درجال يطوي الخلاف ويتمسك بـ محمد فرحان رغم المشادة في مؤتمر تقديم المدرب أرنولد

الاتحاد رفض استقالة أمين الاتحاد
انفوبلس/..
في خطوة مثيرة للجدل تزامنت مع تعاقد الاتحاد العراقي لكرة القدم مع المدرب الأسترالي غراهام أرنولد لقيادة المنتخب الوطني في مشواره الحاسم بتصفيات كأس العالم 2026، قدّم الأمين العام للاتحاد محمد فرحان استقالته من منصبه، عقب تعرضه لإحراج علني من رئيس الاتحاد عدنان درجال خلال مؤتمر صحفي.
وبينما رحّب الشارع الرياضي بالمدرب الجديد الذي أبدى ثقة كبيرة في قيادة "أسود الرافدين" نحو المونديال، أثارت استقالة فرحان ردود فعل متباينة، وسط دعوات بالتراجع عنها، في وقت يشهد المنتخب مرحلة دقيقة تتطلب تماسكاً إدارياً وفنياً كاملاً.
درجال يرفض الاستقالة
وفي تطورٍ لافت أعقب الجدل الذي أثاره المؤتمر الصحفي الأخير لاتحاد الكرة، أعلن رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، عدنان درجال، رفضه القاطع لاستقالة الأمين العام محمد فرحان، مؤكداً تمسكه بشخصية وصفها بـ"الكفوءة والمخلصة".
وقلل درجال من أهمية المشادة التي وقعت خلال مؤتمر تقديم المدرب الأسترالي غراهام أرنولد، معتبراً أنها ضُخمت إعلامياً وأُخرجت من سياقها الطبيعي.
وأضاف أن ما جرى كان نتيجة لضغوط العمل، ولا يرقى إلى مستوى الإساءة، مشدداً على أن فرحان قدّم الكثير للكرة العراقية، ورفض استقالته يأتي تقديراً لجهوده والتزامه طوال الفترة الماضية.
اتفاق حتى نهاية التصفيات
ووجّه الاتحاد العراقي لكرة القدم أنظاره نحو الاستحقاق الأكبر بتعيين المدرب الأسترالي غراهام أرنولد، بمعية مساعده ستانتون، لقيادة المنتخب الوطني خلال ما تبقى من مشوار تصفيات كأس العالم 2026، وجرت مراسيم توقيع العقد في مقر الاتحاد ببغداد، بحضور رئيس الاتحاد عدنان درجال، وأعضاء المكتب التنفيذي، إضافة إلى الأمين العام المستقيل محمد فرحان، ما عكس آنذاك صورة موحدة على الرغم مما كان يُطبخ خلف الكواليس.
ورغم عدم إعلان التفاصيل المالية ومدة العقد بشكل رسمي، إلا أن مصادر مقربة أشارت إلى أن الاتفاق يمتد حتى نهاية التصفيات الحالية، مع بند يتيح التمديد حتى نهاية عام 2027 في حال نجح أرنولد في قيادة "أسود الرافدين" إلى النهائيات العالمية، وهذا التعاقد يأتي ضمن حزمة تغييرات فنية وإدارية تهدف إلى ضخ دماء جديدة وإعادة الانضباط للمشهد الكروي العراقي.
توبيخً علني لفرحان
أعلن محمد فرحان، الأمين العام للاتحاد، استقالته في اليوم نفسه، في خطوة ربطها كثيرون بالإحراج الذي تعرض له على يد درجال خلال المؤتمر الصحفي المخصص لتقديم المدرب
غير أن هذا التغيير لم يخلُ من تبعات جانبية، حيث أعلن محمد فرحان، الأمين العام للاتحاد، استقالته في اليوم نفسه، في خطوة ربطها كثيرون بالإحراج الذي تعرض له على يد درجال خلال المؤتمر الصحفي المخصص لتقديم المدرب، إذ وجّه رئيس الاتحاد توبيخاً علنياً لفرحان بسبب استخدامه للهاتف النقال أثناء المؤتمر، ما اعتبره البعض تجاوزاً على البروتوكول الإداري، في حين رأى آخرون أنه تصرف طبيعي ينسجم مع طبيعة المنصب وأهميته.
الاستقالة التي وصفها فرحان بأنها لأسباب شخصية، فتحت الباب أمام جدل واسع داخل الأوساط الرياضية، ما بين من طالب بعودته حفاظاً على استقرار المنظومة الإدارية، ومن اعتبر قراره صائباً نتيجة لتراجع دوره الوظيفي واهتزاز صورته أمام الإعلام.
ووسط هذه التجاذبات، لم يستبعد البعض أن يتراجع فرحان عن استقالته خلال الأيام المقبلة، خاصة مع حاجة الاتحاد إلى تماسك داخلي في ظل التحضير لمواجهتين مصيريتين أمام كوريا الجنوبية والأردن في يونيو المقبل.
التغييرات الحالية في اتحاد الكرة العراقي تُعد مفصلية في مسار الكرة العراقية، خصوصاً مع الرهان الكبير على أرنولد لقيادة المنتخب نحو الحلم المونديالي، في وقت تُطرح فيه تساؤلات بشأن قدرة الإدارة الحالية على تجاوز الأزمات وتوفير الأجواء الملائمة لنجاح الجهاز الفني الجديد.
أرنولد يتعهد بالتأهل
من جهته، أعرب المدرب الأسترالي غراهام أرنولد عن ثقته الكبيرة بقدرة المنتخب العراقي على تحقيق نتائج إيجابية في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، مشدداً على أهمية الإيمان بفرص التأهل والعمل بروح جماعية لتحقيق هذا الهدف.
وقال أرنولد، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في بغداد لتقديمه رسمياً، إن مهمته واضحة وتتمثل في قيادة "أسود الرافدين" نحو المونديال، مؤكداً أنه يشعر بسعادة كبيرة لتواجده في العراق واعتزازه بثقة الاتحاد العراقي لكرة القدم.
وأشار المدرب الجديد إلى أنه سيعقد اجتماعاً مرتقباً مع مسؤولي الاتحاد ورابطة الدوري الإسباني "لاليغا" من أجل مناقشة توقف الدوري المحلي وتنظيم معسكر تدريبي للمنتخب في أقرب وقت ممكن.
وأكد أرنولد أن الجهاز الفني الذي يرافقه يتمتع بخبرة كافية لمواجهة التحديات، وعلى رأسها مباراتا كوريا الجنوبية والأردن، داعياً الجماهير والإعلام إلى دعم المنتخب في هذه المرحلة المفصلية. يُذكر أن أرنولد وصل إلى بغداد يوم الجمعة الماضي رفقة طاقمه الفني.
المدرب يتسلّح بملف شامل
وفي إطار تهيئة الأجواء المناسبة للمدرب الجديد، قدّم الاتحاد العراقي لكرة القدم إلى غراهام أرنولد ملفاً فنياً شاملاً يتضمن معلومات تفصيلية وإحصاءات دقيقة عن جميع لاعبي المنتخب الوطني، وذلك دعماً لخطته التحضيرية قبل خوض الجولتين الأخيرتين من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026.
ويأتي هذا الملف كأداة مساعدة اختصرت على المدرب وفريقه الفني الكثير من الوقت والجهد، إذ يتضمن تقارير محدثة عن الحالة البدنية والفنية للاعبين المحليين والمحترفين على حد سواء.
وكشفت مصادر مطلعة أن الاتحاد سعى قبل وصول أرنولد إلى تصفية الأجواء الداخلية وحلحلة أي خلافات تنظيمية، من أجل خلق بيئة عمل إيجابية ومستقرة تدعم مهمة المدرب وتمنحه كامل الصلاحيات.
وفي هذا السياق، أوكل أرنولد إلى مساعديه مهمة متابعة أداء المحترفين العراقيين في الخارج، بهدف الوقوف على مستوياتهم الفنية ومدى جاهزيتهم للانضمام إلى التشكيلة الوطنية في المرحلة المقبلة.
معسكر البصرة ينطلق قريباً
تم الاتفاق بين الاتحاد والمدرب على إقامة معسكر تدريبي طويل نسبياً في مدينة البصرة، دون اللجوء إلى تجمعات خارجية
وبحسب المصادر ذاتها، فقد تم الاتفاق بين الاتحاد والمدرب على إقامة معسكر تدريبي طويل نسبياً في مدينة البصرة، دون اللجوء إلى تجمعات خارجية، وذلك بعد توقف دوري نجوم العراق في العشرين من أيار/مايو الجاري.
ويهدف هذا المعسكر إلى تعزيز الانسجام بين اللاعبين وتثبيت التشكيلة الأنسب قبل المواجهات الحاسمة.
وسيدخل المنتخب العراقي في اختبارين مصيريَّين، حيث سيواجه كوريا الجنوبية في البصرة يوم 5 يونيو، ثم يحل ضيفاً على الأردن في عمان يوم 10 من الشهر ذاته، ضمن الجولتين التاسعة والعاشرة من التصفيات.
وتُعَد المباراتان بمثابة الفرصة الأخيرة لحسم بطاقة العبور، وسط آمال كبيرة بتكرار إنجاز التأهل إلى كأس العالم، وتحقيق حلم الجماهير العراقية.