العراق بين زمنين.. رحلة كرة القدم من "سادية" عدي إلى دمج المحترفين بالمحليين
انفوبلس..
يرتبط الشعب العراقي ارتباطا وثيقاً برياضة كرة القدم، وتحتل مكانة مميزة خلال حياتهم بمختلف الفترات الزمنية، حيث كانت المتنفس الوحيد أو شبه الوحيد خلال فترة حكم النظام البعثي، وتحولت إلى عنصر وحدة مهم خلال فترة الطائفية بعد عام 2003، وأصبحت عنصر الفرحة الجامحة بعد تحقيق بطولة آسيا لأول مرة بتاريخ العراق عام 2007، وهكذا استمرت حتى يومنا هذا وصولاً لمرحلة دمج المغتربين والمحترفين مع اللاعبين المحليين.
مسيرة كرة القدم في العراق كانت -شأنها شأن كل ما يتعلق بهذا البلد- مليئة بالفترات الصعبة والتقلبات والمآسي في بعض الأحيان، ولكن في المقابل كانت هنالك محطات مميزة خلدت في ذاكرة العراقيين.
موقع "INFOPLUS" يسلط الضوء اليوم على وضع الكرة العراقية قبل وبعد عام 2003، ويبحث في مفارقات جعلت من المنتخب العراقي أشبه بوحدة عسكرية تارة، و"برازيل العرب" تارة أخرى.
عدي صدام: رئيس "سادي" لرياضة شعبية
يقولون إن أجمل ما تحمله الرياضة عامة، وكرة القدم بالأخص، هو الروح الرياضية؛ أخلاق النبلاء التي تجعلك تحترم خصمك، سواء كنت أقوى منه، أو كان أقوى منك. وهناك عُرف سائد في عالم كرة القدم بتبادل التحيّات بين المتنافسين قبل اللقاء وبعده، بغض النظر عن النتيجة، وموقع كل فريق من المكسب أو الخسارة. في دولة العراق وفي عصر الرئيس الراحل صدام حسين كان هناك شخص مجنون بكرة القدم، يعشقها ويعشق متابعتها، ولا يقبل الهزيمة أبدًا.
هذه الأوصاف نجد أنها تطلق بشكل مجازي على الكثير من نجوم كرة القدم الذين يعشقون الفوز بطبيعتهم، ولا يرضون بغيره ما دامت تنبض قلوبهم بالحياة، لكننا نقصد هنا جنونًا حرفيًا للدقة؛ إذ كان مجنونُ كرة القدم الذي نتحدث عنه يمتلك حيوات اللاعبين بين يديه؛ فهو الابن الأكبر لصدام حسين الذي حكم البلاد بالحديد والنار.
كان عدي صدام حسين رئيسًا للجنة الأولمبية؛ وهو المنصب الذي جعله مسئولًا عن كل الرياضات في الدولة العراقية، في الوقت الذي لم يكن ليكبح جماح ميوله السادية شيء، بحسب ما وصفه لاعبو المنتخب العراقي لكرة القدم.
كل من يعشق كرة القدم يعرف بالضرورة ما يعنيه إهدار لاعب لركلة جزاء مصيرية لفريقه، أو لمنتخب بلاده، وكذلك التسبب بهدف يدخل مرمى الفريق؛ فيتسبب في فقدان بطولة، وارتسام الحسرة والحزن على ملامح الملايين من الجماهير العاشقة، لكن هل يمكن مقارنة ذلك عندما تكون حياتك وأمنك الشخصي على المحك؟ هذا ما اختبره لاعبو المنتخب العراقي في كل مباراة رسمية يخوضها الفريق في تلك الحقبة التي كان عُدي مسئولًا فيها عن نشاط المنتخب الوطني العراقي.
اعتقد عدي أن أداء المنتخب العراقي يعكس سمعة الوطن العراقي، فكان يأخذ مسألة الفوز وتقديم الأداء المشرف على محمل الجد، ربما أكثر مما يحتمله الأمر في الواقع. كان عدي لا يفضّل أن يترك دوافع اللاعبين يشكلها حب الوطن والانتماء للشعب العراقي مثل بقية لاعبي منتخبات العالم، لكنه كان يتوعد اللاعبين بالعذاب والعقوبات البدنية المخيفة.
يروى بعض لاعبي المنتخب العراقي لصحيفة «الجارديان» أن عدي كان يتوعدهم حال الخسارة بقطع أرجلهم، ورميهم في أقفاص للكلاب المفترسة. كانت اللائحة التي تحكم الفريق أكثر من قاسية؛ فكان غياب أي لاعب عن الحصة التدريبية للمنتخب لأي سبب يعني دخول السجن بشكل فوري.
عدي يكره الخسارة، وكان هذا الأمر يضع اللاعبين تحت ضغط لا يمكن تحمله، وقد كانت الخسارة تعني أن اللاعبين سيواجهون حصصًا مستمرّة من الجلد بالأسلاك المخصصة للتوصيلات الكهربائية، أو ربما كانت الأمور تنتهي بإرغام اللاعبين على الغوص في مياه الصرف الصحي القذرة، بينما جروحهم المفتوحة نتيجة الجلد بأسلاك الكهرباء لم تلتئم بعد.
في السجن لن تلعب بكرة قدم تقليدية
السجن كان العقوبة التقليدية الأقل وطأة بين كل العقوبات التي كان يستخدمها عُدي لإرهاب اللاعبين وإجبارهم على الفوز في كل اللقاءات. يقول مدرب المنتخب الوطني العراقي في فترة عدي، إيمانويل بابا (الشهير بعمو بابا): «إن اللاعبين كانوا مجبرين على مشاهدة فيديو قبل اللقاءات لعدي، بينما يتوعدهم فيه بالعقوبات الشديدة إن لم يحققوا الفوز. كان تأثير هذا الإرهاب مدمرًا على اللاعبين». يقول أحمد راضي، اللاعب السابق للمنتخب الوطني العراقي: «لم نكن قادرين على اللعب بشكل جيد في بعض الأحيان؛ وذلك بسبب التفكير فيما يمكن أن يحدث لنا إن فشلنا في تحقيق الفوز».
كانت إحدى التقاليد العقابية الشهيرة التي تهدف لإذلال اللاعبين حلق شعر الرأس بالكامل، بينما كان العقاب المخيف والمؤلم بالنسبة للاعبين، والذي يأتي مع عقوبة السجن، هو أن يُجبر اللاعبون على ممارسة رياضة كرة القدم، ولكن ليس بكرة القدم التقليدية: في هذه المباريات التي تمارَس في حديقة السجن، وفي درجات الحرارة الحارقة، كانت الكرة مصنوعة من الأسمنت المستخدم في عمليات البناء!
إحصاءات المباريات لم تكن لتحليل أداء اللاعبين
تهتمّ الإدارات الفنية لفرق كرة القدم منذ زمن بعيد بإحصاءات المباريات من أجل تحقيق أكبر قدرة على تحليل نقاط الضعف والقوة لدى الفرق، وكذلك الخصوم. هذه الإحصاءات تصنع الرؤية الدقيقة التي يعتمد عليها المدرب من أجل العمل على تطوير كل لاعب بشكل فردي على تفادي نقاط ضعفه، وتدعيم نقاط القوة لديه.
أما في المنتخب الوطني العراقي فكانت الأمور مختلفة بالكامل؛ فكانت الإحصاءات تتم من أجل الوقوف على أكثر اللاعبين إهدارًا للكرات المرسلة إلى الزملاء؛ وذلك لمعرفة عدد اللطمات أو الجلدات التي سيتلقاها اللاعب الذي لم يقدم الأداء المنتظر منه. كان اللاعب الذي يمرّر عددًا كبيرًا من التمريرات الخطأ على موعد مع حصة خاصة من التعذيب والإذلال، فكان يجتمع به عُدي بنفسه في غرفة خلع الملابس، ويعاقبه أو يصفعه على كل تمريرة خاطئة صنعها في اللقاء.
كان أعضاء الفريق الوطني العراقي لا يحصلون على نفس القدر من التعذيب، رغم أنهم جميعًا كانوا يتلقون كل أنواع التعذيب التي خرجت قصصها المرعبة إلى العالم عقب انتهاء عصر الرئيس الراحل صدام حسين. المدرّب المخضرم للمنتخب، إيمانويل بابا، والذي كان فيما يبدو يمتلك علاقة معقدة مع عدي صدام حسين. يروي – إيمانويل – أن عديًا كان يتحدث إليه بنبرة تحمل أقسى أنواع التهديد، وهو التهديد بالقتل المباشر.
يقول إيمانويل: إن عدي قال له ذات مرة «إن خسرت فأنت تعلم ماذا سأفعل بك؛ سوف أقتلك. سوف أقتلك». إيمانويل بابا كان المدرب للمنتخب الوطني في فترات طويلة من عصر عدي، لكنه كان مصدر قلق وغيرة لعدي بسبب شعبيته الطاغية بين جماهير المنتخب العراقي. كان عدي دائمًا ما يقيله عند أية هزيمة، لكنه كان سرعان ما يعيده عندما لا تسير الأمور كما تخيلها، أقال عدي إيمانويل من تدريب المنتخبات العراقية ثم أعاد تعيينه 19 مرة في أثناء إشرافه على المنتخب العراقي.
مقر اللجنة الأوليمبية.. بوابة لسجون العصور الوسطى
يقع مقر اللجنة الأولمبية العراقية في الجانب الشرقي من بغداد، وقد تم إحراقه عقب انتهاء عصر الرئيس الراحل صدام حسين. ظهرت الكثير من القصص التي تحكي حالات التعذيب الوحشي التي كانت تتم في أرجاء هذا المبنى الرسمي. يقول حبيب جعفر، لاعب المنتخب العراقي السابق، عندما ذهب إلى مقر اللجنة عقب انتهاء عصر عدي: «فقط المجيء إلى هذه البوابة يشعرني بالخوف. في الكثير من الأحيان عندما أصل هنا كنت أعلم أن أيامًا من التعذيب تنتظرني».
تم تجهيز المبنى بمجموعة غريبة من أدوات التعذيب التي كانت أكثر من كافية لإلقاء الرعب في قلوب كل أعضاء المنتخب العراقي من أن يلقوا مصير الاحتجاز داخل مقر اللجنة. أحد أغرب هذه الأدوات المخصصة للتعذيب كان تابوتًا معدنيًا مزودًا بمسامير متجهة إلى الداخل، وموزعة على السطح الداخلي للتابوت والغطاء الخاص به، وكان هذا التابوت يتسبب في إصابات بثقوب في جلد الضحايا، إضافة إلى الاختناق الناتج عن نقص الأكسجين.
جهاز آخر تحدث عنه بعض الشهود، وهو إطار معدني كان يوضع داخله اللاعب، ويُربط عند القدم، وحلقات معدنية لتثبيت الكتفين، مع نقاط توصيل الأسلاك يتم من خلالها إرسال شحنات كهربائية إلى جسد اللاعب المعلق في الهواء. ظهرت في نفس الوقت عقب انتهاء عصر صدام حسين بعض الأصوات التي قالت إن الكثير من هذه الادعاءات إنما هي محض مبالغات، وأن الكثير منها لم يحدث مطلقًا، لكن توصيات اللجنة الأولمبية الدولية كانت مصداقًا لكل الروايات التي تدُولت عن عصر رئاسة عدي صدام للجنة الأولمبية العراقية.
بدأت اللجنة الأولمبية الدولية بالتحقيق في بعض التقارير المنشورة عن عمليات الإذلال والتعذيب التي كانت تحدث في مقر اللجنة الأولمبية العراقية، وقد أصدرت اللجنة توصياتها عبر لجنة القيم بالاستبدال بكل المسئولين في اللجنة أشخاصًا ليس لهم أي سوابق في التعذيب، أو أي انتهاكات حدثت في عصر عدي صدام. كانت اللجنة الأولمبية العراقية قد عرضت مجموعة من هذه الأجهزة التي كانت شاهدة على التعذيب الوحشي الذي تعرض له الرياضيون في عصر عدي صدام عام 2004.
منجزات ما بعد 2003
التأريخ والوقائع الملموسة تؤكد على حدوث الكثير من الأحداث الكروية المهمة جداً التي لم تكن مسبوقة على مدار تاريخ الكرة العراقية ومنها غير مسبوق عربياً وآسيوياً حيث تحققت هذه الانجازات في ظل ظروف قاسية جداً إذ أعطت تلك الظروف الحافز الأكبر لمدربينا وللاعبينا لتحقيق هذه الانجازات الكبيرة، لأنهم وجدوا أن الانجاز هو خير رد على كل الذين حاولوا قتل الحياة العراقية برمتها والإبداع العراقي في كل المجالات ومنها لعبة كرة القدم.
ففي عام 2004 تمكن منتخبنا الأولمبي لكرة القدم من الوصول إلى نهائيات دورة أثينا الأولمبية بعد أن كاد يفقد هذه البطاقة لولا الجهود الكبيرة التي بذلها رئيس الاتحاد العراقي السابق لكرة القدم حسين سعيد عندما كثف من اتصالاته مع الاتحاد الآسيوي لغرض استمرار منتخبنا الأولمبي في التصفيات بعد أن تأخر بسبب حرب 2003 عن خوض مباراة الإياب ضد منتخب كوريا الشمالية حيث تمت مقابلة المنتخب الكوري الشمالي في عمّان وهزيمته بأربعة أهداف مقابل هدف واحد ليترشح منتخبنا إلى الدور الثاني في ظل ظروف بالغة التعقيد أمنياً وسياسياً ورياضياً.
ولم تكن ظروف منتخبنا الأولمبي الذي قاده المدرب عدنان حمد سهلة في الدور الحاسم من تصفيات أثينا خصوصاً بعد أن أصبحت بطاقة التأهل تقريباً خارج سيطرته في الدور الأخير لمجموعته حيث كان يتوجب عليه الفوز على المنتخب السعودي كخطوة أولى ثم انتظار نتيجة مباراة منتخبي سلطنة عُمان والكويت حيث أن فوز أحدهما يجعله يخطف بطاقة التأهل مهما كانت نتيجة منتخبنا ضد المنتخب السعودي إلا أن منتخبنا أدى ما عليه وقدم مباراة رائعة جداً ضد المنتخب السعودي وفاز فيها بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد ليحقق ما مطلوب منه ثم جاءته البشرى السارة من خلال انتهاء مباراة منتخبي عُمان والكويت بالتعادل السلبي ليخطف منتخبنا بطاقة التأهل إلى أثينا في ظل ظروف صعبة للغاية.
إنجاز غير مسبوق
وقع منتخبنا في نهائيات دورة أثينا الأولمبية في مجموعة قوية جداً ضمته إلى جانب منتخبات البرتغال وكوستاريكا والمغرب وعندما انطلقت مباريات الدورة الأولمبية كان الوضع الأمني والسياسي والمعاشي في العراق مزرياً جداً حيث شهدت تلك المدة حرباً طاحنة ، لكن طاقمنا التدريبي الذي قاده الكابتن عدنان حمد ولاعبينا أصروا على إدخال الفرحة في نفوس الشعب العراقي وتمكنوا من تحقيق نتائج في غاية الروعة حيث بدأوا بهزيمة منتخب البرتغال الذي كان يقوده النجم كرستيانو رونالدو بأربعة أهداف مقابل هدفين ثم ضمنوا التأهل إلى الدور الثاني بعد هزيمتهم منتخب كوستاريكا بهدفين مقابل لا شيء وتعرضوا لخسارة غير مؤثرة أمام منتخب المغرب بهدف لهدفين ليتأهلوا إلى دور الثمانية وسط ذهول الجميع!
وفي دور الثمانية الذي سبق لمنتخبنا الأولمبي في عام 1980 التواجد فيه حقق منتخبنا الأولمبي مفاجئة من العيار الثقيل عندما هزم منتخب استراليا بهدف في غاية الروعة للاعب عماد محمد ليتأهل منتخبنا إلى دور الأربعة ليكون أول منتخب عربي وآسيوي في تاريخ الدورات الأولمبية يصل إلى هذا الدور ، وكان بإمكان منتخبنا الأولمبي أن يحصل على إحدى الميداليات الأولمبية لولا خسارته لمباراتيه في دور الأربعة أمام منتخب الباراغواي بهدف مقابل ثلاثة ثم خسارته في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع أمام منتخب إيطاليا بهدف مقابل لا شيء ليكون هذا الانجاز هو الأهم في تاريخ الكرة العراقية.
لقب آسيا
في عام2007 ذهب منتخبنا الوطني إلى المشاركة في دورة أمم آسيا ولم يكن أفضل المتفائلين يتوقع أن يحقق هذا المنتخب نتائج جيدة بسبب مستواه المتواضع الذي قدمه في بطولة غرب آسيا في عمّان، إلا أن منتخبنا الذي قاده المدرب البرتغالي فييرا تعامل مع هذه البطولة بواقعية رائعة جداً، فبرغم تعادله مع منتخب تايلاند بهدف واحد لكل منهما في مباراة الافتتاح إلا أنه حقق فوزاً كبيراً على منتخب أستراليا بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد ثم تعادل مع منتخب سلطنة عُمان من دون أهداف ليتأهل إلى دور الثمانية حيث قابل منتخب فيتنام وهزمه بهدفين مقابل لا شيء ليتأهل إلى دور الأربعة ليلتقي منتخب كوريا الجنوبية في مباراة ملحمية حسمها لاعبونا عن طريق ركلات الجزاء ليتواجد منتخبنا للمرة الأولى في تاريخه في نهائي أمم آسيا وارتفعت معنويات لاعبينا وباتوا يفكرون باللقب الآسيوي ولا يرضون بديلاً له حيث قابل منتخبنا الوطني نظيره السعودي في مباراة تاريخية كان اللاعبون العراقيون عازمين على إسعاد الجمهور الذي تعرض قبل ثلاثة أيام من تلك المباراة إلى التفجير وهو يحتفل في شوارع بغداد، حيث كانت آلام العراقيين دافعاً وحافزاً كبيراً للاعبينا ليعودوا بالكأس معهم إلى بغداد وبالفعل حققوا ما أرادوه وتغلبوا على المنتخب السعودي بهدف في غاية الروعة للنجم الكبير يونس محمود ليكون هذا الإنجاز التاريخي هو الأول في مشاركات المنتخب الوطني في دورات أمم آسيا.
كما حصل منتخبنا الأولمبي على مركز الوصيف في دورة الألعاب الآسيوية في الدوحة عام 2006 تحت إشراف المدرب يحيى علوان، بينما حصل المدرب العراقي عدنان حمد على لقب أفضل مدرب عربي وكذلك على لقب أفضل مدرب آسيوي، بينما حصل اللاعبان يونس محمود ونشأت أكرم على لقب ثاني وثالث أفضل لاعب في القارة الآسيوية في عام2007 بينما كان منتخبنا الشبابي في العام الماضي قاب قوسين أو أدنى من الفوز ببطولة أمم آسيا في الإمارات لكنه اكتفى بالمركز الثاني في النهاية.
كأس القارات 2009
نتيجة الفوز بكأس آسيا 2007، تأهل العراق إلى كأس القارات 2009، التي جرت في جنوب أفريقيا في حزيران/يونيو 2009، وقع العراق في مجموعة مع جنوب أفريقيا وإسبانيا، ونيوزيلندا. في المباراة الافتتاحية، تعادل العراق مع جنوب أفريقيا 0-0. وبعدها خسر مع إسبانيا 1-0. وتعادل سلبياً مع نيوزيلندا 0-0 في المباراة الثالثة له وخرج من البطولة من دور المجموعات.
مباريات المنتخب داخل العراق
لعب العراق مبارياته على أرض محايدة في فترة الثمانينات الميلادية بسبب الحرب العراقية الإيرانية، ومع ذلك تأهل العراق لنهائيات كأس العالم لكرة القدم 1986 في المكسيك، وله خمس مشاركات في الألعاب الأولمبية موسكو ولوس انجليس وسول وأثينا وريو دي جانيرو. فشل العراق في التأهل لنهائيات كأس العالم 2002، لعب العراق في العراق ضد إيران، والبحرين، وتايلاند في ملعب الشعب في بغداد، لكن المملكة العربية السعودية رفضت اللعب في العراق بسبب حالة التوتر بين هذا البلد ونظام صدام حسين. في عام 2003، أجبرت الحرب العراق أن يلعب مبارياته خارج البلاد لأسباب أمنية، وهكذا جرت المباريات في الأردن وسوريا وقطر أو الإمارات العربية المتحدة.
نظراً لأحداث الحرب في العراق وبعد الحرب، أصبح العراق غير قادر على استضافة المباريات في العراق. في عام 2009 طلب اتحاد كرة القدم العراقي (IFA) من الاتحاد الدولي لكرة القدم إنهاء الحظر الذي فرض على استضافة المباريات الرسمية في العراق. استأنف العراق لعب مبارياته على أرضه في 10 (عدد) يوليو 2009، فاز العراق 3-0 في مباراة ودية ضد فلسطين في ملعب فرانسو حريري، في أربيل. العراق بعد ثلاثة أيام، في ملعب الشعب في بغداد، فاز العراق 4-0 أمام جماهير يتعدى عددها 50،000. في الشهر نفسه، وافقت اللجنة التنفيذية للاتحاد الآسيوي جعل ملعب أربيل مضيفاً لمباريات المنتخب الوطني العراقي، والأندية في البطولات القارية.
يوم 2 سبتمبر 2011، لعب العراق لأول مرة في تصفيات كأس العالم لكرة القدم على أرض الوطن للمرة الأولى منذ سنوات. لعب ضد الأردن أمام حشد مكون من 24،000 شخص في ملعب فرانسو حريري في أربيل. وذكر مسؤول عن اتحاد الكرة العراقي يوم 22 (توضيح) مارس عام 2013، قبول الفيفا طلب العراق استضافة مباراتين وديتين في بغداد لأول مرة منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003.
في 26 مارس عام 2013، لعب العراق أول مباراة ودية في ملعب الشعب الدولي في بغداد منذ عام 2009 ضد سوريا أمام حشد من 50،000 + شخص في بغداد. ومع ذلك، في 3 (عدد) تموز عام 2013، منعت العراق من الفيفا استضافة مباريات ودية دولية لكرة القدم نتيجة لحالة الفوضى والغياب الأمني على الصعيد الوطني، بعد ثلاثة أشهر بالكاد أعطى الفيفا في بغداد الضوء الأخضر.
اليوم تمر كرة القدم العراقية بأفضل أوقاتها، ليس على مستوى الألقاب والإنجازات، فهي متفاوتة، ولكن على مستوى بناء جيل كروي يمكنه المنافسة في المستقبل القريب على أعلى المستويات، ففي السنوات الأخيرة حدثت تجربة جديدة بالكرة العراقية تتمثل بالبحث عن اللاعبين المغتربين العراقيين في دول العالم وجلبهم إلى المنتخب الوطني لبناء تشكيلة ممزوجة بين لاعبين الدوري المحلي واللاعبين المحترفين في دول العالم ما ينعكس بشكل إيجابي على المنتخب ككل.