استمر يومان وبمشاركة عربية.. ماذا تعرف عن الحفل المركزي لتخرج الطالبات في كربلاء المقدسة؟
انفوبلس/ تقرير
تصدّر حفل التخرُّج المركزي لطالبات الجامعات العراقية والدول الإسلامية الثامن المنظَّم من قبل العتبة العباسية المقدسة، تصدّر الترند على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق والوطن العربي، والذي شهد مشاركة أكثر من 4000 طالبة عراقية و170 طالبة من 7 دول إسلامية، فما الذي تعرفه عن الحفل وفقراته وأهدافه؟ وما هي ردود الفعل حوله؟
وتنظِّم حفلَ التخرُّج المركزي لطالبات الجامعات العراقية والدول الإسلامية الثامن شعبةُ مدارس الكفيل الدينية النسويَّة التابعة لمكتب المتولي الشرعي للشؤون النِّسويَّة في العتبة العباسية المقدسة، تحت شعار (من نور فاطمة -عليها السلام- نضيءُ العالم)، وللعام الدراسي 2023 / 2024، بمشاركة أكثر من 4000 طالبةٍ من مختلف المحافظات العراقية والدول الإسلامية.
*فعاليات اليوم الأول
أطلقت العتبة العباسية المقدسة، يوم الخميس 20 شباط/ فبراير 2025، فعّاليات اليوم الأول من حفل التخرج المركزي لطالبات الجامعات العراقية والدول الإسلامية بنسخته الثامنة.
وشهدت الفعاليات فقرات متنوعة احتفاءً بالطالبات المتخرجات، منها: إلقاء القصائد الشعرية، وترديد الأهازيج الاحتفائية، فضلًا عن فقرة احتفائية قدّمتها شعبة الخطابة الحسينية النسوية.
وتضمّن الحفل عرض أوبريت استعراضي بعنوان (أغاريد الوفاء) قدّمته السيدة اعتدال درويش من سلطنة عمان، يمثّل الطابع التراثي العماني والخليجي، ويحمل رسائل عدّة تحثّ على الالتزام بالنهج الإسلامي، والاقتداء بأهل البيت (عليهم السلام)، مع التأكيد على أهمية الحجاب والحشمة.
كما شهدت الفعاليات تقديم فقرة بعنوان (قطرات الساقي)، التي تضمّنت لقاءً إعلاميًّا مع خريجات من دفعات سابقة تحدثن عن تجربتهن في المشاركة بحفل بنات الكفيل، وكيف أثّرت هذه التجربة على حياتهن الدراسية والعملية. بينما اختُتم اليوم الأوَّل بقراءة أهازيج خاصة احتفاءً بالبلدان المشاركة في الحفل، تعبيرًا عن مشاعر الوحدة والإخاء الإسلامي بين الطالبات.
*فعاليات اليوم الثاني
ويوم أمس الجمعة، أطلقت العتبة العباسية المقدسة، فعاليات اليوم الثاني من الحفل المركزي لتخرُّج طالبات الجامعات العراقية والدول الإسلامية الثامن، والذي شهد حضور الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة مصطفى مرتضى آل ضياء الدين وعددٍ من أعضاء مجلس إدارتها ورؤساء أقسامها ومسؤوليها.
واستُهِلَّت فعاليات الحفل بقراءة آيات من الذكر الحكيم بصوت قارئ العتبة المقدسة حيدر جلوخان، عقبها ترديد قسم التخرُّج بالولاء والأمانة لخدمة الوطن أمام مرقد أبي الفضل العبَّاس (عليه السلام) في ساحة باب القبلة، إلى جانب تأدية مراسم زيارته.
وردّدت أكثر من 4000 طالبة جامعية، قسَم التخرج وعهد الولاء للوطن وخدمة أهله، أمام مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام)، ضمن فعاليات حفل تخرج طالبات الجامعات العراقية والدول الإسلامية دفعة (بنات الكفيل).
وأدّت الطالبات عهد الولاء والأمانة لخدمة الوطن والإنسانية، أمام مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام)، الذي ألقاه عضو مجلس إدارة العتبة العباسية المقدسة، الدكتور عباس الدده الموسوي، ذكر فيه "أمّا العهد فلعراقنا الموحّد، ولآية توحيده الكبرى السيد السيستاني أدام الله بقاءهما، وأمّا القسم فلله ولرسوله ولأهل بيته (عليهم السلام) والمؤمنين"، وجاء في نص العهد "يا عراق يا غرّة الأوطان وبلسم الزمان، سوف نبقى إلى الغد، سوف نحيا إلى الغد، ستنجلي غمامة الأحزان، ويذهب الضباب، وتنفني الصعاب، وباعة الضمير والإنسان، ولن يكون في الغد شيء سوى العراق، عهدًا بأن نحميه، من كلّ ما يؤذيه، عهدًا بأن نصون من كلّ ما يشين، على هدى نبيّنا المختار، وآله الأبرار، نعاهد البلاد والعباد، بكلّ ما فيها من المقدسات، وبالرضاع من حليب الأمهات، وتعب الآباء أصحاب المهن، وأن نصون الأرض والعرض، وأن نصون العهد، في قفص الضلوع، وأن نضيء شمعة في وسط الجموع، ونرسم البسمة في شفاههم، ونمسح الدموع، ونوقد الشموع، الغد الآتي لنا يا عراق، (حبذا أنت من منى)، فتباركت موطنًا، وتعاليت موطنًا، رغم كلّ المحن، رغم أنف الزمن، سوف نرعى الذمم، سوف نعلو القمم، سوف نلقي القسم".
وأمّا القسَم فجاء فيه: (أقسم بالله العلي العظيم، أن أراقب الله في مهنتي، وأكون من وسائل رحمة الله، وأن أخدم بلدي، وأن أقدّس حياة الإنسان، وأن أحفظ كرامته، وأبذل رعايتي للقريب والبعيد، وأن أثابر في طلب العلم، وأسخره لنفع الإنسان، وأن أوقر من علمني، وأن تكون حياتي مصداق إيماني في سرّي وعلانيتي، نقيةً مما يشينها تجاه الله ورسوله وأهل بيته والمؤمنين، والله على ما أقول شهيد).
وشكَّلت الطالبات الجامعيَّات المُشارِكات في حفل تخرج دفعة (بنات الكفيل) الثامن، رسمة نخلة عراقية للتعبير عن رمزيتها ولتجديد العهد بالانتماء للوطن. وجسَّدت طريقةُ الجلوس عند باب قبلة مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام)، رسمة النخلة العراقية عبر تنظيم وترتيب مقاعد جلوس الطالبات وألوان قبعات التخرج الخاصة بهنَّ.
وبحسب الأمين العام للعتبة المقدسة مصطفى مرتضى آل ضياء الدين، إنَّ "الطَّالبات المُشارِكات في حفل تخرج (بنات الكفيل) بنسخته الثامنة، يمثِّلنَ جميع ألوان الطيف العراقي وإنَّ أيقونة الحفل كانت (النخلة العراقية)، كونها تعدُّ الرمز العراقيَّ الشامخ، وبها نجدِّد الانتماء للعراق"، لافتا الى أنَّ "النخلة تجسِّد معاني الشموخ والرفعة، ورمزيةٌ معبرة عن مكانة المرأة في المجتمع، وقد جاء اختيار النخلة ليكون دلالةً على هُوية العراق التاريخية، فهي رمز يعكس العمق الثقافيَّ والحضاريَّ للبلاد، في إشارةٍ إلى ارتباط العلم والمعرفة بجذور هذه الأرض الطيبة".
كما ذكر آل ضياء الدين خلال الحفل، إنّ "العتبة العباسية المقدسة تستنّ بالمرجعية الدينية العليا وتهتدي بهديها، فإنّ كل برامجها وأنشطتها تركز فيها على انتماء الانسان لدينه ووطنه"، مبينًا أنّ "هذا النشاط صمّمه المتولي الشرعي للعتبة المقدسة، سماحة العلامة السيد أحمد الصافي، ورسم تفاصيله كي تترجم تلك الرؤية، لنركز على احترام الإنسان وتوقير العلم والعلماء".
وأضاف أنّ "المتخرجات المشاركات هنا كنّ من جميع ألوان الطيف العراقي، وأن أيقونة الحفل كانت النخلة العراقية، ذلك الرمز العراقي الشامخ كي نجدد بها الانتماء للعراق، فضلًا عن مشاركة متخرجات الدول الإسلامية الأخرى، وهذا يدل على أنّ نموذج التخرج هذا ممدوح محمود ويعكس ويترجم هويتنا الإسلامية".
وأوضح آل ضياء الدين، أنّ "النسخة الثامنة من حفل التخرج المركزي لطالبات الجامعات العراقية والدول الإسلامية، شهدت مشاركة 170 طالبة من 7 دول إسلامية هي: الكويت، والبحرين، وسلطنة عمان، ولبنان، وإيران، وباكستان، والسعودية، فضلًا عن أكثر من 4000 طالبة من داخل العراق".
وأكد الأمين العام ضرورة أن تلتزم المرأة المتعلمة بالقيم الأخلاقية، وأن تكون نموذجًا يُحتذى به في المجتمع، وأنّ التعليم وحده لا يكفي لتكوين شخصية متحضرة، بل لابد من التحلي بالوعي الثقافي والاجتماعي.
*ردود فعل
أكد أولياء أمور الطالبات المشارِكات في الحفل، أنَّ الحفل يتناسب مع تعاليم أهل البيت (عليهم السلام). إذ قال جعفر عطية، إنَّ "الحفل الذي تقيمه العتبة العباسية المقدسة، كان حلماً يراود معظم الخرِّيجات وتحقَّق بفضل الله سبحانه"، مضيفًا، أنَّنا "ممتنُّون للعتبة المقدسة على تنظيم هذا الحفل الذي يتناسب مع القيم والعادات المستمدَّة من تعاليم أهل البيت (عليهم السلام)، على عكس بعض الاحتفالات الأخرى التي لا تعكس قيم مجتمعنا الإسلامي".
من جانبه، قال مصطفى أصغر حسين، "نشكر العتبة العباسية المقدسة على تنظيم هذا الحفل الذي يشجِّع الطالبات على تتويج مسيرتهنَّ العلمية من رحاب مرقد الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (عليهما السلام)"، مبينا أنَّ "الحفل يمنح الطالبات فرصة للاحتفال بتخرجهنَّ في أجواء تتوافق مع قيمنا الإسلامية والاجتماعية، بعيداً عن المظاهر غير اللائقة التي نشهدها في بعض حفلات التخرج بعدد من الجامعات".
فيما أشار حسين الزهيري إلى، أنَّ "كل أب يعتز برؤية ابنته تحتفل بهذا الشكل، ونتمنى أن يستمر الجميع بالسير على نهج أهل البيت (عليهم السلام)، وأنَّ التربية الصالحة هي الأساس، وعلينا أن نرسِّخ القيم والمبادئ الإسلامية في مجتمعنا ليُبنى بناءً صحيحًا بعد التخرُّج".
الى ذلك، أكد رئيس هيأة التربية والتعليم العالي في العتبة العباسية المقدسة، الدكتور عباس الدده الموسوي، أنّ حفل تخرج طالبات الجامعات دفعة (بنات الكفيل)، صار محطة جذب للطالبات من الدول العربية والإسلامية.
وقال الموسوي، إنّ "العتبة العباسية المقدسة قدّمت نموذج تخرج ليكون بديلًا إيجابيًّا عن ذلك الذي تسوقه الماكنة الإعلامية المغرضة، الذي لا يأتلف مع مرتكزاتنا الدينية والاجتماعية، بما فيه من اختلالات قيمية تنال من هوية المسلم وكينونة الإنسان".
وأضاف، أنّ "حفل تخرج بنات الكفيل يُعد نموذجًا يُحتذى به، وملهمًا للعديد من النماذج التي صبّت على منواله وفصّلت على مقاسه ورؤيته، كونه ينسجم مع الذات والفطرة والدين"، مشيرا الى أنّ "نموذج حفل تخرج بنات الكفيل يُعد محطة جذب للطالبات من الدول العربية والإسلامية، إذ شاركت في النسخة الثامنة منه مجموعة من الخريجات القادمات من سبع دول؛ من أجل الخروج من نماذج التخرج التي تعيشه بعض الجامعات؛ وليتشرفن بالانتماء لهذا الحفل".
حفل تخرج طالبات الجامعات يجسّد قيم السيدة الزهراء (عليها السلام) في العفاف والحشمة والحياء، بحسب ما قاله نائب الأمين العام للعتبة العبّاسية المقدّسة عباس موسى أحمد. وذكر أحمد، إن "هذه النسخة تميّزت بعدّة مميّزات، من بينها الأعداد الكبيرة التي قدّمت عن طريق مواقع التواصل الاجتماعيّ للمشاركة في هذه الاحتفالية، والتي كانت محفّزاً للاستعداد على أكمل وجه لاستقبال الطالبات"، مبيّناً أن "4028 طالبةً ستشارك في الحفل، في رسالة واضحة لاهتمام الطالبات بالمشاركة، وسعي العتبة المقدّسة لتكون هذه النسخة متزامنة مع النسخة السابقة، بعد النجاح الذي حقّقه الحفل طيلة السنوات السابقة".
وأضاف، أن "الحفل يجسّد قيم السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) في العفاف والحشمة والحياء، وهناك تفاعل كبير من قبل الطالبات"، مبيّناً أن "الحفل أسهم في الإقبال على ارتداء العباءة في الجامعات"، داعياً إلى العمل على إقامة مثل هذه الفعّاليات لإيصال رسالةٍ واضحة عن المجتمع المسلم.
وأشار إلى أن "العتبة المقدّسة تسعى إلى إقامة العديد من الفعّاليات المماثلة التي تجسّد قيم المجتمع العراقي والمسلم بشكلٍ عام"، مؤكّداً أن "رسالة العتبة المقدّسة إلى الطالبات في المجتمعَينِ العراقي والإسلامي، هي أنها على أتمّ الاستعداد لإقامة الحفل في السنة المقبلة".
وأكد رئيس جامعة الناجي الدكتور منير السعدي، أنَّ الحفل المركزي لتخرُّج طالبات الجامعات العراقية والدول الإسلامية يجسد مبادئَ وقيمَ المجتمع النبيلة. وقال السعدي، إنَّ "حفل تخرج (بنات الكفيل) يجسد مبادئَ وقيمَ المجتمع النبيلة، ويوجِّه رسالة بأن للمرأة دوراً مهمًّا في المجتمع، خاصة وهي تبدأ مرحلة جديدة في حياتها المدنية والاجتماعية".
وأضاف، أنَّ "حفل التخرج المركزي يحتفي بالمرأة وبقيمها الإنسانية والاجتماعية والأكاديمية والعلمية، ونجد في ذلك تقديراً واهتماماً كبيراً بجهود الطالبات وإنجازاتهنَّ العلمية"، لافتا الى أن "العتبة المقدسة تولي اهتماماً كبيراً بالجامعات؛ عبر نشر المبادئ الإنسانية والاجتماعية فيها، والتي تتوافق مع عادات المجتمع الأصيلة، بالإضافة إلى تأكيدها الجوانب العلميَّة والأكاديميَّة".
بينما، أكد عميد كلية علوم الحاسوب وتكنلوجيا المعلومات في جامعة كربلاء الدكتور موفق الحسناوي، أن حفل تخرج طالبات (بنات الكفيل) يحافظ على الثقافة الإسلامية وإرثها. وقال الحسناوي، إنَّ "العتبة العباسيَّة المقدَّسة سباقةٌ دائمًا بإقامة الأنشطة والفعاليات التي تحافظ على الإرث والثقافة الإسلامية، ومنها حفل تخرج طالبات الجامعات العراقية والدول الإسلامية".
وأضاف، أنَّ "جامعة كربلاء داعمةٌ لحفل تخرج (بنات الكفيل) الذي يحافظ على ثقافة الإسلام وإرثه، على العكس من أغلب حفلات التخرُّج التي أصبحت منافية للأخلاق ولا تليق بالمبادئ الإسلامية"، موضحا أنَّ "العتبة المقدسة عوَّدتنا على تنظيم الفعَّاليات والأنشطة بدقة وحرفيَّة عالية، وهذا ما لمسناه في حفل تخرج طالبات الجامعات العراقية والدول الإسلامية بنسخته الثامنة".
وفي السياق ذاته، أكّدت الجامعات العراقية، أنّ رعاية العتبة العبّاسية المقدّسة لطالبات الجامعات العراقيّة والدول الاسلاميّة، يُعدّ موضع فخرٍ واعتزاز.
جاء ذلك خلال كلمة الجامعات، ضمن فعّاليات حفل التخرّج المركزيّ لطالبات الجامعات العراقية والدول الإسلاميّة، التي ألقاها رئيس جامعة الكوفة الدكتور علاء ناجي المولى.
وقال المولى "إنه لموضع فخرٍ واعتزاز أن تحظى الجامعات العراقيّة والعربيّة والإسلاميّة برعاية كريمة من العتبة العبّاسية المقدّسة، ويزداد الحفل والمحتفلون عزّاً وابتهاجاً حينما يوسم شعار الحفل بـ(من نور فاطمة -عليها السلام- نضيءُ العالم)، فقد شعّ نور السيدة الزهراء (عليها السلام) فاستبشرت به بناتُ الكفيل، وهنّ الطالبات المتخرّجات في هذا المحفل الكريم".
وأضاف أنّ "أزكى كلمات الشكر والامتنان، وعبارات التهاني والتبريكات، أقدّمها إلى الأخوات المتخرّجات اللواتي أنهينَ متطلّبات دراستهنّ بنجاح، والتهاني موصولة إلى الأسرة التعليميّة كافة، التي ساهمت في تخريج هذه الثلّة الطيبة، وأسمى وأزكى التهاني والتبريكات إلى أسر الطالبات، وأسأل الله لهنّ جميعاً دوام التوفيق والسداد".
وتابع بالقول "أنّ بناتنا، طالباتنا، هنّ بذورٌ صالحات غُرسنَ في بساتين العلم والمعرفة، حتّى كبرنَ وأثمرنَ ثماراً يانعة، أتمنّى لهنّ التوفيق، وآمل منهنّ أن يجعلنَ السيّدة فاطمة الزهراء والسيّدة زينب (عليهما السلام) قدواتٍ حسنات لهنّ، فالعالم والحياة أمامهنّ واسعة، ونتمنّى لهنّ التوفيق والسداد".
وذكر المولى أن "استثمار الفرص والمناسبات المباركة أمرٌ محمود، لذا أستثمر هذا الجمع الطيّب لأدعو نفسي وإخواني وأخواتي في الجامعات كافّة، على اختلاف مواقعها الجغرافيّة، إلى أن نجعل الجامعات دُوراً للعلم، فنحن في الجامعات نحرص كلّ الحرص على أن تكون العفّة والحياء السمتَينِ الأبرز، لذا ينبغي أن نحقّق هذا المطلب ونجعل العام الدراسيّ القادم عاماً للتقيّد بالزيّ الموحّد للطالبات والطلّاب، لذا يجب أن تتكاتف الجامعات كافّة، وأعضاء الهيأة التدريسية، والعوائل، ومَن له شأنٌ بالمجتمع، في دعمنا لتطبيق هذا المشروع المهم".
واختتم كلمته بالقول "كما بدأتُ بحمد الله والثناء عليه، لابدّ في الختام من شكره، فبشكره تزداد النعم، وإلى أُولِي النعم، حيث العتبة العبّاسية المقدّسة، بدءاً من سماحة العلّامة السيد أحمد الصافي المتولّي الشرعي للعتبة المقدّسة، عافاه الله، وإلى السيد الأمين العام، وإلى الفريق العامل معهم، أسمى وأزكى عبارات الشكر والامتنان لتشريفهم لنا بهذه الدعوة المباركة، فهم أولو فضلٍ علينا بتشريفهم لنا بالحضور إلى هذا المحفل الطيّب، فآثارهم بادية، وجهودهم واضحة في كلّ شيء، وأقلّ ما يُقال عنها إنّها متميّزة".
*فعاليات أخرى
كما شهدت منطقة بين الحرمين الشريفين، انطلاق مسيرة الطالبات المشاركات في الحفل المركزي لتخرج طالبات الجامعات العراقية والدول الإسلامية الثامن دفعة (بنات الكفيل)، حيث تضمّنت المسيرة، رفع لافتات تؤكد العفّة والحجاب، وأخرى على حبّ العراق والوفاء له.
ووضعت العتبة العباسية المقدسة خطة تنظيمية خاصة بمسير الطالبات المشاركات في الحفل المركزي، أثناء تواجدهن في منطقة باب قبلة مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام) ومرورهن بمنطقة بين الحرمين الشريفين، عبر تجهيزها بالأمور اللوجستية ونصب القواطع؛ لتنظيم مسيرهن.
وتقيم العتبة العباسية المقدسة حفل التخرج؛ بهدف تقديم الدعم المعنوي للطالبات المتخرجات، واختتام مسيرتهن التعليمية وانطلاقتهن نحو الحياة العملية من رحاب أبي الفضل العباس (عليه السلام).
واختتمت العتبة العباسية المقدسة فعاليات حفل تخرج طالبات الجامعات العراقية والدول الإسلامية دفعة (بنات الكفيل) الثامنة، مساء يوم الجمعة، بكلمات كلمات توجيهية من بينها كلمة مسجلة للمتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة العلّامة السيد أحمد الصافي، إضافةً إلى فقرات ثقافية وشعرية وإنشادية.
كما كرّمت العتبة العباسية المقدسة، عددا من عوائل الشهداء ورائدات الحركة التعليمية في الجامعات العراقية، ضمن فعاليات الحفل الختامي لتخرّج طالبات الجامعات العراقية والدول الإسلامية (دفعة بنات الكفيل الثامنة).
وجاء تكريم عوائل الشهداء تثمينًا من العتبة المقدسة، لبطولات وتضحيات الشهداء الذين ضحّوا بأرواحهم وأنفسهم من أجل العراق، ومواساةً لعوائلهم. وأمّا تكريم رائدات الحركة التعليميّة في الجامعات العراقيّة، يُعدّ عِرفانا بالجميل، للمُخلصات والمُتفانيات في أداء واجباتهنّ، ممّا أدّى إلى الارتقاء بالحركة التعليمية في البلد.
وفي هذا السياق، أكدت عوائل الشهداء، أنَّ العتبة العباسية المقدسة تحفظ تضحيات شهدائهم وتخلّد ذكراهم وتبذل جهوداً كبيرةً في دعمهم ورعايتهم. اذ قالت والدة الشهيد حسنين علي، إنَّ "العتبة العباسية المقدسة قدمت الكثير من الخدمات لعوائل الشهداء؛ من أجل الحفاظ على دمائهم الطاهرة، وعلى أسماء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل الوطن ولبُّوا نداء المرجعية الدينية العليا".
من جانبها، ذكرت زوجة الشهيد عادل محمد، أنَّ "العتبة المقدسة تواصل جهودها في دعم عوائل الشهداء واستقبالهم وتلبية احتياجاتهم كافة، وتخليد أسماء ذويهم وذكراهم؛ عبر أنشطتها وفعالياتها المختلفة التي تقيمها؛ بهدف الحفاظ على مبادئ الإسلام وقيم أهل البيت (عليهم السلام).
وأضافت، أنَّ "العتبة العباسية المقدسة استقبلتنا ضمن فعاليات حفل التخرج المركزي، وذلك لاستذكار شهدائنا حتى لا ننسى التضحيات التي قدَّموها؛ من أجل الوطن والدين".
وبعد ذلك، أعلنت العتبة العباسية المقدسة، اليوم السبت، عن نجاح خطة التفويج العكسي للطالبات المشاركات في حفل التخرج المركزي (دفعة بنات الكفيل الثامنة)، حيث بدأت الخطة بنقل طالبات المحافظات القريبة من كربلاء المقدسة بعد انتهاء فعاليات حفل التخرج المركزي لطالبات الجامعات العراقية والدول الإسلامية (دفعة بنات الكفيل الثامنة).
وفيما نُقِلت طالبات المحافظات البعيدة؛ لا سيما الشمالية والجنوبية إلى مجمع أبي الفضل العباس (عليه السلام) الواقع على محور (النجف - كربلاء)، وفي صباح اليوم السبت تم نقلهن إلى محافظاتهن. وتم إيصال الطالبات المشاركات بحفل التخرج المركزي إلى أماكن سكناهن بسلام وفق خطة مدروسة ومنظمة وبالتعاون مع الأقسام المعنيَّة.
