أسود الرافدين في مجموعة نارية بالملحق الآسيوي المؤهل لكأس العالم 2026.. في طريق محفوف بالتحديات نحو الحلم العالمي
انفوبلس/..
في خطوة تُعد محورية لمستقبل كرة القدم العراقية، أسفرت قرعة الملحق الآسيوي المؤهل لنهائيات كأس العالم 2026 عن وقوع منتخب العراق في مجموعة قوية ضمّت السعودية وإندونيسيا، وذلك في إطار الدور الرابع من التصفيات الآسيوية التي تنظمها قارة آسيا بنظام جديد ومنافسات أكثر تعقيداً.
القرعة، التي سُحبت صباح الأربعاء 17 تموز/يوليو 2025 في مقر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في كوالالمبور، قسّمت المنتخبات الستة المتأهلة إلى مجموعتين متساويتين. وقد أوقعت منتخب العراق في المجموعة الثانية إلى جانب كلّ من منتخب السعودية – المضيف – ومنتخب إندونيسيا، في حين ضمّت المجموعة الأولى كلاً من قطر، الإمارات، وعُمان، وستُقام منافساتها في العاصمة القطرية الدوحة.
ويُعد هذا الدور من التصفيات – المعروف بالدور الرابع – بمثابة “ملحق آسيوي مصغّر”، حيث يتنافس فيه ستة منتخبات على بطاقتين مباشرتين للتأهل إلى نهائيات كأس العالم المقررة في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا عام 2026، على أن يخوض صاحبا المركز الثاني من كل مجموعة مباراة فاصلة يتأهل الفائز فيها إلى “الملحق القاري بين الاتحادات” لحصد بطاقة إضافية.
*العراق في مجموعة الموت
يبدو أن طريق العراق نحو الوصول إلى كأس العالم لن يكون سهلاً، إذ وقع في مجموعة صعبة تُقام مبارياتها في المملكة العربية السعودية، ما يعطي الأفضلية النسبية للمنتخب السعودي مستضيف المجموعة. ورغم ذلك، يبقى التفاؤل حاضراً لدى الجماهير العراقية التي تعوّل على جيل شاب واعد، ومدرب أثبت جدارته في المراحل السابقة.
ويخوض كل منتخب مباراتين فقط (بنظام الدوري من مرحلة واحدة)، حيث يتأهل صاحب المركز الأول مباشرة إلى كأس العالم، فيما يخوض صاحب المركز الثاني مباراة فاصلة ضد وصيف المجموعة الأولى.
المنتخب العراقي، الذي تأهل لهذا الدور بعدما احتل المركز الثالث في مجموعته بالدور الثالث من التصفيات الآسيوية، يدخل الملحق وسط آمال جماهيرية كبيرة بتحقيق إنجاز طال انتظاره منذ مونديال المكسيك 1986، وهو التأهل الثاني في تاريخه إلى كأس العالم.
*الحسابات الفنية: عودة المنافسة بين الجارين
المواجهة المرتقبة بين العراق والسعودية ستكون نارية بكل المقاييس، إذ تجمع بين منتخبين يمتلكان قاعدة جماهيرية ضخمة وتاريخاً عريقاً في القارة الآسيوية. السعودية، التي شاركت في كأس العالم 6 مرات، تعتبر من بين القوى التقليدية في آسيا، لكنها تعاني مؤخراً من تذبذب في الأداء رغم امتلاكها لمواهب شابة.
أما العراق، فقد أظهر في مشواره في التصفيات أنه قادر على إحراج الكبار، خاصة بعد عروضه القوية أمام منتخبات اليابان وكوريا الجنوبية، ورغم غياب بعض الأسماء الكبيرة، فإن روح الفريق والتكتيك الجماعي منحا “أسود الرافدين” دفعة قوية للوصول إلى هذه المرحلة.
من جهة أخرى، لا ينبغي التقليل من شأن المنتخب الإندونيسي، الذي بات يظهر بوجه مختلف في السنوات الأخيرة، بعد أن استعان بعدد من اللاعبين المجنسين وتطور مستواه التكتيكي، وقد أزاح منافسين أقوياء للوصول إلى هذا الدور، ما يجعله خصماً لا يُستهان به.
الملاعب والروزنامة: موعد مصيري في أكتوبر/ تشرين الأول
أعلن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أن مباريات المجموعة الثانية التي تضم العراق ستُقام في المملكة العربية السعودية خلال الفترة من 8 إلى 14 أكتوبر 2025، على أن تُلعب المباريات الثلاث على ملاعب محايدة بنظام التجمّع، لتحديد المتأهل الأول بشكل مباشر، ثم إقامة الدور الخامس للوصيف.
وسيخوض المنتخب العراقي مباراته الأولى أمام منتخب إندونيسيا يوم 11 من شهر تشرين الأول المقبل.
بينما ستكون مباراته الثانية أمام صاحب الضيافة المنتخب السعودي يوم الثلاثاء الموافق 14 من شهر تشرين الأول المقبل.
وستقام المباراتان على ملعب الجوهرة المشعة في المملكة العربية السعودية.
ووفقاً للآلية المعلنة:
• صاحب المركز الأول في المجموعة يتأهل مباشرة إلى كأس العالم 2026.
• صاحب المركز الثاني يلاقي وصيف المجموعة الأولى في مباراة فاصلة تُقام في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، ويتأهل الفائز منها إلى الملحق القاري لمواجهة منتخبات من قارات أخرى على بطاقة واحدة متبقية.
*الشارع العراقي يترقّب ومطالبات بدعم المنتخب
خلّفت القرعة ردود فعل واسعة في الشارع الرياضي العراقي، حيث عبّر كثيرون عن تخوفهم من تكرار السيناريوهات السابقة، والتي كان العراق خلالها قريباً جداً من التأهل ثم أضاع الفرصة في اللحظات الأخيرة.
من جانب آخر، طالب مختصون وإعلاميون بتهيئة الأجواء المثالية للمنتخب الوطني، سواء عبر المعسكرات التدريبية أو المباريات الودية، بالإضافة إلى ضرورة حسم ملفات اللاعبين المحترفين وتعزيز الجهاز الفني بمستشارين من أصحاب الخبرة.
*السيناريوهات المحتملة: التأهل المباشر أو اختبار جديد في نوفمبر/ تشرين الثاني
أمام المنتخب العراقي سيناريوهان محتملان:
1. احتلال صدارة المجموعة، ما يعني التأهل مباشرة إلى المونديال.
2. احتلال المركز الثاني، مما يفرض عليه خوض مباراة فاصلة أمام وصيف المجموعة الأولى (قطر أو الإمارات أو عمان).
أما المركز الثالث، فيعني الإقصاء التام وانتهاء الحلم، وهو ما يدفع اللاعبين والجهاز الفني إلى خوض المباراتين بروح نهائية.
*مباحثات لحسم التأهل
بحث رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، عدنان درجال، مع مدرب “أسود الرافدين”، غراهام أرنولد، مساء أمس الأول الثلاثاء، الاستعدادات والتحضيرات الخاصة بالمنتخب الوطني لتحقيق النتائج الإيجابية في الملحق الآسيوي الذي يقام في شهر تشرين الأول أكتوبر المقبل.
وبحسب بيان للاتحاد العراقي، فإن “درجال التقى بعد عودته من الولايات المتحدة الأمريكية وحضوره نهائي كأس العالم للأندية بمدينة نيويورك، مدرب المنتخب العراقي غراهام أرنولد قبيل سفره إلى العاصمة الماليزية كوالالمبور لحضور قرعة الملحق الآسيوي المؤهل لنهائيات كأس العالم 2026 التي تجري يوم (غد) الخميس (17 تموز يوليو الحالي)”.
وجرى اللقاء على هامش حضور رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم نهائي دوري دون 16 عاما، وتمت خلاله مناقشة آخر الاستعدادات والتحضيرات الخاصة بالمنتخب العراقي.
واستمع درجال، بحسب البيان، إلى آلية العمل المقبلة، وبرنامج إعداد المنتخب التي أقرها المدرب غراهام أرنولد، وأجندة التحضيرات وإلى شرح مفصل قدمه المدرب أرنولد عن اللاعبين المحترفين خارج البلاد ومستوياتهم والتواصل معهم إضافة إلى متابعته للاعبين في الداخل.
وأكد رئيس الاتحاد، “تهيئة جميع جوانب الدعم الخاصة بمنتخبنا في الفترة المقبلة التي تسبق الإعداد لمباراتي الملحق الآسيوي المهمة وتحفيز المنتخب لتحقيق النتائج الإيجابية المرجوة وصولا إلى كأس العالم المقبلة”.
وشدد درجال، على العمل الجاد لتحقيق الهدف الأهم التمثل بلوغ مونديال 2026 للمرة الثانية في تاريخ الكرة العراقية، وإسعاد الجماهير.
ووعد درجال المدرب أرنولد، بـ”تقديم كل أشكال الدعم للمنتخب، وتوفير السبل الكفيلة باستعدادات مميزة، ليكون منتخبنا بكامل الجاهزية في الملحق الآسيوي الذي يقام في شهر تشرين الأول أكتوبر المقبل”.
