الأكبر عالميًا خارج إسبانيا.. ما قصة انبثاق الرابطة المركزية لمشجعي برشلونة في العراق وما فائدتها؟
انفوبلس/ تقرير
في ظاهرة رياضية فريدة من نوعها، كشفت بيانات رسمية صادرة عن نادي برشلونة الإسباني أن العراق بات يضم أكبر رابطة لمشجعي النادي في العالم خارج إقليم كتالونيا وإسبانيا، بعدد أعضاء وصل إلى 14,600 مشجع. هذا الكشف يأتي بالتزامن مع مباركة رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، عدنان درجال، انبثاق الرابطة المركزية لمشجعي برشلونة في العراق، والتي تضم فروعًا في خمس محافظات.
تتركز الغالبية العظمى من هؤلاء المشجعين، بحسب نادي برشلونة، في العاصمة بغداد بأكثر من 13,000 عضو، مما يعزز موقع العراق كمركز ثقل هام للنادي الكتالوني في منطقة الخليج. هذا الرقم المذهل يتجاوز أعداد الروابط في بلدان أخرى قد تكون ذات كثافة سكانية أعلى أو تاريخ كروي أقدم، ما يؤكد القاعدة الجماهيرية الواسعة التي يتمتع بها النادي الإسباني في العراق.
وللمقارنة، تتصدر بولندا قائمة روابط المشجعين في أوروبا خارج إسبانيا بأكثر من 4,200 مشجع، يتركز أبرزهم في مدينة بوزنان. أما في إفريقيا، فتضم القاهرة نحو 700 مشجع، بينما تستضيف مدينة شتوتغارت الألمانية أكثر من 600 مشجع. وفي آسيا، تُسجل مدينة شنغهاي الصينية أكثر من 1,000 مشجع لنادي برشلونة.
يفتتح الفريق مبارياته في الموسم الجديد من الدوري الإسباني يوم السبت 16 أغسطس/ اب حينما يحل ضيفًا ثقيلًا على ريال مايوركا، لكن قبل ذلك سيواجه كومو وديًا في ملعب (كامب نو) يوم 10 من نفس الشهر.
ونجح البلوغرانا في حصد الثلاثية المحلية الموسم البائد مع المدرب هانز فليك وهي الدوري وكأس الملك وكأس السوبر، فيما توقفت مغامرته في دوري أبطال أوروبا عند حدود نصف النهائي. وستكون الغاية المثلى للمدرب فليك هي جلب كأس دوري أبطال أوروبا إلى خزائن برشلونة لأول مرة منذ 2015، والنجاح فيما أخفق فيه كل المدربين المتعاقبين في العقد الماضي على رأس العارضة الفنية للنادي.
الاتحاد العراقي يستثمر "الحمى الكتالونية" لدعم المنتخبات الوطنية
جاءت مباركة رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، عدنان درجال، لهذه الرابطة خلال استقباله أعضاءها في مقر الاتحاد اليوم الخميس 31 تموز/ يوليو 2025. وأكد درجال أن انبثاق هذه الرابطة يمثل خطوة مهمة تساهم في دعم المنتخبات الوطنية العراقية في استحقاقاتها المقبلة.
وشدد درجال على أن الاتحاد يسعى إلى تعميم هذه التجربة على كل روابط الأندية العالمية الموجودة في العراق، بهدف استثمار هذا الحماس الجماهيري الكبير بالشكل الأمثل لدعم الكرة العراقية بشكل عام، والمنتخب الوطني بشكل خاص.
استمع رئيس الاتحاد إلى شرح مفصل قدمه رئيس الرابطة المركزية، الدكتور سيف أمثل الأنصاري، حول كيفية نشأة الرابطة وتطورها حتى أصبحت، وفقًا لنادي برشلونة نفسه، الأولى في العالم من حيث عدد الأعضاء خارج إسبانيا. وقد قدم النادي الكتالوني تهنئته الخاصة لجماهير برشلونة في العراق على هذا الإنجاز وانضمام أكثر من 14 ألفًا إلى صفوف الرابطة.
من جهته، أوعز رئيس الاتحاد العراقي بتذليل كل المعوقات التي قد تواجه عمل الرابطة، داعيًا في الوقت نفسه كل روابط الأندية الأخرى إلى السير على النهج الذي اختطته رابطة برشلونة في سبيل تكوين روابط قوية ومهمة تكون قادرة على دعم المنتخبات الوطنية في مختلف استحقاقاتها.
وقدم أعضاء الرابطة شكرهم وتقديرهم العميقين لرئيس الاتحاد عدنان درجال على حفاوة الاستقبال، وتخصيص الوقت لهم رغم كثرة مشاغله.
يعكس هذا التطور ليس فقط الشغف الكبير بكرة القدم العالمية في العراق، بل أيضًا رؤية الاتحاد العراقي لاستغلال هذه الطاقة الجماهيرية لدعم مسيرة الكرة المحلية والوطنية نحو تحقيق إنجازات أكبر.
وأعرب الآلاف من مشجعي نادي برشلونة في العراق عن سعادتهم الغامرة وحماسهم الكبير بإنشاء الرابطة المركزية لمشجعي النادي، والتي أصبحت الأكبر عالمياً خارج إسبانيا. يعتبر المشجعون هذا الحدث "يومًا تاريخيًا" ويشكل نقطة تحول في علاقتهم بالنادي الكتالوني.
يقول علي حسين (28 عاماً)، أحد الأعضاء المؤسسين في بغداد: "لطالما حلمنا بوجود كيان يجمعنا كعشاق للبلوغرانا. كنا نشعر بأننا جزء من عائلة برشلونة الكبيرة، لكن لم يكن هناك إطار رسمي يمثلنا. الآن، هذا الحلم أصبح حقيقة." ويضيف آخر: "وجود هذه الرابطة سيمكننا من تنظيم فعاليات أكبر، ومشاهدة المباريات معاً، وحتى التواصل بشكل أفضل مع النادي نفسه".
ويرى كثيرون أن اعتراف نادي برشلونة نفسه بهذه الرابطة، وتهنئته للجماهير العراقية، يعكس مدى تقدير النادي لشغفهم. فاطمة الزهراء (22 عاماً)، مشجعة من البصرة: "شعرنا بفخر كبير عندما علمنا أن رابطتنا هي الأكبر في العالم. هذا يدل على أن حب برشلونة في العراق ليس مجرد موضة، بل هو شغف حقيقي ومتجذر".
كما رحب المشجعون بمباركة رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، عدنان درجال، وتأكيده على أن الرابطة يمكن أن تساهم في دعم المنتخبات الوطنية. محمد جاسم (35 عاماً)، من محافظة الأنبار: "إنها خطوة ذكية من الاتحاد. نحن نحب برشلونة، لكننا بالتأكيد نحب منتخبنا الوطني أكثر. إذا تم استثمار حماسنا هذا بشكل صحيح، فسيكون دعماً هائلاً لأسود الرافدين في مبارياتهم القادمة".
يأمل المشجعون أن تفتح هذه الرابطة أبواباً لفرص فريدة، مثل تنظيم زيارات للاعبين أو أساطير النادي، أو حتى الحصول على تذاكر خاصة للمباريات. إنهم يرون في هذا الكيان الجديد "جسرًا ثقافيًا ورياضيًا" يربط العراق ببرشلونة، ويعزز مكانة الكرة العراقية على الساحة الدولية.
لا يقتصر تأثير انبثاق أكبر رابطة لمشجعي نادي برشلونة في العالم خارج إسبانيا على مجرد التعبير عن الحب لنادٍ أجنبي. بل إن هذه الرابطة، بحجمها الكبير الذي يضم أكثر من 14,600 عضو، تحمل في طياتها فوائد متعددة يمكن أن تنعكس إيجاباً على كرة القدم العراقية والمجتمع بشكل عام:
1. دعم مباشر للمنتخبات الوطنية:
كما أشار رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عدنان درجال، فإن هذه الرابطة تمثل قاعدة جماهيرية منظمة وكبيرة يمكن استثمارها لدعم المنتخبات الوطنية العراقية. يمكن تحويل حماس هؤلاء المشجعين من تشجيع نادٍ أجنبي إلى دعم حماسي وملموس في مدرجات مباريات المنتخب العراقي، مما يوفر دفعة معنوية كبيرة للاعبين في الاستحقاقات القارية والدولية.
2. تعزيز الثقافة الرياضية المنظمة:
إن وجود رابطة مشجعين بهذا الحجم، والتي تعترف بها الأندية العالمية، يعكس مستوى من التنظيم والاحترافية في إدارة الجماهير. يمكن أن تكون هذه الرابطة نموذجاً يحتذى به لروابط المشجعين الأخرى في العراق، لتعلم كيفية تنظيم الفعاليات، دعم الفرق، وحتى المشاركة في الأنشطة المجتمعية بشكل أكثر فاعلية.
3. استثمار الشغف الجماهيري:
يمتلك العراق قاعدة جماهيرية ضخمة وعاشقة لكرة القدم. هذه الرابطة توفر إطاراً لتوحيد هذا الشغف وتوجيهه بشكل إيجابي. بدلاً من أن يكون مجرد تعاطف فردي، يصبح حراكاً جماعياً يمكن الاستفادة منه في تنظيم الفعاليات الرياضية، أو حتى المبادرات الخيرية والمجتمعية المرتبطة بالرياضة.
4. فرص للتعاون مع الأندية العالمية:
اعتراف نادي برشلونة بالرابطة العراقية كأكبر رابطة خارج إسبانيا يفتح أبواباً للتعاون المباشر بين النادي العالمي والجمهور العراقي. قد يشمل ذلك تنظيم زيارات للاعبين أو مدربين سابقين، إقامة معسكرات تدريبية للشباب، أو حتى مباريات ودية في المستقبل، مما يعزز تبادل الخبرات ويثري المشهد الكروي العراقي.
5. تعزيز صورة العراق الإيجابية:
تسليط الضوء على وجود مثل هذه الرابطة الكبيرة والمنظمة يعكس صورة إيجابية عن العراق كبلد يمتلك شغفاً رياضياً كبيراً وقاعدة جماهيرية منظمة. هذا يمكن أن يساهم في تحسين الصورة النمطية عن العراق على الساحة الدولية، وجذب المزيد من الاهتمام الرياضي والاستثماري.
والخلاصة، فان هذه الرابطة ليست مجرد تجمع لمشجعين، بل هي قوة جماهيرية هائلة يمكن أن تساهم بشكل فعال في تطوير كرة القدم العراقية وتعزيز مكانتها إقليمياً ودولياً، فضلاً عن دورها في ترسيخ قيم التنظيم والعمل الجماعي في المجتمع.
