الحكام في فوهة الجماهير.. هل تطلق رصاصة الرحمة على الكرة العراقية؟
![الحكام في فوهة الجماهير.. هل تطلق رصاصة الرحمة على الكرة العراقية؟ الحكام في فوهة الجماهير.. هل تطلق رصاصة الرحمة على الكرة العراقية؟](http://media.infoplusnetwork.com/archive/image/2025/1/22/ee1204a5-f6dd-4fbd-83d7-659703349dd4.jpg?format=jpg&v=1)
انفوبلس/ تقارير
أحدهم يُضرب بحجارة تفقده وعيه، وآخر تهتز عظام والده وهو في قبره بسبب شتمه، الأول قصته معروفة وهو الحكم حسين فلاح، أما الثاني فما زالت قصته حديثة وهو الحكم الدولي محمد طارق أحمد، دوري النجوم قد يفقد بريقه، وعصر الملاعب الترابية قد يعود، الحكام في فوهة الجماهير، فهل تتعرض الكرة العراقية إلى رصاصة الرحمة؟
ماذا حدث؟
أمس الأول الاثنين، تهجم عدد من المتواجدين في دكة بدلاء فريق نفط البصرة على حكم اللقاء محمد طارق، بعد انتهاء لقاء نفط البصرة وزاخو.
التوترات بين الدكة والحكم جاءت على خلفية احتساب ركلة جزاء لزاخو والتي جاء من خلالها هدف الفوز، فضلاً عن طرد قائد فريق نفط البصرة قبل نهاية اللقاء بدقيقة بعد بصقه على لاعب زاخو أثناء سير اللقاء.
محمد طارق يكشف التفاصيل
تقصت انفوبلس عن تفاصيل الاعتداء الذي جرى بحق الحكم، إذ كشف الحكم الدولي محمد طارق أحمد، يوم أمس الثلاثاء، عن تلك التفاصيل وكيفية تعرضه لاعتداء من مشرف فريق نفط البصرة أسعد كريم، بعد انتهاء مباراة نفط البصرة وزاخو.
وقال طارق، في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، إنه "تعرض لإصابة في يده بعد انتهاء مباراة نفط البصرة وزاخو ضمن منافسات الجولة 15 والتي انتهت لصالح زاخو 3-2"، مبيناً أن "الضربة استهدفت عصب سبابة الكف".
وأشار طارق، إلى أنه "تعرض للعديد من التجاوزات ولم يغادر أرض الملعب رغم انتهاء المباراة بسبب التهجم المستمر والوعيد من قبل إداريي النادي إلا بعد تأمين خروجه من الملعب بحماية".
وأضاف طارق، أن "ما حدث معيب ولا يمت بصلة للرياضة وعلى الفرق أن تتقبل ثقافة الفوز والخسارة سيما وأن المباراة معرضة لآخر لحظة إلى قرارات تحكيمية تصب أو لا تصب لصالح اي الفريق"، مؤكداً خضوعه "لإسعافات أولية في البصرة قبل العودة إلى بغداد لإتمام الفحوصات ومعالجة الحالة".
وتابع طارق، قائلاً إن "الأمر سيترك للجنة الانضباط في اتحاد كرة القدم للبت في القضية".
"ضربوني وشتموا والدي المتوفى".. 3 دعاوى بحق نفط البصرة
بعد ذلك، بيّن الحكم محمد طارق، عن تقديمه ثلاث دعاوى قضائية ضد نادي نفط البصرة الرياضي، على خلفية الاعتداء عليه و"شتم" والده المتوفى.
وقال أحمد في حديث له تابعته انفوبلس، إنه رفع (أمس الثلاثاء) ثلاث دعاوى قضائية بعد الاعتداء عليه في مباراة نفط البصرة وزاخو التي جرت أمس الأول الاثنين ضمن منافسات الجولة 15 من دوي نجوم العراق لكرة القدم.
وبين، أن "الدعوى الأولى ضد نادي نفط البصرة بسبب شتم والدي المرحوم الحكم الدولي، وأمين سر السابق للاتحاد العراقي لكرة القدم، الحاج طارق أحمد ووصفه بـ(العار)"، على حد قوله.
وأضاف، "الدعوى الثانية ضد مشرف نادي نفط البصرة أسعد كريم بسبب الاعتداء بالضرب على حكم المباراة، مما أدى إلى التهاب العصب في يدي اليسرى".
وتابع أحمد "أما الدعوى الثالثة فهي ضد مدير المكتب الإعلامي لنادي نفط البصرة بسبب نشره إساءة لوالدي المرحوم الحاج طارق أحمد".
الداخلية تتدخل
عقب ذلك، وجه وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، قوة أمن الملاعب بحماية حكام كرة القدم عقب حوادث الاعتداء عليهم في الملاعب.
وقال الشمري، إن “أمن الملاعب مطالبون باعتقال كل من يعتدي على الحكام أو الكوادر الإدارية أو اللاعبين، أو يقوم بأي فعل يهدد النظام العام داخل الملعب بشكل فوري”.
وأشار الشمري إلى “إحالة المعتدين إلى الجهات القضائية المختصة فوراً، وذلك لتطبيق أقصى العقوبات القانونية بحقهم، فضلاً عن منع المعتدين نهائياً من دخول الملاعب في المستقبل، دون أي استثناءات، كإجراء رادع لضمان عدم تكرار مثل هذه التصرفات”.
وتابع وزير الداخلية، قائلاً إن “هذه الإجراءات تأتي في إطار ضمان حماية الأمن الرياضي والحفاظ على هيبة الملاعب، ولن يتم التهاون مع أي شخص يحاول إفساد الأجواء الرياضية أو إثارة الفوضى”.
الحكام الحلقة الأضعف في الدوري العراقي
شهدت مباريات الدوري العراقي عددًا من المخالفات والاعتداءات، وعلى وجه التحديد بحق الحكام، حيث شهدت مباراة كربلاء ودهوك في الجولة الثالثة عشرة أحداثًا مؤسفة، بعد تعرض الحكم المساعد الأول حسين فلاح للاعتداء من قبل أحد جماهير كربلاء، حيث أُصيب الحكم في رأسه بواسطة "حجارة"، ما دفع الحكم محمد سلمان إلى إعلان إنهاء المباراة قبل انتهاء وقتها الأصلي، وحتى اليوم لم يصدر الاتحاد العراقي أي قرار انضباطي بشأن هذه الأحداث.
ولم تنته الاعتداءات في الدوري العراقي عند هذا الحد، حيث شهدت مباراة نفط البصرة وزاخو في الجولة الخامسة عشرة حادثة جديدة أمس الأول، إثر تعرض حكم المباراة محمد طارق لإصابة بيده، بسبب أعمال شغب واشتباكات بين الجماهير بعد انتهاء المباراة، حيث نُقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم.
وتكررت حوادث الاعتداءات على الحكام في كل مواسم الدوري العراقي تقريباً، ففي مايو/أيار 2023، حاول نجم منتخب العراق، إبراهيم بايش، الاعتداء على الحكم مهند قاسم، الذي أدار مباراة فريقه السابق، القوة الجوية ضد نادي الكهرباء في الدوري المحلي، فيما احتج عضو مجلس إدارة نادي القوة الجوية حمادي أحمد، ومشرف الفريق أحمد خضير، على الحكم أيضاً، في الوقت الذي قام فيه بعض مشجعي النادي بخلع المقاعد المخصصة لهم، ورميها على أرضية الملعب، بعد هزيمة فريقهم أمام الكهرباء، الأمر الذي أدى إلى إيقاف لاعب نادي الرياض السعودي الحالي، إبراهيم بايش، لعدة مواجهات.
الاتحاد محرج.. لماذا لا يستطيع فرض عقوبات انضباطية؟
وصلت مباريات الموسم الحالي من البطولة إلى الجولة الخامسة عشرة حتى الآن، ومن دون صدور أي عقوبات أو قرارات انضباطية من قبل الاتحاد العراقي لكرة القدم، على الرغم من وجود الكثير من المخالفات.
وقالت المصادر، إن "اتحاد اللعبة المحلي وجد نفسه في موقف حرج جداً ولا يُحسد عليه، إذ ليس باستطاعته إصدار عقوبات أو قرارات رادعة، كونه سبق وأن حلّ لجان الانضباط والاستئناف داخل الاتحاد، بالتالي لا توجد أي لجنة مختصة تصدر العقوبات بحق المخالفين، سواء من الإدارات أو الجماهير أو اللاعبين".
وأضافت: "الجمعية العمومية في الاتحاد العراقي، كان من المفترض أن تعقد اجتماعها منتصف الشهر الحالي من أجل المصادقة على التقارير الإدارية والمالية، وأيضًا تشكيل اللجان المعنية من بينها لجنتا الانضباط والاستئناف، لكن الاجتماع لم يعقد بسبب شكوى تقدم بها العضوان كوفند عبد الخالق وغالب الزاملي لدى مركز التسوية الرياضي، الذي أصدر أمرًا ولائيًّا بإيقاف عقد اجتماع الجمعية العمومية".
وتابعت: "عمل الاتحاد العراقي ما زال معلقًا ومرتبطًا بهذا الاجتماع، لذلك بدأت الهيئة العامة في الاتحاد العراقي بجمع الأصوات لطرح الثقة ببعض أعضاء المكتب التنفيذي، الذين حاولوا تأخير عقد الجلسة وتأخر الاستحقاقات المالية والرواتب للموظفين في الاتحاد العراقي، الذي بات في وضع صعب الآن".
مخاوف من عقوبات دولية
أثار تكرار حوادث الاعتداءات على الحكام في الدوري العراقي، مخاوف العديد من الرياضيين من تعرض كرة القدم العراقية إلى عقوبات دولية.
وبهذا الصدد، يقول المحللون، إن استمرار الاعتداءات وأعمال شغب الجماهير وعدم ضبط أمن الملاعب قد يعرّض الكرة العراقية إلى عقوبات دولية.
وعن نوعية العقوبات، يقول أحد المحللين، إنها قد تشمل حرمان الجماهير من دخول الملاعب إلى نهاية الموسم، أو تكون قاسية لدرجة إعادة الحظر على الملاعب العراقية وحرمان المنتخب الوطني من اللعب مجددا في البصرة.
وطالب المحللون، الجماهير العراقية بالتحلي بأخلاق التشجيع وتقبُّل نتائج مباريات فريقهم وعدم الاعتداء على الحكام، كون تداعيات ذلك ستضر بالكرة العراقية بالدرجة الأساس.