبرة والشباب، حيث يوجد عدد كبير من اللاعبين الصغار في السن، الذين سيكون لهم دور أكبر مع المنتخب في المستقبل القريب.
ولم يتمكن منتخب أسود الرافدين من التأهل إلى كأس العالم سوى مرة واحدة كانت في نسخة عام 1986 في المكسيك، إذ خرج من دور المجموعات بعد خسارته أمام البارغواي 1-0 والمكسيك بذات النتيجة وأمام بلجيكا بنتيجة 2-1.
ويعتقد لاعب المنتخب العراقي السابق عدنان محمد، أن منتخب أسود الرافدين أمام خيارين لا ثالث لهما في مباراتيه المقبلتين ضمن تصفيات آسيا الحاسمة المؤهلة إلى كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
ويقول محمد، إن منتخب العراق أمام خيارين لا ثالث لهما في مباراتي الكويت وفلسطين المقبلتين في التصفيات، فإن حقق الفوز في المواجهتين سيتأهل إلى كأس العالم وإن تعثر فإن منتخب أسود الرافدين لن يتأهل إلى المونديال حتى إن لعب في الملحق بالتصفيات، لأنه حينها يجب أن نقرأ على الفريق السلام لأنه لم يتمكن من استثمار كل الظروف لحصد بطاقة التأهل.
المنتخب العراقي يمتلك كل المؤهلات لحصد 6 نقاط أمام الكويت وفلسطين – والكلام لمحمد - ولا أعتقد أن المنتخبين المنافسين سيشكلان تهديدا له لأن الظروف ستكون في صالحه، إذ سيواجه الكويت في البصرة ومع وجود الزخم الجماهيري ستكون المباراة أسهل على أسود الرافدين وكذلك في مباراة فلسطين، فعلى الرغم من إقامتها في عمان، إلا أن المنافس يعاني من ظروفه الصعبة.
ويبين: "المنتخب العراقي لن يجد فرصة أسهل من هذه للوصول إلى كأس العالم، لحسن الحظ أن المنتخبات التي يواجهها هي أقل منه في تصنيف الاتحاد الدولي وسبق للمنتخب العراقي أن واجههم في العديد من المباريات بمختلف البطولات الودية والقارية، فلا بد أن ينتهز الفرصة اليوم لكي لا يندم في المستقبل".
ويكمل اللاعب السابق: "أعتقد أن منتخب أسود الرافدين سيستعيد مستواه المعهود وبطولة كأس الخليج لم تكن سوى انتكاسة قصيرة يمكن النهوض منها سريعا، لاسيما أن اللاعبين يريدون تحقيق حلم الجماهير العراقية ببلوغ كأس العالم وهذا الحلم انتظرته الجماهير طويلا وبالتالي فإن أي إخفاق سيكون وقعه كبيرا جدا على الكرة العراقية وسيؤثر سلبيا على مستقبل المدرب والفريق".
وأول أمس الثلاثاء، ناقش رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، في اجتماع غير رسمي مع رئيس الاتحاد العراقي، عدنان درجال، ونائبه يونس محمود، المشكلات والخلافات التي رافقت عمل الاتحاد وأعضائه، خاصةً بعد التصريحات الإعلامية التي أكدت وجود توتر في العلاقة بين أعضاء الاتحاد وعدم رضا بعضهم عن آلية العمل الحالية.
وشدد السوداني على ضرورة تجاوز الخلافات والتركيز على الجوانب الإيجابية، نظرًا لأهمية المرحلة المقبلة التي يستعد فيها المنتخب العراقي لخوض مباريات حاسمة في تصفيات كأس العالم. وأكد رئيس الوزراء أن مثل هذه الخلافات لا تليق بالمكتب التنفيذي للاتحاد، والذي يجب أن يكون منضبطًا ومستقرًا لضمان انعكاس ذلك إيجابيًا على استعدادات المنتخب وتحضيراته.
كما تطرق رئيس الوزراء العراقي خلال اللقاء إلى استعدادات المنتخب العراقي للمباراتين المقبلتين أمام الكويت وفلسطين، حيث أكد التزام الحكومة بتوفير الدعم المالي واللوجستي اللازم لإنجاح المهمة، لا سيما أن وفد المنتخب سيتوجه إلى العاصمة الأردنية عمان لمواجهة فلسطين. كما أبدى استعداده للتواصل مع الحكومتين الأردنية والفلسطينية لتنسيق الأمور اللوجستية المتعلقة بدخول الفريق.