edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. الأخبار
  3. رياضة
  4. الذكرى السنوية الـ16 لوفاة "عمو بابا".. ماذا تعرف عن أيقونة التدريب العراقية ورجل المهمات الصعبة

الذكرى السنوية الـ16 لوفاة "عمو بابا".. ماذا تعرف عن أيقونة التدريب العراقية ورجل المهمات الصعبة

  • 28 أيار
الذكرى السنوية الـ16 لوفاة "عمو بابا".. ماذا تعرف عن أيقونة التدريب العراقية ورجل المهمات الصعبة

انفوبلس/ تقرير

على الرغم من مرور 16 عاما على وفاته إلا أنه لم يَغِب عن ذاكرة العراقيين ومُحبّي كرة القدم، فلم يكن مجرد لاعب أو مدرب، بل رمزًا وطنيًا صنعت إنجازاته مجدًا رياضيًا يندر تكراره، فماذا تعرف عن إيمانويل بابا داود، الذي عرفه الملايين باسم "عمو بابا" في ذكرى وفاته؟

من ملاعب الحبانية إلى مدرجات ملعب الشعب، ومن أول هدف دولي للعراق إلى ثلاثية الخليج الذهبية، كتب "عمو بابا" فصلاً خالدًا في كتاب الرياضة العراقية، لا يزال يُروى بكل فخر واعتزاز.

مَن هو "عمو بابا"؟

وُلد عمانوئيل داود بابا (عمو بابا) يوم 27 نوفمبر/تشرين الثاني 1934 في معسكر هنيدي التابع لسلاح الجو الملكي البريطاني جنوبي بغداد لعائلةٍ آشورية، وكان والده موظّفاً مدنياً لدى الـRAF، ومع انتقال الأسرة عام 1937 إلى المجمّع السكني في قاعدة الحبانية، أخذ الفتى يتردد إلى ملاعب القاعدة ويراقب مباريات الجنود البريطانيين، فاشتعل شغفه بكرة القدم.

وترعرع بمدينة الحبانية في محافظة الأنبار وبدأ حياته الرياضية بعيدا عن كرة القدم، فقد مارس رياضة ألعاب القوى والسباحة والتنس وكرة السلة، وكان بطل العراق في ألعاب قوى (400 موانع)، وبطل الرصافة في كرة المضرب. لكن نقطة التحول في مسيرته الكروية كانت عندما اكتشفه المدرب إسماعيل محمد خلال بطولة المدارس العراقية وأطلق عليه لقب "عمو بابا" تقديرًا لموهبته وقيادته المستقبلية.

بدأ "عمو بابا" مسيرته الكروية مع فريق مدرسة لواء الدليم قبل أن ينتقل إلى نادي موظفي سلاح الجو الملكي (الآشوري) حيث لعب لمدة 4 سنوات، تميز بأسلوب لعب هجومي فطري وقدرة فائقة على تسجيل الأهداف، واشتهر بضرباته المقصيّة المذهلة وقوة تسديداته.

وألحقه المدرب إسماعيل محمد بمنتخب العراق المدرسي لكرة القدم عام 1950، وكانت أولى مشاركاته في الدورة المدرسية العربية الثانية في القاهرة 1951، وبعدها انتقل من الحبانية لينضم إلى فريق الحرس الملكي 1954.

وخلال مسيرته كلاعب تلقى عرضًا للاحتراف من نادي "نوتس كاونتي" الإنجليزي، لكنه فضّل البقاء في وطنه حيث لعب لأندية الحرس الملكي والأثوري والقوة الجوية ونادي بغداد، وحقق مع فريق الأثوري لقب الدوري عام 1960، كما تعرض لإصابة خطيرة عام 1965 لكنه عاد ليواصل اللعب.

بالإضافة الى ذلك مثّل منتخب الجيش في مباراة له بالعاصمة بغداد أمام نظيره المصري في 30 يناير/كانون الثاني 1950، كما شارك في الدوري العراقي فكان فريقه (الحرس الملكي) ندّاً قوياً لفريق القوة الجوية.

وعلى الرغم من أن مسيرته الكروية كلاعب لم تحظَ بالإنجازات الكبيرة إلا أنه كتب التاريخ على طريقته الخاصة عندما سجل أول أهداف المنتخب العراقي على الصعيد الدولي وكان ذلك في شباك المنتخب المغربي خلال دورة الألعاب الرياضية العربية التي أُقيمت في لبنان عام 1957.

كما يُحسب لعمو بابا كلاعب أنه أول مَن يسجل هدفاً للمنتخب العراقي الأولمبي وكان ذلك في شباك منتخب لبنان الأولمبي ضمن التصفيات المؤهلة لدورة الألعاب الأولمبية في روما عام 1960، لتُجبره بعد ذلك الإصابة على ترك ميادين كرة القدم عام 1966.

مسيرته التدريبية

ظل عمو بابا مخلصاً لمعشوقته كرة القدم وانتقل بعدها مباشرةً إلى عالم التدريب الذي صال وجال به من خلال الكثير من الإنجازات التي حققها، مثل لقب بطولة العالم مع المنتخب العسكري 1979، وقيادته المنتخب الأولمبي في دورة الألعاب الأولمبية ثلاث مرات وذلك خلال أعوام 1980 في موسكو و1984 في لوس أنجلوس و1988 في سيول، وفوزه بذهبية دورة الألعاب الآسيوية عام 1982 في الهند.

وظلت الهيمنة الكويتية على ألقاب كأس الخليج منذ تأسيسها عام 1970 ولأربع بطولات متتالية، حتى جاء عمو بابا وقاد المنتخب العراقي لكسر الاحتكار الكويتي محرزاً اللقب الأول في المسابقة التي جرت في العراق عام 1979 لتبدأ مسيرة ناصعة للمدرب مع ذلك الحدث الكروي.

أعاد المنتخب الكويتي "صاحب الرقم القياسي بعدد الألقاب" الكأس إلى خزائنه في الدورة السادسة، لكن "شيخ المدربين العراقيين" قاد كتيبة منتخب بلاده للفوز مرة أخرى في النسخة السابعة التي جرت في سلطنة عمان عام 1984.

استمرت لعبة الكراسي الموسيقية بين الكويت والعراق على لقب كأس الخليج ونجح الأزرق بالفوز في البطولة الثامنة، ليقود عمو بابا العراق إلى اللقب الثالث في تاريخه خلال البطولة التاسعة التي جرت في السعودية عام 1988 لينفرد بالرقم القياسي كأكثر المدربين تحقيقاً للألقاب في تاريخ البطولة حيث ظل رقمه صامداً حتى الآن.

صائد البطولات قاد في العام ذاته المنتخب العراقي للفوز ببطولة كأس العرب التي أُقيمت في العاصمة الأردنية عمان، كما قاد عدة أندية كبرى في بلاده لتحقيق إنجازات محلية وهي الزوراء والرشيد "سابقاً" والقوة الجوية والطلبة.

ويعود الفضل لعمو بابا في اكتشاف الكثير من المواهب الكروية التي باتت أسماء لامعة وأساطير للعبة مثل حسين سعيد وفلاح حسن وأحمد راضي وعدنان درجال ووراضي شنيشل وليث حسين وحبيب جعفر وغيرهم العديد من اللاعبين الذين سطّروا ذكريات تاريخية كروية للعراق في فترة الثمانينيات التي شهدت التأهل الأول والأخير للعراق إلى كأس العالم في المكسيك عام 1986، وكان للمدرب العراقي لمسة مؤقتة في مشوار المنتخب في التصفيات.

أحاديث سابقة عنه 

تقول عنه أخته غلوريا: وُلدتُ أنا وإخوتي جميعاً بالحبّانية (مدينة بين بغداد والرمادي)، وكذلك أخي "عمو بابا"، وقد نشأ وترعرع فيها، وخطا أولى خطواته الرياضية في مركز الحبانية الرياضي، وتأثر في بداية حياته بالإنجليز الذين كانوا يلعبون كرة القدم في مركز الحبانية.

كان الاتحاد العراقي لكرة القدم قد نشأ في نهاية أربعينيات القرن الماضي، وهي نفس الفترة التي بدأ فيها تألق عمو بابا، فقد تأسست على مستوى القطر العراقي بطولات رياضية وكروية، وفي الخمسينيات والستينيات تألقت الرياضة العراقية، عندما أقبل آلاف الشباب والفتيات على المراكز الرياضية والكشّافة، ونُظمت البطولات وأقبلت الجماهير على الملاعب، ونالَ بابا من التشجيع ما لم ينله غيره.

تحدث عمو بابا عن نفسه سابقا قائلا: اسمي عمانوئيل بابا داود، واختصاراً "عمو بابا"، متزوج ولي ابنتان وصبي اسمه سامي، وقد أمسيت معروفاً في الأوساط الرياضية والشعبية، وعلى المستوى المحلي والعربي والدولي كذلك. فقد كان لدينا في الحبانية فريق آشوري وآخر كردي، وهنالك فرق إنجليزية عدة، وكنا نُنظم دوريات كروية، كان النصيب الأكبر من بطولاتها للفريق الآشوري.

قدم عمو بابا خلال فترة الستينيات ما لم يقدمه لاعب لبلاده، ومن النوادر التي قلّما تتكرر في الملاعب أن يكون الشخص لاعبا ومدربا في آن واحد، فكان عمو بابا يدرب ويلعب لفريق الكلية العسكرية الذي شارك في الدوري نهاية الستينيات. يقول اللاعب العراقي السابق واثق أسود: حين كنا صغارا في عقد الستينيات، كنا نشاهد عمو بابا وهو يقود المنتخب العراقي لكرة القدم.

كان عمو بابا قيادياً بالفطرة على صغر سنه، فكان يوجه زملاءه اللاعبين ويشجعهم، وكان يتدرب بمعدل 4-6 ساعات يوميا تدريبا مُضنياً شاقاً، يُضاهي ما يتلقاه لاعبو أوروبا هذه الأيام. يقول عنه اللاعب العراقي فلاح حسن: أول مرة سمعت فيها بعمو بابا كانت في سنة 1968، فقد كان يدرب ويلعب لفريق الكلية العسكرية، وكانت شهرته تسبقه بما تكتب عنه الصحافة، بوصفه لاعبا موهوبا ومهاريا جدا.

وقد تفجرت طاقات عمو بابا وقدراته القيادية والتدريبية في 1976، حين شارك العراق في أول بطولة خليجية بالدوحة، وكان يومها مساعدا لمدرب أجنبي، ثم قاد بعدها المنتخب العراقي مدربا أول. إذ يقول رعد حمودي حارس مرمى منتخب العراق: أعطت دورة 1976 المنتخب العراقي زخما قويا، وولّدت انطباعا لدى الفرق الخليجية بأن الفريق العراقي يُحسب له ألف حساب.

ويقول عنه اللاعب السابق حبيب جعفر: كان عمو بابا كشافا، يزور الفرق الشعبية المغمورة في المدن، ويختار منها لاعبين أثبتوا فيما بعد صحة وجهة نظره وبصيرته الثاقبة في الاختيار. أما اللاعب راضي شنيشل فيقول: كان عمو بابا يتميز بالجرأة والشجاعة في اتخاذ القرار، وكان ذا فطنة وفراسة في الاختيار، فقد أصبح اللاعبون الذين اختارهم نجوم المنتخب العراقي لسنوات.

وكان بابا أول من اكتشف أسطورة الكرة العراقية أحمد راضي، وغامر بزجّه في الفريق الأول على صغر سنه، فهو المدرب الأوحد على مستوى الكرة العراقية الذي كان يستقطب لاعبين ويستبعد آخرين، وفي عهده تفوقت الكرة العراقية خليجيا وعربيا وآسيويا.

وعندما فاز العراق ببطولة أمم آسيا 2007، كان معظم اللاعبين الذي أحرزوا الكأس من اكتشاف وصناعة عمو بابا، وهو نفسه الذي قاد العراق للفوز بكأس كرة القدم في دورة الألعاب الآسيوية 1982 بالهند.

كان عمو بابا مدرب لياقة بدنية بامتياز، إلى جانب عمله بالإدارة الفنية للفريق، وقد بلغ الأمر أن الفريق في بعض الأوقات كان يتدرب 3 حصص يوميا، ويقول اللاعب راضي شنيشل إنه في أحد التدريبات طلب منهم الركض حول الملعب، ويومها طافوا حول الملعب 60 مرة متتالية ركضا، فجاءه راضي يرجو ويتوسل إليه بابنه سامي أن يكتفي، فقال له: ما زلتم بحاجة إلى ركض أكثر، طوفوا 10 مرات أخرى.

وكان يعتمد على الجانب النفسي والتنافسي لدى اللاعبين، لحثّهم على بذل أقصى الجهد واستخراج أعلى ما لديهم من الطاقة الكامنة. وكان يُصر على الركض مسافات طويلة، تبلغ حوالي 15 كيلومترا في الحصة الواحدة، وكان حريصا أن يكون أول الحاضرين للملعب، ليشارك اللاعبين في تمارين الإحماء واللياقة البدنية.

وكان عمو بابا قليل الابتسامة، عصبياً، وصعب المزاج، لأنه كان يريد استخراج أقصى ما يستطيع اللاعبون من الجهد والعطاء. وفي لقاء تلفزيوني يقول: لا يوجد في حياتي الرياضية وأثناء المباريات ما يجعلني أبدو هادئاً، فعملي مرتبط بالتوتر وشد الأعصاب، فأنا -كبقية اللاعبين في أرض الملعب- أريد تحصيل النتيجة التي تريحنا في آخر المباراة، فنبقى مشدودين حتى اللحظة الأخيرة.

كان عمو بابا جدّياً وحدّياً، يتعامل بسواسية مع كل أعضاء الفريق، ليس لديه لاعب كبير وآخر صغير، ولكنه بين الفَينة والأخرى يتحبب إلى اللاعبين ويُلاطفهم، ويطلق النكات التي تريح أعصابهم المشدودة، وتملك الرياضة عقله وقلبه وجميع وقته، يقول للاعبيه: عندما تسيرون في شارع الرشيد فلا تمشوا باستقامة، ولكن تخيلوا دائما أنكم في الملعب، وراوغوا يميناً ويساراً بين المارّة.

وفي دروة الخليج 1984 التي أُقيمت في مسقط، كان 5 من الطواقم التدريبية لفرق خليجية من البرازيل، وكانوا يجتمعون في قاعة الاستقبال بالفندق، لتدبير خطط لمواجهة الفريق العراقي بقيادة عمو بابا، وكيفية التعاون لإيقاف المدّ الكروي العراقي الذي يقوده عمو بابا. ومع ذلك، فقد انتزع العراق البطولة، وكان استقبال الفريق في مطار بغداد وشوارعها أسطورياً.

وقبلها كان uمو بابا سبباً رئيساً في صعود الفريق العراقي إلى أولمبياد لوس أنجلوس عام 1984، ولكنه خرج مبكراً من هذه البطولة بسبب وجود فرق قوية من أوروبا وأمريكا الجنوبية. وفي كأس العالم 1986 في المكسيك، كان جميع أعضاء المنتخب العراقي المشارك في هذه البطولة قد خرج من تحت عباءة عمو بابا.

ومن الطرائف التي يسجلها الإعلاميون والصحفيون عن عمو بابا، أنه كان يحرص على وضع حصاة في قبضة يده اليمنى، وكان البعض يتهمونه بعمل التعويذات والسحر، وقد تحدث عن ذلك قائلاً إنه يعاني من خلع مزمن في كتفه، وأنه كان يحرص على تحريك يده باستمرار لإبقاء عضلات يده في حالة تحفز ونشاط.

رجل المهمات الصعبة

كانت الدورات الخليجية مرتعاً خصباً لعمو بابا وفريقه لاقتناص البطولات وجمع الكؤوس والميداليات، فقد أثبت علوَّ كعبه في مجال التدريب، وتفوقه على جميع المدربين المحليين في دول الخليج، بل على كثير من المدربين الأجانب، ممن تسبب عمو بابا بإقالة كثير منهم بعد كل بطولة يُحرزها.

ويُحسب للمدرب عمو بابا أنه كان يُستدعى ليكون منقذاً من الأزمات التي يقع فيها المنتخب، فعندما يتولى التدريب مدربٌ آخر ويقع في ورطة ما في أي بطولة وأي بلد، كان عمو بابا يُستدعى بطائرة خاصة، ليأخذ زمام الأمور ويُعيد الدفة للاتجاه الصحيح. ومثال ذلك تصفيات كأس العالم 1993 في الدوحة، حين استُدعي ليُنقذ العراق من هزائم قاسية، عدا هزيمته أمام كوريا الجنوبية في ذلك الوقت.

وفي 1988، كان وضع الفريق العراقي في الأردن سيئاً جداً، فاضطر الجهاز الرياضي العراقي لاستدعاء عمو بابا على وجه السرعة بطائرة خاصة، وهو مَن استطاع انتشال المنتخب العراقي من وطأة الهزيمة، وعودته بكأس البطولة العربية.

ولم تخلُ مسيرة "عمو بابا" التدريبية من التحديات، خاصة في ظل علاقته المعقّدة مع عدي صدام حسين، لكنه عُرف بشخصيته القوية ومواقفه الصريحة، وفي سنواته الأخيرة أطلق مبادرة لتأسيس مدرسة كروية للمواهب من الأطفال المحرومين في بغداد، إيمانًا منه بأهمية تطوير الشباب.

تبددت أحلامه حيّاً وميتاً

اعتزل عمو بابا التدريب نهائيا في 2001، وكانت أمنيته أن يكون راعياً للمواهب الكروية في الفئات العمرية التي انضمت لمدرسة عمو بابا الكروية، وهي مدرسة كان له الفضل في فكرتها وإخراجها إلى النور، وقد خرّجت هذه المدرسة خيرة لاعبي العراق في بداية الألفية الثانية، ولكن دورها تلاشى بعد الغزو الأمريكي 2003، وتغيُّر النظام في العراق.

وقد تفاقم مرض السكر الذي كان عمو بابا يعاني منه، فبُترت 8 من أصابع قدميه، ولكن ذلك لم يَفُتَّ عزيمته، ولم يُثنِه عن مزاولة عمله في مدرسته الكروية، وكان يقول: أنا ابن العراق، ولستُ محسوباً على حزب أو جماعة، أنا حزبي العراق وشباب العراق وأبطاله، وقد خدمتُ العراق سنين عددا، وأحيانا بلا مقابل، وأتحدى أن يثبت عليّ أي شخص شبهة فساد أو خيانة لبلدي.

ومع كل هذا العطاء وهذه الضحيات، لم يجد عمو بابا التقدير الرسمي الذي يُليق به، بل إنه لم ينل فرصة للعلاج المناسب لحالته المرضية، فلا هم أرسلوه للعلاج في الخارج، ولا استقبلوه في مستشفى جيد داخل العراق. وكان يوم وفاته في 27 مايو/ أيار 2009 يوما عراقيا مظلما لدى عائلته القريبة وعلى العائلة الرياضية، وعلى الجماهير العراقية التي أحبته وعاشت عطاءه المتواصل يوما بيوم.

فقدت الكرة العراقية رمزا من رموزها ونجما من نجومها. ولم توفه الدولة العراقية حقه حيا ولا ميتا، وكانت وصيته أن يدفن في ملعب الشعب “حتى يسمع زفرات الجماهير من حوله”، وبدلا من ذلك فقد دُفن خلف جدارية الفريق العراقي الذي أحرز بطولة آسيا 2007، واختفى قبره تحت أقدام المشاة، وبنت له الدولة مزارا بعيدا عن قبره الحقيقي التائه في وسط الزحام.

ومن كلماته التي لا تنسى قوله: أنا لا أتملق أحدا، ولا يلزمني ذلك، يكفيني حب العراقيين جميعا لي، من الموصل وكردستان شمالا وحتى البصرة جنوبا، كلهم يحبونني وهذا يكفيني.

والخلاصة، يُعد "عمو بابا" قامة كروية عراقية فريدة، فهو اللاعب الذي سجل أول هدف دولي لبلاده، والمدرب الذي قاد المنتخب إلى تحقيق أعظم الإنجازات، والمؤسس الذي زرع بذور الموهبة في الأجيال الشابة، وسيظل اسمه محفورًا في ذاكرة الرياضة العراقية كرمز للعطاء والإخلاص.

أخبار مشابهة

جميع
أحمد خلف: مواجهة كوريا بمثابة نهائي وثقتنا كبيرة بأسود الرافدين

أحمد خلف: مواجهة كوريا بمثابة نهائي وثقتنا كبيرة بأسود الرافدين

  • 5 حزيران
الحشد الشعبي يتوج بلقب دوري النخبة العراقي لكرة اليد للموسم 2024-2025

الحشد الشعبي يتوج بلقب دوري النخبة العراقي لكرة اليد للموسم 2024-2025

  • 5 حزيران
اتحاد الكرة: واثقون بلاعبي المنتخب ومتفائلون بالتأهل لمونديال 2026

قبل ساعات من مواجهة كوريا.. انفوبلس تفصّل سيناريوهات تأهل "أسود الرافدين" لكأس العالم...

  • 5 حزيران

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة