الأردن تنفي والعراق يُصعّد.. اتحاد الكرة يطالب بنقل آخر مباريات التصفيات إلى أرض محايدة أو لعبها بدون جمهور بسبب العنصرية

انفوبلس..
عقب الأحداث العنصرية التي شهدها ملعب عمّان الدولي في الأردن خلال مباراة منتخبنا الوطني مع المنتخب الفلسطيني، اشتكى الاتحاد العراقي أمام الاتحادين الآسيوي والدولي وطالب بنقل مباراة العراق والأردن المقبلة إلى أرض محايدة، فما نفت الأردن جميع تلك الأحداث واعتبرتها مفبركة.
ويوم أمس، أصدر الاتحاد العراقي لكرة القدم بياناً رسمياً أعلن من خلاله تقديمه بشكوى إلى الاتحادين الآسيوي والدولي، بشأن الأحداث التي رافقت مباراة العراق وفلسطين التي أُقيمت في العاصمة الأردنية عمّان، «الملعب البيتي لفلسطين»، ضمن الجولة الثامنة من تصفيات آسيا المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026.
وقال الاتحاد العراقي في بيانه، إن الشكوى جاءت أيضاً بسبب ما صدر من هتافات مماثلة في مباراة سابقة جرت على الملعب نفسه بين منتخبي الأردن وفلسطين بتاريخ 20 من الشهر نفسه، موضحاً أن تلك الهتافات التي تم توثيقها بالصورة والصوت، تضمنت ألفاظاً عدائية وعنصرية وسياسية بذيئة، بالإضافة إلى تحريض مباشر من قبل الجمهور المتواجد في مدرجات الملعب خلال مباراة العراق وفلسطين.
وأضاف الاتحاد، أن مسؤولي الملعب قاموا بفتح أبواب الدخول أمام الجماهير الأخرى بعد انطلاق المباراة، الأمر الذي تسبب لاحقاً بهتافات سياسية وعنصرية، فضلاً عن التهديدات التي تعرض لها منتخب العراق وجماهيره من قبل الجمهور الحاضر.
وأكد الاتحاد العراقي لكرة القدم في بيانه أن شكواه تضمنت احتجاجاً رسمياً على تلك التهديدات المتكررة في المباراة، مشيراً إلى أن أبرز تلك التجاوزات حدثت في الدقيقة (45+1) من الشوط الأول، مما خلق جواً مشحوناً بالتوتر والاحتقان، وأثر بشكل سلبي على الروح الرياضية وعلى الاحترام المتبادل بين اللاعبين والجمهور، كما سيؤثر لاحقاً، بلا شك، في حظوظ المنتخب العراقي في التأهل.
وأضاف البيان، أن مثل تلك التصرفات تتعارض بشكل صريح مع لوائح الاتحادين الآسيوي والدولي، التي تحظر استخدام الرياضة كمنصة لنشر الكراهية أو التمييز أو العنف أو أي شكل من أشكال الإساءة، وهي النقاط التي سبق أن أشار إليها الاتحاد العراقي في رسائله السابقة.
وأوضح الاتحاد العراقي أنه، استناداً إلى ما تقدم، يطالب الاتحادين الآسيوي والدولي لكرة القدم باتخاذ الإجراءات اللازمة للتحقيق فيما صدر من إساءات وهتافات عدائية وعنصرية وسياسية من قبل الجماهير التي حضرت المباراة، مع توثيق تلك التصرفات بالصوت والصورة، بالإضافة إلى مراجعة التصريحات التي صدرت من بعض الإعلاميين الذين تواجدوا في الملعب، وتم رصدها من قبل الاتحادين الدولي والآسيوي، بالنظر إلى استخدام الإعلام كوسيلة لنشر الكراهية والتمييز، وهو ما يعده الاتحاد العراقي سبباً يستوجب العقوبات.
وقال الاتحاد في بيانه، إنه ينتظر صدور قرار رسمي من شأنه أن يحفظ حقوق منتخب العراق في مباراته المقبلة أمام منتخب تايلاند، والتي من المقرر إقامتها في العاصمة الأردنية عمّان ضمن الجولة العاشرة من التصفيات الآسيوية، وفقاً للجدول المعتمد من قبل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ووفقاً للوائح التي تنص على أن من حق المنتخبات اختيار الأرض المفترضة لها، على أن يتم إشعار الاتحاد العراقي في حال وجود ما يمنع من إقامة المباراة في ملعب عمّان الدولي، خصوصاً أن الاتحاد لديه مخاوف جدية تتعلق بالتهديدات التي طالت لاعبيه وجمهوره، وهو ما دفعه إلى رفع شكوى عاجلة مدعمة بكافة الوثائق والشهادات والقرائن التي يرى أنها تنقل حقيقة ما حدث، بهدف الوصول إلى حلول مناسبة تضمن حقوق المنتخب العراقي وسلامة كوادره الإدارية والفنية واللاعبين والجماهير.
وختم الاتحاد العراقي بيانه بالتأكيد على، أن الشكوى مبنية على معطيات رسمية موثقة، مشيراً إلى أن هذه الشكوى غنية بالأدلة والحقائق التي لا يمكن تجاوزها، كونها تمثل خرقاً صريحاً للوائح الاتحادين الآسيوي والدولي، وتأكيداً على ضرورة صون الحقوق، واتخاذ إجراءات عاجلة تحفظ سلامة كل الأطراف، وتضمن أن تبقى الملاعب بيئة محايدة وخالية من مثل هذه الممارسات، خاصة أن الأحداث المؤسفة التي رافقت المباراة تعكس بوضوح أهمية التعامل الجاد معها.
واعتبر الاتحاد الأردني لكرة القدم، أمس الجمعة، فيديو الإساءة للعراق من قبل جماهيره بأنه "مفبرك"، وذلك عبر بيان رسمي على خلفية تداول مقطع الفيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي، والذي تضمن هتافات مسيئة تثير الكراهية بين الجماهير الأردنية والعراقية خلال مباراة أقيمت على ستاد عمان الدولي.
وأعرب الاتحاد في بيانه عن استيائه "من محاولات بعض الفئات المضللة زرع النعرات والتعصب بين جماهير كرة القدم".
ودعا الجماهير الأردنية إلى عدم الانجرار وراء مثل هذه المحاولات والتعليقات المسيئة، مشدداً على أنها لا تعكس أخلاق الأردنيين وقيمهم.
وأكد رفضه "المطلق واستنكاره لمثل هذه المحاولات، مشيداً بالوقت ذاته بدور بعض الإعلاميين الرياضيين في الأردن والعراق، والذين تنبهوا لفبركة الفيديو المذكور وأوضحوا مخاطر مثل هذه المحاولات لمتابعيهم عبر وسائل إعلامية متعددة".
وذكَّر بجهود الاتحاد الأردني في دعم العراق ورفع الحظر عن ملاعبه، من خلال إقامة مباراة دولية عام 2017 بين المنتخبين الأردني والعراقي في ملعب جذع النخلة في البصرة.
كما قالت وزارة الخارجية الأردنية، الجمعة، إن التحقيقات والمتابعات الفنية لفيديو الهتافات المسيئة للعراق، أثبتت بشكل قاطع لا يقبل الشك أنه مفبرك وكاذب، مؤكدة أن التحقيقات مستمرة لمعرفة من كان وراء بث هذه الأكاذيب والإساءات واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم، مؤكدة أن الوزير الصفدي أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره العراقي، وشدد على العلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية العراقية، تلقي الوزير فؤاد حسين اتصالاً هاتفياً من نظيره الأردني أيمن الصفدي، على خلفية تداول فيديو يظهر هتافات مسيئة ضد العراق من الجماهير الأردنية، مشيراً إلى أن التحقيقات الأردنية أثبتت أن الفيديو مفبرك وأن هناك محاولات تضليل من جهات تسعى إلى تمريرها بهدف الإساءة للعلاقات الأخوية بين العراق والأردن.
بالمقابل، نشر موقع التقنية من أجل السلام العراقي، المعني بتتبع حقائق الأخبار والفيديوهات التي يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو ثالث يوثق هتافات مسيئة من قبل الجماهير الأردنية بحق العراقيين بعد خسارة المنتخب العراقي أمام نظيره الفلسطيني على ملعب عمان الدولي، ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026، وذلك رداً على البيان الذي أصدره اتحاد كرة القدم الأردني، بعنوان “عمق العلاقات العراقية الأردنية”، والذي أكد فيه أنه تحقق من المقاطع التي نشرت بهذا الصدد وأنها مفبركة تدخل ضمن محاولات بعض الفئات المضللة إثارة النعرات والتعصب والكراهية بين الجماهير الرياضية وأن ما تم نشره لا “يمثل أخلاق الأردنيين”.
وتعقيباً على تلك الأحداث، نشر الصحفي الرياضي الأردني والعامل في قناة "bein sport" حبيب زعبلاوي منشوراً على صفحته في فيسبوك، جاء فيه:
"هل يعلم الاتحاد العراقي لكرة القدم أن المباراة الأولى التي ذكرها في الشكوى، كانت بين الأردن وفلسطين وهو ليس طرفا فيها؟
وهل يعلم أن المباراة الثانية التي ذكرها في الشكوى والتي كانت بين فلسطين والعراق، تعتبر على أرض فلسطين. والأردن ليس طرفا فيها؟
هل سجل مراقب المباراة أية ملاحظة تتعلق بالجماهير الأردنية أو بالتنظيم؟".
وأضاف في منشور آخر: "لا يمكن إقامة مباراة من دون جمهور إلا إذا كانت هناك أحداث شغب أو هتافات عنصرية، كالتي نشاهدها في الملاعب الأوروبية.
لا أعتقد بأن الاتحاد العراقي لكرة القدم قد درس موضوع الطلب جيدا".
في المقابل نشر الإعلامي العراقي علي نوري منشوراً مرفقا بصورة لبيان الاتحاد العراقي، جاء فيه: "إياكم والتراجع.. إياكم المُهادنة والرضوخ.
لأول مرة أجد بياناً لاتحاد الكرة فيه من القوة والتنديد بالإساءة التي حصلت للعراق ولشعبه.
كنا نطالب دائما وفي مناسبات كثيرة بضرورة استخدام "بيانات الردع" حتى لا يستهان بنا الآخرين، وحتى يضعوا لنا الاعتبارات ويحسبوا لنا الحسابات.
مرات عديدة أكدنا على ضرورة استخدام لغة البيانات التي تعد "سلاحا فعالا" ولغة كبيرة لرفع الظلم والحيف الذي يطالنا سواء من الفيفا أو الاتحاد الآسيوي أو غيره.
البيان يمثلني، وعلى الاتحاد العراقي لكرة القدم الاستمرار بمطالبه بنقل مباراتنا المصيرية مع المنتخب الأردني إلى بلدٍ محايد".