"اتحاد حبيب" و"اتحاد فيوري" و"النسور الكاظمي".. فرق شعبية قدّمت أساطير وتركت بصمات في الكرة العراقية
اِقرأ عن القاع الكروي الغني
"اتحاد حبيب" و"اتحاد فيوري" و"النسور الكاظمي".. فرق شعبية قدّمت أساطير وتركت بصمات في الكرة العراقية
انفوبلس/..
على مدى سنوات طوال، كانت كرة القدم الشعبية في العراق رافداً مهماً وحيوياً للمنتخبات الوطنية بمختلف فئاتها، إذ قدّمت أساطير كروية وتركت بصمات لا تُمحى من ذاكرة الرياضة العراقية، ولعل أبرز هذه الفرق هي: "اتحاد حبيب" و"اتحاد فيوري" و"النسور الكاظمي".
*اتحادا حبيب وفيوري
هما فريقان شعبيان في مدينة الصدر (شرقي بغداد)، بدءا سوياً منذ الستينيات، وصنعا قاعدة الكرة الشعبية في بغداد وليس في المدينة فحسب، حتى أن عدد الفرق الشعبية في بغداد وصل عام 1975 - حسب وزارة الشباب آنداك - الى حوالي 1000 فريق شعبي، كان منها 600 فريق في مدينة الصدر فقط، وقطعاً فإن الفضل يعود في تلك الشعبية لهذين الفريقين الكبيرين، اللذين خلقا بتنافسهما الباهر، قاعدة جماهيرية عارمة لكرة القدم في المدينة، ونتيجة لذلك أصبح لاعبو مدينة الثورة آنذاك يشكلون العمود الفقري لفرق الأندية الكروية في بغداد، وكذلك للمنتخبات العراقية بمختلف الفئات.
وهذان الفريقان هما اتحاد فيوري، زعيم الفرق الأهلية في الچوادر، واتحاد حبيب زعيم الفرق في منطقة (الدور)، وهناك فرقاً أخرى مهمة أيضاً، مثل فريق الزمالك في (الداخل)، والذي أشرف عليه نجم المنتخب ونادي الشرطة بشار رشيد، وضم هذا الفريق كوكبة من لاعبي أندية الدرجة الاولى، وكذلك فريق التحرير في (منطقة الگيارة) الذي كان يقوده المدرب جاسم أبو العواطف، الملقب (أبو الوليد)، وفريق نهضة الشباب الذي أشرف عليه جلوب عبود -شقيق لاعب المنتخب والبريد كاظم عبود- واتحاد الثورة الذي أشرف عليه المدرب عبد الواحد حاتم، وفريق نجوم الثورة الذي أشرف عليه مجيد حميد، وقد ضم هذا الفريق شقيقيه جبار حميد ورحيم حميد -لاعبو المنتخب -، إضافة إلى فريق الفتح الرياضي الذي أشرف عليه حسن ضمد وغيرهما.
*اتحاد فيوري
في حين، أن فريق اتحاد فيوري، أسسه الشخصية الشيوعية جاسم عودة (أبو نضال).
وأشرف على تدريبه في فترتين مختلفتين، المدربان البارزان: عبد الواحد حاتم، وكاظم صدام - شقيق النجوم كريم ونعيم ورحيم صدام - وقد ضم فريق فيوري في مراحله المختلفة: الحارس راضي مرور، والمدافع جمعة الأسود، وطارق يعقوب (جمهورية)، وجاسم رشم، وراضي مفتن، وراضي فاضل ومجبل عبد، ومهدي منجل، وضامن قاسم، وحسين لعيبي (أبو حنشة) وعبد الحسين مطلگ، ورحيم لعيبي وكاظم صدام، وعبد مزبان، وخليل الكردي، وتركي جبار - شقيق الفنان صباح الخياط - ورعد يوسف، ونوري هاشم - الشقيق الأكبر للراحل ناطق هاشم - وفيصل غضبان، وحسن زبون، ورشيد معن، وأسماء أخرى.
*اتحاد حبيب
أما اتحاد حبيب، فقد أسسه وأشرف على تدريبه الشخصية الاجتماعية والرياضية، حبيب العلاق.
وقد ضم في صفوفه: نجم الكرة العراقية فلاح حسن، والحارس طالب عبد علي أبو طليعة، وحسين فاضل وحسن دنوف وفاضل عبد والمدرب المعروف موفق المولى، وعبدالخالق لاعب القوة الجوية ويحيى دواي وطارق طاهر، وجواد كاظم، وهداف الدوري الممتاز فوزي شيهان، وجبار أبو العورة، ولاعب منتخب الجيش صبري كاظم، ونجم نادي الكهرباء طارق حنيص، ولاعب منتخب الجيش صباح إبراهيم، وسهيل، وطه، وكريم أبو فراس.
*كلاسيكو
لقد كان هذان الفريقان يتقاسمان قلوب محبي الكرة في المدينة، مثلما كانا يتقاسمان الكؤوس والبطولات والأمجاد، لذلك كانت مباراة فيوري وحبيب بمثابة الكلاسيكو، وقد يحدث ما يحدث في مباراة فيوري واتحاد حبيب، لكن الجو لم يخرج يوماً عن الجو الرياضي، ولا عن إطار التنافس الودي.
*النسور الكاظمي
من شرقي بغداد إلى شمالها، حيث منطقة الكاظمية وفريق النسور، الذي لم يكن يقل شأناً عن اتحادي حبيب وفيوري، بل كان هو الآخر أحد أعمدة الفرق الشعبية في العاصمة، ورافداً من روافد مدّ المنتخبات الوطنية بالنجوم الكروية.
كان النسور الكاظمي من الفرق الذي لعب له كبار اللاعبين ومن الذين يُشار لهم بالبَنان، ويعتبر أحد الفرق التي أنجبت لاعبين كبارا ومنهم كانوا أعمدة في المنتخبات الوطنية والأندية الكبيرة، ومن أبرز لاعبيه كاظم مطشر، وطالب أبو طليعة وعلي حمود، وعادل شحيت وصباح الدليمي وجمال سلمان وثائر كريم، وماجد عجيل وجلال الكردي، والكابتن رشيد.
أما أبرز لاعبيه الذين مثّلوا منتخبات وطنية وأندية، هم: لاعب عدد من الفرق فرمان داود، ولاعب الشرطة صالح عبد، ولاعب المنتخب ضرغام الحيدري، ولاعب نادي الطلبة حامد محمد، لاعب الشرطة عادل شحيت، ولاعب فريق العسكري علي حاجم، ولاعب المنتخب العسكري علي حمود، ولاعب الجيش زهير عبد الحميد، ولاعب منتخب الناشئين رزاق أبو الدوج، ولاعب نادي الجامعة كابتن رشيد، ولاعب نادي الأمانة علي عزيز، ولاعب نادي الشباب جمال الأسود، ولاعب منتخب العراق المدرسي طالب أبو طليعة، وجاسم زبالة، ومدرب الفريق أحمد بلو.
*فقدان الدعم
لكن في الوقت الحالي، تفتقد فرق كرة القدم الشعبيّة في العراق إلى الدعم المطلوب والساحات المخصصة لذلك الأمر الذي يضطرها إلى اللعب في أماكن غير مؤهلة بين الأحياء أو على أطراف المدن لممارسة هذه الرياضة الجماهيريّة.
ورغم كثرة الفرق الشعبية في العراق حيث تسمى بأسماء مناطقها، أو تُطلق عليها تسميات للدلالة على القوة مثل فريق (الأسد) أو فريق (القوة)، فإن هذه الفرق تعاني نقصا كبيرا في الساحات المخصصة لكرة القدم، حتى اضطرها إلى اللعب في أماكن غير مؤهلة لممارسة هذه الرياضة الجماهيرية في العراق.
وفي ظل غياب واضح للمساحات الخضراء في العراق تلجأ الفرق الشعبية التي غالباً ما تعاني غياب الدعم المادي وينقصها التنظيم الإداري، تلجأ إلى المساحات المفتوحة بين الأحياء أو على أطراف المدن لممارسة لعبة كرة القدم.
ورغم المحاولات التي جرت عبر سنوات لضم هذه الفرق الشعبية إلى مراكز الشباب بغية حصولها على الدعم المادي، إلا أن ذلك لم يثمر عن نتيجة بسبب غياب الاستراتيجية التي تنظم العمل، وسيادة الارتجالية في التنظيم.
الجدير بالذكر أن العراق كان رائدا في تأسيس النوادي الرياضية، حيث تأسس أول نادٍ عام 1931 وهو نادي القوة الجوية في بغداد وتلاه في العام نفسه نادي الميناء الرياضي في البصرة واستمر العدد بالارتفاع تدريجياً حيث وصل عام 1959 العدد إلى (17) نادياً ثم ازداد العدد خلال السنوات العشر التالية إلى (44) نادياً وخلال الأعوام من عام 1970 لغاية عام 1989 أصبح عدد الأندية 81 نادياً.
وبلغ عدد الأندية في مدن العراق المختلفة حتى العام 2000 حوالي مئتين وعشرين نادياً.
ويمكن قياس التأثير الكبير للفرق الشعبية حين نعرف أنّ نحو خمسة آلاف فريق شعبي شارك في البطولة الثالثة للفرق الشعبية في أغلب محافظات العراق عام 2007.